مالديف تركيا.. لماذا يشبّه العلماء هذه البحيرة بكوكب المريخ؟
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتميّز بحيرة "سالدا" بمياهها الفيروزية الزاهية. لذا، ليس من الغريب ترويجها كـ"مالديف تركيا".
لكن لا تقتصر العناصر الجاذبة لهذه المساحة على جمالها وشواطئها الرملية البيضاء فحسب.
ووفقًا للعلماء، تُعد بحيرة "سالدا" المكان الوحيد على الأرض الذي يشبه فوهة "جيزيرو" على كوكب المريخ.
هذه حقيقة أثارت اهتمام علماء الفضاء، كما أنّها ساهمت في زيادة الوعي البيئي حول هذا الكنز الهش الذي يواجه تهديدات منها التلوث وانخفاض مستويات المياه.
وسافرت أستاذة قسم علوم الأرض، والغلاف الجوي، والكواكب بجامعة "بيرديو" الأمريكية، بريوني هورغان، إلى تركيا في عام 2019 مع فريق وكالة "ناسا" لمركبة "برسيفيرانس" بهدف دراسة البحيرة الغامضة، وصُدمت بمستوى تشابهها مع الكوكب البعيد.
وقالت هورغان لـ CNN: "إنّه مكان فريد بشكلٍ لا يصدق حقًا. من نواحٍ عديدة، شعرتُ وكأنّني أقف على ضفاف بحيرة جيزرو القديمة على المريخ".
في مجال استكشاف الفضاء، يُعَد النظير الكوكبي مكانًا على الأرض مشابهًا أو قابلًا للمقارنة بالظروف الموجودة على كوكب أو قمر آخر.
وأفادت هورغان أنّ العثور على نظير للمريخ في كوكبنا يمثل تحديًا بشكلٍ خاص بسبب المستويات العالية من الحديد والمغنيسيوم التي تشكل تركيبة الكوكب الأحمر.
مع ذلك، ذكرت هورغان أنّ حوض بحيرة "سالدا" مصنوع "من التركيبة ذاتها التي أُنشِئت في قاع المحيط عندما تمزقت القشرة المحيطية وشكلّت قشرة جديدة من باطن الأرض مباشرةً".
وهذه العملية هي السبب وراء بيئة بحيرة "سالدا" الشبيهة بالمريخ، على حدّ قولها.
كما شاركت أستاذة الهندسة الجيولوجية بجامعة إسطنبول التقنية، نورجول بالجي، في دراسات وكالة "ناسا" لبحيرة "سالدا".
ورأت بالجي أنّ البحيرة تساعد العلماء على فهم جيولوجيا المريخ بشكل أفضل، إضافةً لتوفير المعلومات عن تاريخ كوكبنا.
الحاجة إلى حماية أكبرخلال العام الماضي، أعلنت اللجنة الدولية للتراث الجيولوجي (IUGS) عن إدراج بحيرة "سالدا" ضمن قائمتها لأفضل 100 موقع جيولوجي في العالم.
وفي السنوات الأخيرة، عبّر خبراء البيئة عن الحاجة إلى زيادة مستوى الحماية والوعي بقيمة البحيرة.
يشعر بعض الخبراء أنّ إدراج البحيرة ضمن قائمة "IUGS" سيؤثر إيجابيًا على هذه الجهود، ولكن لا يزال آخرون يشكّون في ذلك، مثل المُحاضِر المتقاعد من كلية "إيجيردير" لموارد المياه بجامعة "سليمان ديميريل"، إيرول كيسيجي.
قال كيسيجي: "رُغم تمتع بحيرة سالدا بالعديد من المناطق الحساسة والمحمية.. إلا أنّ هناك مشاكل كبيرة في التطبيق العملي".
وأوضح أنّ "التلوث المفرط والناجم عن بناء البرك والسدود يتسبب في اختفاء النظام البيئي للبحيرة، ومياهها الفيروزية، والأنواع (المتوطنة) فيها تدريجيًا".
كنز ثمين لعشاق الطبيعة على مدار العامالمصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: البيئة كوكب المريخ
إقرأ أيضاً:
بين الموضة والسياسة.. سيدني سويني وإطلالتها المثيرة للجدل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- منذ مشاركة الممثلة الأمريكية سيدني سويني في إعلان مثير للجدل لصالح شركة "أمريكان إيغل" هذا الصيف، الذي فسّره بعض المتابعين على أنه يروّج لفكرة "يوجينيكس"، أي محاولة "تحسين" البشر عبر اختيار من يُسمح لهم بالإنجاب بناءً على صفاتهم الجينية، إضافة إلى ما يُعرف بـ "تفوق العرق الأبيض"، يبدو أنّ كل تصرّف تقوم به الممثلة أصبح تحت المراقبة العامة لمعرفة موقفها السياسي بدقة.
تنتشر لقاءاتها الصحفية بسرعة على الإنترنت، بينما يحاول المتابعون قراءة ما بين السطور، وحتى اختياراتها في الملابس تُحَلّل بحثًا عن دلائل حول معتقداتها الداخلية.
أعادت إطلالتها في برنامج "ذا تونايت شو مع جيمي فالون" الأسبوع الماضي، إشعال الجدل مجددًا. فقد ارتدت فستانًا ضيقًا باللون العنابي، بطول تخطّى الركبة بقليل، مع تسريحة "بوب" قصيرة.
قارن المتابعون، من خلال التعليقات تحت المنشور الترويجي للبرنامج على منصة "أكس"، بينها وبين سكرتيرة الصحافة بالبيت الأبيض كارولين ليفيت، وابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب، والمقدمة السابقة في "فوكس نيوز" ميجن كيلي. وظهرت تعليقات مشابهة أسفل صورة نشرتها سويني على إنستغرام بمشاركة مصفف شعرها. كما انتقد أحد صانعي المحتوى الإطلالة في فيديو، مؤكدًا أن فريق سويني "يفعلون هذا الهراء عن قصد".
تتوافق الإطلالة التي ارتدتها يوم الإثنين، إلى حد ما، مع ما يُعتبر تعريفًا واسعًا للملابس المحافظة. وفقًا لمجلة "ماري كلير"، تفضل النساء في السياسة اليمينية ارتداء "بدلات مع تنورة ضيقة، وكعب عالٍ جدًا، إلى تسريحات شعر منفوخة، ومكياج أنيق" لتحقيق مظهر أنثوي متكامل. واتّفقت فانيسا فريدمان، الناقدة الرئيسية للموضة في "ذا نيويورك تايمز"، على أن الأنوثة في المجتمع اليميني تُبرَز إلى حد كاريكاتوري تقريبًا، وأن الموضة تُستخدَم أساسًا لتعزيز هذا التصوّر.
كان فستان سويني، الذي تميّز بخصر محدد ووسائد كتف خفيفة، خيارًا أكثر نضجًا مقارنة بالتنانير القصيرة والأحذية العالية التي كانت ترتديها في الآونة الأخيرة. وقد حمل توقيع المصمم الأسترالي أليكس بيري، الذي ارتدت تصاميمه أيضًا عدد من المشاهير مثل إيفانكا ترامب، وسيلينا غوميز، ودوجا كات، وجينا أورتيغا، وجينيفر لوبيز، وريهانا.
سواء كان هذا التوجه مقصودًا كإشارة إلى جدل لا ينتهي، أو مجرد اختيار أزياء عشوائي بلا أي معنى، لن يعرف المشاهدون إلا عندما تتحدث سويني بنفسها.
جاءت انطلاقة سويني الكبيرة في العام 2019 من خلال مسلسل HBO الناجح "أوفوريا"، حيث حازت على إشادة نقدية لأدائها كشخصية المراهقة المعقّدة كاسي هاورد. تملك HBO شركة وارنر بروس ديسكفري. منذ ذلك الحين، ظهرت سويني في المسلسل التلفزيوني الأمريكي "ذا وايت لوتس"، وكذلك في الفيلم المستقل "رياليتي"، الحائز على الجوائز، وكوميديا رومانسية مثيرة للجدل "أنيوان بات يو"، ودراما رياضية شديدة الواقعية "كريستي"، التي تروي حياة الملاكمة المحترفة التاريخية كريستي مارتن وشملت تحولًا جذريًا في الشعر والمكياج.
وُصفت سويني بأنها من أكثر المواهب الشابة الواعدة في هوليوود، إلا أن الجدل لم يفارقها أبدًا. ففي العام 2022، انتشرت صور لها أثناء حضورها حفل عيد ميلاد عائلي، حيث كان بعض الضيوف يرتدون قبعات على طراز "ماغا"، ما أثار تساؤلات حول توجهاتها السياسية.
وردت سويني على هذه التكهنات عبر منصة "أكس"، مؤكدة أن الاحتفال كان بريئًا بمناسبة عيد ميلاد والدتها الستين، وتحوّل بطريقة غير مقصودة إلى بيان سياسي سخيف، طالبة التوقف عن إطلاق الافتراضات.
في أغسطس من هذا العام، نُشرت تقارير تفيد بأن سويني كانت مسجّلة كجمهورية في ولاية فلوريدا منذ يونيو/حزيران 2024. لكن إعلانها لشركة "أميركان إيغل" كان الأكثر إثارة للانتقادات بسبب ما اعتُبر خطابًا يروج لفكرة "يوجينيكس". لم تتناول سويني في البداية الجدل الناتج عن الحملة، ما دفع الناس لتكوين استنتاجاتهم حول موقفها من الإعلان.
ثم نشرت إحدى المجلات مقابلة فيديو، سألت فيها سويني عن تداعيات الحملة، فأجابت أنّها فوجئت برد الفعل لكنها لم تعتذر، بل كررت حبها للجينز وأكدت أنها ليست هنا لتخبر الناس بما يجب عليهم التفكير فيه. وعندما سُئلت عما إذا كانت تريد توضيح نيتها، أجابت بالعبارة التي أصبحت شائعة لاحقًا: "أعتقد أنه عندما يكون لدي موضوع أريد التحدث عنه، سيستمع الناس".