شيخ الأزهر: نصيب العبد من اسم الله الحسيب يكون بالبذل والعطاء والمساعدة
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن اسم الله تعالى "الحسيب" لا يسمى به إنسان طالما كان ب"ال"، فلا يقال فلان الحسيب، ولكن يجوز تسمية الإنسان بهذا الاسم بدون "ال"، وذلك لأن "ال" في أسماء الله الحسنى تأتي للكمال المطلق، ولهذا لا يجوز أن يوصف به إنسان، لافتا أن الإنسان دائم الحاجة إلى الله تعالى، فهو سبحانه الذي يسخر له الرزق ويسخر له ما يعينه على تلبية جميع احتياجاته، فقد سخر له الأرض وما عليها، وسخر له السماء وسخر له البحار، وللإمام الغزالي كلمات بليغة تلخص ذلك ردا على ظن البعض أن لبن الأم قد يغني الطفل في حاجاته من دون الله، فقال: " اعلَمْ أنَّ اللبنَ ليس من الأمِّ، بل هو والأمُّ من الله سُبحانَه وتعالى، ومن فَضلِه وجُودِه، فهو وحده حسيب كل أحد وليس في الوجود شيء واحد هو حسيب شيء سواه تعالى".
وبين فضيلته، خلال حديثه اليوم بالحلقة الثانية عشرة من برنامج «الإمام الطيب»، أنه لا يمكن أن يكون شيء حسيبا، بمعنى كافيا لشيء، فهذه نظرة سطحية، لأن جميع الأشياء تتعلق بعضها ببعض، وكلها في النهاية تتعلق بقدرة الله تعالى، فهو سبحانه الذي يجمع بين السبب والمسبب، وهو القادر على إحداث الأثر في الأشياء، وهو فاعل كل شيء في هذا الكون على اتساعه، مضيفا أن الأشاعرة يرون أن الفاعل في هذا الكون منحصر في ذات واحدة وهي الذات الإلهية، وكل الآثار التي تحدث هذه لا تحدث إلا من فاعل واحد وهو الله تعالى، حتى أن النار عندما تلمس القطن مثلا ويحترق، فإن النار ليست هي التي تحرق ولكن الله هو الذي يحدث الاحتراق، فالله تعالى هو خالق الأسباب التي باقترانها بشيء ينتج المسبب.
وأشار الإمام الطيب إلى أن أصل الدعاء في وجه الظالم بـ "حسبنا الله ونعم الوكيل"، موجود في قوله تعالى: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ"، وهذا وعد من الله بأن لا يمس من يقول هذا الدعاء سوء، شريطة الإيمان العقلي والقلبي بأن الله فعلا هو الكافي، لافتا أن الإنسان في حاجة لمثل هذا الدعاء كل صباح حتى يكفيه الله شر الناس والحوادث وغيرها,
واختتم فضيلة الإمام الطيب أن نصيب العبد من اسم الله "الحسيب" يكون بالبذل والعطاء لما فاض عنه، فالحسيب بمعنى الكافي، وهو بذلك يساعد في كفاية الآخرين، كما أنه يعني أيضا "المحاسب"، بمعنى أن يواظب الإنسان على محاسبة نفسه، مصداقا لقوله صلى الله عليه سلم: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا"، فالإنسان يحاسب نفسه دائما في كل وقت، ليعي عواقب ما صنع وما قدم، وإن أخطأ يبادر بالتوبة إلى الله تعالى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الإمام الأكبر اسم الله الحسيب المزيد الله تعالى شیخ الأزهر اسم الله
إقرأ أيضاً:
انطلاق اختبارات مسابقة القرآن الكريم الكبرى للرواق الأزهري بأسيوط بمشاركة نحو ١٠٠٠ دارس
انطلقت اليوم، بفرع الرواق الأزهري بمركز بني عدي بمحافظة أسيوط، فعاليات اختبارات مسابقة القرآن الكريم، التي ينظمها الرواق الأزهري بالتعاون مع جمعية أبناء بني عديات، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وتشهد الاختبارات التي تستمر على مدار أربعة أيام، مشاركة نحو ١٠٠٠ متقدم، يتنافسون في خمسة مستويات مختلفة لحفظ كتاب الله تعالى، إضافة إلى اختبارات في السيرة النبوية وحفظ الأحاديث الشريفة والقراءات.
أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، أن تنظيم هذه الاختبارات يأتي في إطار الحرص الكبير لفضيلة الإمام الأكبر على التوسع في أنشطة الرواق الأزهري بجميع محافظات الجمهورية، مشيرًا إلى أن المسابقة تهدف إلى ترسيخ الدور الحضاري للأزهر الشريف في المحافظة على الريادة المصرية في حفظ القرآن الكريم ورعاية أهله، وتشجيع النشء والشباب على الإقبال على القرآن الكريم حفظًا وتدبرًا، وتعلمًا لأحكامه وآدابه، واكتشاف وتشجيع المواهب القرآنية والأصوات الحسنة.
من جانبه، أوضح الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر، أن اختبارات المسابقة لا تقتصر على حفظ كتاب الله فحسب، بل تشمل أيضًا اختبارات في الأحاديث النبوية المطهرة، بالإضافة إلى اختبارات في السيرة النبوية المطهرة.
وأضاف أن اختبارات القرآن الكريم تتم بتقنية الاختبار المميكن الذي يتم تسجيله بالصوت والصورة، لضمان أعلى مستويات الشفافية والعدالة في توزيع الأسئلة، وتحقيقًا لمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الممتحَنين.
تنعقد هذه الاختبارات تحت الرعاية الكريمة للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وباعتماد من الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، ومتابعة من الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، ويترأس لجان الاختبارات الشيخ حسن عبد النبي عراقي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف، بمشاركة أعضاء اللجنة وباحثي الجامع الأزهر، والدكتور مصطفى شيشي مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.