فرحة شراء قوالب الثلج
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
حمود بن علي الطوقي
قضيتُ السنوات العشر الأولى من طفولتي في قريتي السباح، تلك القرية الوادعة التي احتضنت أجمل ذكرياتي الرمضانية، رغم أن رمضان في تلك الأيام كان يتزامن مع فصل الصيف (القيظ) حيث تصل درجات الحرارة إلى مستوياتها القصوى، إلا أن لهذا الشهر روحًا خاصة لا تشبه أي وقت آخر.
وفي النهار، كنا نذهب إلى المدارس، ومن لم يلتحق بالمدارس الحكومية كان يلتحق بمدارس تحفيظ القرآن وكان عمي المغفور له بإذن الله هو معلم القرآن لأطفال القرية والقرى المجاورة مثل قرية الجبل والمويلح والمعترض.
كانت القرية تخلو من الزحام وتنتظر عودة الطلاب إلى مدارسهم، ورغم حرارة الشمس إلا أننا كنا نجد من ظلال النخيل الممتدة وأشجار المانجو تعطينا القوة للصمود لتكملة ما تبقى من نهار اليوم الطويل نحن الأطفال -وأنا منهم- نرى في الصيام مغامرة كبيرة نتسابق فيها على الصمود دون أن يضعف جسدنا أمام العطش.
وبعد صلاة الظهر، وحتى قبيل صلاة العصر كنا نجتمع مع آبائنا في سبلة القرية، تلك السبلة البسيطة المبنية من مواد غير ثابتة وسقفها المصنوع من جذوع الأشجار، هذه السبلة لم تكن مجرد مكان للراحة؛ بل كانت بمثابة مدرسة مفتوحة نتعلم منها الحرف التقليدية؛ فقد تعلمنا منها السمت العماني وتعلمنا من آبائنا كيفية صناعة "الخصف" و"السرد" و"المبدع " وغيرها من الصناعات التي تعتمد على سعف النخيل، أيضاً كنا نستمع إلى قصص الكبار عن الماضي وكيف كانوا يقضون رمضان في سنواتهم الأولى.
وبعد صلاة العصر، كان لنا وقت خاص نجتمع فيه تحت شجرة ضخمة عند مدخل القرية، "السوقمة"، حيث كنا نلعب "الكيرم" ونتنافس بشغف، بينما كان الأطفال الأكبر سنًا يستمتعون بلعبة "الحواليس" لكسر الوقت حتى يحين موعد الإفطار؛ ولم يقتصر نشاطنا على اللعب فقط، بل كان بعض أصدقائنا يتسلقون النخيل لقطف التمر وتجهيزه لموائد الإفطار، في مشهد يعكس روح التعاون بينهم، وكان منظرهم وهم يتنقلون بين النخيل بسرعة ورشاقة يثير إعجابنا، وننتظر نزولهم لنحصل على بعض التمر الطازج الذي كان يعتبر مكافأة لصيامنا.
ولأن رمضان كان في عز موسم اللقيط؛ حيث تصل حرارة الجو إلى ذروتها، ولم تكن الكهرباء قد وصلت إلى القرية بعد، فقد كان برودة الماء ترفًا نلجأ لتحقيقه بشراء الثلج؛ لا أنسى مشهد تاجر الثلج الذي كان يصل إلى القرية من خلال حماره حاملًا قوالب الثلج الكبيرة، وكنا نترقب وصوله بفارغ الصبر نحمل أوعيتنا الصغيرة ونتحلق حوله بشوق، بينما كان يكسر القوالب بأداة حادة ويبيع الثلج حسب قدرة كل منا المالية، وكان هذا المشهد من أجمل لحظات اليوم إذ كنا نحمل قطع الثلج الصغيرة ونركض بها إلى منازلنا قبل أن تذوب لنضيفها إلى الماء ونستمتع ببرودته وسط قيظ النهار.
ومع اقتراب المغرب، كانت رائحة الطعام تعم المكان، ونبدأ نحن الأطفال بالعودة إلى بيوتنا حاملين معنا فرحة يوم آخر من رمضان في قريتنا، حيث البساطة والجمال والدفء العائلي، ورغم بساطة الحياة حينها، إلا أن رمضان في قريتي السباح لا يزال يحتفظ بطعمه الخاص وذكراه العطرة التي ستظل محفورة في وجداني.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
دليلك الشامل لاحتياجات المولود قبل الولادة
بعد مرور أشهر الحمل الأولى واستقرار الجنين، تبدأ الأم في التخطيط والاستعداد لاستقبال مولودها الجديد، ويصبح شراء مستلزماته من أهم الأولويات، وتنشغل بين تجهيز غرفة نومه والتأكد من توفر كافة المستلزمات اللازمة لتغذيته وتغيير الحفاضات وغيرها.
ولتحديد ما تحتاجين إلى شرائه وتجهيزه، أعددنا لك قائمة ببعض من أساسيات مستلزمات المولود الجديد، كالتالي:
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"ادفع لتصبح محمد صلاح".. هكذا يتلاعب السماسرة بأحلام ملايين المصريينlist 2 of 2من الأبيض إلى الأزرق.. ماذا تعني ألوان حليب الرضاعة؟end of listالملابسينبغي أن تكون ملابس طفلك حديث الولادة ناعمة ومصنوعة من الخامات الطبيعية لتجعله مرتاحا وفي دفء، وكذلك ينبغي أن تكون سهلة الارتداء والخلع.
وهذه بعض النصائح التي يمكنك الانتباه إليها:
قد يبدو شراء مقاس "حديثي الولادة" لطفلك أمرا بديهيا (مقاس 0 إلى 3 أشهر)، ولكن من الأفضل اختيار مقاس أكبر قليلا (من 3 إلى 6 أشهر)، إذ غالبا ما تناسب ملابس "حديثي الولادة" الأطفال الذين يصل وزنهم إلى 8 أرطال فقط (حوالي 3 كيلوغرامات ونصف) وهو ما لا يدوم طويلا بالنسبة لمعظم الأطفال، حتى إن بعضهم يولدون بوزن أكبر من ذلك.
يتغير وزن معظم المواليد الجدد سريعا، لذا من الأفضل شراء الحد الأدنى من عدد الملابس بكل مقاس. يفضل تجنب شراء ملابس حديثي الولادة المزودة بالخرز والخيوط والأربطة والشرائط، حتى لا تعرضي طفلك لخطر الاختناق. تذكري أن الأقمشة مثل القطن، على الرغم من كونها مريحة، إلا أنها عرضة للانكماش، لذا يُنصح باختيار مقاس أكبر. ينصح بغسل جميع ملابس طفلك قبل ارتدائها لأول مرة لإزالة الصبغات والمواد الكيميائية الزائدة، مما يُقلل من احتمالية تهيج بشرة طفلك بسبب الملابس، أو تسببها في رد فعل تحسسي.
بعض الأساسيات التي تحتاجين إليها:ملابس داخلية بأكمام قصيرة أو بأكمام طويلة أو بعض من كل نوع حسب موعد ولادة طفلك.
سراويل (4 إلى 8 قطع). بيجامات (7 قطع). 3-6 قطع سالوبيت أو رومبير ("سالوبيت" يشير إلى ملابس تغطي الجسم بالكامل، بينما "رومبير" قطعة ملابس صيفية أقصر). قبعة شمسية. ملابس يمكن ارتداؤها عند الخروج من المنزل. إعلانوإذا كانت ولادتك في فصل الشتاء، احرصي على تجهيز معطف دافئ، وعدة أزواج من الجوارب، وقبعة محبوكة تحافظ على دفء رأس الطفل، إضافة إلى قفازات لطيفة تناسب الأشهر الباردة وبطانيات مناسبة.
مع ذلك، قد تحتاجين لشراء كمية أكبر أو أقل من هذه المستلزمات وفقا لتوقيت الولادة، فالأطفال في الطقس البارد غالبا يرتدون طبقات أكثر، كما يجب مراعاة عدد مرات غسيل الملابس عند تحديد الكمية المناسبة.
تشمل أساسيات تجهيز غرفة نوم طفلك ما يلي:
سرير أطفال.
مرتبة ثابتة ومسطحة: تأكدي من أن مقاسها مناسب تماما للسرير (يجب ألا تزيد المسافة بين المرتبة وحواف السرير عن عرض إصبعين)، وأن يكون لها غطاء قابل للإزالة والغسل.
ملاءات سرير ناعمة: من قطعتين إلى 4 قطع.
جهاز مراقبة الطفل: يمنحك راحة بال إضافية من خلال تنبيهك لأي طارئ محتمل، إلا أنك قد لا تحتاجينه إذا كان منزلك صغيرا ويمكنك سماع طفلك بسهولة، أو إذا كان ينام في غرفتك.
وفي هذا السياق، لا يُنصح باستخدام الوسائد، أو مساند الظهر، أو مساند وضعيات النوم، أو أي منتجات مشابهة تهدف إلى إبقاء الطفل في وضع محدد أثناء النوم؛ إذ حذّرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) من أن هذه المنتجات قد تسبب الاختناق المؤدي إلى الوفاة، كما أنها لا تمنع متلازمة موت الرضع المفاجئ كما يُروج لها.
وأوضحت الإدارة أنه من الأفضل وضع الرضع للنوم على ظهورهم على سطح خال تماما من أي أغراض ناعمة، أو ألعاب، أو وسائد، أو فراش فضفاض، لأن بعض هذه العناصر قد يزيد من خطر تغطية رأس الطفل أثناء النوم.
إذا كنت ترضعين طبيعيا، فلن تحتاجي إلى الكثير من المعدات، فقط احرصي على تجهيز:
حمالات صدر مخصصة للرضاعة: يُفضل اختيار مقاس أكبر من مقاسك المعتاد لضمان الراحة.
وسادات الثدي: اختاري بين الأنواع المخصصة للاستعمال لمرة واحدة أو القابلة للغسل.
مضخة ثدي: قد تساعدك في شفط الحليب عند الحاجة، مع توفير حاويات مخصصة لتخزينه.
أما إذا كنت تطعمين طفلك بالحليب الصناعي، فستحتاجين إلى:
زجاجات رضاعة.
مناديل للتجشؤ.
فرشاة لتنظيف الزجاجات.
حلمات رضاعة إضافية.
حقيبة زجاجات حرارية للحفاظ على الحليب من التلف أثناء التنقل.
الاستحمام والعناية بالطفللتحميم طفلك والعناية به، ستحتاجين إلى:
حوض استحمام بلاستيكي: يُفضل أن يكون مزودا بأسطح مانعة للانزلاق تساعد على إبقاء الطفل في وضع مستقيم، مع حواف ناعمة ومستديرة لضمان الأمان.
شامبو وغسول مناسب للأطفال: تجنبي المنتجات المعطرة التي قد تهيج بشرة الطفل الحساسة، واختاري تركيبات لطيفة لا تسبب الدموع.
مناشف ناعمة بغطاء رأس: للحفاظ على دفء الطفل بعد الاستحمام.
فرشاة شعر ناعمة: الأفضل أن تكون بشعيرات طبيعية فائقة النعومة تناسب حديثي الولادة، بخلاف الفرش البلاستيكية التي قد تكون قاسية على فروة الرأس.
مقص أو مبرد أظافر للأطفال: لتقليم أظافر الطفل بأمان.
مقياس حرارة: لاستخدامه عند الحاجة لمتابعة حرارة الطفل.
تغيير الحفاضاتيُعد تغيير الحفاضات جزءا أساسيا من روتينك اليومي كأم، وللقيام بهذه المهمة ستحتاجين إلى:
إعلانعدة عبوات من حفاضات الأطفال: من الأفضل شراء عبوات صغيرة بأحجام مختلفة، إذ يصعب تحديد الحجم المناسب لمولودك مسبقا.
وسادة تغيير حفاضات مقاومة للماء: لتوفير الراحة والنظافة أثناء التغيير.
أنبوبتان كبيرتان من كريم الحفاضات: للوقاية من التهاب بشرة الطفل.
مناديل أو مناشف للاستعمال مرة واحدة: لتنظيف منطقة الحفاض، ويفضل استخدام القطن خلال الأسابيع الأربعة الأولى من عمر الطفل.
غسول مضاد للبكتيريا لليدين: لاستخدامه عند تغيير الحفاض خارج المنزل.
عربة أطفال قابلة للإمالة حتى يتمكن الطفل حديث الولادة من الاستلقاء بشكل مسطح.
مقعد سيارة: ينبغي أن يكون آمنا ومناسبا لطول طفلك ووزنه. حمالات الأطفال: تساعد على إبقاء طفلك قريبا منك أثناء تنقلك مع ترك يديك حرتين. بعض الألعاب المناسبة لحديثي الولادة مثل خشخيشات وألعاب موسيقية ودمى محشوة وألعاب الحمام، وكذلك يمكنك شراء منظمات الألعاب والتخزين.
وبشكل عام، ينصحك الخبراء بشراء جزء من هذه المستلزمات في كل مرة تتسوقين فيها، مع البحث عن العروض الخاصة، وإذا كان أصدقاؤك يجهزون لك حفل استقبال مولودك الجديد، فكري فيما تحتاجين إليه واطلبي أشياء محددة.