كيف تنظر أنقرة إلى الاتفاق بين دمشق وقسد؟.. جولة في الصحف التركية
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
يرتبط ملف قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي وقعت اتفاق دمجها مع الحكومة السورية في دمشق، بشكل وثيق بموقف تركيا التي ترى فيها امتدادا لحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" المدرج على قوائم الإرهاب لديها.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أواخر العام الماضي، دأب المسؤولون الأتراك على التلويح بعملية عسكرية ضد "قسد" شمالي شرقي سوريا، وذلك بالرغم من مساعي أنقرة لوضح حد للمواجهة المسلحة المستمرة منذ عقود بين العمال الكردستاني وأنقرة.
وأسفرت مساعي أنقرة عن إصدار زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا عبد الله أوجلان خطابا يدعو إلى حل التنظيم ووضع السلاح جانبا والانخراط بالعمل السياسي.
وكان حزب المساواة وديمقراطية الشعوب "ديم" المناصر للأكراد في تركيا كشف عن إرسال أوجلان ثلاث رسائل قبل خطابه "التاريخي" واحد منها إلى "قسد" شمالي شرق سوريا.
ولم يصدر بعد تعليق من الجهات الرسمية في تركيا بشأن اتفاقية دمج "قسد" في سوريا، لكن الحدث تصدر وسائل الإعلام التركية وسط حديث عن نظرة إيجابية تجاه الاتفاق الذي وقعه الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد" مظلوم عبدي.
وتناول صحيفة "صباح" التركية الخبر بشكل إيجابي تحت عنوان "بداية عصر جديد في سوريا! توقيع اتفاقية انضمام قوات سوريا الديمقراطية إلى الجيش السوري"، في حين أشارت صحيفة "قرار" إلى أن الاتفاق "يشكل نقطة تحول مهمة في عملية إعادة الإعمار في سوريا بعد الحرب الأهلية".
واعتبرت الصحيفة أن "دمج الأكراد في العملية السياسية وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وإرساء وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد خطوات حاسمة لتحقيق الاستقرار في سوريا على المدى الطويل".
وشددت على أهمية "نقل السيطرة على حقول النفط والغاز الطبيعي إلى دمشق من أجل التعافي الاقتصادي للبلاد"، مشيرة إلى أن "التداعيات الإقليمية لهذه التطورات في سوريا ستتضح خلال الفترة المقبلة".
من جهتها، قالت ممثلة قناة "CNN" التركية في أنقرة، ديكل كانوفا" أن "تركيا تنظر بإيجابية إلى هذا الاتفاق إيجابية، لكنها في المقابل تريد أن ترى تطبيقه".
وأشارت إلى أن بنود الاتفاق تشير إلى أن الأكراد في سوريا سيأخذون مكانا في الإدارة الجديدة وفقا لوزنهم، ولكن لن تكون هناك محاصصة.
في السياق، اعتبرت صحيفة "حرييت" أن البند الرابع يعد البند الأكثر أهمية في الاتفاق حيث ينص على "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".
واعتبرت الصحيفة المقربة من الحكومة التركية أن البند المشار إليه ينص على أنه لن يكون هناك أي وجود لإدارة منفصلة شمال شرقي سوريا في المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن ذلك يتطابق مع موقف تركيا الرافض لإقامة دولة دولة على حدودها الجنوبية.
لكنها استدركت بالتشديد على أن تركيا لا زالت تقول "لا يمكن أن تكون هناك دولة داخل الدولة، ولا جيش داخل الجيش"، في إشارة إلى رفض أنقرة لاحتفاظ "قسد" بكتلتها العسكرية داخل وزارة الدفاع السورية.
في المقابل، تعاملت الصحف المقربة من المعارضة اليسارية في تركيا مثل "سوزجو" وموقع "ميديا سكوب" مع الخبر دون التعليق عليه.
ومساء الاثنين، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على اتفاق دمج الأخير في مؤسسات الدولة، وذلك ضمن مساعي دمشق لحل كافة الفصائل المسلحة وبسط سيطرتها على كافة التراب الوطني.
ونص الاتفاق الذي نشرته الرئاسة السورية عبر منصة "إكس" على "ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناء على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية".
وشدد على أن "المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية وتضمن الدولة السورية حقه في المواطنة وكافة حقوقه الدستورية، كما نص على وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية.
وتضمن الاتفاق المكون من 8 بنود، "دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز"، بالإضافة إلى "ضمان عودة كافة المهجرين السوريين إلى بلداتهم وقراهم وتأمين حمايتهم من الدولة السورية".
وأكد الاتفاق "دعم الدولة السورية في مكافحتها لفلول الأسد وكافة التهديدات التي تهدد أمنها ووحدتها، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري"، لافتا إلى أن اللجان التنفيذية ستعمل على تطبيق الاتفاق بما لا يتجاوز نهاية العام الحالي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية سوريا قسد دمشق تركيا الشرع سوريا تركيا دمشق الشرع قسد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولة السوریة فی سوریا فی ترکیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
هجوم سوريا.. 6 أسئلة لفهم ما حدث
ماذا الذي حدث؟
قتل جنديان ومدني أميركي وأصيب 3 جنود آخرين، اليوم السبت، إثر كمين نفّذه مسلح من تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة تدمر، وسط سوريا، أثناء جولة ميدانية مشتركة لقوات أميركية وأخرى من الأمن السوري.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في منشور على منصة إكس أن المسلح قتل خلال الاشتباك.
في حين قال مصدر أمني سوري إن مروحيات أميركية نقلت المصابين إلى قاعدة التنف على الحدود السورية العراقية، في حين توقف السير على الطريق الدولي دير الزور/دمشق مؤقتا على خلفية الحادث، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران في أجواء المنطقة.
أين وقع الهجوم، وما أهمية المنطقة التي استُهدفت؟وقع الهجوم في مدينة تدمر إلى الشرق من حمص بنحو 150 كيلومترا في عمق البادية السورية، وهي تقع في منتصف المسافة تقريبا بين البحر المتوسط ونهر الفرات.
وتشكل المدينة مركزا متقدما للجيش السوري وتضم مطارات عسكرية، بينها مطارا تي فور وتدمر العسكري، ومقر أمن البادية، مما يجعلها مواقع متقدمة في تأمين البادية، وحقول الفوسفات والغاز، فضلا عن دورها في حماية الطريق الصحراوي الذي يربط دير الزور بحمص ودمشق.
وسيطر تنظيم الدولة على تدمر عام 2015 خلال توسعه في البادية السورية، ودمّر خلال تلك الفترة معالم أثرية بارزة في المدينة الأثرية، كما نفذ عمليات إعدام لمدنيين من المنطقة.
ما الهدف الذي طاله الهجوم؟استهدف الهجوم فريقا من قوات التحالف الدولي في سوريا مع قيادة من الأمن الداخلي السوري كانوا في جولة في البادية.
ونفذ الهجوم عنصر مسلح على باب مقر أمني محصن في مدينة تدمر، وأفاد نور الدين البابا- المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية- في تصريح للإخبارية السورية أن المنفذ اشتبك مع الحراسات السورية وجنود من التحالف مما أدى إلى مقتل جنديين ومدني أميركيين وإصابة عنصري أمن سوريين.
من يقف خلف الهجوم وما الروايات أو الاتهامات المتداولة حتى الآن؟أفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أن المهاجم ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وكان بمفرده وقد قتل.
إعلانفي حين لم يؤكد ولم ينف المتحدث باسم الداخلية السورية انتماء المهاجم لتنظيم الدولة.
وقال المتحدث في تصريح لـ"الإخبارية السورية" إن منفذ الهجوم لا يملك أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي ولا يعد مرافقا لقائد الأمن الداخلي في البادية، مبينا أن التحقيقات جارية للتأكد من صلته بتنظيم الدولة أو حمله لفكر التنظيم.
وكشف عن وجود نحو 5 آلاف عنصر أمن في البادية يخضعون لتقييمات أسبوعية وتتخذ إجراءات دائمة وفقا لتلك التقييمات.
ولفت إلى أن منفذ الهجوم صدر تقييم له في 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري بأنه قد يكون لديه أفكار تكفيرية أو متطرفة، وأوضح أنه كان هناك قرار سيصدر بحقه غدا الأحد كونه أول يوم دوام في الأسبوع، لكن الهجوم وقع اليوم السبت الذي يعتبر يوم عطلة إدارية.
في أي سياق ميداني وسياسي يأتي الهجوم؟يأتي هجوم تدمر بعد نحو شهر من إعلان انضمام سوريا رسميا إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة بقيادة الولايات المتحدة خلال زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض لتصبح العضو الـ90 فيه.
كما جاء الهجوم بعد تنفيذ جهاز الاستخبارات ووزارة الداخلية السورية عمليات أمنية واسعة الشهر الماضي ضد خلايا التنظيم في عدد من المناطق بينها البادية ومحافظات دير الزور وحمص وريف دمشق.
وأعلنت الداخلية السورية أن تلك الحملة الأمنية تضمنت 61 عملية دهم و71 عملية اعتقال بينها شخصيات على مستويات قيادات عالية المستوى في التنظيم ومداهمة مخازن أسلحة وذخيرة ومتفجرات.
ما السيناريوهات أو التداعيات المحتملة بعد الهجوم؟يرى المحللون أن هجوم تنظيم الدولة الدامي يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من ملاحقة خلايا التنظيم داخل الأراضي السورية بغطاء جوي أميركي يغطي عشرات آلاف الكيلومترات المربعة في البادية، ويؤمن دعما لوجستيا وتقنيا في مجال الاتصالات، خصوصا، لقوى الأمن السورية التي هي بأمس الحاجة لها في عمليات الملاحقة المعقدة.
وقد بدت ملامح التحرك واضحة مع إعلان الرئيس دونالد ترامب مبكرا أن هجوم تنظيم الدولة هو ضد الولايات المتحدة وسوريا، وتعهده بالرد، تبعه إعلان مسؤول أميركي إرسال مقاتلتي إف 16 للتحليق فوق تدمر في استعراض للقوة.