بوتين يأمر جيشه باستعادة كورسك وزيارة وشيكة لمبعوث ترامب لموسكو
تاريخ النشر: 13th, March 2025 GMT
طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء قيادة الجيش بمواصلة تقدمها السريع واستعادة كامل أراضي مقاطعة كورسك في أقرب وقت، وفي حين أعلنت كييف قبولها وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، يستعد مسؤولون أميركيون لزيارة موسكو على أمل أن توافق روسيا على هذا المقترح.
وقال بوتين في تصريحات بثها التلفزيون الروسي خلال زيارته لمركز قيادة العمليات في كورسك إنه يتوقع أن تنجز كل المهمات القتالية التي تخوضها القوات الروسية، وأن يتم قريبا تحرير أراضي منطقة كورسك بالكامل، مشيرا إلى أنه يجب التفكير في إنشاء منطقة عازلة داخل منطقة سومي الأوكرانية، المتاخمة لكورسك، لدرء أي توغلات أوكرانية محتملة في المستقبل.
وقال الرئيس الروسي إن المواطنين الأجانب الذين يقاتلون مع القوات الأوكرانية الذين جرى أسرهم في كورسك ليس لديهم الحق في التمتع بالحماية التي توفرها اتفاقيات جنيف، مضيفا أنه ينبغي
معاملة الجنود الأوكرانيين الذين جرى أسرهم في كورسك باعتبارهم "إرهابيين".
وقال بوتين "مهمتنا في المستقبل القريب، وفي أقصر وقت ممكن، هي إلحاق هزيمة ساحقة بالعدو المتحصن في منطقة كورسك والذي لا يزال يقاتل هنا، وتحرير أراضي منطقة كورسك بالكامل، وإعادة
الوضع إلى طبيعته على طول خط الحدود".
ورد رئيس الاركان الروسي فاليري غيراسيموف أن قواته استعادت السيطرة "على اكثر من 1100 كلم مربع" من الاراضي التي احتلها الجيش الاوكراني منذ آب/اغسطس، "أي أكثر من 86 في المئة من المنطقة التي احتلت سابقا".
وأضاف غيراسيموف "في الأيام الخمسة الاخيرة، تم تحرير 24 بلدة و259 كلم مربعا من أراضي منطقة كورسك"، مشيرا أن وحدات روسية عبرت الحدود في بعض المناطق ودخلت مقاطعة سومي الاوكرانية.
كما أكد رئيس الاركان الروسي أن قواته "عزلت" القوات الاوكرانية في المنطقة وأسرت 430 جنديا أوكرانيا خلال تقدمها الأخير.
اعتراف بالتراجع
وفي المقابل، أقر قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الأربعاء أن قواته تتراجع في منطقة كورسك الروسية في مواجهة تقدم قوات موسكو.
وكتب سيرسكي على منصة فيسبوكإن القوات الأوكرانية ستواصل عملياتها في منطقة كورسك الروسية "ما دام كان ذلك ملائما واقتضت الضرورة ذلك"، مضيفا أن القتال مستمر في بلدة سودجا
ومحيطها. وأضاف أن الوحدات تتحرك في مناورة إلى "مواقع أفضل إذا لزم الأمر" لإنقاذ حياة الجنود.
وقال سكادوفسكي ديفندر، وهو مدون عسكري أوكراني، في منشور على تيليجرام "القوات المسلحة الأوكرانية تغادر كورسك. لن يبقى أي جندي أوكراني هناك بحلول يوم الجمعة".
لكن المنشور أشار إلى أن أوكرانيا تواصل تنفيذ ضربات قوية على سودجا.
وكانت أوكرانيا قد فجرت واحدة من أكبر المفاجآت في الحرب في السادس من أغسطس/ آب عام 2024 باقتحامها الحدود والاستيلاء على منطقة كورسك من الأراضي الروسية، مما عزز معنويات الأوكرانيين ومنح كييف ورقة تفاوض محتملة.
لكن وبعد تشبثها لأكثر من سبعة أشهر بالمنطقة التي أخذت في الانحسار تدريجيا أمام القوات الروسية، شهدت أوكرانيا تدهورا حادا في وضعها في كورسك خلال الأيام القليلة الماضية بعد قطع خطوط
إمدادها الرئيسية.
سياسيا أعلن البيت الأبيض الأربعاء أن الموفد الأميركي ستيف ويتكوف سيتوجه إلى موسكو في وقت لاحق هذا الأسبوع لإجراء محادثات تتناول وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
إعلانوقالت المتحدثة باسم الرئاسة كارولاين ليفيت للصحافيين إن الولايات المتحدة تحث روسيا على القبول بمقترح وقف إطلاق النار لثلاثين يوما الذي تفاوض في شأنه الأميركيون والأوكرانيون.
وأوضحت أن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز تشاور الأربعاء مع نظيره الروسي.
وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء عن "أمله" أن يوافق نظيره الروسي فلاديمير بوتين على اقتراح وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكنه لم يحدد ماهية الضغوط التي قد يمارسها عليه.
وسبق أن التقى ويتكوف بوتين في فبراير/ شباط حين فاوض في شأن الإفراج عن الأميركي المعتقل في روسيا مارك فوغل.
وأعلن ترامب الثلاثاء أنه سيتحدث مباشرة إلى بوتين، على الأرجح هذا الأسبوع
أوروبيا اجتمع وزراء دفاع خمس دول أوروبية كبرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أمس الأربعاء في باريس، لبحث الضمانات الأمنية العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك احتمال نشر قوات حفظ سلام في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
ولم يحدد وزراء دفاع فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وبريطانيا أي تفاصيل بشأن حجم أو طبيعة القوة المحتملة بعد المحادثات.
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إن "المملكة المتحدة وفرنسا تقودان بشكل مشترك العمل على التخطيط لدفع جهود
السلام وترتيبات الضمانات الأمنية لأوكرانيا".
وأضاف: "نسعى إلى بناء تحالف من الدول الراغبة في أوروبا وخارجها"، مشددا على ضرورة تعزيز القوة العسكرية على جميع الجبهات.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو أن "أول ضمانة لأمن أوكرانيا هي قواتها المسلحة". وأوضح أن الحلفاء يسعون إلى تعزيز
القدرات العسكرية الأوكرانية على المدى الطويل، كما فعلوا منذ بداية الحرب.
وأضاف: "لا يمكننا أن نطلب من القوات الأوروبية أن تقوم بعمل القوات المسلحة الأوكرانية". لكنه ألمح إلى أن أوروبا قد تفكر في إرسال قوات
إلى الحدود البولندية الأوكرانية.
كما ناقش الوزراء جهود زيادة التسلح وتحسين التنسيق العسكري بين الجيوش
الأوروبية.
من جانبه، شدد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس على ضرورة أن تعمل الدول الأوروبية من أجل أمن القارة، متجاوزة المصالح الوطنية، داعيا إلى
شراء معدات عسكرية موحدة على نطاق أوسع وبوتيرة أسرع مما كان عليه في السابق.
يأتي هذا الاجتماع في أعقاب إعلان مشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا يوم الثلاثاء عن الاستئناف الفوري للمساعدات العسكرية والاستخباراتية، إلى جانب موافقة أوكرانيا على هدنة لمدة 30 يوما، إذا وافقت روسيا عليها، عقب اجتماع رفيع المستوى في جدة بالمملكة العربية السعودية.
واجتمع قادة الجيوش في 36 دولة في باريس مساء الثلاقاء لمناقشة إمكانية نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان وقف إطلاق النار منطقة کورسک فی کورسک
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تتبنى الهجوم على أسطول الشبح الروسي
كييف (أوكرانيا)"أ ف ب":
أعلنت أوكرانيا اليوم مسؤوليتها عن الهجوم على ناقلتي نفط في البحر الأسود، اعتقادا بأنهما كانتا تنقلان نفطا روسيا خاضعا للعقوبات.
وهز انفجاران الناقلتين، "فيرات" و"كايروس"، قبالة الساحل التركي مساء الجمعة، وفق وزارة النقل التركية. وأضافت الوزارة أن إحداهما تعرضت لهجوم آخر صباح اليوم السبت.
وقال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني "استهدفت مُسيرات بحرية محدَّثة من طراز سي بيبي السفينتين وأصابتهما". ونشر الجهاز مقطع فيديو يُظهر مسيرات بحرية عائمة باتجاه السفينتين، قبل أن تُحدث انفجارات.
من جانبها، تعرّضت روسيا لهجوم بمُسيّرة بحرية اليوم ألحق أضرارا بمحطة رئيسية للنفط بالقرب من ميناء نوفوروسيسك في جنوب البلاد.
وأفاد كونسورتيوم خط أنابيب بحر قزوين (CPC) الذي يدير نحو 1% من إمدادات النفط العالمية في بيان أن "مرسى الشحن رقم 2 تعرّض لأضرار كبيرة نتيجة هجوم موجّه بواسطة زوارق غير مأهولة"، عند الفجر.
وأضافت الشركة أنّ "عمليات التحميل وغيرها من الأنشطة توقّفت، كما حُوّل مسار الناقلات إلى خارج المياه التابعة للمجمّع"، مؤكدة عدم وقوع إصابات في صفوف موظفيها أو المتعاقدين معها.
وينقل خط أنابيب بحر قزوين نحو 80% من صادرات كازاخستان من النفط، بحسب مركز سياسة بحر قزوين الذي يقع مقره في الولايات المتحدة.
وتعرضت كييف لهجمات روسية بالطائرات المسيرة خلال الليل بعد ساعات من إقالة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأقرب مساعديه أندريه يرماك، عقب تحقيق بشبهة الفساد.
دبلوماسيا، توجه وفد من المفاوضين الأوكرانيين إلى الولايات المتحدة اليوم برئاسة رستم عمروف، الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع الوطني لإجراء محادثات حول الخطة الأميركية لإنهاء الحرب، وفق ما أعلن زيلينسكي. وكان من المقرر أن يشارك يرماك في هذه الزيارة بصفته كبير المفاوضين.
وتأتي إقالته في وقت عصيب، إذ يواجه الجنود الأوكرانيون صعوبات على خطوط المواجهة، وتجري مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن خطة وضعتها واشنطن لإنهاء أربع سنوات من الحرب مع روسيا، قبل تعديلها.
وضربت طائرات روسية مُسيّرة العاصمة والمناطق المحيطة بها مجددا ليلة الجمعة والسبت، ما أسفر عن قتيل واحد على الأقل و11 جريحا، بالإضافة إلى أضرار مادية جسيمة تسببت بانقطاع الكهرباء عن أكثر من 600 ألف شخص، وفقا للسلطات.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن الكهرباء انقطعت في الصباح عن أكثر من 500 ألف مستهلك في كييف، وأكثر من 100 ألف في المنطقة المحيطة بالعاصمة، ونحو 8000 في منطقة خاركيف هذا الصباح.
وكان يرماك، واسمه الكامل أندريه بوريسوفيتش يرماك، أحد أهم أعضاء فريق الرئيس زيلينسكي. وتأتي إقالته بعد أسبوعين من الكشف عن فضيحة فساد كبرى في قطاع الطاقة.
وقال زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي إنه "قدم استقالته"، وشكره "على تمثيله الدائم لموقف أوكرانيا". ثم ثبت رحيله بمرسوم .
ودعا زيلينسكي الأوكرانيين إلى البقاء "متحدين" بعد أن أثار نفوذ يرماك المتزايد الكثير من الأسئلة حول دوره.
أجرى المكتب الوطني الأوكراني لمكافحة الفساد ومكتب المدعي العام الخاص عمليات تفتيش في منزل يرماك، ترتبط وفق نواب معارضين بواحدة من أسوأ فضائح الفساد التي أدت إلى إقالة وزيرين واعتقال عدة أشخاص في أوائل نوفمبر.
وكشف المكتب الوطني لمكافحة الفساد عن "شبكة إجرامية" دبرها أحد المقربين من الرئيس وسمحت باختلاس نحو 86 مليون يورو في قطاع الطاقة.
وفرض زيلينسكي عقوبات على المشتبه الأول في الفضيحة تيمور مينديتش، شريكه التجاري السابق وصديقه المقرّب.
وقال نائب معارض إن اسم يرماك ذُكر على نحو غير مباشر في تسجيلات المحادثات بين المشتبه بهم على أنه يأمر بالضغط على هيئات مكافحة الفساد. وقيل إنه أشير إليه في التسجيلات باسم مستعار هو "علي بابا" المكوّن من الحرفين الأولين لاسمه الأول واسم والده أندريه بوريسوفيتش.
يرماك المحامي المختص بالملكية الفكرية كان منتج أفلام عمل مع زيلينسكي عندما كان ممثلا.
وكان يعتبر ثاني أقوى رجل في البلاد. ومنذ الغزو الروسي قاد عدة جولات من المفاوضات مع الأمريكيين في واشنطن، وآخرها في نهاية الأسبوع الماضي في جنيف.
وقال المحلّل السياسي الأوكراني فولوديمير فيسينكو إن "هذا الوضع يُضعف" موقف أوكرانيا في المفاوضات، و"لا شك" أن روسيا ستستغل هذه الفضيحة.
وأثار نفوذ يرماك الكثير من الجدل منذ بداية الحرب والأسئلة حتى داخل الفريق الرئاسي، بعد اتهامه بامتلاك سلطات واسعة، وتوليه زمام القيادة فعليا في السياسة الخارجية، والتحكم في من يمكنه الوصول إلى الرئيس.
وصرح مصدر رفيع المستوى في الحزب الرئاسي في نوفمبر أن تأثيره على زيلينسكي "يشبه التنويم المغناطيسي". وقال المصدر إنه أبقى وزارة الخارجية خارج المفاوضات مع واشنطن.
وقال مسؤول كبير سابق "لا يسمح يرماك لأحد بالاقتراب من زيلينسكي، باستثناء المخلصين له"، ويسعى لأن "تكون له يد في كل قرار رئاسي تقريبا"، حتى أنه كان يُسمى أحيانا "نائب الرئيس" وكان يرافقه في كل المناسبات الرسمية.