تواصل الألغام الحوثية حصد أرواح المدنيين، حيث رصدت مصادر حقوقية وقوع حادثة انفجار خلال الساعات الماضية في محافظة الحديدة راح ضحيتها أربعة أشخاص بينهم طفل.

وأكدت المصادر، أن لغماً من من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية انفجر في إحدى المناطق الواقعة شمال شرق مديرية الدريهمي، جنوبي المحافظة، متسبباً بسقوط أربعة ضحايا بينهم طفل.

يأتي ذلك بعد أقل من 48 ساعة على إصابة المواطن محمد علي عبدالله (52 عاما) ونجله موسى (10 أعوام) بانفجار لغم من مخلفات المليشيا نفسها في منطقة السويدية التابعة لمديرية الخوخة بمحافظة الحديدة.

وأصيب الأب بجروح متفرقة في جسده، فيما تسبب الانفجار ببتر القدم اليمنى للطفل من الكاحل، والرجل اليسرى من تحت الركبة.

بالتزامن، أصيب 3 مدنيين بجروح مختلفة جراء انفجار لغم آخر للحوثيين أثناء مروهم على متن مركبة مدنية في الطريق الصحراوية بمنطقة اليتمة في مديرية خب والشعف محافظة الجوف.

ومنذ بداية الحرب التي اندلعت على خلفية الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، تقول التقارير الدولية والحكومية، إن الحوثيين زرعوا أكثر من مليوني لغم متعددة الأغراض في مختلف المناطق اليمنية.

ووفقاً للمصادر، خلفت الألغام آلاف الضحايا، أغلبهم من النساء والأطفال، بات المئات منهم يعانون من إعاقات دائمة.

وحسب مصادر حكومية، ترفض المليشيا الحوثية تسليم خرائط الألغام المزروعة في المناطق التي تم دحرها منها، مما يضاعف معاناة المواطنين، خصوصا وأغلب تلك الألغام تم زراعتها في الطرقات وحول آبار المياه والمزارع وأماكن رعي المواشي.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن

قالت صحيفة «الشرق الأوسط» أن مناطق سيطرة المليشيا الحوثية تشهد ارتفاعاً لافتاً في قضايا الثأر والنزاعات العائلية، على الرغم من إعلان الجماعة تبني مبادرات للصلح القبلي وإنهاء الخصومات.

ووفقاً لمصادر أمنية وقضائية تحدثت للصحيفة، فإن الأشهر الماضية سجلت عشرات الحوادث الدموية المرتبطة بالثأر، بعضها وقع خلال محاولات حلّ كانت تحت إشراف قيادات ومشرفين تابعين للجماعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى أبرز هذه الحوادث اندلعت في نوفمبر الماضي بين عائلتين في محيط مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وأسفرت عن مقتل نحو 20 شخصاً وإصابة أكثر من 30، قبل أن تتحول إلى موجة ثأرية استمرت لأيام، وتسببت في شلل شبه تام للحياة في المنطقة.

ووفق مصادر خاصة تحدثت لصحيفة «الشرق الأوسط» فإن الجماعة تتحفظ على الإحصائيات الدقيقة لحوادث الانفلات الأمني في مناطق سيطرتها، في محاولة للتستر على فشلها في إدارة هذه الملفات. 

وتربط المصادر بين تصاعد النزاعات وبين اختفاء قيادات حوثية معروفة، خشية الاستهداف بعد تصعيد الجماعة ضد إسرائيل، وهو ما دفعها إلى تكليف مستويات دنيا بإدارة ملف الصلح، الأمر الذي زاد من تعقيد المشهد وأضعف فاعلية الوساطات القبلية.

الصلح القبلي… أداة نفوذ

وتنظر مليشيا الحوثب إلى ملف الصلح القبلي باعتباره وسيلة لبسط النفوذ داخل القبائل وتعزيز حضورها الاجتماعي، أكثر من كونه آلية لحل النزاعات. 

وتنقل «الشرق الأوسط» عن مصدر قضائي في صنعاء أن بعض القيادات التابعة للجماعة تفرض حلولاً غير عادلة، وتميل لصالح الأطراف الأقوى نفوذاً أو الأغنى، بهدف تحقيق مكاسب مالية أو سياسية. 

ويضيف المصدر أن الأطراف الضعيفة تُجبر على القبول بقرارات الصلح تحت تهديد توجيه اتهامات تتعلق بمخالفة توجيهات زعيم الجماعة.

 نزاعات متوارثة

ليست قضايا الثأر جديدة على المجتمع اليمني، إذ أن بعض المناطق تشهد نزاعات قبلية وقضايا ثأر منذ سنوات طويلة ماضية، يعود بعضها لعقود.

 الجدير بالذكر أن المناطق القبلية تعتبر أكثر عرضة لاندلاع الثأر نتيجة لغياب الدولة وانتشار السلاح في الأوساط القبلية بصورة كبيرة، ولا يمكن إغفال السياق الاجتماعي والأعراف التي تنظر للثأر باعتباره واجباً اجتماعياً لا يُمكن تجاهله أو نسيانه.

وخلال العقود الماضية عملت الحكومات اليمنية المتعاقبة على الحد من هذه الظاهرة عبر حملات توعية، ومبادرات صلح، وبرامج تأهيل، لتأتي الحرب لتعيد ظاهرة الثأر إلى الواجهة بسبب غياب أجهزة الدولة.

 تشير تقارير حقوقية إلى أن حوادث الثأر خلال السنوات الأخيرة أصبحت أكثر دموية وتعقيداً، نظراً لانتشار الأسلحة الثقيلة، وغياب القضاء الفاعل، وتداخل النزاعات مع الولاءات السياسية.

في السياق، يلفت تقرير «الشرق الأوسط» إلى أن مناطق سيطرة مليشيا الحوثي باتت بيئة خصبة لعودة الصراعات القبلية، نتيجة غياب الأمن، وتعدد مراكز القوة، وتدخل المشرفين في شؤون السكان. 

وتستخدم الجماعة هذه الصراعات لفرض الجبايات والنفقات على أطراف النزاع وإجبار بعضهم على بيع ممتلكاتهم مقابل إغلاق الملفات.

تبقى قضية الثأر في اليمن مشكلة قائمة تعجز المليشيات الحوثية عن احتوائها والحد من انتشارها، فالسلاح بات في يد كل من يملك المال، كما أن المجتمعات القبلية تنظر لمن لم يأخذ بثأره نظرة استنقاص واستضعاف، وهذا ما يزيد من خطورة المشكلة التي لم تستطع مؤسسات الدولة قبل سنوات إنهائها!

مقالات مشابهة

  • فيضانات آسفي تحصد ضحايا بين وفيات و مفقودين
  • مزارعو اليمن يواجهون الانهيار وسط تصاعد جبايات الحوثي وتكدّس المحاصيل
  • وزير التموين: لدينا مشروع لإنتاج لب الورق من مخلفات قصب السكر
  • «ترامب» يتحدّث .. وتايلاند تفضح حقيقة الألغام الكمبودية: كانت مُتعمدة وليس حادثًا
  • سماد "منقباد" كارثة بيئية تهدد حياة المواطنين
  • كيم يشيد بجنوده العائدين من كورسك الروسية بعد إزالة الألغام ويكشف عن خسائر في صفوفهم
  • رفع 360 طن مخلفات بمركز البداري فى أسيوط
  • الزعيم الكوري الشمالي يرحب بعودة جنود بلاده من مهام إزالة الألغام في روسيا
  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • شاهد بالفيديو.. آخر ظهور لفنان “الدعامة” إبراهيم إدريس يظهر وهو يحتفل وسط جنود المليشيا قبل أيام قليلة من إغتياله