الجزيرة:
2025-12-02@20:29:59 GMT

حشود غفيرة تودع الشيخ أبو إسحاق الحويني في قطر

تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT

حشود غفيرة تودع الشيخ أبو إسحاق الحويني في قطر

الدوحة- بكثير من مشاعر الحزن، شيّع المصلون اليوم الثلاثاء جثمان الشيخ والداعية المصري أبو إسحاق الحويني، أحد العلماء البارزين في العالم الإسلامي، من مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب في قطر، حيث تجمع عدد كبير من المصلين ومحبي الشيخ للصلاة عليه ومن ثم دفنه في مقابر مسيمير في العاصمة الدوحة.

بدأت مراسم التشييع بعد صلاة العصر، حيث صلى الحضور على الجثمان، وسط حشود غفيرة عكست الحزن العميق على فقدان أحد أعلام العلم والدعوة الذين قدموا الكثير في خدمة العلم والدين.

وشهدت صلاة الجنازة توافد العديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية من مختلف المناطق في قطر للمشاركة في وداع الشيخ الحويني، إلى جانب عدد من أصدقائه وأفراد عائلته، وسط أجواء من التأمل والدعاء بالرحمة والمغفرة للشيخ الراحل.

الشيخ الحويني كان يعتمد الأدلة الشرعية في تفسير المسائل الدينية مما أكسبه محبة واحترام الكثيرين حول العالم
(الجزيرة)

وعقب الصلاة، تم نقل جثمان الشيخ إلى المقبرة حيث تم دفنه، وسط دعوات الحضور له بالرحمة والمغفرة. وقد عبر العديد من المشاركين عن مشاعرهم العميقة لفقدان الشيخ الحويني، الذي كان له أثر كبير في نشر العلم الشرعي والتوجيه الديني في العديد من البلدان.

كما شهدت لحظات التشييع تلاوة آيات قرآنية والدعاء للشيخ الراحل، فيما كان الحضور في حالة من الحزن الشديد على فقدان شخصية علمية ودعوية كبيرة.

وقد توفي الشيخ والداعية أبو إسحاق الحويني أمس 17 مارس/آذار 2025، ليترك خلفه إرثًا علميًّا ودينيًّا كبيرًا في مجالات الحديث والسنة والدعوة الإسلامية.

بقلوب يعتصرها الحزن، وعيون تفيض بالأسى، تلقينا نبأ وفاة الشيخ الجليل أبي إسحاق الحويني، العالم المحقق، والداعية المخلص، الذي نذر عمره لنشر العلم، وخدمة السنة النبوية، والذب عن حياض الدين، منافحًا عن الحق، لا تأخذه في الله لومة لائم.

لقد كان رحمه الله صاحب منهج راسخ، ولسان صادق،… pic.twitter.com/EuHQ4lXylu

— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) March 17, 2025

إعلان

وكانت وفاته بمثابة خسارة كبيرة للأمة الإسلامية قاطبة، بحسب الدكتور علي القره داغي، رئيس اتحاد علماء المسلمين، الذي أكد للجزيرة نت أن الشيخ الحويني كانت له بصمات واضحة في نشر العلم الشرعي وتعليم الناس من خلال محاضراته وكتاباته، ولا غرابة أن تشهد جنازته اهتمامًا واسعًا من مختلف الأوساط الدينية والسياسية على مستوى الأمتين العربية والإسلامية.

وأضاف الدكتور علي القره داغي أن الشيخ الحويني تميز بأسلوبه الفريد في الدعوة، حيث كان يعتمد على الأدلة الشرعية في تفسير وتوضيح المسائل الدينية، مما أكسبه محبة واحترام العديد من طلاب العلم والجماهير في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي. وقد تميز بقدرته على نشر علم الحديث بطريقة مبسطة وقريبة من الناس، ما جعله من أكثر العلماء تأثيرًا في الأوساط الإسلامية المعاصرة.

الشيخ الحويني كانت له بصمات واضحة في نشر العلم الشرعي وتعليم الناس من خلال محاضراته وكتاباته (الجزيرة) مسيرة حافلة

وتوفي الشيخ الحويني بعد معاناته مع المرض الذي ألزمه الفراش في آخر أيامه، حيث كانت وفاته صادمة للمجتمع الإسلامي، مما أثار حالة من الحزن العميق بين محبيه وطلابه.

فمن خلال مسيرته العلمية والدعوية، استطاع الشيخ إسحاق الحويني أن يترك بصمة واضحة في مجال الدعوة الإسلامية، وقد أسهم بشكل كبير في توجيه الشباب نحو الفهم الصحيح للإسلام بعيدًا عن الغلو والتطرف.

ومن خلال منبره الدعوي، كان الشيخ الحويني يحث دائمًا على ضرورة العودة إلى المصدرين الرئيسيين للإسلام، وهما الكتاب والسنة، مع الاعتماد على فهم السلف الصالح، وقد انتقد بشدة بعض الممارسات البدعية والفتاوى التي تعارض هذا الفهم، ما جعله يحظى بمكانة كبيرة في قلوب محبيه.

وعُرف الشيخ الحويني بأسلوبه البسيط والمهذب في الدعوة، وكان كثيرًا ما يُلقي محاضرات في المساجد والمراكز الإسلامية في عواصم مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، كانت له العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تميزت بطابع علمي رصين بعيد عن التعقيد.

إعلان

كما كتب الشيخ الحويني العديد من المؤلفات التي لاقت قبولًا واسعًا، وقد ركز فيها على تصحيح المفاهيم الدينية لدى المسلمين، مع التأكيد على أهمية التمسك بالكتاب والسنة، وكانت كتبه مرجعية للعديد من طلاب العلم الشرعي في العالم العربي والإسلامي، حيث تناول فيها العديد من الموضوعات مثل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأصول الفقه.

صلاة الجنازة شهدت توافد العديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية من مختلف المناطق في قطر للمشاركة في وداع الشيخ الحويني (الجزيرة) الولادة والنشأة

وُلد الشيخ إسحاق الحويني بقرية حُوَين مركز الرياض من أعمال محافظة كفر الشيخ بمصر عام 1956، وبدأ مشواره العلمي منذ صغره في دراسة العلوم الشرعية، حيث كان يتمتع بموهبة فكرية عالية وقدرة على حفظ الأحاديث وتفسير النصوص الشرعية.

التحق الشيخ الحويني بجامعة الأزهر، ثم بدأ دراسته في مجال الحديث الشريف والفقه، وعُرف بإتقانه علم الحديث وعلومه، كما ارتبط بالعديد من العلماء المعتبرين، مثل الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، الذي تأثر به تأثرًا كبيرًا في مسيرته الدعوية.

تنقل بين مجالس الدعوة، وتتلمذ على عدد منهم، إذ درس على الشيخ محمد نجيب المطيعي، أصول الفقه، وتعلم أساليب الدعوة وفنون الخطابة على الشيخ عبد الحميد كشك.

بعدها قادته رحلة طلب العلم إلى الأردن، حيث درس علوم الحديث على الشيخ ناصر الدين الألباني، وأصبح من أبرز تلامذته.

وفي المملكة العربية السعودية تلقى العقيدة والفقه عن الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين.

تولى الخطابة في كثير من المساجد بمصر، كما اشتهر بمجالسه العلمية التي شرح فيها كتب الحديث والتفسير والفقه والعقيدة والتوحيد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان إسحاق الحوینی الشیخ الحوینی العلم الشرعی نشر العلم العدید من من خلال فی قطر

إقرأ أيضاً:

الطليعة الأزهرية حراس الحرية الدينية لا الشريعة!!

ربما لا يتذكر غالبية المصريين التنظيم الطليعي الذي أسسه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (1963-1971)، وقد يكون مفاجئا للكثيرين أن ذلك التنظيم كان تنظيما سريا، له خلايا في كل وزارة وهيئة حكومية، أي أن رئيس الدولة أسس تنظيما سريا داخل دولاب الدولة ليساعده على الحكم؛ لم يكتف الرئيس بالتنظيم السياسي العلني الوحيد (الاتحاد الاشتراكي)، والذي كان بمثابة الواجهة السياسية للحكم، وله فروع بانتخابات صورية في كل محافظات ومدن وقرى مصر، ولم يكتف الرئيس بالأجهزة الأمنية المتنوعة، ولا بجهاز الرقابة الإدارية، أو جهاز المحاسبات، فأنشأ ذلك التنظيم السري، وأوكل لأعضائه (30 ألف عضو) مهمة التجسس على زملائهم في جهات عملهم، وإعداد تقارير أمنية عنهم لرفعها للجهات العليا.

لم يكن للتنظيم الطليعي، وفي تسمية أخرى "طليعة الاشتراكيين"، أي صفة دستورية، بمعنى أنه لم يكن من الهيكل الرسمي للدولة الذي حدده الدستور، أو القوانين القائمة، وإن نص عليه بشكل عابر الميثاق الوطني الذي صدر في العام 1962. كانت الفكرة مستوحاة من التنظيمات الشيوعية المعروفة بانضباطها التنظيمي الصارم، وكان من بين مهام أعضائه تجنيد العناصر الصالحة للقيادة، وتنظيم جهودها وتطوير الحوافز الثورية للجماهير، والتصدي للعملاء والخونة المرتبطين بدول أجنبية، أو العاملين بتوجيهات منها، وكشف عملاء الرجعية وأعداء الاشتراكية!

لاحقا أصبحت كوادر التنظيم الطليعي هي التي تتولى المناصب العليا في كل القطاعات، وقد حافظت على هذا الوضع حتى بعد حل التنظيم على يد السادات في العام 1971 بعد حسمه لمعركة مراكز القوى. وقد يكون مفاجئا للبعض أيضا أن بقايا التنظيم ممن هم على قيد الحياة لا يزالون يحظون بمكانة رفيعة لدى النظام الحالي، حتى وإن لم يتولوا مناصب رسمية بحكم شيخوختهم، مثل علي الدين هلال، ومفيد شهاب، ومصطفى الفقي.. إلخ.

فكرة التنظيم الطليعي راودت مبكرا المشير السيسي، لكن السمعة السيئة لذلك التنظيم منعته من تكرار النموذج بشكله السابق، فأراد استنساخ شكل جديد لا يزال في مرحلة التجريب والتطوير، بدءا بمؤتمرات ومعسكرات الشباب، وتنسيقية شباب الأحزاب، وإنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب (2017)، وضمنها عدة برامج رئاسية لتأهيل الشباب للقيادة، بينما كان مركز إعداد القادة كفيلا بهذه المهمة من قبل، وأخيرا برامج إجبارية للتأهيل في الأكاديمية العسكرية لكل المتقدمين لوظائف حكومية، وأحدثها برنامج لتأهيل حمَلة الدكتوراة الأزهرية.

ليس الهدف فقط هو صقل مهارات المتدربين في تخصصاتهم، وتزويدهم بأحدث التكنولوجيا، والأساليب العلمية الحديثة في تخصصاتهم، ولكن الاعتماد على هؤلاء المتدربين ليكونوا رجال النظام في جهات عملهم، وترقية بعضهم في الوظائف العليا في تلك الجهات تباعا، وليس مستبعدا تكليفهم بمهام مراقبة الموظفين في جهات عملهم، وإعداد تقارير عن زملائهم بالطريقة ذاتها لأعضاء التنظيم الطليعي.
في البرنامج التأهيلي لحملة الدكتوراة من جامعة الأزهر، لوحظ أن السيسي لا يرى قيمة لشهاداتهم الأكاديمية، ودرجاتهم العلمية (الدكتوراة)، والتي تسمى العالمية، أي التي تمنح صاحبها صفة العالم، ولذلك فقد أشرف بنفسه على تصميم برنامج تأهيلي لهم في الأكاديمية العسكرية، وقد زعم السيسي خلال لقائه بالمجموعة الأولى في هذا البرنامج قبل أيام أن البرنامج الجديد يمنحهم شهادة أفضل من شهادتهم الأزهرية (مستوى تاني خالص أفضل مما أنتم فيه بكثير)، حيث يستمر عامين متصلين، بواقع 10-12 ساعة يوميا طيلة أيام الأسبوع، متناسيا أن هؤلاء العلماء درسوا آلاف الساعات الدراسية حتى وصلوا إلى مستوى العالمية في الأزهر، ومتجاهلا أن شهادة العالمية الأزهرية هي مثار فخر لمن يحملها من المصريين وغير المصريين، بل إن حمَلتها من غير المصريين هم محل تقدير عال في دولهم، ويتبوؤون أرقى المناصب فيها.

أفصح السيسي خلال لقائه بحملة الدكتوراة الأزهريين أن الرسالة الجديدة التي عليهم تبنيها ليست الدفاع عن الشريعة، ولكن الدفاع عن الحرية، قاصرا ذلك على حرية العقيدة، في تماه مع مطالب دولية بذلك، رغم أن الدستور المصري يكفل حرية العقيدة، كما أوضح أن المستهدف بناء تيار مستنير يجابه تيار التخلف والانحطاط الديني، والغث الكثير على مدى 1400 عام، في لمز لهذا التاريخ من جهة، وللأزهر الذي قضى 1000 عام ضمن هذا التاريخ من جهة أخرى.

لو كانت الرسالة الجديدة لعلماء الأزهر هي حراسة الحرية بشكل عام لكان من الممكن تفهم ذلك، باعتبار أن الحرية مقدمة على الشريعة لدى كثير من المجتهدين، فهي نقطة البداية لأي شي، وهي التي تفتح الباب للشريعة ولغيرها من الحقوق، لكن لم يكن منتظرا من السيسي أن يدعو العلماء للدفاع عن الحرية التي كتم أنفاسها منذ انقلابه في الثالث من تموز/ يوليو 2013 وحتى الآن، فالمسموح في دولة السيسي هو حرية نقد الذات الإلهية، ونقد النبي وكل الأنبياء والمرسلين، وليس نقد السيسي، وكبار معاونيه بأي حال من الأحوال.

ما سيفعله السيسي مع علماء الأزهر لن يمثل قيمة علمية مضافة للمنهج الأزهري، وإذا كان يرى قصورا في ذلك المنهج فقد كان عليه أن يخاطب مشيخة الأزهر لإضافة ما يجبر ذلك القصور، لكن الحرص على التدريب في الأكاديمية العسكرية يعكس أمورا أخرى، منها عدم الثقة بالأزهر، ومنها الشكوك في تغلغل أصوات معارضة داخل الأزهر والأوقاف، بخلاف المؤسسة العسكرية الصارمة ضد أصحاب المواقف السياسية المعارضة، وبالتالي تصبح هي المؤهلة لتخريج علماء على مقاس النظام، يتولون المواقع القيادية في الأزهر، ويشكلون "الطليعة الأزهرية" على شاكلة "الطليعة الاشتراكية"، مهمتها تبني سردية النظام بشكل كامل، والإبلاغ عن المعارضين في أروقة الأزهر، وجامعته وكلياته، وفي المساجد التي يتولون الخطابة فيها.

x.com/kotbelaraby

مقالات مشابهة

  • الشيخ المراغي .. رجل العلم والكرامة الوطنية المصرية
  • الشيخ عبد العال هريدي.. سيرة مفتيٍ اجتمع له العلم والقضاء والمكانة العلمية
  • حشود سيئون تؤكد حق أبناء حضرموت في إدارة شؤون محافظتهم
  • بالفيديو: حشود تنتظر مرور موكب البابا إلى ساحة الشهداء
  • فعاليات الحملة الدولية لتحرير الأسرى اللبنانيين تنطلق في العديد من العواصم
  • حشود ذكرى الاستقلال .. رسائل واضحة للمحتلين الجدد بحتمية رحيلهم من اليمن
  • رشيد تودع جثامين 5 أفراد من أسرة واحدة
  • أنقذ 13 فتاة من الغرق قبل أن تبتلعه المياه.. مصر تودع شهيد الشهامة
  • الطليعة الأزهرية حراس الحرية الدينية لا الشريعة!!
  • بعد 5 سنوات من بدء محاكمته.. نتنياهو يطلب «عفوا رئاسيا» في تهم الفساد والخيانة