عندما يقولون إنه يجب أن نصمت عن قضية ما لأن الحديث عنها يثير الفتنة، فمثلاً لا يجب الحديث عن قضية الكنابي لأنها تعمّق الانقسامات وتزيد من حدة التوترات، في هذه الحالة، من المستفيد من حالة الصمت؟

عندما يقولوا إن الحديث عن وجود فساد في مؤسسة ما يقلل من كفاءة عمل المؤسسة ويؤثر على منسوبيها، فالأفضل عدم الحديث عن الفساد، فمن المستفيد من حالة الصمت؟

عندما قلنا إنه يجب وقف تمدد حميدتي وكشف نواياه وتحركاته، قالوا يجب الصمت عن ذلك لأنه يثير الفتنة والبلاد لا تحتمل، فمن الذي استفاد من حالة الصمت؟

عندما نقول رأينا، ويقولون لك: “اصمت” مخافة أن يتم وصف حديثك بالعنصرية، فمن المستفيد من عدم حديثنا وصمتنا؟

الإجابة هي أن المستفيد دائماً هو القادر على فرض شروطه بجعل الناس يصمتون.


حسبو البيلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الحدیث عن الصمت عن

إقرأ أيضاً:

أحمد مظلوم باشا.. رجل صنع تاريخ مصر الحديث

أحمد مظلوم باشا كان واحدا من أبرع رجال الدولة المصريين الذين جمعوا بين الخبرة القضائية والإدارية والروح الوطنية المخلصة، ولد في القاهرة عام 1878، في أسرة لها جذور تركية، وكان والده مديرا للأوقاف المصرية، مما جعله ينشأ بين دفء العلم والدين ووعي المسؤولية الوطنية. 

من مصر تعلم الأساسيات، ثم أكمل دراسته في باريس، حيث درس الحقوق وتخصص في الاقتصاد، ليعود إلى بلده وهو محمل بالعلم والمعرفة الحديثة، مستعدا ليكون جزءا من نهضة مصر التي كانت على أعتاب التحول من العهد الخديوي إلى العصر الملكي.

مسيرة أحمد مظلوم باشا كانت مليئة بالتحديات والإنجازات، فقد بدأ حياته الوظيفية بوظائف تشريفية ضمن المعية الخديوية، ثم اتجه للقضاء، فتدرج في المناصب حتى أصبح رئيسا لمحكمة الاستئناف، وولى منصب محافظ القناة، مما جعله مطلعا على تفاصيل الحكم والإدارة العامة، وقادرا على التعامل مع ملفات الدولة بكل حنكة ودراية. 

لم يقتصر تأثيره على العمل القضائي فقط، بل امتدت خبراته لتشمل الوزارات التنفيذية، حيث شغل منصب وزير العدل، ووزير المالية، ووزير الحربية، ووزير المعارف، ووزير الأوقاف، ووزير الزراعة، فضلا عن فترات توليه المناصب بالنيابة، مما يعكس قدرته الفائقة على التكيف وتحمل المسؤولية.

لكن الأهم في حياته كان دوره في الحياة النيابية المصرية، فقد اختير رئيسا لأول جمعية تشريعية أجريت انتخاباتها في عام 1913، وعقدت أول جلساتها في يناير 1914، ليكون شاهدا على لحظة فارقة في تاريخ مصر، وهي انطلاقة البرلمان المنتخب لأول مرة، الذي أصبح رمزا للتعبير عن إرادة الشعب. 

ومرة أخرى، تولى رئاسة مجلس النواب بعد تحولات سياسية كبيرة في بداية عهد الملك فؤاد الأول، ليثبت أن خبرته وتجربته يمكن أن تمثل جسرا بين عهود متعاقبة، وأن الدولة يمكن أن تجد فيها الشخص القادر على الموازنة بين التقاليد ومتطلبات الحداثة.

لم يكن مظلوم باشا مجرد سياسي أو إداري، بل كان إنسانا له رؤية إصلاحية واضحة، فقد أسهم في وضع أسس الاتفاق بين مصر وإنجلترا وفرنسا للحصول على أموال الاحتياطي المصري، وأثبت أن المسؤول الوطني يمكن أن يوازن بين مصالح بلده ومقتضيات السياسة الدولية. 

ولم يقتصر عطاؤه على العمل الرسمي، فقد أنشأ أوقافا للخير، خصص ريعها لدعم الجمعيات الخيرية والإسلامية، كما اهتم بالتعليم والصحة، مما يعكس روحه الوطنية الصادقة وحرصه على رفعة مجتمعه.

أحمد مظلوم باشا كان يعرف قيمة الإنسان والمكان، فقد حافظ على علاقات قوية مع كبار رجال الدولة والقيادات السياسية، ومع كبار الأدباء، وكان على علاقة وطيدة بأمير الشعراء أحمد شوقي، وهذا التوازن الاجتماعي والسياسي جعل منه شخصية فريدة قادرة على أن تجمع بين قوة الدولة ودفء المجتمع. 

وحتى بعد شغله المناصب العليا، لم يتوان عن المشاركة في المؤتمرات الدولية، ومتابعة الشؤون الاقتصادية والتجارية لمصر، حتى في ظل تدهور حالته الصحية، مما يظهر تصميمه وإخلاصه لوطنه.

توفي أحمد مظلوم باشا عام 1949، بعد حياة حافلة بالتجارب والتحديات والإنجازات، وترك إرثا من الخبرة الوطنية والإدارية والسياسية، وإسهامات واضحة في تطوير الدولة المصرية الحديثة. 

ويمكن القول إن مظلوم باشا يمثل نموذجا للرجل الوطني الذي جمع بين الحكمة، والخبرة، والإصلاح، والوفاء لمصر، ليبقى اسمه محفورا في تاريخ الحياة النيابية والسياسية والاقتصادية لمصر، رمزا للإخلاص والعمل المتواصل من أجل رفعة وطنه.

مقالات مشابهة

  • الحقيقة وراء الحرب في السودان: تفنيد رواية البرهان وكشف المستور
  • تركيا تمدد عقدي الغاز مع روسيا لعام وتتطلع للاستثمار في الغاز الأمريكي
  • من المستفيد من استهداف الصينيين بطاجيكستان؟
  • «قالوا عليّ ما بخلفش ».. أحمد فهمي يكشف لأول مرة سبب طلاقه من هنا الزاهد
  • أحمد مظلوم باشا.. رجل صنع تاريخ مصر الحديث
  • القوات المسلحة: الهدنة التي أعلنها المتمرد الكاذب حميدتي ليست سوى مناورة سياسية وإعلامية مضللة
  • التعليم: حظر شعارات المدارس على الشهادات.. وكشف "تضخم الدرجات" إلكترونياً
  • التعليم: حظر شعارات المدارس على الشهادات.. وكشف "تضخم الدرجات" إلكترونياً-عاجل
  • الجيش السوداني: هدنة المتمرد الكاذب حميدتي ليست سوى مناورة
  • التأمينات الاجتماعية.. مستندات صرف المعاش لأفراد عائلة المستفيد