العدوان الأمريكي على اليمن.. الكشف الفاضح للنوايا والحماية القصوى للاحتلال
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
يمانيون/ تقارير استئناف واشنطن ولندن عدوانهما على اليمن واستهدافهما لحي سكني بقلب العاصمة صنعاء ليس بغريب، فقد سبق واستهدف هذا التحالف ومن سبقه من تحالف عمل تحت إدارته وتوجيهاته، مدنا وأحياء سكنية، واستهدفوا بكل عدوانية مقدرات وإمكانات اليمن على امتداد جغرافيته بالدمار أو بالاحتلال؛ اعتقادًا منهم إنهم قضوا على كل إمكانات قيامة اليمن.
وعلى الرغم من كل ذلك، قام اليمن من تحت الركام قويًا مستأنفا بناء نفسه وتسليح جيشه ليتفاجأ العدو الأمريكي البريطاني بحملة ضروس على عتاده البحري، فقد استهدف اليمن، هذه المرة، حاملات الطائرات، التي لم تجرؤ دولة قبله على استهدافها، في سياق تجربة مازالت موضوعًا للقراءات والتحليلات الاستراتيجية في العالم.
لم يقف اليمن مكتوف الأيدي إزاء ما يتعرض له قطاع غزة من عدوان إسرائيلي بدعم أمريكي وغربي في حرب إبادة لم يشهد مثلها التاريخ المعاصر؛ فاتخذ اليمن قراره بمساندة غزة والانتصار لمظلوميتها بكل جسارة وقوة؛ فحاصر العدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب، علاوة على الغارات الجوية بالمسيرات والصواريخ في عمق الأراضي المحتلة، وفي المقابل شنت واشنطن ولندن حملة جوية ضد اليمن بمئات الغارات واستهدفت عشرات المواقع المدنية، وتبعتهما إسرائيل في عدوان مباشر على اليمن في خمس موجات.
كل تلك الغارات العدوانية على مدى عام كامل لم تكسر إرادة اليمنيين أو توقف حملتهم الاسنادية لغزة؛ بل لقد أتاحت الفرصة ليقدم اليمن دليلًا على ما يمتلكه من قوة وإرادة، في ثنائية يفتقدها العدو؛ فعلى الرغم من تطور عتاده وعدته لم يستطع كسر القوة اليمنية في البحر الأحمر.
بمجرد أن أعلن اليمن استئناف الحظر على الملاحة الإسرائيلية؛ لم تمض سوى أيام قليلة حتى استأنفت واشنطن عدوانها على اليمن، مستهدفه حيا سكنيا ، وها هي تتوعد وتزبد كالعادة، والأيام المقبلة كفيلة لنكرر القول إن قيامة اليمن ستقول كما سبق وعمدت قولها بالفعل، واعترف بذلك العدو قبل الصديق.
لم يكن استئناف العدوان الأمريكي إلا كشفًا فاضحًا للنوايا التي بات يعرفها الجميع، وهي أن كل هذا التجاوز ما هو إلا دعمًا وخوفًا على الاحتلال الصهيوني؛ وهو ما لم تخفه واشنطن؛ فقد قالت إنها لن تتردد في بذل الحماية القصوى للاحتلال ولجرائمه؛ على الرغم من أنها جرائم ضد الإنسانية.
اعترفت بذلك على الرغم من أنها تضع نفسها في مواجهة مع كل قيم الإنسانية والحضارة البشرية؛ لكن كيف تدرك ذلك، وهي خارج درب الحضارة، ولم يسبق لها أن دخلت مضمار التحقق الإنساني؛ بل إن قيامتها كانت على أكوام من الجماجم وجرائم التصفية العرقية للسكان الأصليين لأمريكا.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: على الرغم من على الیمن
إقرأ أيضاً:
بيت جن تحت العدوان الصهيوني .. وصمت ’’الجولاني’’ يكشف حجم الخيانة
في اعتداء جديد يعكس منهجاً ثابتاً من الاستهداف الممنهج للأرض السورية، شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً غادراً على بلدة بيت جن في ريف دمشق، مستهدفاً مناطق مأهولة بالسكان، في خرق فاضح للقانون الدولي وتعدٍّ صارخ على السيادة السورية. العدوان جاء هذه المرة مكشوفاً، مباشراً، بلا أي محاولة لإخفاء حقيقة التوسع الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، ما جعل الحدث عنواناً لمرحلة أكثر خطورة من التمادي الصهيوني في المنطقة.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
لم يكتفِ العدو الإسرائيلي باستهداف مواقع عسكرية أو نقاط محددة كما جرت عادته في هجماته السابقة، بل وجّه ضربته إلى منطقة مدنية، الأمر الذي لا يمكن تفسيره إلا كمحاولة لإعادة رسم مساحات النفوذ على الأرض، أو فرض واقع سياسي بالقوة.
ويرى مراقبون أن هذا الهجوم يحمل دلالات خطيرة، أهمها أن الاحتلال بات يتصرف بلا أي اكتراث بالردود الدولية، مستنداً إلى صمت دولي وعربي يسمح له بتكرار الاعتداءات دون رادع.
بيت جن .. صمود الأهالي في وجه العدوان
ورغم الطابع المباغت للهجوم، واجه أهالي البلدة الاقتحام بصلابة لافتة، ووقفوا في وجه قوات العدو الإسرائيلي في مشهد أعاد إلى الأذهان صور المقاومة الشعبية في مراحل تاريخية سابقة من الصراع مع الاحتلال.
هذا الصمود الشعبي اعتبره محللون نقطة تحول، إذ قدّم صورة واضحة عن وعي أبناء المنطقة بخطورة محاولات التوسع وعن استعدادهم للدفاع عن أرضهم مهما كانت الظروف.
ويؤكد سوريون أن موقف أهالي بيت جن يجب أن يكون نقطة التقاء لكل السوريين، بعيداً عن أي خلافات سياسية، لأنه يتعلق بجوهر الحق الوطني والسيادة على الأرض.
حق سوريا في الرد على العدوان
مكونات سياسية سورية شددت على أن سوريا لها الحق في الرد على أي عدوان من العدو الصهيوني، وأن العدوان تجاوز غير مقبول، يهدف إلى اختبار قدرة السوريين على الدفاع عن أراضيهم، وإلى استغلال الظروف الإقليمية لتحقيق مكاسب على الأرض.
وتشير مصادر رفيعة في سوريا ، إلى أن كل الأحرار في سوريا لن يسمحوا بتحويل حدودهم الجنوبية إلى ساحة مفتوحة أمام قوات العدو الإسرائيلية، وأن كل الخيارات المشروعة تبقى مطروحة لحماية أراضيها.
الجولاني .. صمت مريب
في المقابل، أثار الصمت المطبق لحكومة الجولاني حول الاعتداء الأخير على بيت جن استغراباً واسعاً، الصمت لم يكن مجرد غياب موقف رسمي، بل كشف حجم التورط في التسهيل لإرادة العدو الإسرائيلي على الأرض السورية، وتجاهل التوغلات المتكررة التي يقوم بها الاحتلال داخل الأراضي السورية دون أي رادع.
ويرى محللون أن هذه السياسة تمثل تسليماً ضمنياً للأرض السورية، بما يكرس حالة الانفصال بين أجزاء من سوريا ويفتح المجال أمام الاحتلال لمزيد من التوسع، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد ويضعف الموقف الوطني الموحد ضد العدوان،
وهناك من يذهب إلى أبعد من ذلك ، ويعتبر بأن الجولاني يؤدي دوره المناط به كجزء من مخطط استباحة أكبر وأكثر خطورة ، تهدد الأراضي السورية كلها.
موقف يمني حاد ورسائل إقليمية
المكتب السياسي لأنصار الله في اليمن أصدر بياناً شديد اللهجة، لم يكتفِ بالإدانة، بل عبر عن موقف سياسي صريح لما يمثله هذا العدوان، مؤكدًا، أن العدوان الصهيوني جريمة كاملة الأركان وانتهاك وقح لسيادة سوريا، وأن الهجوم يأتي ضمن مشروع توسّعي لا يستهدف سوريا وحدها، بل المنطقة بأكملها، وأشاد بالتصدي البطولي لأهالي بيت جن، بوصفه موقفاً يجب أن يحظى بالدعم العربي والإسلامي، وكذلك التنبيه إلى أن التاريخ أثبت أن التهاون مع الاعتداءات لا يجلب سوى المزيد من التوسع والغطرسة الإسرائيلية، موجهاً دعوة للأنظمة العربية والإسلامية إلى مغادرة مربع الصمت والهوان الذي شجع الاحتلال على تصعيد عدوانه.
قراءة في المشهد الإقليمي
يتفق محللون سياسيون على أن العدوان على بيت جن، هو تصعيد نوعي يكشف عن رغبة العدو الإسرائيلي في فرض قواعد اشتباك جديدة، كما أنه اختبار لردود الفعل العربية والدولية، ومحاولة لقياس حدود الصمت.
وكذلك تأكيد على أن الجنوب السوري ما يزال ساحة مستهدفة باعتبارها منطقة تماس إقليمي حساسة، والصمت الداخلي من قبل حكومة الجولاني، يعطي الاحتلال مساحة للتحرك دون عوائق، ما يزيد من المخاطر على استقرار المنطقة.
ختاماً
ما جرى في بيت جن ليس مجرد حادث عسكري عابر، بل صفحة جديدة من صفحات العدوان المستمر، ورغم الخسائر والألم، فإن صمود الأهالي، والمواقف المنددة، وفي مقدمتها الموقف اليمني، يفتح الباب أمام مرحلة عنوانها إعادة تثبيت سيادة سوريا ورفض الاستباحة الإسرائيلية.
بيت جن لم تعد بلدة على خريطة ريف دمشق فحسب، بل لقد أصبحت رمزاً لكسر الصمت، وكشف حقيقة من يسكت عن العدوان، وللتذكير بأن الاعتداء على أي شبر من سوريا هو اعتداء على كرامة الأمة بأسرها.