يحل اليوم ذكرى الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب والذي يوافق 9 مارس من كل عام، حيث تحتفل القوات المسلحة في مثل هذا اليوم بالشهداء الذين ضحوا بأنفسهم و أرواحهم الطاهرة في سبيل هذا الوطن.

سبب اختيار 9 مارس كيوم الشهيد

يعود اختيار يوم التاسع من مارس ليصبح يوم الشهيد، تزامنًا مع ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وهو أحد أشهر القادة العسكريين في النصف الثاني من القرن العشرين.

نال الفريق أول عبدالمنعم رياض الشهادة في اليوم التاسع من مارس عام 1969، وذلك حينما قام بالمرور على القوات في الصفوف الأولى باليوم الثاني أثناء حرب الاستنزاف، وأثناء تفقده للقوات في الخطوط الأمامية في شمال الإسماعيلية للشد من أزرهم وتشجيعهم على مواصلة القتال في تلك المرحلة الصعبة والتي يستنفذ فيه الجيش المصري قوات العدو، تمت إصابته بنيران مدفعية العدو، حيث كانت الإصابة قاتلة وقد فارق الفريق أول عبد المنعم رياض الحياة خلال محاولات إسعافه ونقله إلى مستشفى الإسماعيلية. 

اختيار يوم الشهيد 

بعد حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 وتحقيق النصر، تم اختيار يوم 9 مارس من كل عام للاحتفال بيوم الشهيد تمجيدًا وتخليدًا لذكرى استشهاد الفريق اول عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق.

تمثال عبدالمنعم رياض

إلى جانب ذلك، منح الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نجمة الشرف العسكرية إلى الفريق أول عبدالمنعم رياض، والتي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر، وتمجيدًا لدوره الخالد تم وضع تمثال كبير له في أحد ميادين القاهرة بمنطقة التحرير بوسط البلد اسمه على الميدان الذي يعرف حاليًا بميدان عبدالمنعم رياض. 

الجنرال الذهبي

استحق الفريق عبد المنعم رياض أن يٌلقب بالجنرال الذهبي، وذلك نظرًا لخبرته العسكرية الكبيرة وقدرته الفائقة على التخطيط وممارسة العمل الميداني حتى اللحظة الأخيرة بين جنوده في المعركة، فهو حقًا جنرال داخل الأوساط العسكرية، ويتم تدريس سيرته وبطولاته وإنجاراته العسكرية في الكليات والمعاهد الحربية. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: يوم الشهيد عبد المنعم رياض الجنرال الذهبي الشهيد 9 مارس الفريق أول عبدالمنعم رياض المزيد عبد المنعم ریاض عبدالمنعم ریاض یوم الشهید

إقرأ أيضاً:

الإنسان بين نعمة الهداية وشهوة الطغيان .. قراءة دلالية في وعي الشهيد القائد رضوان الله عليه

حين يقرأ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) القرآن الكريم، فإنه يغوص في أعماق المعاني، ويتعامل مع النص القرآني بوصفه حيًّا ناطقًا، يخاطب الإنسان في وجدانه وسلوكه وواقعه اليومي، ومن بين الآيات التي توقف عندها بتأمل واسع وقراءة ذات طابع روحي وفكري، هي الآيات الأولى من سورة النحل، التي تبدأ بقوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل:2)

يمانيون / خاص

 

في هذا التناول القرآني، يعرض الشهيد القائد الآيات كنافذة يدخل منها القارئ إلى فضاءٍ واسع من النعم الإلهية، والهداية الربانية، وقوانين الطغيان الإنساني، وتفاصيل الرحمة المتجلّية في الخلق والتسخير والجمال، إنه يُمهّد لقراءة تربط بين الهداية كأعظم نعمة، والكون كمنظومة تسخيرٍ رحيمٍ للإنسان، والإنسان ذاته ككائن متمرّد حين يرى نفسه مستغنيًا.

هذا التمهيد الذي يبدأ بذكر “أمر الله” لا يُفهم عند الشهيد القائد على أنه مجرد تهديد بالعقوبة، بل كمفتاح لفهم الجدّية في مشروع الهداية الإلهي، وكمال الرعاية الربانية التي تشمل أدق تفاصيل حياة الإنسان، من إرساله الأنبياء وإنزال الكتب، إلى تسخيره الأنعام وتهيئة الأرض بجمالها ومنافعها.

من هنا تبدأ رحلته مع الآيات، رحلة لا تكشف عن معناها الظاهري فقط، بل تكشف عن علاقتها بالواقع، وعن مسؤولية الإنسان في التفاعل مع نعم الله، خشيةً وشكرًا وعبادة.

 

الهداية .. قمة النعم الإلهية

يبدأ الشهيد القائد بتسليط الضوء على النعمة الأساسية، والمركزية في حياة الإنسان، نعمة الهداية، عبر إرسال الأنبياء وإنزال الكتب، حيث يؤكد أن هذه النعمة هي الأولى والأعظم، وتُقدَّم على ما سواها من النعم، حتى نعمة الخلق والرزق،  قوله: ’’هذا أول شيء، وأهم النعم نعمة الهداية بالنبوة…’’ ،، يبرز هذا الترتيب الدلالي لمفهوم النعمة أن الشهيد القائد لا ينظر إلى الدين كمجرد ثقافة، بل كضرورة وجودية مرتبطة ببقاء الإنسان في مساره الصحيح.

 

الخلق بالحق .. لا عبث في خلق الله

في معرض المعنى الدلالي في قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} ، يؤكد الشهيد القائد رضوان الله عليه ، أن هذا الخلق لم يكن عبثًا، بل لحكمة وغاية، وهذا يلفت النظر إلى مركزية الغاية في العقيدة الإيمانية، حيث كل ما حول الإنسان له وظيفة، وكل نظام كوني يحمل رسالة.

 

الطغيان الإنساني عند الغنى .. جحود النعمة

من أهم المحاور الدلالية في الخطاب تحذير الشهيد القائد من انقلاب الإنسان على خالقه حين يرى نفسه مستغنيًا، يستشهد بآيات كثيرة منها:  {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} ، وهنا يستنبط القائد درسًا عميقًا،  أن الطغيان لا ينبع فقط من الجهل أو الحاجة، بل غالبًا ما ينبثق من حالة الاستغناء والغفلة، وبالتالي يدعو إلى الحياء من الله في لحظات الرخاء، لا فقط في لحظات الشدة.

 

نعمة الجمال في الخلق الإلهي

يتناول الشهيد القائد جانبًا مميزًا في النعمة،  البعد الجمالي، ويعتبره نعمة مستقلة، ومن الأمثلة التي أوردها ، جمال الأنعام عند السرح والرواح ، ومناظر الزرع والثمار، وألوان الفواكه وروائحها،  ’’حتى جانب الجمال، هو أيضاً مما هو ملحوظ داخل هذه النعم الإلهية…’’ ، الرسالة هنا أن الله لا يُعطي فقط ما تحتاجه أجسادنا، بل ما تطرب له أرواحنا وأبصارنا، وفي هذا تكامل للنعمة يجعلها شاملة لحياة الإنسان الحسية والوجدانية.

 

الرحمة الإلهية في التسخير والتنوع

من خلال استعراضه لخلق الأنعام والخيل والبغال والحمير، يبيّن الشهيد القائد أن هذا التسخير نابع من رأفة ورحمة إلهية،  يقول : وأنتم لا تملكون أن تسخروها لأنفسكم فسخرها لكم؛ لأنه رؤوف بكم، رحيم بكم ، يشير إلى أن الإنسان ليس هو المتحكم الحقيقي في سنن الكون، بل هو مُكرَّم بتسخيرٍ من الله، وأن من واجبه الاعتراف بهذا الفضل والتواضع أمامه.

 

الهداية .. مسؤولية الله وحقه المطلق

يعود القائد ليؤكد مركزية الهداية كخط رسالي، فيقول: ’’وكأنه يقول لنا، أنا الذي أهدي، وأنا الذي يهمني أمركم…’’ ، في هذا الموضع يؤكد على حق الله في أن يهدي، وأن ذلك ليس خاضعًا لميول البشر أو رؤاهم، بل هو نابع من إرادته ورحمته، فكما تكفّل الله بالرزق والخلق، تكفل أيضًا بالهداية.

 

أخيراً

المعاني الدلالية في قراءة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي للآيات، ليس تفسيرًا تقليديًا قائمًا على البيان اللغوي فقط، بل هو تأملٌ روحي واجتماعي وتحليل نفسي لطبيعة الإنسان في تعامله مع النعم. يبرز فيه عمق البصيرة الإيمانية، والربط بين الآيات والواقع الاجتماعي والاقتصادي، والتنبيه على خطر الغفلة في الرخاء، والدعوة إلى التأمل في الجمال كدليل على رحمة الله، وإثبات أن الهداية من الله وحده، وهي أعظم نعمة على الإطلاق.

مقالات مشابهة

  • عبدالمنعم إمام: مصر بلد واعدة.. ودعوات مقاطعة انتخابات البرلمان مغرضة
  • أمانة العاصمة تناقش التحضيرات للاحتفال بالمولد النبوي الشريف
  • روبيو يكشف عن من سيدعمه في انتخابات 2028 ويتحدث عن علاقته بترامب
  • سد النهضة.. إثيوبيا تستعد للاحتفال وسط اتهامات مصرية سودانية
  • شريف عبدالمنعم: ما يفعله مصطفى يونس «عيب».. ومُخالف لمبادئ الأهلي
  • لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
  • الإنسان بين نعمة الهداية وشهوة الطغيان .. قراءة دلالية في وعي الشهيد القائد رضوان الله عليه
  • اجتماع برأسة الرهوي يناقس الاعداد و التحضير للاحتفال بدكرى المولد النبوي
  • أوزجان دينيز يروي بداية علاقته بشابة إيرانية : قلت لها لا فأصبحت زوجتي
  • تشييع جثمان الشهيد الطفل محمد مبروك في نابلس