سودانايل:
2025-08-13@11:21:12 GMT

دولة القانون .. دستور تأسيس

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

بالعاصمة الكينية نيروبي أعلن تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) عن توقيعه ونشره لدستور السودان الانتقالي لسنة 2025. كما سبق وأشرت بمقالي الأخير تحت عنوان "مأزق السودان الدستوري" أن الدولة السودانية، ومنذ الاستقلال، لم تتأسس بطريقة صحيحة، وذلك لكوننا لم نتبع قواعد التأسيس الستة أو ما يعرف في الفقه الدستوري والسياسي بأحكام إدارة الفترات الانتقالية الاستثنائية.


دون الخوض في تفاصيل دستور تأسيس، وبنظري المتواضع، أن هذا الدستور ولد ميتاً، وسيفشل حتماً في تحقيق أغراضه لما يلي: *السبب الأول*: افتقاره، ومن أصدروه للصفة والقبول محلياً وإقليمياً ودولياً. فتوقيعه خارج السودان وخلال أسبوع من ولادة التحالف المنشئ أوضح دليل على فقدان الوشيجة الدستورية مع طيف واسع من الشعوب التي من المزمع أن يمثلها وينطبق عليها. النظريات الحديثة لهذه الصناعة لم تعد تقبل بالعبوات والوصفات الدستورية الجاهزة بقدرما إشراك أصحاب المصلحة أو على الأقل ممثليهم الحقيقيين في عمليات الإنتاج. كان من المستساق، جدلاً، أن تأتي الخطوة كإعلان أو مشروع وليس دستور كامل الدسم. *السبب الثاني*: من وقعوا وأصدروا هذه الورقة تعوزهم المصداقية لدى معظم المخاطبين به. فالدعم السريع، قيادة وقواعد، وبعدما اقترفوا من جرائم في حق معظم السودانيين يستحيل أن يقبلوا الأخيرون من هذه العصابات أي عدل أو صرف. حركة جيش تحرير السودان (شمال) بقيادة عبد العزيز الحلو، وبتحالفها مع متهمين بجرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية، فقدت أكثر مما كسبت. كثير من قواعده، وبعض من كانوا يكنون للحلو بشيئ من الاحترام نزعوا أيديهم. *السبب الثالث*: معظم القوى المدنية والسياسية التي وقعت هذا الدستور تفتقر للقواعد والسند الجماهيري الواسع، فعلى سبيل المثال لا الحصر، أعلن مجلس الرئاسة بحزب الأمة بأن برمة ناصر لا يملك، ووفقاً لدستور الحزب، حق تمثيله. إبراهيم الميرغني، بدوره، يعاني العزلة عن جماهير الحزب الاتحادي الأصل. إذا كان هذا هو حال أكبر مكونين مدنيين فإن البقية ليست إلا مجرد أسماء لا تمثل إلا نفسها. *السبب الرابع*: هذه القفزة الظلامية، بنظر معظم المحللين والفاعلين السياسيين، انحياز بواح لمعسكر للارتزاق والارتهان للمطامع الإقليمية والدولية على جماجم السودانيين.
بدلاً عن هذه المحاولة اليائسة، كان بوسع من تحالف مع هذه المليشا المتفلتة سياسياً وعسكرياً، دعوتها، ومنذ وقت مبكر، لإعلان وقف إطلاق نار من جانب واحد لتبدأ عمليات التسريح والدمج. رغماً عن تأخر هذه الخطوة إلا أنها ما زالت متاحة. فما سيتحقق بالسلام من مكاسب سياسية ووطنية لن يتحقق بأي تحالفات عسكرية. إزاء هذه الأوضاع، بات من الواضح أن المتشاكسين من فرقاء السياسة السودانية بحاجة إلى أن تنبري وتتحرك إليهم مجموعة وطنية من غيرهم بحيث تتولى تجسير الثقة وتقودهم لما سيخرج الوطن من وهدته، فهل من مجيب؟
عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
5 مارس 2025

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تأسيس يا رئيس !!

مليشيا الدعم السريع وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وتنتحر على اسوار المدن الصامدة انتبهت الى (تأسيس) تنظيم سياسي حاكم بينما أهل الكرامة من أول طلقة وحتى الطلقة الحامية في ماسورة البندقية اليوم بلا تأسيس ولا تنظيم !!

حتى الموقف السياسي الموحد الذي نشأ على قواعد ميدان القتال بين الجيش والقوات المساندة له – فطسناه – بالخلافات حول تشكيل الحكومة الجاري منذ ثلاثة شهور !!
لن تنجح سلطة قائمة مالم يكون خلفها تنظيم سياسي حاكم ويكون حاضنة عاطفة لها وعقل ضابط لسياساتها

لا يمكن أن تستمر الأوضاع هكذا -أن تترك هكذا – الكل يسأل ويبحث عن إجابة /حتى الحكومة الحالية لا احد يجزم بالضبط من كونها وكيف ولماذا ومن هم روافع أعضائها ؟!
من جاء بنوارة و أعاد عضوية سلمى للمجلس السيادي ومن يعمل على تشكيل حكومة كامل ادريس اليوم وكيف ولماذا؟

بالضرورة أن الفريق البرهان لا يقوم بهذه الأعمال الخطيرة وحده ولا كامل ادريس يختار حكومة كامل إدريس وبدلا عن الإعتماد على أفراد مستشارين أو أجهزة خاصة في إختيار المسؤولين/الأفضل مرة و- الف مرة-ان يقوم تنظيم سياسي لمعركة الكرامة من مؤيدي قوى المقدمة المقاتلة -يرشح الحكام ويشكل المجالس ويتحمل مسؤولية تنظيم إدارة الدولة-

البرهان يمكن أن يقود التشكيل السياسي المفترض مثلما يقود التشكيل العسكري وفق ضرورات المرحلة وهذا التنظيم المفترض سيعينه في الكثير بدلا عن حالة الفراغ والسؤال القائمة!

بكرى المدنى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تأسيس يا رئيس !!
  • دنقلا تسجل أعلى درجة حرارة.. والأمطار تعم معظم بقاع السودان
  • الإمارات ترد على السودان.. وتصف الحكومة بـ”سلطة بورتسودان”
  • دولة إفريقية ترفض تسليم سيارات السودان المنهوبة
  • الإمارات: تصاعد التضليل من «سلطة بورتسودان»
  • السفارة السودانية بالدوحة: الحكومة تسيطر على معظم البلاد وترفض السلطة الموزاية
  • الإمارات تدعو إلى إنهاء الصراع في السودان
  • دولة الإمارات تدعو إلى إنهاء الصراع في السودان
  • الإمارات تدعو إلى إنهاء الصراع في السودان وسط تصاعد التضليل من سلطة بورتسودان
  • بيسان اسماعيل تنهار من البكاء على مسرح حفلها في بيروت.. ما السبب؟