مصر تعلن التوافق على أسماء قادة اللجنة المسؤولة عن إدارة غزة
تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT
سرايا - قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الثلاثاء، إن الشخصيات التي سترأس اللجنة المعنية بإدارة قطاع غزة لمدة 6 أشهر جرى "التوافق" عليها.
ودعا الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، إلى اعتماد خطة إعادة إعمار قطاع غزة وحشد الدعم الإقليمي الدولي تحفظ للشعب الفلسطيني حقه في إعادة بناء وطنه وبقائه على أرضه.
كما دعا السيسي خلال كلمته في أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في العاصمة المصرية القاهرة، الدول للمشاركة في مؤتمر تستضيفه مصر الشهر المقبل لإعادة إعمار قطاع غزة، لضمان عيش الفلسطينيين في بيئة حضارية آمنة.
وقال، إنّ الخطة تشمل مسار خطة للسلام من الناحيتين السياسية والأمنية، تشارك بها دول المنطقة وبدعم من المجتمع الدولي وتهدف إلى تسوية عادلة وشاملة ومستدامة للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى "توجيه الدعم للصندوق الذي سنسعى لإنشائه لتنفيذ هذه الخطة".
وأضاف أن المشاركة في هذه القمة غير العادية في خضم أزمة إقليمية بالغة التعقيد واستجابة لنداء فلسطين، تؤكد التزامكم الذي لا يتزعزع تجاه قضايا أمتنا العربية، حيث يجمعنا اليوم واقع مؤلم يكاد يعصف بالأمن والاستقرار، ويبدد ما تبقى من الأمن القومي العربي، وينتزع أراضي عربية من أصحابها دون سند من قانون أو شرع.
وأضاف أن ذاكرة الإنسانية ستتوقف طويلا أمام ما حدث في غزة، وكيف خسرت الإنسانية قاطبة، وكيف خلف العدوان على غزة، وصمة عار في تاريخ البشرية عنوانها نشر الكراهية وانعدام الإنسانية وغياب العدالة، وأن أطفال ونساء غزة الذين فقدوا ذويهم وقتل منهم عشرات الآلاف، ينظرون إليكم اليوم بعيون راجية لاستعادة الأمل بالسلام العادل والدائم.
وأكّد أن الحرب "الضروس" على قطاع غزة استهدفت تدمير أوجه وسبل الحياة وسعت بقوة السلاح إلى تفريغ القطاع من سكانه، وكأنها تخير أهل غزة بين الفناء المحقق أو التهجير المفروض، وهو الوضع الذي تتصدى له مصر انطلاقا من موقفها التاريخي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني على أرضه وبقائه عليها عزيزا كريما لنرفع الظلم عنه ولا نشارك فيه.
وقال لقد أوهنت الممارسات اللاإنسانية التي تعرض لها أهلنا في فلسطين عزم البعض، إلا أنني كنت واثقا بثبات الشعب الفلسطيني الذي ضرب مثالا بالتمسك بالأرض، وعزيمته وتمسكه بأرضه، فهو مثل بالصمود من أجل استعادة الحقوق.
وقال: "نستذكر في هذا الظرف الدقيق أن مصر التي دشنت السلام منذ ما يناهز خمسة عقود، لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل الذي يحمي المقدرات ويصون الأرض ويحفظ السيادة، ولعل هذا ما ورد بشكل لا يقبل التأويل في معاهدة السلام التي أبرمتها مصر عام 1979 وألزمت كل طرف باحترام سيادة الآخر وسلامة أراضيه، وما يفرض التزاما قانونيا بعدم خلق واقع طارد للسكان خارج أراضيهم كونهم يمثل انتهاكات للالتزام باحترام الحدود الآمنة".
وقال، إنه من منطلق حرص مصر على الأمن والاستقرار الإقليمي، سعت مصر للتوصل لوقف إطلاق النار بالتعاون مع الأشقاء في قطر والأصدقاء في الولايات المتحدة، بهدف بعث الأمل للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة في ظل سلام آمن بين جميع الشعوب.
"عملت مصر بالتعاون مع فلسطين على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والمستقلين توكل إليها إدارة قطاع غزة انطلاقا من خبرات أعضائها" وفقا للسيسي الذي أشار إلى اللجنة مسؤولة عن الإشراف على عملية الإغاثة وإدارة شؤون القطاع لفترة مؤقتة تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
وأضاف أن مصر تعكف على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية التي يتعين أن تتولى مهام حفظ الأمن داخل القطاع خلال المرحلة المقبلة.
كما عملت مصر بالتعاون مع دولة فلسطين والمؤسسات الدولية لبلورة خطة شاملة متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير للفلسطينيين تبدأ بعملية الإغاثة والتعافي المبكر وصولا لعملية إعادة بناء القطاع.
طالب الجميع برفض وإدانة الاعتداءات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك الاقتحامات العسكرية لمدن ومخيمات الضفة المحتلة والأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضي، معربا عن رفضه وبشدة استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، والمساس بالوضع القائم، ونقولها بكل وضوح إن القدس ليست مجرد مدينة بل هي رمز لهويتنا وقضيتنا.
تأتي هذه القمة بطلب من دولة فلسطين، من أجل تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى تجاه التحديات والمستجدة الخطيرة للقضية الفلسطينية، خاصة التوافق العربي على خطة إعادة الإعمار في قطاع غزة دون تهجير أهلنا، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها في قطاع غزة، ووقف الممارسات والمخططات الإسرائيلية في الضفة والقدس، والعمل على تنفيذ حل الدولتين، وصولا إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على خطوط عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، وعندها يتحقق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة.إقرأ أيضاً : ترمب: "أميركا عادت والحلم الأميركي لايمكن إيقافه" .. وسنضم غرينلاند وتستعيد قناة بنماإقرأ أيضاً : رئيس الوزراء الفلسطيني: خطة مصر لإعمار غزة خطوة نحو إقامة الدولة الفلسطينيةإقرأ أيضاً : ترامب يهدد كندا بمزيد من التصعيد في الحرب التجارية
وسوم: #فلسطين#مصر#ترامب#المنطقة#الوضع#قطر#مدينة#القاهرة#اليوم#الدولة#القدس#القمة#غزة#الاحتلال#السيسي#الشعب#الجميع#رئيس#الوزراء#الرئيس#القطاع
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 05-03-2025 09:57 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: غزة الرئيس غزة السيسي القمة مصر المنطقة القمة اليوم غزة اليوم غزة القطاع غزة الوضع مصر الشعب فلسطين الشعب مصر مصر مصر مصر قطر مصر فلسطين غزة القطاع مصر القطاع مصر فلسطين غزة الجميع القدس القدس مدينة القمة غزة فلسطين الاحتلال الدولة القدس فلسطين مصر ترامب المنطقة الوضع قطر مدينة القاهرة اليوم الدولة القدس القمة غزة الاحتلال السيسي الشعب الجميع رئيس الوزراء الرئيس القطاع إعادة إعمار قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة: الاحتلال يستغل حرب إيران لشنّ مذبحة صامتة بغزة
أكد رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية، الدكتور حازم عوني الصوراني، أن "إسرائيل استغلت حربها ضد إيران في تصعيد جرائمها الفاشية بقطاع غزة بعيدا عن أعين العالم"، مضيفا: "استغلت إسرائيل الانشغال الإقليمي والدولي بالحرب مع إيران لتكثيف عملياتها في غزة، بعيدا عن الرقابة الدولية. تم تنفيذ عمليات عسكرية مروّعة تحت غطاء التجاهل الإعلامي والحقوقي".
وأشار، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إلى أن "إسرائيل استغلت الحرب الدائرة مع إيران لتوسيع رقعة عدوانها على قطاع غزة بشكل غير مسبوق. الاحتلال وجد في انشغال المجتمع الدولي بالأزمة الإقليمية فرصة ذهبية لتصعيد عملياته العسكرية بعيدا عن الرقابة الإعلامية والحقوقية".
وأضاف الصوراني أن "إسرائيل كثّفت هجماتها البرية والجوية خلال الأيام الأخيرة تحت غطاء الحرب مع إيران"، مشيرا إلى أن "الاحتلال نفذ عمليات عسكرية مروّعة في غزة، في وقت كان فيه العالم منشغلا بمتابعة تطورات الحرب الإسرائيلية- الإيرانية".
واستطرد قائلا إن "ما يجري محاولة مدروسة لتقليص الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية وتحويل الأنظار عن المجازر المُرتكبة بحق المدنيين في قطاع غزة. إن إسرائيل لم تكتفِ بإشعال الحرب مع إيران، بل استغلتها كستار دموي لتوسيع مجازرها في غزة".
ولفت إلى أن "هذا التصعيد الإسرائيلي تم وسط تراجع واضح في تغطية وسائل الإعلام الدولية لما يحدث في غزة، وهو ما سمح بتمرير جرائم ميدانية مروعة دون محاسبة"، مؤكدا أن "التجاهل الإعلامي شكّل مظلة قاتلة، حيث تمت إبادة عائلات بأكملها دون أن تلتفت إليهم عدسة أو تُصدر بشأنهم منظمة حقوقية بيانا".
وشدّد الصوراني على أن "استغلال إسرائيل للحرب مع إيران في تصعيد عدوانها ضد غزة لا يعبّر فقط عن عقلية استعمارية توسعية، بل يكشف عن ازدراء صريح للقانون الدولي والضمير الإنساني. ما نشهده ليس فقط حملة عسكرية، بل عملية تطهير بغطاء مزدوج: نيران الحرب، وصمت العالم".
وفي تقييمه لحجم الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية مؤخرا، أشار إلى أن "هذا الاهتمام تراجع بشكل كبير، وأصبح المشهد الإنساني في غزة في آخر أولويات العالم. تم تهميش القضية الفلسطينية إعلاميا وسياسيا، ما أعطى الاحتلال هامشا أوسع للمضي في جرائمه، وذلك في واحدة من أبشع فصول التواطؤ الدولي المقنّع بالصمت."
وأكد رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية، أن "الاحتلال قتل في غزة بصمت أكثر مما قتل بالصواريخ، مُستغلا انشغال العالم ليحرق المخيمات ويجرف الأحياء ويحوّل شاحنات المساعدات إلى كمائن موت جماعي".
غزة تُذبح أمام مرأى الإنسانية
وقال الصوراني إن "المشهد الإنساني في غزة كارثي بكل المقاييس؛ حيث بلغ مستويات غير مسبوقة من الانهيار. نحن نتحدث عن شلل تام في كافة مناحي الحياة، وانهيار للخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومياه، ونزوح داخلي حاد. العائلات تفترش الأرض وتلتحف السماء، والمجاعة تطرق أبواب الجميع."
وتابع: "غزة اليوم تعيش ما هو أبعد من الكارثة. نحن لا نتحدث عن نقص غذاء أو دواء، بل عن انعدام كامل لمقومات الحياة. البيوت دُمّرت، المدارس تحولت إلى ملاجئ، والملاجئ أصبحت قبورا مفتوحة للأطفال والنساء. هناك أطفال لا يعرفون طعم الحليب منذ شهور، وأمهات يتوسلن قطرة ماء لإنقاذ رضيع يحتضر بين أيديهن".
وزاد: "نحن نشهد إبادة ببطء، والمجتمع الدولي يتعامل معها كأزمة عابرة، بينما الجثث تخرج من تحت الأنقاض قبل أن تصل إليها المساعدات. كل شاحنة طحين تمر، يقابلها عشرات الشهداء الذين قضوا في انتظارها. الاحتلال لا يقتل فقط بالرصاص والقنابل، بل بالتجويع والعطش واليأس".
وأردف: "الجوع في غزة أصبح أداة حرب أخطر من القتل بالأسلحة، والماء بات سلاحا يُصادر من الأحياء قبل الأموات. المرضى يحتضرون في الممرات، لا أجهزة ولا أدوية ولا حتى مسكنات ألم. مرضى السرطان يتدهورون بلا جرعة علاج واحدة، وجرحى القصف يُنزفون حتى الموت على أبواب المستشفيات المُغلقة والمُدمّرة".
وأشار الصوراني إلى أن "أبسط الحاجات اليومية تحوّلت إلى ترف في غزة. لا صابون، لا فوط أطفال، لا أغطية، لا خبز. حتى التنفس أصبح تحديا داخل الخيام الممتلئة بالدخان والرطوبة والقهر. الناس في غزة لا يعيشون، بل يحاولون النجاة من كل لحظة قهر وذل".
وأكد أن "الحرب سلبت من الغزيين إنسانيتهم قبل أرواحهم"، متسائلا: "كيف يمكن لمجتمع أن يصمد و70% من سكانه نازحون داخليا؟، أين في العالم يركض الإنسان خلف كيس دقيق ويُقتل دونه؟، ومَن الذي يبرر هذا الجحيم المستمر منذ أكثر من 20 شهرا؟ ومَن المسؤول عن صمت العالم؟".
ظروف شديدة القسوة
وقال رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية: "نحن الآن ننزح يوميا في ظروف شديدة القسوة من أجل محاولة توفير قطرة مياه أو لقمة عيش تُبقينا على قيد الحياة".
وتابع: "كميات المساعدات التي تدخل وتدّعي إسرائيل أنها تدخلها إلى قطاع غزة قليلة جدا، لا توفّي 1% من المساعدات التي يستحقها الشعب الفلسطيني. نحن نحتاج يوميا إلى 500 قافلة مساعدات يوميا حتى تكفي الاثنين مليون مواطن في قطاع غزة، لكن الذي يدخل فعليا من مساعدات أقل من 1% فقط، أي أقل من 100 ألف مواطن تصلهم هذه المساعدات، بل وأقل من ذلك بكثير".
وأضاف: "الخيام الموجودة في مخيمات النازحين من شمالها إلى جنوبها اهترأت على النازحين، والحد الأدنى من الأطعمة غير موجودة من الأساس. نحن في الهيئات الخيرية والإنسانية لا نستطيع أن نقدم حتى العدس؛ فقدر العدس لا نستطيع أن نقدّمه لأنه غير موجود أصلا، وحتى إن وجد، يوجد عند بعض كبار التجار الذين يبيعونه بأسعار باهظة. المواطن الفلسطيني عندما يستطيع أن يكفي بيته من القوت اليومي فهو بحاجة لـ 100 دولار يوميا على الأقل، بينما هو لا يستطيع أن يوفر قوت يومه بأي صورة من الصور".
واستطرد قائلا: "عندما يتحدث الإسرائيلي عن الإنسانية ويستنكر قصف إيران لإحدى مستشفياته فهذا عجب العجاب؛ فهو نفسه قام بقصف كل مستشفيات قطاع غزة على رؤوس المرضى والأطقم الطبية بينما هو الآن يتباكى على مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل".
وأكمل: "نحن ضد قصف المستشفيات والمدنيين، ولكن نقول للعدو الإسرائيلي: عليه أن يتعلم من هذا الدرس، أن يبتعد عن هذه المستشفيات الطبية، كما يحافظ هنا، يحافظ هناك، يحافظ على مستشفياتنا الطبية ولا يقصف هذه المستشفيات، لأنها تخدم المدنيين الفلسطينيين وتخدم الإنسانية بشكل عام".
وأضاف: "بصفتي رئيس هيئة تعمل من قلب المأساة، أقول للعالم: غزة تُذبح أمام مرأى الإنسانية. إن لم يكن هناك تدخل عاجل وحقيقي، فسنواجه مجاعة كارثية معلنة، وانهيارا شاملا لكل منظومة الحياة. هذه ليست مبالغة، بل واقع نراه ونعيشه يوميا".
آلية توزيع القتل
وانتقد بشدة رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية، الآلية الحالية لتوزيع المساعدات في غزة، معتبرا أنها "بطيئة ومُعقّدة، ومرتبطة بمزاج الاحتلال. نأمل أن يتم تعديلها لتكون أكثر مرونة وشفافية، لأن الشكل الحالي لم يلبِّ الحاجات الفعلية."
وقال: "تحت حجة أنها فتحت المساعدات للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لكنها لقمة عيش مغمسة بالدماء الفلسطينية. هم فتحوا أكثر من مركز للمساعدات الإنسانية، ولكن الثمن الذي يُدفع أكبر بكثير من هذه المساعدات".
وتابع: "يقوم أهل غزة بالوصول إلى هذه المساعدات، وبالفعل يصلون إلى هناك، ولكن بدلا من أن يأخذوا هذه المساعدات الإنسانية من لقمة عيش، يأخذوها بقصف من الطيران الإسرائيلي وقصف من البارجات الحربية الإسرائيلية، ويقومون بقتلهم في لقمة عيشهم، ويصلون إلى بيوتهم بدون لقمة عيش".
وأوضح: "يعود النازحون من هذه المراكز الإنسانية التي يدّعون أنها إنسانية برعاية أمريكية، ولكنهم يعودون بدمائهم ودماء أطفالهم إلى المستشفيات محمولين على الأكتاف".
وتابع: "كان بإمكان إسرائيل، التي تدّعي الإنسانية والديمقراطية، أن تسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة، والأونروا، أو للمنظمات المحلية التي تعمل منذ سنوات طويلة في قطاع غزة. ونحن كهيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية جاهزون لأي مساعدات نستقبلها من العالم".
وأشار إلى أنه "كانت هناك بعض المشاكل والعراقيل بخصوص المساعدات قبل اعتماد الآلية الجديدة، وهذه المشاكل اختلقتها إسرائيل التي كانت تقصف هذه المساعدات الإنسانية أثناء دخولها. هي مَن تغلق المعابر الإسرائيلية، وتغلق معبر كرم أبو سالم في وجه إدخال المساعدات، وتغلق معبر رفح البري وتمنعه من دخول المساعدات الإنسانية. هي بالفعل مَن تعرقل هذه المساعدات".
وزاد: "المساعدات الإنسانية عندما كانت تصل إلى الأونروا، كانت تصل عبر نظام موحد متعارف عليه في المؤسسات الدولية والمحلية، وكانت المساعدات تصل لكافة المواطنين برسالة محترمة للمواطن، حيث يُوجّه إلى إحدى مراكز الأونروا في قطاع غزة ويتم تسليمه المساعدة بكرامة وعزة".
وأضاف: "ولكن الآن، هم يُبعدون الناس إلى مراكز قريبة من الطرف الإسرائيلي حتى يقومون بمجزرة وقتلهم لأبناء شعبنا الفلسطيني".
وقال: "كرامة الإنسان أن تصل له المساعدة بكرامة وبدون قتل وبدون قصف عليه. لكن الاحتلال الإسرائيلي، بكل أسف، يتعمد في قصفه لهذه المساعدات، وقصفه لهؤلاء الناس الذين يذهبون للمساعدات، وهو يعلم ذلك، أنهم جائعون ويريدون فقط كيس طحين من أي مكان، وعندما تصل هذه المساعدات إلى شمال قطاع غزة يقوم بقصف الناس بدم بارد".
وأضاف: "نحن كهيئة فلسطينية عربية، والمؤسسات الدولية والمحلية في قطاع غزة، نطالب بأن تعود المساعدات الإنسانية بكرامة للشعب الفلسطيني، عبر الأونروا والمؤسسات الدولية، وعبر نقاط توزيع شاملة تصل لكل الناس المحتاجين، وتكون هذه المساعدات عبر النظام المتبع سابقا".
صمت العالم شراكة في الجريمة
وفي وصفه لصمت المجتمع الدولي إزاء سياسة التجويع، صرّح بأن "هناك عجز أخلاقي وإنساني مروّع؛ فالعالم كله يرى المجاعة تُفرض على شعب بأكمله، بينما يكتفي بالتصريحات والبيانات الجوفاء. هذا الصمت شراكة ضمنية في الجريمة".
أما عن دور المنظمات الدولية الكبرى، وعلى رأسها الأمم المتحدة والصليب الأحمر، فقال الصوراني: "للأسف، لم تقم بدورها كما يجب. كان الأداء دون المتوقع، وافتقر للجرأة في مواجهة الاحتلال. كثير من المنظمات اكتفت بالمراقبة وتوثيق الانتهاكات دون فعل حقيقي على الأرض".
وبشأن إمكانية تشكيل موقف دولي موحد للضغط على الاحتلال لإدخال المساعدات، قال: "نأمل ذلك، لكن حتى الآن المواقف متباينة وخجولة. نحتاج إلى تحرك دولي جاد، لا مجرد بيانات شجب واستنكار".
وأكد رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية، أن "المطلوب الآن من المجتمع الدولي هو: موقف حازم، وضغط مباشر لوقف العدوان ورفع الحصار فورا، وتأمين تدفق المساعدات دون قيود أو شروط سياسية."
ابتكار لوجستي وسط الحصار
وفيما يخص نشاط الهيئة التي يترأسها، أكد أن "الهيئة تعمل بكل طاقتها في غزة لمحاولة توفير الغذاء والمأوى والرعاية النفسية، وتنفذ مشاريع إغاثية عاجلة بتمويل من مؤسسات عربية وأهلية. نعمل ضمن إمكانيات محدودة لكن بإرادة قوية، ونسعى لإعادة كرامة الإنسان الفلسطيني إلى مكانها الطبيعي، فوق الطاولة لا تحتها".
ورغم صعوبة العمل في ظل الحرب والحصار، أوضح رئيس الهيئة أنه "في ظل انعدام آليات التوثيق الدقيقة بسبب الوضع الميداني، يمكن القول إننا استطعنا إيصال مساعدات غذائية وإغاثية لحوالي 200 ألف مستفيد خلال الأشهر الأخيرة، رغم الحصار والمعيقات الهائلة".
ولمواجهة التحديات اللوجستية وسط الحصار وانهيار البنية التحتية، أشار إلى أنهم يواجهون "صعوبات كبيرة، لكننا نتعاون مع فرق محلية مرنة، ونستخدم أساليب بديلة كالنقل اليدوي أو عبر الدراجات في بعض المناطق، وننسق مع شبكات أهلية لضمان الوصول".
كما لفت إلى تخصيص الهيئة برامج للدعم النفسي والاجتماعي، قائلا: "خصصنا برامج دعم نفسي عاجل، خاصة للأطفال والأمهات، تشمل جلسات تفريغ نفسي، أنشطة فنية وترفيهية، ودعم اجتماعي بالتعاون مع مختصين".
وحول مصادر تمويل الهيئة، قال الصوراني: "الدعم الأكبر يأتي من مؤسسات عربية شقيقة ومبادرات أهلية، وهناك شراكات محدودة مع منظمات دولية، لكنها غير كافية لحجم الكارثة".
رسالة من قلب غزة
وتحدث الصوراني عن التصورات المستقبلية للعمل الإنساني في القطاع، قائلا: "يجب إعادة هيكلة منظومة العمل الإنساني لتكون أكثر استقلالية واستجابة. نحتاج إلى ضمانات دولية بعدم تسييس المساعدات، وبناء شراكات طويلة الأمد تركز على الاستدامة وليس مجرد الاستجابة الطارئة".
وأشار رئيس هيئة فلسطين العربية للإغاثة والتنمية الأهلية، إلى أن "غزة ليست مجرد مكان على خارطة النزاعات، بل هي قلب ينبض بالألم والأمل معا. هي مدينة لا تعرف سوى الصبر والجلد في وجه محنة لا تنتهي".
وأضاف الصوراني بصوت يملؤه الحزن العميق: "دموعي تُحبس في قلبي لا في عيني؛ ففي كل زاوية من زوايا شوارع غزة المُدمّرة حكايات وجع لا تطيقها ذاكرة بشرية، وأحلام مؤجلة لطفلة ترسم على ركام بيتها بيتا جديدا، وشيخ يتنفس بصعوبة في ظل الحصار، وأم تبحث عن الحليب لأطفالها الجياع".
وذكر الصوراني أن "غزة تنزف، لكنها لا تستسلم. نُقصف فنزرع، نُحاصر فنُطعم بعضنا البعض، نُوجع لكننا نبتسم كي لا ننهار. غزة اليوم لا تريد تعاطفا سطحيا -وليست في حاجة لذلك-، بل تريد شرايين حياة تنقل الأمل والكرامة والحق في الحياة".
وختم حديثه بنداء إنساني لكل قلوب الرحمة والضمير في العالم، قائلا: "غزة ليست مسؤولية الفلسطينيين فقط، بل هي مسؤوليتنا جميعا. غزة لا تطلب المستحيل، بل تطالب بحقها في الحياة، في الدواء، في الطعام، وفي الأمان. غزة لا تموت، لكنها تتألم بصمت ثقيل. وأنا، كابن لهذه الأرض وكإنسان، لن أصمت. سأكتب، سأصرخ، وسأطرق كل باب حتى يسمع العالم صوت الألم والصمود؛ لأن الصمت الآن يعني موتا بطيئا لجيل كامل".