دمشق - يحرص الباحث السوري بشار الشمطية، على توثيق المعالم التاريخية التي دمّرها نظام الأسد وحزب البعث خلال مجزرة حماة في فبراير/ شباط عام 1982، حيث "صَبّ النظام جام غضبه على هذه المدينة التي قالت له لا".

وكرّس الشمطية، البالغ من العمر 69 عاما، جهوده لتوثيق الأماكن التاريخية التي سُوّيت بالأرض خلال تلك الأحداث المأساوية، حيث حوّل الطابق العلوي من حمام تاريخي في مركز مدينة حماة إلى ورشة عمل ثقافية وتاريخية، يعرض فيها الوثائق والصور التي جمعها.

إضافة إلى ذلك، يقدم الشمطية دعما للباحثين الشباب والطلاب الذين يزورونه للحصول على معلومات بشأن تاريخ وبنية المدينة السورية العريقة.

وفي حديث للأناضول، استذكر الشمطية أحداث المجزرة التي وقعت بين 2 و28 فبراير 1982، مسلطا الضوء على تاريخ المدينة وأبحاثه المتواصلة.

وقال الشمطية: "لدي شغف كبير بالتصوير الذي استخدمه لتوثيق المواقع التاريخية في حماة التي استضافت عبر التاريخ العديد من الحضارات، ففيها مبان تاريخية تدل على عمق تاريخ وأصالة هذه المدينة العتيقة".

وأشار أن "جزءاً كبيراً من هذه المباني دُمر خلال مجزرة 1982، منها حي الكيلانية التاريخي الذي دمر بالكامل. كما تضررت أحياء الزنبقي والشجرة والطوافرة".

وتابع: "جرى قصف الجامع الكبير وتدمير الكنيسة القديمة في حي المدينة، إضافة إلى مساجد أخرى، وحتى المتحف لم يسلم من الدمار".

** تفاصيل المجزرة

في أواخر يناير/ كانون الثاني 1982، بدأت قوات نظام الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، بحصار مدينة حماة بحجة قمع انتفاضة قادتها جماعة الإخوان المسلمين، حيث تمركزت الوحدات العسكرية والمدرعات على التلال والمناطق المرتفعة المحيطة بالمدينة.

وفي 2 فبراير من العام ذاته، وتحت قيادة رفعت الأسد، شقيق حافظ الأسد، بدأت المجزرة بقصف جوي ومدفعي مكثف استهدف الأحياء السكنية.

ووفقا لتقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قُتل نحو 40 ألف مدني خلال القصف وعمليات الإعدام الميدانية. كما فُقد أكثر من 17 ألف مدني بعد اقتيادهم من منازلهم إلى أماكن مجهولة، ويُعتقد أن العديد منهم قُتلوا في سجن تدمر سيئ السمعة.

وتعرّضت عدة أحياء للتدمير الكامل، بما في ذلك أحياء السخانة والكيلانية والعصيدة والشمالية والزنبقي وبين الحيرين. كما تضررت أحياء أخرى مثل البارودية والباشورة والأميرية والمنصورة بنسبة تصل إلى 80 بالمئة.

إضافة إلى ما سبق، ألحقت الهجمات أضراراً جسيمة بالمواقع الأثرية، حيث دُمّر 88 مسجداً وثلاث كنائس خلال المجزرة. كما جرى تحويل مجموعة من المدارس والمصانع إلى مراكز احتجاز وتعذيب، واستخدمت المساجد كسجون مؤقتة للمدنيين المعتقلين.

** نقل الجثث بآليات ثقيلة

وأكد الشمطية أن سكان حماة بدأوا منذ ستينيات القرن الماضي في معارضة نظام البعث، مشيرا أن المدينة دفعت ثمنًا باهظًا لموقفها هذا.

وأضاف: "صَبّ النظام جام غضبه على هذه المدينة التي قالت له لا. كان عدد سكان حماة عام 1982 قرابة 250 ألف نسمة، وخلال المجزرة قُتل نحو 40 ألف شخص، بينما لا يزال مصير 60 ألف شخص، بينهم شقيقي، مجهولًا حتى اليوم".

وزاد: "لا نعرف أين هم ولا ما حلّ بهم. فقدت شخصيًا خلال المجزرة أكثر من 20 شخصًا من أفراد عائلتي وأصدقائي المقربين، وقد وثّقت أسماءهم في سجلاتي".

وتابع: "لم نعرف أين دُفن الضحايا. كانت الشوارع مليئة بالجثث، حيث جاءت القوات وجمعتها باستخدام الجرافات. ثم نقلوا الجثث إلى مواقع محددة باستخدام آليات ثقيلة. لقد أُزيلت مدينة كاملة عن الخريطة، وقُتل سكانها بوحشية".

وأشار الشمطية إلى أن "التاريخ لم يشهد مجزرة مماثلة لما ارتكبه النظام، حيث استُهدفت المساجد بشكل ممنهج، وتعرضت جميع الأماكن المقدسة للقصف. ورغم مرور 43 عاما على تلك المجزرة، إلا أنه لا مناص من محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة".

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

الكرملين الروسي يكشف معالم جدول أعمال قمة ألاسكا

أصدر الكرملين الروسي، اليوم الجمعة، بياناً أكد فيه أن مشروعات التعاون الاقتصادي بين روسيا والولايات المتحدة وقضايا الخلافات المتبادلة ستكون على جدول أعمال قمة ألاسكا.

وتابع الكرملين بيانه بالقول :"تسوية الأزمة الأوكرانية ستكون على رأس أولويات قمة بوتين وترامب".

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إن الحرب في أوكرانيا ينبغي أن تتوقف.

وأضاف قائلاً :"لا علاقات تجارية مع روسيا إلا إذا أوقفت الحرب".

اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

جالية العالم العربي بإيطاليا تدعم مصر وتدين تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" سموتريتش: أمريكا لم تأتِ برئيسٍ يدعم إسرائيل مثل ترامب

وأردف بالقول :"روسيا تُريد التفاوض، أعتقد أننا سنحقق نتيجة ما في القمة مع بوتين".

وأكمل :"أعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا من أجل إنقاذ الأرواح".

وأكمل قائلاً :"بوتين يعتقد أن هجماته المستمرة على أوكرانيا تمنحه قوة في المحادثات لكن ذلك يضر به".

قال فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، إن الجيش الأوكراني سيُرسل تعزيزات لوقف التقدم الروسي شرقي أوكرانيا.

وأضاف :"روسيا تضحي بقواتها من أجل تحقيق مكاسب قبل قمة ألاسكا".

وتابع قائلاً :"قمة ألاسكا تفتح الطريق نحو السلام العادل وإلى مناقشة ثلاثية بين كييف وواشنطن وموسكو".

وأصدر البيت الأبيض، امس الخميس، بياناً أكد فيه أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يريد فرض عقوبات جديدة ضد روسيا وأولويته هي الدبلوماسية.

وقال البيان إنه سيتم عقد مؤتمر صحفي بعد لقاء ترامب وبوتين في ألاسكا.

وشدد البيان أن ترامب لديه الكثير من الأدوات التي يمكنه استخدامها إذا لزم الأمر.

ذكرت الوكالة الروسية للأخبار تاس أن 3 أشخاص تعرضوا للإصابة في هجوم بمسيرات أوكرانية على بيلجورود.

يأتي ذلك في ضوء استمرار الحرب الروسية الأوكرانية للسنة الثالثة على التوالي.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق إن الجميع أصبح بحاجة لنهاية حقيقية للحرب.

وتابع مؤكداً على الحاجة لتأسيس أسس أمنية متينة لأوكرانيا والدول الأوروبية.

وأضاف :" أوكرانيا وفرنسا وجميع شركائنا مستعدون للعمل بأقصى قدر ممكن من أجل التوصل لسلام حقيقي".

وأشارت وسائل إعلام روسية إلى  تدمير طائرة أوكرانية مسيرة حاولت مهاجمة العاصمة موسكو.

وذكرت مصادر إعلامية روسية أن هيئة الطيران تفرض قيودا مؤقتة على حركة الطائرات في عدد من المطارات.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق إنه من المُمكن أن يعقد لقاءً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن إنهاء الحرب.

وأضاف بوتين :"من ممكن أن يُعقد هذا اللقاء، لكن يجب تهيئة الظروف لذلك".

وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إنه يجب أن تشارك أوروبا في مسار إنهاء الحرب.

ويأتي ذلك في ضوء تواصل الجهود من أجل إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا منذ 3 سنوات. 

مقالات مشابهة

  • ٢٥ أغسطس.. «المدينة على الشاشة» يدمج سحر السينما بروح التراث في قلب القاهرة
  • الكرملين الروسي يكشف معالم جدول أعمال قمة ألاسكا
  • منتصف آب ينكأ جراح كوجو بذكرى المجزرة الشنيعة
  • تركيا تعلن عودة أكثر من 411 ألف سوري إلى بلادهم منذ سقوط الأسد
  • تقرير يوثق جرائم مروعة في جنوب شرق نيجيريا.. العفو الدولية: أكثر من 1800 قتيل خلال عامين
  • تركيا: عودة أكثر من 400 سوري إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد
  • الداخلية التركية: عودة أكثر من 411 ألف لاجئ سوري منذ سقوط نظام الأسد
  • إدارة الهجرة التّركية: 411 ألف سوري عادوا إلى بلدهم منذ كانون الأول الماضي
  • قمة تاريخية مرتقبة في ألاسكا بين روسيا وأمريكا
  • نتنياهو: أشعر أنني في مهمة تاريخية لرؤية إسرائيل الكبرى