نشرت صحيفة "إل موندو" الإسبانية، تقريراً، سلّطت فيه الضوء على اعتقال السلطات الفيدرالية للهجرة في الولايات المتحدة، يوم السبت، ناشطا فلسطينيا لعب دورًا بارزاً في الاحتجاجات المناهضة لدولة الاحتلال الإسرائيلي في جامعة كولومبيا، في تصعيد كبير يتماشى مع تهديد إدارة ترامب باعتقال وترحيل النشطاء في الجامعات الأمريكية.



وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "محمود خليل، طالب الدراسات العليا في جامعة كولومبيا، كان في مقر إقامته بالجامعة مساء السبت، عندما دخل عدة عملاء من وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية إلى المبنى واعتقلوه، وفقًا لما ذكرته محاميته إيمي غرير".

وذكرت الصحيفة أنّ: "غرير أجرت مكالمة هاتفية مع أحد عملاء وكالة الهجرة والجمارك خلال عملية الاعتقال، وأبلغها بأنهم ينفّذون أوامر صادرة عن وزارة الخارجية لإلغاء تأشيرة خليل. وعندما أخبرته بأن موكّلها يحمل بطاقة إقامة دائمة في الولايات المتحدة، رد العميل بأنهم بصدد إلغائها أيضًا".

وبحسب الصحيفة، فإنّ المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، تريشيا ماكلولين، أكّدت في بيان صدر يوم الأحد، اعتقال خليل، ووصفت العملية بأنها: "تطبيق للأوامر التنفيذية الصادرة عن الرئيس ترامب لمكافحة معاداة السامية".

عملية غير مسبوقة
اعتبرت الصحيفة أنّ: "اعتقال خليل يمثل أول محاولة ترحيل معروفة ضمن حملة القمع التي تعهد بها ترامب ضد الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات المناهضة للحرب في غزة، والتي شهدتها الجامعات خلال الربيع الماضي".

وتؤكد الإدارة الأمريكية أنّ: "المشاركين في تلك الاحتجاجات فقدوا حقهم في البقاء في الولايات المتحدة بسبب دعمهم لحركة حماس"؛ فيما أشارت ماكلولين إلى أنّ: "الاعتقال مرتبط بشكل مباشر بدور خليل في الاحتجاجات"، متهمة إياه بـ"قيادة أنشطة تتماشى مع حماس، المصنفة كمنظمة إرهابية".

ووفقًا لما ذكرته غرير، عند وصول عملاء وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية إلى مبنى الحرم الجامعي يوم السبت، هدّدوا أيضًا باعتقال زوجة خليل، وهي مواطنة أمريكية حامل في شهرها الثامن،

وقالت الصحيفة إنّ: "عائلة خليل أُبلغت في البداية بأنه نُقل إلى مركز احتجاز للمهاجرين في إليزابيث بولاية نيوجيرسي، لكن عندما حاولت زوجته زيارته يوم الأحد، اكتشفت أنه لم يكن هناك. وأكّدت غرير أنها لم تكن على علم بمكان وجوده حتى مساء الأحد.

وأشارت إلى أنّ: "فريق الدفاع عنه لم يتمكن من الحصول على أي تفاصيل إضافية بشأن أسباب احتجازه"، واصفة ما جرى بأنه "تصعيد واضح"، فيما أكّدت في الوقت نفسه أنّ: "الحكومة تنفذ تهديداتها".

وصرّح متحدث باسم جامعة كولومبيا بأنّ: "على العملاء إبراز مذكرة رسمية قبل دخول الجامعة، لكنه رفض الإفصاح عما إذا كانت الجامعة قد تلقت مذكرة قبل اعتقال خليل، كما امتنع عن التعليق على احتجازه".

وفي منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي، مساء الأحد، قال وزير الخارجية، ماركو روبيو، إنّ: "الحكومة ستعمل على إلغاء تأشيرات الإقامة أو بطاقات الإقامة الدائمة لمؤيدي حماس في الولايات المتحدة تمهيدًا لترحيلهم".

إجراء غير قانوني
أشارت الصحيفة إلى أنّ: "وزارة الأمن الداخلي تمتلك صلاحية بدء إجراءات الترحيل بحق حاملي الإقامة الدائمة بسبب مجموعة واسعة من التهم، بما في ذلك دعم منظمات مصنفة في قوائم الإرهاب، لكن اعتقال شخص يحمل إقامة دائمة قانونية دون توجيه أي تهمة جنائية يعد حدثا غير مسبوق، ويستند إلى أساس قانوني غير واضح، وفقًا لخبراء في شؤون الهجرة".

ويقول كاميل ماكلر، مؤسس منظمة "إيميغرانت إيه أر سي" وهو تحالف لمقدمي الخدمات القانونية في نيويورك، إنّ: "ما حدث يبدو وكأنه إجراء انتقامي ضد شخص عبّر عن رأي لم يُعجب للحكومة".

وذكرت الصحيفة أنّ: "خليل، الحاصل حديثًا على درجة الماجستير من كلية الشؤون الدولية بجامعة كولومبيا، لعب دور الوسيط بين الطلاب وإدارة الجامعة خلال المفاوضات المتعلقة بإنهاء الاعتصام الذي أُقيم في الحرم الجامعي خلال الربيع الماضي، وهو الدور الذي جعله من أبرز الناشطين الداعمين للحراك، ما أدى إلى تصاعد المطالبات في الأسابيع الأخيرة من جهات مؤيدة لإسرائيل بضرورة أن تبدأ إدارة ترامب إجراءات ترحيله".

تحقيقات في الجامعة
وفقًا لوثائق اطّلعت عليها وكالة "أسوشيتد برس"، كان خليل من بين النشطاء الذين خضعوا لتحقيقات أجراها مكتب جديد أنشأته جامعة كولومبيا، وأسفرت عن توجيه اتهامات تأديبية لعشرات الطلاب الذين انتقدوا دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال خليل لوكالة "أسوشيتد برس"، الأسبوع الماضي: "هناك نحو 13 تهمة موجهة ضدي، معظمها تتعلق بمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لا علاقة لي بها إطلاقًا".


وأضاف: "كل ما يسعى إليه المسؤولون هو إظهار أنهم يتخذون إجراءات أمام الكونغرس والسياسيين اليمينيين، بغض النظر عن العواقب التي ستطال الطلاب"، مشيرًا إلى أنّ: "الهدف الأساسي من المكتب الجديد هو: إسكات الخطاب المؤيد لفلسطين".

وتأتي هذه الإجراءات -حسب الصحيفة- بالتزامن مع تنفيذ إدارة ترامب تهديدها بقطع مئات الملايين من الدولارات من التمويل المخصص لجامعة كولومبيا، مبررة ذلك بما وصفته فشل الجامعة في التصدي لتنامي معاداة السامية داخل الحرم الجامعي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب الجامعات الأمريكية فلسطين الجامعات الأمريكية ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة جامعة کولومبیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

تعزيز جودة التعليم والإبداع في سوريا ضمن معرض “مشاريع التخرج وفرص العمل”

دمشق-سانا

فعاليات أكاديمية وعلمية لتعزيز جودة التعليم وتشجيع الإبداع نظمتها الجامعة السورية الخاصة بالتعاون مع مؤسسة إدارة الموارد البشرية، بحضور معاوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشؤون الجامعات الخاصة بسوريا الدكتور محمد السويد، وللشؤون الإدارية الدكتورة عبير قدسي.

وتضمنت الفعاليات “معرض مشاريع التخرج” لطلاب كلية الهندسة المعلوماتية، الذي ضم أكثر من 54 مشروع تخرج في تخصصات (هندسة البرمجيات ونظم المعلومات- الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات- أمن المعلومات والاتصالات المتقدمة- علوم الروبوت والتحكم).

كما تضمنت الفعاليات معرضاً لفرص العمل بمشاركة 14 شركة من أبرز شركات البرمجيات والاتصالات في سوريا، إضافة إلى “المسابقة التاسعة لملصقات الحالات السريرية”، في كلية طب الأسنان بالجامعة، وشهدت مشاركة واسعة من طلبة طب الأسنان في الجامعات السورية الحكومية والخاصة، إضافة إلى مشاركة دولية من طلاب كلية طب الأسنان في اليمن.

الدكتور محمد سويد معاون وزير التعليم العالي لشؤون الجامعات الخاصة، لفت في كلمة له إلى أهمية هذه النشاطات، وضرورة تعميمها لتشمل طلاب الجامعات العامة والخاصة.

بدوره، نوه رئيس الجامعة السورية الخاصة الدكتور عبد الرزاق الحسين، بجهود طلاب كلية المعلوماتية الذين يشاركون ثمرة مسيرتهم الدراسية مع كبرى الشركات، لافتاً إلى استعداد الجامعة للتعاون البحثي والتطبيقي مع شركات القطاع الخاص، وإقامة فعاليات تحقق مصلحة مشتركة للطلاب والخريجين والشركات.

كما أكد عميد كلية الهندسة المعلوماتية في الجامعة الدكتور مهيب النقري، أهمية دور الشركات المشاركة في ربط التعليم بسوق العمل، معتبراً المعرض فرصة لعرض المشاريع المتميزة وتوفير فرص العمل التخصصية.

وبين النقري أن المشاريع المشاركة في المعرض تميزت بمعالجة قضايا تتعلق بتطوير أداء الأعمال والمؤسسات باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى حلول متقدمة في مجال أمن المعلومات والاتصالات، وقد أبدت شركات البرمجيات التي شاركت في معرض فرص العمل رغبتها بالتعاقد مع العديد من الطلاب المشاركين، إضافة إلى فتح مجال التعاون للتعاون بين الجامعة وهذه الشركات، لتنفيذ مشاريع تخرج طلابية بالتعاون بين الطرفين.

من جانبه رئيس مجلس أمناء مؤسسة إدارة الموارد البشرية الدكتور منير عباس، اعتبر أن معرض مشاريع التخرج وفرص العمل مشهداً مهماً من مشاهد سوريا الجديدة التي تتجه نحو التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وشكر الشركات على مشاركتها واهتمامها الكبير باستقطاب الخريجين.

وتأتي هذه الفعاليات ضمن جهود المؤسسات الحكومية والخاصة، لفتح آفاق التعاون العلمي بين مختلف المؤسسات الأكاديمية داخل سوريا وخارجها.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • استضافت عدد من الجامعات.. والي الجزيرة يعلن عن نفرة لإعمار جامعة الجزيرة
  • كولومبيا الأمريكية تعتمد 8 ماي “يوم الوداد”
  • جامعة أسيوط ضمن أفضل الجامعات العالمية وفق تصنيف QS World University Rankings 2026
  • التعليم العالي: 21 طالبًا مصريًا في برنامج التدريب البحثي الصيفي بجامعة لويفيل الأمريكية
  • النشطاء: على أوروبا أن تضمن أمنها بنفسها بعيدا عن الولايات المتحدة
  • 21 طالبًا مصريًا في برنامج التدريب البحثي الصيفي بجامعة لويفيل الأمريكية
  • تعزيز جودة التعليم والإبداع في سوريا ضمن معرض “مشاريع التخرج وفرص العمل”
  • رئيس جامعة المنوفية بحث آليات التعاون المشترك مع الجامعات الصينية
  • سلطنة عُمان تشارك في المنتدى السادس لرؤساء الجامعات في العالم الإسلامي بالرباط
  • سلطنة عُمان تشارك في منتدى رؤساء الجامعات الإسلامية بالرباط