رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| "رأفت الهجان".. حينما تحوّل الجاسوس إلى أسطورة رمضانية
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ. كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.
من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة.
لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.
رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية.
واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.
في زمن كانت الدراما المصرية تعكس وجدان المشاهد، جاء مسلسل "رأفت الهجان" ليكتب فصلاً جديدًا في تاريخ التليفزيون، ليس فقط كعمل درامي، بل كملحمة وطنية زرعت الفخر في قلوب المصريين.
المسلسل كان مستوحى من القصة الحقيقية للجاسوس المصري رفعت الجمال، الذي زرعته المخابرات المصرية داخل إسرائيل تحت اسم رأفت الهجان، حيث استطاع اختراق المجتمع الإسرائيلي ونقل معلومات شديدة الخطورة لمصر على مدار سنوات.
جسّد العمل تفاصيل العمليات السرية، العلاقات المعقدة، والمخاطر التي خاضها الهجان في سبيل الوطن، وقدم حبكة مشوّقة تجمع بين الدراما والتاريخ.
عندما عُرض "رأفت الهجان" لأول مرة في رمضان 1988، تحوّل إلى ظاهرة فريدة، حيث اجتمعت الأسر أمام التليفزيون بشغف لمتابعة تفاصيل القصة. نجح المسلسل في تقديم شخصية وطنية أصبحت أيقونة، وارتبط المشاهدون بالبطل حتى شعروا أنه واحد منهم، وليس مجرد شخصية درامية.
حقق المسلسل نجاحًا ساحقًا، واستمر صداه حتى اليوم، حيث أصبح مرجعًا في دراما الجاسوسية، ورسّخ مكانة محمود عبد العزيز كنجم استثنائي.
في تلك الأيام، كان رمضان يحمل طابعًا مختلفًا، حيث لم تكن هناك عشرات القنوات أو منصات البث، بل كانت العائلة تجتمع أمام الشاشة، تتابع عملًا واحدًا بتركيز وشغف.
لم تكن المسلسلات مجرد تسلية، بل كانت تنقل رسائل وتترك أثرًا عميقًا في النفوس، وهو ما فعله "رأفت الهجان"، حينما جعل المشاهدين يشعرون أنهم جزء من معركة مخابراتية حقيقية.
واليوم، رغم تطور الدراما، يبقى "رأفت الهجان" خالدًا في الذاكرة، عملًا لا يُنسى، يعيدنا إلى زمن كانت فيه المسلسلات تصنع التاريخ، لا مجرد حلقات تُعرض ثم تُنسى.
والعمل كان تأليف صالح مرسي (المتخصص في أدب الجاسوسية والمخابرات)، وإخراج يحيى العلمي، الذي قدّم العمل بإيقاع مشوّق وأسلوب سينمائي مميز، وبطولة الفنان الراحل محمود عبد العزيز (في دور رأفت الهجان)، يوسف شعبان، يسرا، نبيل الحلفاوي، محمد وفيق وغيرهم من كبار النجوم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رأفت الهجان رفعت الجمال رمضان محمود عبد العزيز يوسف شعبان نبيل الحلفاوي رأفت الهجان بل کان
إقرأ أيضاً:
قصة حب صنعت أسطورة.. كواليس زواج وانفصال نور الشريف وبوسي
تحل اليوم الإثنين، ذكري رحيل فيلسوف الفن نور الشريف، الذي رحل عن عالمنا عن عمر ناهز 69 عامًا بعد رحلة عطاء، ترك خلالها تاريخًا فنيًا ثريًا وأعمالًا خالدة ما زالت حاضرة في وجدان الجميع في مصر والوطن العربي.
«الأسبوع» يستعرض في السطور التالية، أبرز المحطات الفنية في حياة الراحل نور الشريف..
مولد نور الشريف وبداية مشواره الفنيولد نور الشريف في حي الخليفة بالقاهرة عام 1946، اسمه الحقيقي هو محمد جابر محمد عبد الله، لكن أسرته كانت تناديه بـ «نور»، وشقيقته عواطف، التي كانت تحب الفنان عمر الشريف، اقترحت عليه أن يحمل اسمه، ليصبح نور الشريف.
وبدأ مشواره الفني في فترة دراسته، حيث انضم إلى فريق التمثيل في مدرسته، وكان أيضًا لاعبًا في فريق الأشبال لكرة القدم التابع لنادي الزمالك في موسم 1961، حيث تدرب مع عدد من اللاعبين المميزين مثل حمادة إمام وطه بصري، لكنه اختار في النهاية التركيز على موهبته في التمثيل.
تخرج نور الشريف في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967، تعرف أثناء دراسته بالمعهد على الفنان سعد أردش، الذي رشحه للعمل معه في دور صغير في مسرحية الشوارع الخلفية، ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية روميو وجولييت.
وتعرف أثناء البروفات على الفنان عادل إمام الذي رشحه للمخرج حسن الإمام ليقدمه في فيلم قصر الشوق، وحصل عن هذا الدور على شهادة تقدير وكانت أول جائزة يحصل عليها.
نور الشريف
أعمال نور الشريف
ومن أبرز أعمال نور الشريف التي قام ببطولتها وأسهمت فى صنع نجوميته وانتشاره «الحاجز، بئر الحرمان، قصر الشوق، السكرية، الأبرياء، زوجتي والكلب، سواق الأتوبيس، حدوتة مصرية، ليلة ساخنة، الشيطان يعظ، حبيبي دائماً، الكرنك، أهل القمة، العار، عمارة يعقوبيان، دم الغزال، عيون الصقر، كتيبة الإعدام، مسجون ترانزيت» وغيرها من الأفلام الهامة في السينما.
نور الشريف
أما في الدراما التليفزيونية فقدم الشريف مسلسلات مازالت تعيش في وجدان الجمهور المصري، منها «لسه بحلم بيوم، لن أعيش في جلباب أبي، أرزاق، ثمن الخوف، الثعلب، عمر بن عبد العزيز، هارون الرشيد، الرجل الآخر، عائلة الحاج متولي، الحرافيش، والعطار والسبع بنات، حضرة المتهم أبي، والدالي، الرحايا»، وكان مسلسل خلف الله آخر أعماله التليفزيونية.
نور الشريف
زواج نور الشريف وبوسي
وكون نور الشريف مع الفنانة بوسي ثنائياً ناجحًا أمام الشاشة، كما كان زواجًا ناجحًا أيضًا وقصة حب كبيرة جمعت بينهما، التي بدأت من طرف نور الشريف الذى كان يداوم على الحضور إلى ماسبيرو، وفى إحدى المرات شاهد الفتاة الصغيرة تنتظر دورها فى برنامج «جنة الأطفال»، حيث بدأت بوسى مع شقيقتها نورا صغارا فى برامج الأطفال.
واجتمعا مرة أخرى فى الستينات مع تصوير مسلسل «القاهرة والناس» وكانت بوسى فى الخامسة عشر من عمرها، وهنا بدأت شرارة الحب المتبادل رغم صغر سن بوسى.
وأصر والدها على الرفض حتى أقنعه أصدقاء العائلة ومنهم المخرج عادل صادق، وبعد وساطات متعددة وافق والد بوسى على ارتباطها بنور الشريف وكانت خطبتهما فى يوم عيد ميلادها، وفى عام 1972 أعلنا زواجهما.
وظلا يمثلان ثنائيا ناجحا فى الحياة والسينما لأكثر من 33 عاما قدما خلالها عدة أعمال منها «الضحايا، وآخر الرجال المحترمين، دائرة الانتقام، والعاشقان، حبيبي دائما»، وأسسا معا شركة إنتاج مشتركة، وأنجبا سارة والتي تعمل فى مجال الإخراج، ومى التي قدمت عدد من المسلسلات مع والدها الراحل نور الشريف.
وفى عام 2006 كانت المفاجأة بانفصال العاشقان بعد زواج دام حوالى 34 عاما واستمر الانفصال 9 سنوات حتى عادا لبعضهما فى بداية عام 2015، وفى أغسطس من نفس العام رحل نور الشريف عن الحياة بعد صراعه مع المرض وظلت بوسى بجانبه حتى اللحظة الأخيرة.
وفاة نور الشريفتوفي نور الشريف يوم الثلاثاء 11 أغسطس 2015 في القاهرة بعد صراع طويل مع سرطان الرئة عن عمر يناهز 69 سنة، وتم تشييع جثمانه يوم الأربعاء 12 أغسطس 2015 من مسجد الشرطة بالسادس من أكتوبر.
اقرأ أيضاً«صاحب الرأي والأسلوب الخاص».. حسام داغر يحيي ذكرى وفاة نور الشريف
سارة نور الشريف توضح حقيقة اعتزال النجمة «بوسي»
الفنان محمد التاجي: نور الشريف كان الأب الروحي لي في الفن