السواحرة بلدة مقدسية أنجبت المقاومين والأدباء
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
السواحرة هي إحدى بلدات محافظة القدس، يحيط بها جدار الفصل الإسرائيلي من أغلب جهاتها، ويعزلها عن البلدات والمدن المحيطة بها.
الموقعالسواحرة بلدة فلسطينية تقع في الجنوب الشرقي لمدينة القدس في فلسطين المحتلة، وتتبع محافظة القدس وتبعد عنها حوالي 3 كيلومترات.
تحدها من الشرق أراضي النبي موسى والبحر الميت، ومن الشمال بلدة أبو ديس، ومن الغرب جبل المكبر والشيخ سعد ومن الجنوب بلدة العبيدية في محافظة بيت لحم.
كشف التعداد العام للسكان والمساكن الذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 2007 أن عدد سكان بلدة السواحرة بلغ 5229 نسمة.
سميت بهذا الاسم نسبة إلى عرب السواحرة الذين يقطنونها، وحسب كتاب "البدو في فلسطين" فإن "عرب السواحرة هم لفيفٌ من عائلات بدوية أصلها من منطقة الكرك من شرقي الأردن ومن منطقة بئر السبع".
التاريخيعود تاريخ إنشاء التجمع إلى أكثر من 700 عام. ويعود أصل سكان بلدة السواحرة الشرقية إلى تجمع بدوي انتشر في منطقة السواحرة وجبل المكبر، وينحدرون من "بني عقبة"، وهي فخذ من قبيلة لخم، إحدى أشهر قبائل جنوب الجزيرة العربية.
قبل عام 1995 كان سكان أهل قرية السواحرة من رواد البلدة القديمة وأسواقها في القدس، وكانوا يتعلمون في مدارسها ويتعالجون في مستشفياتها، ولكن بعد الحواجز وجدار الفصل العنصري الإسرائيلي، أصبحت البلدة منذ عام 2002 تابعة لمحافظة بيت لحم، حتى إنه يفصلها عن محافظة بيت لحم حاجز يسمى "حاجز الكونتينر"، مما يعيق حركة الفلسطينيين في التنقل خارج القرية.
إعلان أهم المعالم في السواحرةتوجد في بلدة السواحرة 4 مساجد، هي مسجد الرحمن ومسجد جعفر بن أبي طالب ومسجد الأبرار ومسجد أبو بكر الصديق.
كما توجد بعض الأماكن والمناطق الأثرية في البلدة، منها الطريق الملكي الروماني القديم وكهوف قديمة مثل الخشنة وأم طبق وطاقة النصراني وخربة كرات.
شخصيات وأعلام: محمود شقير
من مواليد جبل المكبّر في القدس عام 1941. يكتب القصة والرواية، وأصدر 45 كتابا، وكتب 6 مسلسلات تلفزيونية طويلة، و4 مسرحيات.
تُرجمت العديد من قصصه إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية والمنغولية والتشيكية.
شغل مواقع قيادية في رابطة الكتاب الأردنيين وفي الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. حاز جائزة محمود درويش للحرية والإبداع عام 2011، كما حصل على "جائزة فلسطين العالمية للآداب"، وهو الكاتب الثالث الذي يحصل عليها منذ تأسيسها بعد منحها للأديبة والشاعرة سلمى خضراء الجيوسي عام 2019، والشاعر والروائي إبراهيم نصر الله عام 2021. تنقل بين بيروت وعمّان وبراغ، ويقيم في مدينة القدس.
إبراهيم جوهرأديب فلسطيني ولد عام 1957 في جبل المُكبّر بالقدس. يحمل شهادة البكالوريوس في اللغة العربية ودبلوما في التربية من جامعة بيت لحم، وشهادة الماجستير في أدب الأطفال من جامعة القدس.
عمل جوهر مُحاضرًا في كلية الآداب للبنات في جامعة القدس، وبدأ الكتابة في سنٍّ مُبكرة، ونشرت له الصحف المحلية وهو في المرحلة الثانوية، ومن الأعمال التي صدرت له: الدّيك المغرور، الأرض في القصة القصيرة الفلسطينية، تذكرة سفر، الثقافة والانتفاضة، وأعمال أخرى كثيرة.
وهو أحد المؤسّسين الرئيسيين لندوة اليوم السابع الثقافية الأسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس، والمستمرة منذ عام 1991 -2024 وهو عضو هيئة المسرح.
جميل حسين إبراهيم السلحوت
كاتب وصحفي ومؤرخ فلسطيني من مواليد جبل المكبر في القدس في 5 يونيو/حزيران 1949، حاصل على البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة بيروت العربية.
إعلانعمل مدرسا للغة العربية في القدس، ومحررا في الصحافة الفلسطينية من عام 1974 إلى 1998، كما تولى رئاسة تحرير عدة صحف ومجلات.
وهو عضو مؤسس لاتحاد الكتّاب واتحاد الصحفيين الفلسطينيين، وشغل فيهما مناصب إدارية.
تولى إدارة العلاقات العامة في محافظة القدس حتى 2009، وشارك في تأسيس ندوة اليوم السابع الثقافية عام 1991.
حاز على جائزة القدس للثقافة والإبداع عام 2018 وفاز بلقب شخصية القدس الثقافية لعام 2012. وله إسهامات واسعة في الأدب الروائي للكبار واليافعين، وقصص الأطفال، والأدب الساخر وأدب الرحلات، إضافة إلى كتابات وأبحاث في التراث.
محمد عقل هلسةمن مواليد قرية السواحرة، حاصل على درجة الماجستير في الدراسات الإقليمية من جامعة القدس، ويعمل مديرا للتخطيط والدراسات في محافظة القدس.
له عدة كتب عن مدينة القدس منها: "سواحرة الواد في بيت المقدس وأكنافه ـ دراسة تاريخية استقصائية تحليلية"، "مقبرة مأمن الله في القدس، تاريخ عريق واعتداء إسرائيلي متواصل"، "معالم القدس الأثريّة، دراسة صدرت عن محافظة القدس"، "حياة اليهود الاجتماعية في القرن التاسع عشر في مدينة القدس".
جدار الفصلعقب النكسة عام 1967، وبعد احتلال وضم شرقي القدس، فرضت إسرائيل التقسيم على قبيلة عرب السواحرة التي عرفت بالعلاقات الوثيقة والقريبة بين أفرادها.
وقد أدى الواقع الجديد المفروض بعد الحرب إلى تقسيم المنطقة إلى قسمين: إذ وقعت السواحرة الغربية وجبل المكبر ضمن نفوذ بلدية الاحتلال في القدس، بينما بقيت مناطق الشيخ سعد والسواحرة الشرقية خارج الحدود البلدية.
وقد تجلى التقسيم أكثر فأكثر مع بناء جدار الفصل الإسرائيلي، فانتهى الواقع الذي كانت تعتمد فيه قرية السواحرة الشرقية على أحياء عرب السواحرة الأخرى، وذلك منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين، حين بدأ الاحتلال بفصل السواحرة الشرقية عن مناطق القدس الشرقية، بإغلاق الشوارع وإقامة الحواجز.
إعلانوأدى إنشاء الجدار إلى عزل وفصل مجموعتين سكنيتين بشكل فوري: سكان القدس الذين ظلوا شرق الجدار، وسكان السواحرة الشرقية والشيخ سعد الذين ظلوا في جانبه الغربي.
ويعاني أهالي بلدة السواحرة الشرقية من بناء جدار العزل العنصري، وباتت معزولة عن القرى والبلدات الفلسطينية المجاورة وعن مدينة القدس بشكل خاص.
وللجدار تأثيراته المختلفة على سكان المنطقة، إذ إنه يفصل الفلسطينيين من حملة الهوية الفلسطينية الخضراء (هوية الضفة الغربية) في البلدة عن مدينة القدس وعن الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية فيها، مثل المدارس والمراكز الطبية والمستشفيات، إضافة إلى فصلهم عن أماكن عملهم.
ويقتصر الدخول إلى مدينة القدس على حملة الهوية المقدسية (الهوية الزرقاء)، ومن خلال الحواجز العسكرية التي تتطلب منهم التفتيش اليومي وإبراز الهويات للسماح لهم بالمرور والعمل والسكن في المدينة.
مخطط طريق "نسيج الحياة"أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمرا عسكريا في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2007 يهدف لمصادرة 387 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) من أراضي بلدات السواحرة الشرقية والطور والعيزرية لأجل استكمال مخطط ما أطلق عليه الإسرائيليون "طريق نسيج الحياة"، وهو بطول 17 كيلومترا، ويربط منطقة جنوب الضفة الغربية (بيت لحم والخليل) مع منطقة الأغوار ومدينة أريحا في الجانب الشرقي من الضفة الغربية.
ويمر الجزء الآخر للطريق بطول 4.6 كيلومترات من نقطة حاجز الكونتينر شرق السواحرة الشرقية وبلدة العيزرية، ويصل حتى تجمعات الطور والزعيم وبلدتي عناتا وحزما.
وتهدف إقامة طريق نسيج الحياة إلى فصل الفلسطينيين عن الإسرائيليين حتى يتم الفصل العنصري للبلدات الفلسطينية عن المناطق الإسرائيلية، وتغيير مسار حركة تنقل المواطنين الفلسطينيين بعيدا عن الشارع الالتفافي رقم (1)، الذي يمر بمحاذاة مستوطنة معاليه أدوميم شرق مدينة القدس.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات محافظة القدس مدینة القدس جدار الفصل جبل المکبر من جامعة فی القدس بیت لحم
إقرأ أيضاً:
محافظ قنا يعقد اجتماعا موسعا لمتابعة تنفيذ مبادرة اليونسكو أنا مدينةُ تعلم
عقد الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، اجتماعًا موسعًا مع اللجنة المشكلة بالقرار رقم 220 لسنة 2025، لمتابعة تنفيذ مبادرة منظمة اليونسكو "أنا مدينة تعلُّم"، في إطار سعي المحافظة للانضمام إلى شبكة مدن التعلم العالمية، وتعزيز مفهوم التعلم مدى الحياة.
شهد الاجتماع حضور الدكتورة هدى السعدي، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بقنا، و أنور جمال، مدير عام فرع ثقافة قنا، والدكتورة دعاء كمال، مديرة مكتبة مصر العامة، وعبدالرحيم يوسف، مستشار المحافظ للمعلومات، و هند سعيد، مدير إدارة التعاون الدولي، والدكتورة نجاة عبده، ممثلة عن مديرية التربية والتعليم، وحنان صابر، مديرة وحدة تكافؤ الفرص، إلى جانب عدد من مسؤولي مديريات التربية والتعليم، والقوى العاملة، والتضامن الاجتماعي، وهيئة محو الأمية.
واستعرض محافظ قنا، أهداف مبادرة اليونسكو "أنا مدينة تعلُّم"، مشيرًا إلى أن محافظة قنا تعد من المحافظات المرشحة ضمن المبادرة لما تمتلكه من مقومات تعليمية وثقافية، مؤكدًا علي أهمية توفير بيئة تعليمية شاملة ومحفزة، موضحًا أن مفهوم "مدينة التعلُّم" لا يقتصر على المؤسسات التعليمية فحسب، بل يشمل كل ما يسهم في تمكين الأفراد من الوصول إلى المعرفة وتحليلها واستخدامها في مجالات الحياة المختلفة، بما يُعزز من قدرات المجتمع في مواجهة تحديات العصر الرقمي والثورة التكنولوجية.
و شدد محافظ قنا، على أهمية توجيه الجهود نحو فئات بعينها داخل المجتمع، مثل المرأة، والأطفال، وذوي الاحتياجات الخاصة، وغيرهم من الفئات الأولى بالرعاية، بهدف تحقيق العدالة المعرفية والمساواة في فرص التعلم.
وفي إطار تبادل الخبرات، أجرى المحافظ مداخلة هاتفية مع الدكتورة ولاء جزر، مسؤولة وحدة التعلم بمنظمة اليونسكو بمحافظة الشرقية، والتي قدّمت عرضًا تفصيليًا حول آليات تنفيذ المبادرة، وأجابت عن استفسارات أعضاء اللجنة، مشيرة إلى أهمية تسجيل محافظة قنا على المنصة الرسمية للمبادرة قبل الخامس من يونيو الجاري.
وأعربت الدكتورة ولاء جزر، مسؤولة وحدة التعلم بمنظمة اليونسكو بالشرقية، عن سعادتها بالمشاركة في الاجتماع، وأكدت أن المبادرة تمثل منصة فاعلة لتعزيز ثقافة التعلم مدى الحياة، وتحفيز المعرفة على مستوى الأسرة والمجتمع المحلي.
و أكد محافظ قنا ، أن المبادرة تُجسد التزام الدولة المصرية بأهداف رؤية مصر 2030، والسير بخطى ثابتة نحو بناء الجمهورية الجديدة، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
كما شددعبدالحليم، على أن محافظة قنا، بجميع أجهزتها وشركائها، ستسخر كافة الإمكانات المادية والبشرية من أجل توفير فرص التعلم مدى الحياة لكافة المواطنين دون تمييز، دعمًا لمسيرة التنمية وبناء الإنسان المصري.