بوتين يرد على ترامب.. وزيلينسكي يقرّ بـ"وضع صعب جدا"
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، القوات الأوكرانية التي تقاتل في منطقة كورسك إلى الاستسلام، وذلك بعد أن دعاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى "الحفاظ" على حياة الجنود الأوكرانيين. وقال بوتين في تصريحات متلفزة "نحن متعاطفون مع دعوة الرئيس ترامب"، مضيفا "إذا ألقوا أسلحتهم واستسلموا، سيضمن لهم ذلك الحياة والمعاملة الكريمة"، داعيا قادة أوكرانيا إلى إصدار أمر لقواتهم بالاستسلام.
وفي وقت سابق من الجمعة، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه تم إجراء محادثات "جيدة ومثمرة" مع الرئيس بوتين.
وذكر ترامب، في تدوينة على حسابه في "تروث سوشيال": "أجرينا محادثات جيدة ومثمرة للغاية مع بوتين أمس الخميس".
وتابع: "لكن في هذه اللحظة تحديدا، آلاف الجنود الأوكرانيين محاصرون بالكامل من قبل الجيش الروسي، وفي وضع حرج للغاية. لقد طلبتُ بشدة من الرئيس بوتين إنقاذ أرواحهم".
وأوضح: "ستكون هذه مجزرة مروعة، لم نشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية".
زيلينسكي يقر بـ"وضع صعب جدا" في كورسك
على الجانب الأوكراني، أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن الوضع "صعب للغاية" بالنسبة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية، رغم أن جيشه نفى أي خطر لتعرضه لحصار روسي.
وأوضح زيلينسكي خلال لقائه صحفيين في كييف بأن "الوضع في منطقة كورسك صعب جدا".
وتسيطر القوات الأوكرانية على جزء من هذه المنطقة الحدودية منذ أغسطس 2024، لكنها اضطرت إلى التراجع بسرعة في الأيام الأخيرة بعد اختراق روسي.
وبشأن العلاقة مع واشنطن، أكد زيلينسكي أنه يريد علاقات "طبيعية" مع نظيره الأميركي دونالد ترامب بعد فصول من التوتر بينهما ومشادة حادة في البيت الأبيض نهاية فبراير.
وأكد زيلينسكي أن "العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة بالغة الأهمية بالنسبة إلى أوكرانيا.. نحتاج إلى علاقات طبيعية وفاعلة".
روبيو يجدد دعوته لتقديم "تنازلات"
ومن جانب آخر، جدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، دعوته روسيا وأوكرانيا إلى تقديم "تنازلات" بعد بيان ختامي لمجموعة السبع أكد دعمه لوحدة أراضي اوكرانيا.
وقال روبيو للصحفيين بعد مباحثات وزراء خارجية الدول الـعضاء في المجموعة في كندا إن "السبيل الوحيد لوضع حد لهذه الحرب هو إجراء عملية مفاوضات".
وتابع أن "المفاوضات، سواء كانت في مجال الأعمال أو التجارة أو الجغرافيا السياسية، تفترض أن يقدم الطرفان تنازلات".
وكان الرئيس بوتين قد أبدى يوم الخميس، موافقته من حيث المبدأ على الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في أوكرانيا، ولكنه قال إنه ينبغي العمل على الشروط، وشدد على أنه يجب أن يمهد ذلك الطريق نحو سلام دائم.
وقال: "الفكرة في حد ذاتها صحيحة، ونحن بالتأكيد ندعمها. لكن هناك قضايا نحتاج إلى بحثها، وأعتقد أننا بحاجة إلى مناقشتها".
المصدر: قناة اليمن اليوم
إقرأ أيضاً:
الإغلاق الحكومي الأميركي يوجّه ضربات للعمال والمستهلكين والمسافرين
تتعمق تداعيات إغلاق الحكومة الفدرالية الأميركية يوما بعد يوم مع اتساع نطاق الضرر الاقتصادي والاجتماعي في مختلف القطاعات، رغم بقاء أسواق المال في وضع مستقر نسبيا حتى الآن.
ووفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ، فإن الإغلاق الذي بدأ مطلع الشهر الجاري مع فشل الكونغرس وإدارة الرئيس دونالد ترامب في تمرير مشروع ميزانية السنة المالية الجديدة، بدأ يخلّف "موجات من الألم" عبر الاقتصاد الأميركي، مع تفاقم تأثيراته على العاملين والخدمات الحيوية.
رواتب متوقفة وجيش مهددوتشير بلومبيرغ إلى أن أكثر من ربع مليون موظف اتحادي لم يتقاضوا رواتبهم المقررة هذا الأسبوع، في وقت يُتوقع فيه أن يُحرم مليونا موظف إضافي من أجورهم بحلول الأسبوع المقبل.
وتبرز وزراة الحرب الأميركية (البنتاغون) كنقطة توتر سياسي محتملة، إذ إن يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري قد يشهد أول تأخير في رواتب العسكريين منذ عقود، مما قد يشكل "شرارة أزمة داخلية" في حال وقوعه.
مطارات مضطربة وخدمات ضريبية مشلولة
وتوضح بلومبيرغ أن قطاع الطيران بات الواجهة الأوضح للأزمة، إذ تسبب نقص المراقبين الجويين في تأخيرات متزايدة للرحلات في مطارات دالاس وشيكاغو وواشنطن.
أما مصلحة الضرائب الأميركية "آي آر إس" (IRS) فقد سرّحت قرابة 34 ألف موظف بعد نفاد التمويل الاحتياطي، في حين لا يزال نحو 40 ألفًا يعملون على الاستعداد لموسم الإقرارات الجديد وتنفيذ قانون الضرائب الذي أقره ترامب.
ويحذر التقرير من أن برامج المساعدات الغذائية قد تكون التالية على خط الأزمة، إذ يعتمد برنامج تغذية النساء والأطفال -البالغ حجمه 8 مليارات دولار- على صندوق طوارئ بقيمة 150 مليون دولار أوشك على النفاد.
خسائر اقتصادية متزايدةيقدّر محللون اقتصاديون أن الإغلاق الحالي قد يخفض الناتج المحلي الإجمالي بنحو 0.1 إلى 0.2 نقطة مئوية لكل أسبوع يطول فيه الجمود السياسي.
ورغم أن تعويض الموظفين بعد انتهاء الإغلاق يمكن أن يخفف بعض الأثر، فإن بلومبيرغ تشير إلى أن ترامب "ألمح إلى احتمال عدم تعويض جميع العاملين"، بل هدد بـ"تسريح الآلاف منهم"، مما يجعل الانتعاش الاقتصادي اللاحق أقل يقينًا.
إعلانويذكّر التقرير بأن فوضى المطارات عام 2019 كانت السبب المباشر لإنهاء إغلاق استمر 35 يومًا في عهد إدارة ترامب السابقة، مرجحا أن يتكرر السيناريو الحالي خلال الأسبوعين المقبلين إذا لم يتحرك الكونغرس لكسر الجمود.
وفي سياق متصل، نقلت بلومبيرغ عن بنك الاحتياطي الفدرالي في دالاس أن "التحول الديمغرافي وتراجع الهجرة" خفّضا المعدل المطلوب للحفاظ على استقرار البطالة إلى نحو 30 ألف وظيفة شهريًا فقط، بعد أن كان يقارب 250 ألفًا قبل عامين.
وكتب الخبير الاقتصادي أنتون تشيرموخين أن "المكاسب المتواضعة في الوظائف، التي كانت تُعد مقلقة في 2023، أصبحت الآن إشارة على توازن السوق"، مضيفًا أن معدل البطالة بات مؤشرا أكثر دقة على استقرار سوق العمل.
وتخلص بلومبيرغ إلى أن الإغلاق الحكومي الحالي، رغم أنه لم يشعل هلعًا في "وول ستريت"، بدأ يوجّه ضربات متتالية للعمال والمسافرين والمستهلكين، مع خطر تصاعدها ما لم تُحل الأزمة سريعًا.
وتشير إلى أن "الاقتصاد الأميركي لم يدخل ركودًا قط بسبب إغلاق حكومي، لكن هذه المرة تبدو الكلفة السياسية والاجتماعية أعلى من أي وقت مضى".