واشنطن- يغيب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن أولى مناظرات الموسم الانتخابي التي تشهدها الليلة مدينة ميلاووكي بولاية ويسكونسن، إلا إنه سيكون الحاضر الأهم في نقاشات وجدالات هذه المناظرة التي تجمع 8 منافسين جمهوريين يمثلون كل ألوان الطيف السياسي الأميركي.

وعلى الرغم من وجود سيدة وشباب وآخرين ممن تخطوا السبعين من العمر ضمن المرشحين، فإن شبح ترامب هو ما يجمع ويغلف كل هؤلاء المرشحين سواء في سابق علاقتهم به، أو التغير الذي حدث على مواقفهم منه.

يبقى أن ترامب مازال يُعدّ المرشح الأوفر حظا في السباق طبقا لكل استطلاعات الرأي التي ترصد شعبية المرشحين الجمهوريين على بطاقة الحزب للسابق الرئاسي 2024.

ويتخوف المرشحون، وشبكة فوكس الإخبارية التي تستضيف المناظرة، من تأثير غياب ترامب على جذب انتباه الناخبين والمشاهدين الجمهوريين في الوقت الذي يتفوق فيه ترامب على أقرب منافسيه (رون ديسانتيس) بما يزيد عن 50 نقطة.

ونعرض هنا للمرشحين الثمانية طبقا لترتيبهم في استطلاعات الرأي التي يتفوق فيها ترامب.

يقدم ديسانتيس نفسه للناخبين على أنه محافظ يمكنه تحقيق النتائج التي لم يتمكن ترامب من تحقيقها (الأناضول) رون ديسانتيس

يعتقد الخبراء أن حاكم ولاية فلوريدا هو الأقرب فكريا وأيديولوجيا لترامب، وأنه سينجز كل سياسات ترامب دون الضجيج الذي تسبب فيه الرئيس السابق. ويتهم ديسانتيس ترامب بالتركيز على الماضي، ونجح منذ خروجه من عباءة ترامب في الهجوم على ترامب دون إغضاب الكتلة التصويتية المؤيدة للرئيس السابق.

ويؤكد ديسانتيس أن ترامب ليس بإمكانه الفوز في الانتخابات العامة.

ويقدم حاكم فلوريدا نفسه للناخبين الجمهوريين على أنه محافظ يمكنه تحقيق النتائج التي وعد بها ترامب عام 2016 ولم يتمكن من تحقيقها. ويشير إلى سجله كونه حاكما لفلوريدا والذي يتضمن تخفيف قوانين ملكية الأسلحة، وتقييد تعليم الجنس والهوية الجنسية في المدارس، وتشديد قواعد التصويت، والحد من عمليات الإجهاض.

في بداية العام الجاري صعد نجم ديسانتيس وبدا أنه يوفر بديلا مناسبا لترامب، لكن انخفضت نسب التأييد له في استطلاعات الرأي على مدار الشهور الأخيرة، وتمثل المناظرة فرصة جديدة له لإحياء هذه الفرصة.

يتمتع بنس بسجل ملتزم ومحافظ سواء في دعم السياسات المحافظة التقليدية أو في السياسة الخارجية (الأوروبية) مايك بنس 

وجد مايك بنس نائب الرئيس السابق نفسه في موقف شديد الصعوبة بعد إعلان ترشحه للانتخابات، إذ إنه يركز على سجله خلال السنوات الأربع في منصبه القديم نائبا لترامب، في وقت يريد من الناخبين الجمهوريين اختياره بديلا للرئيس السابق.

ولا يملك بنس إلا التركيز على رفضه الاستسلام لضغوط ترامب لإلغاء نتائج انتخابات 2020، ويكرر في خطاباته أن "ترامب طالبني بالاختيار بينه وبين الدستور"، وأنه اختار احترام الدستور.

ويتمتع بنس بسجل ملتزم ومحافظ على مدار تاريخه السياسي سواء في دعم السياسات المحافظة التقليدية خاصة في القضايا الاجتماعية مثل الإجهاض والضرائب، أو في السياسة الخارجية خاصة دعم إسرائيل وحلف الناتو.

وإلى الآن لم ينجح بنس في جذب نسبة كبيرة من مؤيدي ترامب ولا نسبة كبيرة من مناهضي ترامب داخل المعسكر الجمهوري.

تيم سكوت

يعد تيم سكوت السيناتور الأسود الأول في الحزب الجمهوري، وهو محافظ تقليدي يدعم كل سياسات الرئيس السابق ترامب.

وخلال تمثيله ولاية كارولينا الجنوبية عكس سكوت تفاؤلا كبيرا بمستقبل الحركة المحافظة داخل الحزب الجمهوري، ولا يقترب من الهجوم على ترامب على الاطلاق.

وكونه رجلا أسود في ولاية جنوبية، يملك سكوت قصة إنسانية ملهمة يتكئ فيها بشدة على قصته الشخصية في التغلب على فقر الأطفال ليصبح أول سيناتور أسود في ولايته. كما أنه كثيرا ما يؤكد على معتقداته الدينية الشخصية المسيحية الصارمة، التي تختلف عن ترامب كثيرا.

ويدير سكوت حملة محافظة حذرة أملا في منصب كبير في الإدارة القادمة.

تلعب نيكي هيلي على وتر أصولها الهندية في القدرة على جذب المزيد من أصوات الأقليات والنساء (الأوروبية) نيكي هيلي – سفيرة ترامب السابقة لدى الأمم المتحدة

انتقدت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة رئيسها السابق عقب أحداث 6 يناير/كانون الثاني 2021، إلا أنها سريعا ما عدلت موقفها بعد لقاء ترامب وإطلاعه على خططها للترشح للانتخابات.

وعلى الرغم من تراجعها عن انتقاد ترامب، إلا أنها تطالب بالنظر للمستقبل ومنح الفرصة للجيل الجديد من قيادات الجمهورين الأصغر سنا، حيث تبلغ الحاكمة السابقة 51 عاما.

وتختلف مواقف نيكي هيلي عن ترامب في القضايا الخارجية خاصة ما يتعلق بأوكرانيا، كما تلعب على وتر أصولها الهندية في القدرة على جذب المزيد من أصوات الأقليات والنساء اللذين يفتقد الحزب الجمهوري نسبَ دعمٍ كبيرةٍ منهما.

فيفيك راماسوامي

يتعاطف المرشح الشاب (38 عاما) كثيرا مع الرئيس السابق دونالد ترامب، وطالب بتعهد الرئيس المقبل بالعفو عن ترامب في حال تم إدانته في أي من القضايا المتهم فيها.

وتعتمد إستراتيجية رجل الأعمال على تبني سياسات ترامب في صورة متطورة وحديثة وشابة، ويعلب على وتر شباب الحزب الجمهوري الذي سئم الوجوه المألوفة على مدار السنوات الأخيرة.

وليس للمرشح راماسوامي خبرة سابقة في أي منصب منتخب، لكن له مواقف صارمة فيما يتعلق بحقوق حمل السلاح والحرية الدينية والقضايا الاجتماعية الساخنة.

وصعد نجم راماسوامي سريعا خلال الأسابيع الأخيرة في وقت لم يكن يعرفه أحد في الدوائر السياسة والإعلامية عند بداية العام.

كريس كريستي- حليف انقلب على ترامب

كان كريس كريستي من أوائل الجمهوريين البارزين الذين أيدوا دونالد ترامب خلال أول محاولة رئاسية له في عام 2016. ومنذ ذلك الحين، تحول إلى أحد أشد منتقدي الرئيس السابق داخل الحزب.

ووصف كريستي، الذي سبق أن انتخب حاكما لويلاية نيوجيرسي المعروفة بميولها الديمقراطية، جهود ترامب لعكس نتائج انتخابات 2020 التي أدت إلى أعمال الشغب في مبنى الكابيتول، بأنها "وصمة عار في تاريخ بلادنا". وقال إن ترامب انتهك قسمه الدستوري و"جلب العار لرئاسته".

عندما أطلق كريستي حملته الرئاسية، أكد على تطلعه لمواجهة ترامب والهجوم عليه خلال المناظرات الانتخابية كفرصة لإضعاف آمال ترامب في الترشح. ومع غياب الرئيس ترامب عن المناظرة، لم يكن هناك الكثير مما يمكن لكريستي تقديمة للناخبين الجمهوريين.

كريس كريستي أكد على تطلعه لمواجهة ترامب والهجوم عليه خلال المناظرات الانتخابية (رويترز) دوغ بورغوم- حاكم ولاية نورث داكوتا

حصل حاكم ولاية نورث داكوتا دوغ بورغوم غير المعروف على بعض اهتمام وسائل الإعلام من خلال التأهل للمناظرة الأولى من خلال تقديم بطاقات هدايا بقيمة 20 دولارا لأول 20 ألف شخص تبرعوا بمبلغ 1 دولار على الأقل لحملته.

يركز المدير التنفيذي السابق لشركات تكنولوجية، و يستخدم ثروته الشخصية البالغة مليار دولار لتمويل حملته، على الاقتصاد ويقول إنه يريد إدارة الحكومة الفدرالية بشكل أشبه بالأعمال التجارية. وعندما يتم سؤاله عن ترامب، فإنه يتهرب ويغير الموضوع.

وباعتباره أكثر مرشح غير معروف، قد يخرج دوغ عن النص في محاولة لجذب الانتباه له في فرصة المناظرة، خاصة وأن احتمالات دخوله المناظرة الثانية تبدو ضئيلة في الوقت الراهن.

آسا هاتشينسون- حاكم ولاية أركنساس الجنوبية

يعد آسا هاتشينسون حاكما محافظا شعبيا في ولاية أركنساس الجنوبية، لكن انقلابه الكبير على ترامب، وتوجيه سهامه للرئيس السابق قد أثر على مكانته بين العديد من الجمهوريين.

ومثل كريستي، قد يحاول هاتشينسون استخدام المناظرة الأولى لإثبات صراحة أن ترامب مرشح غير مناسب للحزب الجمهوري. ومنذ بدء متاعب ترامب القانونية، يكرر هاتشينسون دعوته إلى ترامب بالانسحاب من السباق حفاظا على وحدة ومصلحة الحزب الجمهوري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحزب الجمهوری الرئیس السابق حاکم ولایة على ترامب ترامب فی عن ترامب

إقرأ أيضاً:

هذا هو عقاب هارفارد والجامعات التي خانت طلابها

تبنّت وسائل الإعلام والجامعات والحزب الديمقراطي والليبراليون فكرة "معاداة السامية المتفشية"، فمهّدوا الطريق لهلاكهم بأنفسهم. جامعتا كولومبيا وبرينستون، حيث درّست، وجامعة هارفارد، التي درستُ فيها، ليست حواضن للكراهية تجاه اليهود.

وصحيفة نيويورك تايمز، التي عملت بها لمدة خمسة عشر عامًا، والتي يصفها ترامب بأنها "عدو الشعب"، تخضع طوعًا للرواية الصهيونية. ما تشترك فيه هذه المؤسسات ليس معاداة السامية، بل الليبرالية. وهذه الليبرالية، بعقيدتها القائمة على التعددية والشمول، مستهدفة من نظامنا السلطوي للمحو التام.

إن الخلط بين الغضب من الإبادة الجماعية ومعاداة السامية هو حيلة دنيئة لإسكات الاحتجاج، وإرضاء المتبرعين الصهاينة، وطبقة المليارديرات والمعلنين.

هذه المؤسسات الليبرالية، من خلال تسليح مصطلح "معاداة السامية"، قمعت وطردت النقّاد، وحظرت مجموعات طلابية مثل "الصوت اليهودي من أجل السلام"، و"طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، وسمحت للشرطة باعتقال المئات من المحتجين السلميين في الحرم الجامعي، وفصلت أساتذة، وتذللت أمام الكونغرس. استخدم مصطلحات مثل "أبارتهايد" أو "إبادة جماعية"، وسيتم فصلك أو تشويهك.

في هذه الرواية الخيالية، يُصوَّر اليهود الصهاينة كمضطهدين. أما اليهود الذين يحتجون على الإبادة الجماعية، فيُشوَّهون ويُعاقبون. هناك "يهود جيدون" و"يهود سيئون". فئة تستحق الحماية، وأخرى تُقدّم للذئاب. هذا الانقسام الكريه يفضح المسرحية كلها.

إعلان

في أبريل/ نيسان 2024، أدلت رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، بشهادتها أمام لجنة التعليم في مجلس النواب الأميركي، برفقة عضوين من مجلس الأمناء وأستاذ قانون. قبلت شفيق فرضية أن معاداة السامية تمثّل مشكلة كبيرة في كولومبيا ومؤسسات التعليم العالي الأخرى.

وعندما قال ديفيد غرينوالد، الرئيس المشارك لمجلس أمناء كولومبيا، إن شعارات مثل "من النهر إلى البحر" و"تحيا الانتفاضة" معادية للسامية، وافقته شفيق، وقامت بالتخلي عن الطلاب والأساتذة، بمن فيهم البروفيسور يوسف مسعد.

في اليوم التالي لجلسة الاستماع، أوقفت شفيق جميع الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، واستدعت شرطة نيويورك (NYPD)، التي اعتقلت ما لا يقل عن 108 طلاب. كتبت شفيق في رسالتها للشرطة: "لقد قررت أن المخيم والاضطرابات المرتبطة به تمثل خطرًا واضحًا ومباشرًا على الوظيفة الأساسية للجامعة".

لكن رئيس شرطة نيويورك، جون تشيل، قال للصحافة: "الطلاب الذين تم اعتقالهم كانوا سلميين تمامًا، ولم يُبدوا أي مقاومة، وكانوا يعبّرون عن آرائهم بطريقة سلمية".

في الجلسة، سألت النائبة إليز ستيفانيك: "ما الإجراء التأديبي الذي اتُخذ ضد تلك الأستاذة؟"، مشيرة إلى أستاذة القانون كاثرين فرانكي. فأجابت شفيق بأن فرانكي، وهي يهودية وقد درّست في كلية القانون 25 عامًا، طُلب منها مغادرة منصبها، وأنها، إلى جانب أساتذة آخرين، تخضع للتحقيق.

وأشارت كذلك إلى البروفيسور الزائر محمد عبدو، وقالت إنه "تم فصله"، وتعهدت بأنه "لن يُدرّس في كولومبيا مرة أخرى". عبدو يقاضي الجامعة بتهم التشهير والتمييز والتحرش والخسائر المالية والمهنية.

كتب مركز الحقوق الدستورية عن خيانة فرانكي: "في هجوم صارخ على حرية الأكاديميا والدعوة لحقوق الفلسطينيين، دخلت جامعة كولومبيا في "اتفاق" مع كاثرين فرانكي لمغادرة منصبها التدريسي بعد مسيرة حافلة استمرت 25 عامًا. هذه الخطوة -بحسب فرانكي- كانت فصلًا تم تغليفه بعبارات مقبولة".

إعلان

وقد ارتكبت "جريمتها"، حين أعربت عن قلقها من فشل الجامعة في التصدي لتحرشات طلاب إسرائيليين قادمين من الخدمة العسكرية بمؤيدين لحقوق الفلسطينيين، بعد أن رش الإسرائيليون المتظاهرين بمادة كيميائية سامة.

على إثر ذلك، تم التحقيق مع فرانكي بتهمة التحرش، وتقرر أنها انتهكت سياسات كولومبيا. السبب الحقيقي لإقصائها كان قمع المعارضة في الجامعة عقب احتجاجات تاريخية ضد إبادة الفلسطينيين في غزة. وقد تم حسم مصير فرانكي عندما تخلّت عنها شفيق خلال شهادتها الجبانة أمام الكونغرس.

رغم خضوعها للوبي الصهيوني، استقالت شفيق بعد عام وبضعة أشهر من توليها المنصب. لكن القمع استمر؛ تم اعتقال نحو 80 شخصًا، وتعليق أكثر من 65 طالبًا في أوائل مايو/ أيار بعد احتجاج في مكتبة الجامعة. رئيسة الجامعة المؤقتة، الصحفية السابقة كلير شيبمان، أدانت الاحتجاج بقولها: "لن يتم التسامح مع أي تعطيل للأنشطة الأكاديمية.. كولومبيا تدين بشدة العنف في حرمها، ومعاداة السامية وكل أشكال الكراهية والتمييز".

بالطبع، الاسترضاء لا ينفع. لم تكن هذه الحملة، سواء تحت إدارة بايدن أو ترامب، قائمة على حسن النية. بل كانت تهدف لقطع رؤوس منتقدي إسرائيل، وتهميش الطبقة الليبرالية واليسار. إنها مدفوعة بالأكاذيب والتشهير، التي لا تزال هذه المؤسسات تتبناها.

مشاهدة هذه المؤسسات الليبرالية، التي تعادي اليسار، وهي تُشهر بها إدارة ترامب بتهم "الماركسيين المجانين" و"اليساريين المتطرفين" و"الشيوعيين"، تكشف فشلًا إضافيًا لهذه الطبقة. كان بإمكان اليسار إنقاذ هذه المؤسسات أو على الأقل تزويدها بالتحليل والشجاعة لاتخاذ موقف مبدئي. اليسار على الأقل يسمّي الأبارتهايد أبارتهايد، والإبادة الجماعية إبادة جماعية.

تنشر وسائل الإعلام مقالات وآراء تقبل دون تمحيص مزاعم طلاب وأكاديميين صهاينة. لا تميز بين اليهودي والصهيوني، وتشيطن المحتجين، ولا تغطي المخيمات الطلابية بصدق، حيث اتحد يهود ومسلمون ومسيحيون من أجل قضية واحدة. شعارات مناهضة للصهيونية ومؤيدة للتحرر الفلسطيني تُصنّف باعتبارها خطاب كراهية أو معاداة للسامية أو سببًا لشعورالطلاب اليهود بعدم الأمان.

إعلان أمثلة من الصحف:  نيويورك تايمز: "لماذا تُقلق الاحتجاجات في الحرم الجامعي؟"، "أنا أستاذ في كولومبيا. ما يحدث ليس عدالة"، "ما الذي يجعل احتجاجًا معاديًا للسامية؟". واشنطن بوست: "سمّوا الاحتجاجات الجامعية كما هي"، "اعذروا الطلاب، لا الأساتذة". ذي أتلانتيك: "المخيمات الاحتجاجية غير أخلاقية"، "مشكلة كولومبيا مع معاداة السامية". سلايت: "متى تتجاوز الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين حدود معاداة السامية؟". فوكس: "موجة متصاعدة من معاداة السامية في الجامعات خلال احتجاجات غزة". ماذر جونز: "كيف أشعلت الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين معاداة السامية في الجامعات؟". ذا كت: "مشكلة احتجاجات فلسطين في الحرم الجامعي". ديلي بيست: "طفرة في معاداة السامية خلال احتجاجات الجامعات الأميركية".

ووفقًا لمذكرة داخلية حصل عليها موقع ذا إنترسبت، طلبت صحيفة نيويورك تايمز من مراسليها تجنّب استخدام كلمات مثل: "مخيمات اللاجئين"، "الأراضي المحتلة"، "مجزرة"، "ذبح"، "إبادة جماعية"، و"تطهير عرقي" عند الحديث عن فلسطين. بل إنها تثني عن استخدام كلمة "فلسطين" في النصوص والعناوين.

في ديسمبر/ كانون الأول 2023، أرسلت حاكمة نيويورك الديمقراطية كاثي هوشول رسالة لرؤساء الجامعات تحذر فيها من الفشل في إدانة معاداة السامية، متوعدة بعقوبات شديدة.

وفي أكتوبر/ تشرين الثاني 2024، قالت في مناسبة تأبينية: "هناك قوانين – قوانين حقوق إنسان، قوانين فدرالية وولائية – سأطبقها إذا سمحتم بالتمييز ضد طلابنا، حتى باستخدام عبارات مثل: "من النهر إلى البحر"، فهي دعوات صريحة لإبادة اليهود".

وضغطت هوشول بنجاح على جامعة مدينة نيويورك لإلغاء وظيفة دراسات فلسطينية بسبب مصطلحات مثل: "استعمار استيطاني"، و"إبادة جماعية"، و"أبارتهايد".

في كتابه الجديد؛ "معاداة السامية في أميركا: تحذير"، يقود زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر حملة الحزب الديمقراطي لإدانة المحتجين على الإبادة الجماعية باعتبارهم يمارسون "افتراء دمويًا ضد اليهود". ويكتب: "بغض النظر عن وجهة نظرك بشأن الحرب في غزة، لم تكن سياسة الحكومة الإسرائيلية أبدًا إبادة الشعب الفلسطيني"، متجاهلًا مئات التصريحات من مسؤولين إسرائيليين تدعو إلى محو الفلسطينيين.

إعلان

لكن الحقيقة؛ الوحشية مختلفة تمامًا، ومعترف بها من مسؤولين إسرائيليين أنفسهم. قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: "نحن نفكك غزة، ونتركها كأنقاض، دمار شامل لا سابقة له عالميًا. والعالم لا يوقفنا". وقال عضو الكنيست زفي سوكوت للقناة 12: "قتلنا نحو 100 فلسطيني الليلة الماضية… ولا أحد يهتم. تعوّد العالم على قتل 100 فلسطيني في ليلة واحدة خلال الحرب دون أن يكترث أحد".

الاستمرار في ترويج خرافة معاداة السامية المنتشرة- التي توجد، ولكن لا تُغذى أو تُشجع من هذه المؤسسات- ورفض قول الحقيقة الموثقة على الهواء مباشرة، حطّم ما تبقى من سلطة أخلاقية لتلك المؤسسات والليبراليين، ومنح مصداقية لمساعي ترامب لتدمير مؤسسات الديمقراطية الليبرالية.

يحيط بترامب متعاطفون مع النازيين الجدد، وفاشيون مسيحيون يدينون اليهود لأنهم صلبوا المسيح. لكن معاداة السامية من اليمين تمرّ دون مساءلة لأن هؤلاء "المعادين الجيدين للسامية" يدعمون المشروع الصهيوني الاستيطاني للإبادة: مشروع يرغب هؤلاء الفاشيون في تطبيقه على السود والملونين باسم "نظرية الاستبدال العظيم". ويروج ترامب لفكرة "إبادة البيض" في جنوب أفريقيا. وفي فبراير/ شباط، وقّع أمرًا تنفيذيًا يُسرّع هجرة الأفريكانيين (البيض الجنوب أفريقيين) إلى الولايات المتحدة.

جامعة هارفارد، التي تحاول إنقاذ نفسها من هجوم إدارة ترامب، كانت متواطئة تمامًا في هذه الحملة. فقد أدانت رئيسة الجامعة السابقة كلودين غاي شعار: "من النهر إلى البحر" بوصفه يحمل "دلالات تاريخية محددة توحي لكثيرين بإبادة اليهود".

وفي يناير/ كانون الثاني 2024، شدّدت الجامعة قواعد الاحتجاجات، وزادت الوجود الأمني، ومنعت 13 طالبًا من التخرج، ووضعت أكثر من 20 آخرين في "إجازة قسرية"، وطردت بعضهم من السكن الجامعي.

إعلان

هذه السياسات انتشرت في جامعات أخرى. ورغم كل هذه التنازلات والقمع لحرية التعبير والنشاط المؤيد لفلسطين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لم تسلم الجامعات من الهجوم.

منذ تولي ترامب منصبه، تم تعليق أو تجميد ما لا يقل عن 11 مليار دولار من المنح والعقود الفدرالية البحثية، بما في ذلك 3 مليارات لهارفارد، و400 مليون لكولومبيا، و175 مليونًا لجامعة بنسلفانيا، و6-7.5 ملايين سنويًا لجامعة برانديز.

وفي 22 مايو/ أيار، صعّدت إدارة ترامب من هجومها على هارفارد بإلغاء قدرتها على تسجيل طلاب دوليين (يشكّلون نحو 27% من عدد الطلاب).

قالت كريستي نويم، وزيرة الأمن الداخلي، على منصة إكس: "هذه الإدارة تحاسب هارفارد على تحريضها على العنف، ومعاداة السامية، وتنسيقها مع الحزب الشيوعي الصيني في حرمها". وأضافت: "ليكن هذا تحذيرًا لجميع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في البلاد".

لقد أساءت هارفارد، مثل كولومبيا والإعلام والحزب الديمقراطي والطبقة الليبرالية، قراءة موازين القوة. ومن خلال رفض الاعتراف بالإبادة الجماعية في غزة، واضطهاد من يفعل، قدمت الذخيرة لجلاديها.

وها هي تدفع ثمن غبائها وجبنها.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الشعب الجمهوري: توجيهات الرئيس تؤكد جدية الدولة للإصلاح الاقتصادي الشامل
  • خامنئي: المقترح الأميركي يتعارض مع مصالحنا.. لن نتخلى عن تخصيب اليورانيوم
  • الرئيس الروسي السابق: من غير المرجح لقاء بوتين مع زيلينسكي.. والانتقام قادم
  • تركيا.. محكمة تقبل دعوى إلغاء انتخابات حزب الشعب الجمهوري
  • قيادي بالشعب الجمهوري: توجيهات الرئيس السيسي تعكس رؤية إستراتيجية لبناء الجمهورية الجديدة
  • هل يعود كيليجدار أوغلو لزعامة حزب الشعب الجمهوري؟
  • الذهب يرتفع مع تهديد الرئيس الأميركي بمضاعفة الرسوم الجمركية
  • خلافات بين الجمهوريين بشأن قانون ترامب “الضخم والجميل”
  • هذا هو عقاب هارفارد والجامعات التي خانت طلابها
  • وزير الخزانة الأميركي: محادثات قريبة بين ترامب وشي