غزة- بين شائعتي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي واعتقله تردد اسمه خلال العدوان على غزة مرارا، لكن القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشير المصري أطل -عقب انتهاء الحرب التي استمرت أكثر من عام ونصف- بجسده سليما معافى دون أن يصاب أو يعتقل.

وأجرت الجزيرة نت حوارا مباشرا مع المصري -الذي أسند إشاعة الأخبار المغلوطة عنه وعن قيادات عدة في الحركة- إلى الاحتلال "الذي يسعى من وراء ذلك إلى جمع معلومات أمنية عن الشخصيات المطلوبة لإسرائيل بعد فشلها في الوصول إليهم، حيث تستفيد من التغذية الراجعة من شيوعها، كما أنها تأتي ضمن الحرب النفسية لضرب الروح المعنوية".

وعبر المراسلات المكتوبة كان يطمئن أفراد عائلته عنه ويطمئن عليهم من خلالها، وقد كان هذا الأمر يستغرق أياما في كثير من الأوقات لوصولها، مما يضاعف قلقه عليهم وقلقهم عليه، خاصة في ظل انتشار الشائعات.

ظروف استثنائية

لدى مشير المصري -المكنى بأبي بكر- 8 أبناء (6 فتيان وفتاتان)، وأصبح جَدّا في العدوان، إذ زوّج كبرى بناته وبكر أبنائه قبل بدايتها.

ودمرت الحرب بيته الجديد الذي أقامه في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ولم تمنحه سوى 10 أشهر للعيش فيه، حيث دخله الجنود وفخخوه بعدما نشروا صورا من داخله لأسلحة جمعوها من المواقع العسكرية المحيطة ووضعوا في منتصفها رخصة قيادة خاصة بالمصري، لينسفوا بعد ذلك المنزل كله فيصبح أثرا بعد عين.

إعلان

أوجد يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتباكا عند جل الغزيين، ولا سيما عند المطلوبين للاحتلال الذين يعيشون في كل عدوان ظروفا استثنائية يحاولون فيها اتباع خطة للطوارئ معدة مسبقا، فيضطرون خلال دقائق إلى إخلاء المنزل هم وأفراد عائلاتهم والانفصال عنهم، ليلتقي معهم بعد عام ونصف، وهي فترة جاوزت كل التوقعات، كما يقول المصري.

وأضاف "لم يكن أحد يتخيل أن تكون الحرب بهذه الوحشية والدموية أو أن يطول أمدها، وقد كانت أشد مراحلها وطأة على قلبي حين اُجتيح الشمال".

ويكشف المصري للجزيرة نت أنه لم يخرج من بلدة بيت لاهيا إلى مدينة غزة إلا في اليوم الأول لحصار محافظة شمال القطاع، حيث تسلل من بين فكي كماشة، تاركا إخوته وأبناءه الكبار فيه، ليعيش أياما بالغة الصعوبة، خاصة عقب انقطاع الاتصال بهم، ليتبين بعد انسحاب الاحتلال استشهاد 12 فردا من عائلته كان من بينهم أخواه وعائلاتهما، ليصبح له 3 من الإخوة شهداء بعد فقده الأول عام 2004.

المصري والقادة

وعدّد المصري أسماء إخوته، والتي وصفها بالعسكرية قائلا "أسماء إخوتي ثورة وتحرير وفلسطين وفارس وخميس ورائد، ومشير، وقد كان والدايّ قاصدين ذلك لإذكاء روح الثورة في نفوس أبنائهما".

وجاء اجتياح شبح المجاعة للشمال في وقت كان فيه المصري ومن معه قد عكفوا على الصيام حيث قضوا نصف الحرب صياما ضمن ما وصفها بالفلسفة التعبدية التي سلكوها منذ بداية العدوان.

لكن ونظرا لظروفهم الأمنية المعقدة ومنع تحركهم فقد كانت المجاعة شديدة الصعوبة عليهم، حيث كانت وجبتهم الوحيدة على مدار اليوم هي الإفطار على شوربة العدس إن توفرت.

وتأثر المصري بشكل شديد باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية بحكم علاقته الوطيدة به، كما أنه كان ملهمه في فترات صعوده وقدوته في علاقاته الاجتماعية المفتوحة، كما تأثر بأسلوبه الخطابي مع الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي.

إعلان

ويذكر لقاءه الأخير مع الشهيد يحيى السنوار قبل أيام من عملية "طوفان الأقصى"، إذ أثنى على تصريحات كان قد أدلى بها المصري، معلقا على ذلك بقوله "سيحدث كل ما قلته يا أبا بكر، بل وأكثر".

أما عن القائد الشهيد محمد الضيف فقال المصري "إن قائدا ملهما بحجمه وتضحياته وعمره التاريخي العسكري ومواكبته كل المحطات التي مرت بها كتائب القسام منذ سلاح الكارلو إلى صاروخ عياش 250 لا تليق به خاتمة سوى الشهادة".

القيادي في حركة حماس مشير المصري ومراسلة الجزيرة نت يسرى العكلوك (الجزيرة) ترتيبات أمنية

تشدد حركة حماس ضمن ترتيباتها الأمنية مؤخرا على منع تجمّع عدد كبير من القيادات في المكان ذاته، كي لا تدفع ثمنا كبيرا بخسارتهم كما حدث في معركة "سيف القدس" التي استشهد فيها ثلة من خيرة قادة القسام، بحسب المصري.

كما يوطن المستهدفون أنفسهم وعوائلهم على توقع تلقي خبر الاستشهاد في أي لحظة، وهو أقسى ما يمكن أن يدفعه الإنسان في معركة تحرره مع الاحتلال.

ونفى المصري أن تكون إطالة أمد الحرب قرارا إسرائيليا، بل برأيه، فإن القوى الدولية شكلت للاحتلال مظلة آمنة وصمام أمان للمضي فيها، خاصة مع عدم وجود قوة تحركت لردعه أو لكبح جماحه، كما يعزو ذلك إلى الانحياز الأميركي والأوروبي للاحتلال ودعمهما المفتوح له بالسلاح، وما قابل ذلك من حالة الخذلان العربي والإسلامي.

وقال إن أكبر تحدٍ يواجه حركة حماس اليوم هو المضي في اتفاق وقف إطلاق النار، وتابع" نخوض معركة تفاوضية تشبه مفاوضات البقرة الصفراء، لكننا في الوقت نفسه نديرها بكل حكمة واقتدار أمام وجود ورقة الأسرى القوية في يدنا"، مؤكدا رفض الحركة السماح للاحتلال بالمضي في سياسة المماطلة دون أن يدفع ثمن ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مشیر المصری حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

بعد إخراس «الحية».. مصطفى بكري يكشف أباطيل حماس حول الدور المصري في غزة

على مدار يومين، انبرى الكاتب الصحفي مصطفى بكري، في تفنيد حجج ومزاعم القيادي في حركة حماس الفلسطينية خليل الحية، التي شكك خلال ها في الدور المصري المحوري منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وكان النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، قد رد على تصريحات خليل الحية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، التي شكك من خلالها في الموقف المصري من حرب غزة و إدخال المساعدات إلى القطاع.

وبعد 48 ساعة من رده على تصريحات «الحية»، خرج بكري، عبر شاشة الحدث ليعرب عن استغرابه من البيان الأخير الصادر عن حركة حماس، لافتاً إلى أن ما ورد فيه من مواقف يتناقض مع ما سمعه شخصيًا من قيادات الحركة خلال لقاء سابق.

ووجه بكري لـ الحية تساؤلات كثيرة حول تقصير مصر في دعم سكان غزة، بعد تصريحاتها بشأن المساعدات المصرية لغزة، قائلاً: «عندما تتهم حماس مصر بأن مساعدتها لأهلنا في غزة هي مساعدات وهمية، وتتنكر لدور مصر وما قدمته، فهذا يتماشى مع الحملة المسمومة التي تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية ضد مصر، وهم بذلك يقفون في خندق واحد بنشر الأكاذيب والادعاءات ضد مصر».

واعتبر أن هذه التصريحات تمثل «استفزازًا مرفوضًا»، خاصة في ظل الدور المصري في محاولة وقف إطلاق النار، ومحاولاتها المستمرة للدفع بإدخال المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة سكان قطاع غزة.

وأكد الكاتب الصحفي مصطفى بكري، أن خليل الحية قال «نقدر لمصر حجم المساعدات التي قدمتها إلى أهلنا في غزة، ونقدر للرئيس السيسي مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للتهجير، التي تعمل بكل ما يمكن من أجل المساعدات الاقتصادية والإنسانية التي تقدمها لأهل غزة».

ووصف مصطفى بكري، البيان الصادر من حركة حماس بهذا الشكل أنه «أمر مستهجن» ويمشي في نفس مسار الحملة الممنهجة التي تقوم بها جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي».

وأضاف بكري «بالتأكيد كنا نتمنى من حركة حماس التي صرحت عن نفسها قبل ذلك أنها تحولت إلى حركة تحرر وطني بعيدا عن جماعة الإخوان، وكنا نتمنى أن تتمسك بهذا النهج، ولكن للأسف عندما يتحدث خليل الحية ويوجه بشكل غير مباشر اللوم إلى مصر، وكأنها هي المسئولة عن الحصار، ويصدر اليوم البيان «الفضيحة» الذي يتجافى ويتنافى مع الواقع».

وأشار إلى أن مصر قدمت من 70 إلى 80 بالمائة، من المساعدات الإنسانية التي دخلت إلى قطاع غزة.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري لـ حماس: الشعب الفلسطيني لن يصدق أكاذيبكم.. والمصريون أكثر تمسكًا بدولتهم

مصطفى بكري لـ خليل الحية: مصر لم تقصر في دعم غزة.. وعلى حماس أن تصدر بيانا تقول فيه الحقيقة

مصطفى بكري ينعى الزميلة أميمة إبراهيم الصحفية بالأسبوع

مقالات مشابهة

  • بعد إخراس «الحية».. مصطفى بكري يكشف أباطيل حماس حول الدور المصري في غزة
  • حماس تربط المفاوضات بتحسن الوضع الإنساني في غزة
  • حماس للوسطاء: لا مفاوضات قبل تحسين الوضع الإنساني في غزة
  • الزُبيدي: النصر في معركتنا ضد الحوثي قرار لا رجعة عنه
  • مفاوضات غزة: الوسطاء سلّموا حماس اعتراضات إسرائيل على ردّها.. ما هي؟
  • باحث بجامعة واشنطن: سرعة أمواج تسونامي تشبه الطائرة النفاثة
  • وزير الخارجية المصري: الدور السعودي الفرنسي حرّك ركود حل الدولتين
  • نتنياهو يحمل حماس مسؤولية إفشال المفاوضات
  • تقرير: نتنياهو يدرس ضم أراض في غزة حال فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار
  • كواليس مفاوضات وقف النار في غزة وأسباب انقلاب إسرائيل