يمانيون:
2025-05-19@23:22:53 GMT

الأوهام”الإسرائيلية” من المسلّمات

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

الأوهام”الإسرائيلية” من المسلّمات

إيهاب زكي

نحترف وضع خارطة الأوهام”الإسرائيلية” على طاولة المسلمات، ولا نفكر كثيرًا بالضعف البائن على الكيان برمته، رغم أنّ الوقائع الراسخة والأحداث المتلاحقة تؤكد الوهن الذي يعانيه الكيان بذاته، بعيدًا عن مقومات بقائه، الخارجة كليًا عن إرادته وقدراته، وهي مقومات خارجية لها علاقة بالصراع على هوية القرن الجديد.

يردد الكيان بمسؤوليه وإعلاميه الهرطقات عن نزع سلاح غزة، وإنهاء حكم حماس، فيقوم النخبويون لدينا بالتعاطي مع الأمر كمسلّمات، وأنّ الأمر مسألة وقتٍ فقط، رغم أنّ خمسة عشر شهرًا من الإبادة والقتل والتدمير، لم يستطع الكيان خلالها تحقيق ذلك، فكيف سيستطيع وقت الهدنة؟ وكيف سيفعل في حال العودة للقتل والحرب؟ وما الشيء الذي سيفعله ليتمكن من ذلك؟ وما الجريمة التي سيمارسها ليستطيع ذلك؟ بعد أنْ أعجز قاموس جرائم الحرب على مرّ التاريخ.

إنّ نزع سلاح غزة وإنهاء حكم حماس، يتطلب شيئًا واحدًا، هو احتلال قطاع غزة بالكامل، وهذا بحاجة لحربٍ لا تنتهي، حربٌ يسقط فيها القتلى اليهود على مدار الساعة، فهل هذا ممكن؟ وهل يمتلك الكيان تلك القدرة؟ بالقطع لا، خصوصًا على ضوء تجربة طوفان الأقصى على مدار خمسة عشر شهرًا، حيث كانت عمليات قوات الكيان المؤقت تتسم بالتوالي لا التوازي، شمالًا ثم وسطًا ثم جنوبًا، ثم العودة للشمال مرةً وللجنوب مرة، هذا أيضًا مع تجزئة الشمال والجنوب والوسط إلى محافظات، وليس عمليات برية في كل الشمال أو كل الجنوب أو كل الوسط في عمليةٍ واحدة، فكيف سيتمكن من فعل ذلك باحتلال كل القطاع مرةً واحدة؟

ثم يرددون قضية التهجير قسرًا أو طوعًا، فيأتي دور النخبويين إياهم، ليفتعلوا لهرطقات الكيان بديهيات، ليتم تسويغ تحويرها لمسلّمات، حتى أنّهم لا يغالبون أنفسهم للتفكير بكل المياه التي جرت على مدار أشهر الحرب، وأنّ كل الأهداف والمخططات”الإسرائيلية” المعلنة والمستترة فشلت، وهو فشلٌ ممهور بالحديد والنار، وليس فشلًا سياسيًا أو دبلوماسيًا، بل هو الفشل الذي جمعت له الإمبراطورية الأمريكية كل أدواتها، وكل آلاتها للقتل والتدمير، وكل قدراتها ونفوذها وسطوتها على العالم.

وهو الفشل الذي كان أحد أهم أسباب رضوخ الكيان لاتفاق وقف إطلاق النار، الاتفاق الذي رفضه في جولة مايو/أيار التفاوضية، وهو الفشل الذي أدرك الكيان أنّه فشلٌ غير قابلٍ للاستدراك.

ولكن المفارقة ألّا أحد من هؤلاء ينتبه إلى أنّ أقوى أوراق الكيان، هي أوراقٌ عربية، حيث إنّهم وبدلًا من التصويب على حقيقة الوقائع والأحداث، يلوكونها باعتبارها مظاهر قوة”إسرائيلية”، وهي ورقة المعابر والبروتوكول الإنساني، وهذه الورقة ليست بحاجة لانتزاعها من يدّ الكيان سوى قرار عربي جامع أو مصري منفرد بفتح معبر رفح، والبدء بإدخال المساعدات وكل ما يلزم لإعادة الإعمار، دون انتظار إذن الكيان.

وهذا التواطؤ المعلن، هو ما يستند إليه الكيان في محاولة تحقيق أهدافٍ عجز عنها بالقتل والتدمير والحرب، وهذا ديدن ذاك الكيان العاجز ذاتيًا، حيث يعتمد على التواطؤ العربي والسطوة الأمريكية على حكام العرب، لتحقيق ما عجز عنه بالحرب، ويبدأ الحديث بغطرسة القاتل وعنجهية القادر، رغم أنّ فشله كان على الملأ، لكننا مجددًا نحترف تحويل هرطقاته لمسلّمات.

ولكن بعيدًا عن نخبٍ تشرّبت الهزيمة، طالما هناك من يمتشق السلاح ويعتنق الشهادة، هناك استحالة مطلقة لتحقيق تلك الهرطقات، أمّا في الوقت الذي تتسرب إلينا فيروسات نظريات إلقاء السلاح وفيروس حب الحياة على طريقة الموت الرحيم، الموت الذي يصنعه بقاء الكيان، وأنّه سيقتلنا بالتجزئة لا بالجملة، في ذلك الوقت ستصبح فعليًا هرطقاته مسلمات، أمّا دون ذلك، فعليه أن يبحث عن إحدى مزابل التاريخ، ليضع فيها هرطقاته، وذلك على سبيل التمرين لذهابه كله إلى هناك.

 

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

صحيفة Globes الصهيونية: “إسرائيل” تُعيد إنتاج الفشل السعودي في اليمن

وقال الكاتب بأن “الهجوم الذي شاركت فيه 15 طائرة مقاتلة إسرائيلية، وأسقطت خلاله 35 قذيفة بعد عبورها أكثر من 2000 كيلومتر، وُصف بأنه إنجاز تقني وعسكري، لكنه في جوهره يفتقر إلى البصيرة الاستراتيجية، . إذ يعتقد صانعو القرار في “تل أبيب” أن اليمنيين سيتأثرون بضرب البنية التحتية ومصادر الإمداد، غير أن الواقع اليمني، كما يوضحه إلماس، يُكذّب هذا الافتراض”.

التقرير ينتقد ما وصفه بـ”الجهل الاستخباراتي الإسرائيلي”، المتمثل في الاعتقاد بأن “اليمنيون يهتمون بالرفاهية الاقتصادية للمناطق التي يسيطرون عليها. ويؤكد أن هذه الفرضية تشبه الخطأ الذي وقعت فيه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة حين اعتقدت أن المنح القطرية ستجلب السلام إلى غزة. فكما لم تدفع المعاناة الاقتصادية حركة حماس إلى التراجع، لا يبدو أن الدمار أو الحصار سيُجبر اليمنيون على الانكفاء”.

ويضيف التقرير أن “إسرائيل” تُكرر الخطأ نفسه الذي وقعت فيه السعودية والإمارات خلال سنوات الحرب السابقة، حين اعتقدتا أن القصف المكثف سيؤدي إلى سقوط الحوثيين”.

ويخلص التقرير إلى أن “الحلول المتاحة أمام “إسرائيل” لمواجهة التهديد اليمني باتت محدودة: إما وقف إطلاق النار في غزة، بما يُسهم في تهدئة الجبهات المتعددة، ومنها اليمن؛ أما الاستمرار في القصف، فلن يُسفر إلا عن تعزيز موقع عبد الملك الحوثي سياسيًا واجتماعيًا في بيئة يمنية مفككة ومشحونة، تزداد فيها قيمة من يتحدّى الغارات بدلًا من أن ينهار تحتها”.

 

مقالات مشابهة

  • أرتيتا يثق في دعم جماهير أرسنال رغم الفشل!
  • موقع بريطاني: الفشل الامريكي في اليمن صارخ واستراتيجي
  • الحصار اليمني يجبر الشركات تحويل مسار رحلاتها من مطارات الكيان
  • سليمان مستقبلا مجلس بلدية عمشيت المنتخب: ممنوع الفشل
  • الصادق: الانتخابات البلدية أسقطت كل الأوهام
  • انتكاسة لبرنامج الفضاء الهندي بعد فشل إطلاق قمر صناعي لمراقبة الأرض
  • صحيفة Globes الصهيونية: “إسرائيل” تُعيد إنتاج الفشل السعودي في اليمن
  • اليمن يستهدف عمق الكيان وبيان مهم بعد قليل
  •  عندما يهز صاروخ أسس الكيان…
  • خامنئي يهاجم ترامب: سنزيد من قوتنا وسيُستأصل الكيان