الِمُبْتَدَأٍ: -
عَلَى الشُيُوعِيِّ أَنْ لا يَقَعَ فِي قَبْضَةِ الدَعاوِي الديماغوجِيَّةِ الرَجْعِيَّةِ، فَالمَنْهَجُ المادِّيُّ الجَدَلِيُّ؛ وَالفَهْمُ الطَبَقِيُّ لِمَسْأَلَةِ الحَرْبِ؛ قادِر عَلَى تَحْصِينِهِ.
وَالخَبَرُ: -

(21)
التعاطي المُجتزَأ مع قضية في حجم الحرب؛ زاد حدة توتر وإرباك عضوية الحزب؛ وأضر كثيرا بوحدة الفكر والإرادة.

ونلحظ هنا أن مجموعة الرفاق التي رأت دعم الجيش والاصطفاف خلفه -برغم جميع علاته-؛ بررت ذلك بضرورة المحافظة على الوطن؛ الذي يواجه مؤامرة داخلية مدعومة بقوى إقليمية؛ لديها مشاريع ومطامع معلنة في موارد وخيرات البلاد؛ ووفق هذا الفهم تبلورت لدى المجموعة قناعة؛ بأن دعم الجيش مهما كانت سلبياته هو واجب وطنياً (مقدساً)!!.

(22)
لم يثن هذه المجموعة عن موقفها مخاوف اتهامها بتبني نفس موقف فلول النظام البائد؛ وظلت تتمسك بقوة بمبرر أن حماية البلاد من الخطر الداهم مقدما على كل اعتبار؛ ولو أدى الأمر للاصطفاف في خندق واحد؛ كتف بكتف؛ مع الغريم التاريخي والعدو الطبقي!!. لا شك في أن هذه المجموعة من الرفاق قد فسرت مسألة الحرب؛ على أنها صراع بين (الخير) الذي يمثله الجيش وكتائب إسناده و(الشر) الذي يمثله الدعم السريع ومرتزقته!!.

(23)
المتلمس منهجيا لدواعي اصطفاف رفاق كلتا المجموعتين؛ يرى أنهما يعتقدان أن على الطبقة العاملة والشرائح الاجتماعية المسحوقة؛ التخلي عن أي موقف طبقي مستقل؛ واختيار الاصطفاف خلف طرف من طرفي هذه الحرب الرجعية. ولعمري هذه هي الفوضى الفكرية التي لا بد أن تغرس في وحلها قدماك؛ عندما تتخلى عن الموقف الطبقي؛ ويغيب عن ذهنك كشيوعي التحليل المادي الجدلي.

(24)
وأكاد أجزم هنا أن مقاربة رفاق كلتا المجموعتين جوهريا؛ لا تختلف عن مقاربة أولئك اليساريين الإصلاحيين؛ أصحاب النزعة السلمية اللذين كلما نشبت حرب سارعوا إلى إطلاق نداءات التعقل؛ والحلول السلمية؛ بدلا من السعي لفهم الأسباب والمصالح الموضوعية التي أدت إلى الحرب وشرحها لعامة الناس. هؤلاء الإصلاحيون مثاليون في مقارباتهم وفقا لقناعاتهم وباختيارهم؛ فما بال رفاق المجموعتين -المساندة للجيش والداعمة لمليشيا الدعم السريع-؟؟!!.

(25)
الفكر الماركسي يعتبر الحرب ظاهرة اجتماعية واقتصادية؛ مرتبطة بالصراعات الطبقية؛ والمصالح المادية؛ ومن هذا المنطلق فإنه يرفض الحروب العدوانية مبدئيا؛ ويحللها في سياقها التاريخي والطبقي، وليس في سياقها الأخلاقي؛ والحرب العدوانية أيا كانت فهي تزرع الانقسامات في صفوف الطبقة العاملة، والشرائح الاجتماعية الضعيفة؛ وتؤجج الكراهية القومية، وبتالي فهي تدفع الوعي الطبقي القَهْقَرَى إلى الوراء. هذه المبررات المادية أكثر من كافية لوقوف الشيوعي ضدها.

(26)
واجب الشيوعيين في مثل هذه المنعطفات التاريخية المربكة؛ هو التصدي بلا هوادة للتدليس وتغبيش الوعي؛ والسعي الحثيث لتخليص العامة من قبضة الدعاوي الديماغوجية الرجعية، وتمليك الجماهير فهما طبقيا لمسألة الحرب؛ تستطيع من خلاله استيعاب جوهر الصراع الذي نشب بين الأطراف؛ التي تناقضت مصالحها؛ هذا هو واجب الشيوعي المتسق مع منهجه المادي؛ وليس انحيازه العاطفي الاعمى وسقوطه في فخ الأفكار المثالية البائسة.

(27)
عموما كلتا المجموعتين الداعمة للجيش (قناعة) والمساندة للدعم السريع (نكاية) لم يمثلا ثقل عضوية الحزب الشيوعي؛ تلك التي التزمت وسط حيرتها وارتباكها خط قيادة الحزب؛ الداعي لضرورة إيقاف الحرب وحقن الدماء؛ والتحقيق فيمن أشعلها؛ وهو موقف من حيث المبدأ لا غبار عليه؛ إذا ما استكمل بطرح وثيقة (فكرو سياسية)؛ تعالج قضية الحرب من وجهة نظر طبقية.

(28)
قد يقول قائل إن رفض الحرب والدعوة إلى إيقافها؛ التي يتبناها الحزب الشيوعي هو أيضا موقف بائس وصرخة خجولة في آذان صماء؛ شأنها شأن مناشدات اليسار الإصلاحي. ويبدو دون شك هذا النقد صائباً؛ (لو) توقف جهد الحزب الشيوعي عند حدود الدعوة لإيقاف الحرب؛ ولم يتجاوزها قدما بطرح برنامج عملي لوقفها ووضع آليات واقعية لتنفيذ ذلكم البرنامج؛ وحشد أوسع تحالف جماهيري (متجانس) لإنزاله على أرض الواقع.

(29)
توصيف تحالف (متجانس) المذكور أعلاه المقصود به أوسع كتلة جماهيرية مؤمنة بأن الحرب ليست مسألة أخلاقية؛ بل هي مسألة طبقية في الأساس؛ تعكس مصالح مادية قوية. إن الدور الحيوي الهام المناط بالشيوعيين لعبه في مجتمعاتهم؛ هو فضح نفاق الطبقات السائدة؛ وتوضيح المصالح المشتركة للطبقة العاملة والشرائح الاجتماعية المسحوقة.

(30)
توضح الأدبيات الماركسية بجلاء؛ أن مسألة الحرب مثلها مثل مسألة الثورة كلاهما مسألتان أساسيتان؛ تعكسان مصالح طبقية مادية. ولقد تم تناول هذا الموضوع باستفاضة في كتابات ماركس ولينين وتروتسكي. والعجيب في الأمر أن هذه الأفكار المنهجية المرشدة؛ كثيرا ما تُتَجَاهَل في عصرنا الحاضر؛ من قبل دعاة (تخفيف الحمولة الأيدلوجية) !!؛ ويتبنون عوضا عنها فكر إصلاحي عقيم؛ وهذا لعمري تخلي أخرق وغير مبصر عن وجهة النظر الطبقية.
يَتْبَعُ

tai2008idris@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

هل سيشارك حزب الله في المعركة؟

شكّل بيان  الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، قبل أيام، رسالة سياسية واضحة بأن "حزب الله" ليس على الحياد في المواجهة الدائرة بين إيران وإســرائيل. فرغم أن البيان لم يُعلن صراحة عن نية الدخول في الحرب، إلا أن تأكيده "أننا لسنا محايدين" يفتح الباب أمام احتمال أن يُقدِم الحزب في لحظة ما على خطوة ميدانية تضعه في قلب المعركة، إن بشكل مباشر أو غير مباشر.   هذا الموقف، وإن بدا منسجمًا مع الخطاب العقائدي للحزب، يطرح علامات استفهام عديدة حول مدى واقعية دخوله في الحرب اليوم. فالمعطيات الداخلية والإقليمية تشير إلى أن مصلحة الحزب الفعلية تكمن في التريّث، لا في التورط. أولًا، لأن إيران – بحسب ما يردده بعض قياديي الحزب أنفسهم – ليست بحاجة لمن يدافع عنها، وتمتلك قدرات كافية لإدارة المعركة بنفسها. وثانيًا، لأن الحزب لم يُكمل بعد عملية ترميم قدراته العسكرية والبشرية التي تضررت بفعل المواجهات المتواصلة منذ السابع من تشرين، ما يجعله في وضع غير مثالي لأي مواجهة شاملة.   أما السبب الأهم، فهو الواقع الاجتماعي والاقتصادي المتأزم في بيئة الحزب الداخلية. فالشارع الجنوبي والشيعي عمومًا يرزح تحت ضغوط معيشية بعد الحرب، والقدرة على تحمّل تبعات حرب جديدة – في الأرواح أو في البنى التحتية – باتت محدودة. هذا الواقع يجعل قرار التصعيد مكلفًا شعبيًا، حتى لو غُلِّف بالشعارات الكبرى.   وبالتالي، فإن بيان قاسم يمكن اعتباره جزءًا من لعبة التوازن بين الرسائل السياسية والواقع الميداني. هو إعلان عن موقف مبدئي، أكثر مما هو تمهيد لتحرك فعلي ووشيك. الحزب يدرك أنه لا يستطيع أن يبدو خارج الصراع، لكنه في الوقت نفسه لا يرى مصلحة مباشرة في الانخراط الكلي به، أقله في هذه المرحلة. لذلك، يبقى الخيار الأقرب هو الاستمرار في سياسة "ضبط النار"، مع إمكانية المناورة بحدود محسوبة، دون الانزلاق إلى حرب لا يريدها، ولا تتحمّلها بيئته الداخلية اليوم.   المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل: هل يبقى حزب الله خارج المعركة؟ Lebanon 24 تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل: هل يبقى حزب الله خارج المعركة؟ 20/06/2025 11:01:42 20/06/2025 11:01:42 Lebanon 24 Lebanon 24 لهذه المعطيات يوحي "حزب الله" أنه "خارج المعركة" الإقليمية الحالية Lebanon 24 لهذه المعطيات يوحي "حزب الله" أنه "خارج المعركة" الإقليمية الحالية 20/06/2025 11:01:42 20/06/2025 11:01:42 Lebanon 24 Lebanon 24 متى سيشارك "حزب الله" في الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟ Lebanon 24 متى سيشارك "حزب الله" في الحرب الإيرانية الإسرائيلية؟ 20/06/2025 11:01:42 20/06/2025 11:01:42 Lebanon 24 Lebanon 24 قياديون في "حزب الله" يطالبون بانتخاب شورى جديدة Lebanon 24 قياديون في "حزب الله" يطالبون بانتخاب شورى جديدة 20/06/2025 11:01:42 20/06/2025 11:01:42 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً المركز الفرنسي في لبنان ينظم النسخة الـ25 من "عيد الموسيقى" Lebanon 24 المركز الفرنسي في لبنان ينظم النسخة الـ25 من "عيد الموسيقى" 03:54 | 2025-06-20 20/06/2025 03:54:20 Lebanon 24 Lebanon 24 عن مشاركة "الحزب" في الحرب... هذا آخر ما نقله زوّار برّي عنه Lebanon 24 عن مشاركة "الحزب" في الحرب... هذا آخر ما نقله زوّار برّي عنه 03:43 | 2025-06-20 20/06/2025 03:43:52 Lebanon 24 Lebanon 24 المستشفيات الحكومية: مطالبة "المالية" بإعادة تسديد السلف تنذر بكارثة صحية Lebanon 24 المستشفيات الحكومية: مطالبة "المالية" بإعادة تسديد السلف تنذر بكارثة صحية 03:38 | 2025-06-20 20/06/2025 03:38:41 Lebanon 24 Lebanon 24 عن لقاء غراندي مع سلام بشأن عودة النازحين... الخولي: إنشائي وفارغ من الأرقام والخطط الملموسة Lebanon 24 عن لقاء غراندي مع سلام بشأن عودة النازحين... الخولي: إنشائي وفارغ من الأرقام والخطط الملموسة 03:35 | 2025-06-20 20/06/2025 03:35:17 Lebanon 24 Lebanon 24 وفد من نقابة مصممي الغرافيك زار حيدر Lebanon 24 وفد من نقابة مصممي الغرافيك زار حيدر 03:35 | 2025-06-20 20/06/2025 03:35:14 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة جريمة قتل مروعة في الأشرفية.. إليكم ما حصل ليلا Lebanon 24 جريمة قتل مروعة في الأشرفية.. إليكم ما حصل ليلا 23:12 | 2025-06-19 19/06/2025 11:12:19 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. نانسي عجرم تُبهر متابعيها برقص هستيري في أحدث ظهور لها Lebanon 24 بالفيديو.. نانسي عجرم تُبهر متابعيها برقص هستيري في أحدث ظهور لها 13:20 | 2025-06-19 19/06/2025 01:20:00 Lebanon 24 Lebanon 24 زوجته أعلنت الخبر الحزين... وفاة صاحب "الصوت الملائكيّ" بعد صراع مع المرض Lebanon 24 زوجته أعلنت الخبر الحزين... وفاة صاحب "الصوت الملائكيّ" بعد صراع مع المرض 05:55 | 2025-06-19 19/06/2025 05:55:09 Lebanon 24 Lebanon 24 بعيدًا عن التمثيل.. فنانة عربية وابنتها تؤسسان مدرسة للرقص Lebanon 24 بعيدًا عن التمثيل.. فنانة عربية وابنتها تؤسسان مدرسة للرقص 09:48 | 2025-06-19 19/06/2025 09:48:29 Lebanon 24 Lebanon 24 "شو لابسين ما كان في داعي والله".. سارة ابي كنعان بإطلالة جريئة جدا مع زوجها والجمهور ينتقدهما (صور) Lebanon 24 "شو لابسين ما كان في داعي والله".. سارة ابي كنعان بإطلالة جريئة جدا مع زوجها والجمهور ينتقدهما (صور) 04:04 | 2025-06-19 19/06/2025 04:04:18 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب علي منتش Ali Mantash @alimantash أيضاً في لبنان 03:54 | 2025-06-20 المركز الفرنسي في لبنان ينظم النسخة الـ25 من "عيد الموسيقى" 03:43 | 2025-06-20 عن مشاركة "الحزب" في الحرب... هذا آخر ما نقله زوّار برّي عنه 03:38 | 2025-06-20 المستشفيات الحكومية: مطالبة "المالية" بإعادة تسديد السلف تنذر بكارثة صحية 03:35 | 2025-06-20 عن لقاء غراندي مع سلام بشأن عودة النازحين... الخولي: إنشائي وفارغ من الأرقام والخطط الملموسة 03:35 | 2025-06-20 وفد من نقابة مصممي الغرافيك زار حيدر 03:32 | 2025-06-20 عقيص: أنا أثق بالرئيس نبيه بري فيديو نجمة شهيرة تنجو من تشوّه دائم بعد حادث خلال التصوير.. جراح تجميل أنقذها (فيديو) Lebanon 24 نجمة شهيرة تنجو من تشوّه دائم بعد حادث خلال التصوير.. جراح تجميل أنقذها (فيديو) 01:13 | 2025-06-19 20/06/2025 11:01:42 Lebanon 24 Lebanon 24 بكت وقبلت رأسه.. بطل مسلسل "اش اش" يحتفل بزفاف ابنته التي تألقت بفستان من تصميم زوجة والدها (صورة وفيديو) Lebanon 24 بكت وقبلت رأسه.. بطل مسلسل "اش اش" يحتفل بزفاف ابنته التي تألقت بفستان من تصميم زوجة والدها (صورة وفيديو) 00:46 | 2025-06-19 20/06/2025 11:01:42 Lebanon 24 Lebanon 24 فخم جداً: جولة داخل منزل نارين بيوتي الجديد.. مكتب "مخفي" داخله! (فيديو) Lebanon 24 فخم جداً: جولة داخل منزل نارين بيوتي الجديد.. مكتب "مخفي" داخله! (فيديو) 00:09 | 2025-06-19 20/06/2025 11:01:42 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • لهذه الأسباب لم يتدخّل الحزب في الحرب بعد!
  • الوَلَد !! لَمَسَ الأسد !!
  • خصوم حزب الله يريدونه ان يدخل الحرب؟
  • الحزب لن يتخذ القرار السيئ للغاية
  • بنعبد الله يزور الصين لتعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التعاون مع الحزب الشيوعي (صور)
  • بين الجاهزية والعواقب.. هل ينخرط حزب الله في الحرب بين إيران وإسرائيل؟
  • هل سيشارك حزب الله في المعركة؟
  • عن مشاركة الحزب في الحرب... هذا آخر ما نقله زوّار برّي عنه
  • نتنياهو: هذا الشيء الوحيد الذي يُؤخّر انتهاء الحرب في غزة
  • نتنياهو : تغيير النظام الإيراني أو سقوطه مسألة تخص شعبهم