زايد .. أيادٍ بيضاء ومآثر خالدة
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
واحد وعشرون عاماً، مرّت على مصابنا الجلل الذي تفطّرت له قلوبنا.. رحيل الوالد والقائد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
كان يشعر كل من يعيش على هذه الأرض الطيّبة المعطاء، أن الشيخ زايد، رحمه الله، والد له، وأنهم أسرة واحدة، تظللها الإنسانية بكل قيمها ومعانيها، من عطاء ووفاء وحبّ وتعاون، رحل عنّا في مثل هذا اليوم، بجسده.
لقد كان الراحل يتابع أبناءه في أماكنهم، على اختلاف مضامينها ويتفقد أحوالهم، ويسدي النّصائح أو يقدّم المساعدة إلى من يحتاج إليها.. فغدت الصحاري، واحات غنّاء، وكثبان الرّمال جنّاتٍ ترفل بالحياة والبهجة والجمال.
رحل زايد، وترك أسى عميقاً، لكن ما خفّف من هذا الأسى، أنّه زرع في نفوس أبنائه تلك المزايا والقيم، فكانوا خير خلفٍ لخير سلفٍ، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وكان فقيد الوطن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، العضد والسند، لكن القدر كان له حكمه، فغادرنا قبل ثلاثة أعوام.
ومآثر الشيخ زايد، تناقلتها الأجيال، ليكون قدوة لهم في حياتهم ولتستمر مسيرته.. لأن مآثره وعطاءاته، نرويها الآن لأبنائنا لينهلوا من فكره ويقتدوا بعمله حتى لو لم يعاصروه. فقد غرس في نفوسنا نهج الخير والعطاء، وعبرت دولة الإمارات بفضل حكمته وفطنته إلى خارج حدود المنطقة، لتكون منارة للتراحم والتسامح والعطاء، وواحدة من أبرز الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي في العالم.
المغفور له، الشيخ زايد، أرسى نهجاً مستداماً للعطاء والعمل الخيري، شمل قارات العالم كافة، لذلك أضحى «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي أعلن عام 2018 موعداً سنوياً يتجدَّد فيه الاحتفاء بسيرة زايد الخير، زايد العطاء، زايد الإنسان، وأصبح هذا اليوم محطة تاريخية مهمة نستذكر فيها قدوة الإنسانية وباني نهضة العمل الخيري بسيرته الطيبة من البذل والإخلاص في خدمة قضايا الإنسانية.
يوم زايد للعمل الإنساني، كان زرعاً للإنسانية والتسامح والعطاء في كل أرجاء الكون، فما أن يُذكر اسمه في كثير من البلدان، حتّى ترتفع الأكفّ، وتلهج الألسن بالدّعاء، بأن يكلأه المولى عزّ وجلّ بواسع رحمته، ويديم على هذه الأرض المعطاء قادتها العظماء، لتبقى راية الخير التي رفعها زايد خفّاقة في كل سماء.
أما ما يخص الآخرين من العرب أو دول العالم، فكان خبر رحيله محزناً بلا شكّ، لأن خير الوالد زايد، وعطاءاته شملت البشرية من أقصاها إلى أدناها.. وتعبيراً عن قيمة زايد في القلوب، وعن معنى العمل الإنساني في النفوس، وعن محبة هذا الشهر المبارك في الوجدان، كان هذا اليوم الإنساني.. حيث رحل من كان نعم الأب والقائد، وترك الأثر الطيب في القلوب.
دولتنا التي لا تتوانى عن مساعدة كل مكلوم مكروب، كانت وستبقى أول من يمدّ يد الخير والمساعدة لكل محتاج، وها هي إحصاءاتنا الرسمية تؤكد أن إجمالي ما قدمته الإمارات من عطايا منذ تأسيسها في عام 1971، وحتى اليوم أكثر من 100 مليار دولار، شملت كل مناحي الحياة الإنسانية والعمرانية والتعليمية والصحية، وغيرها من المجالات التي يحتاج إليها كل بشر.
رحم الله القائد زايد.. القيادي الأكثر إلهاماً في صبره وحكمته ورؤيته. ورمز الوطنية وحبّ النّاس، حيث إنه بصبره وحكمته نرفل اليوم بنعيم اتحاد دولة الإمارات، التي باتت قبلة العالم أجمع بإنسانيتها، وتفوقها، وتقدمها.
والدنا زايد.. في القلب سوف تبقى للأبد يا أعزّ حاكم، غفر الله لك وجعل قبرك روضاً من رياض الجنان في روح وريحان.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
إقرأ أيضاً:
الشيخ نعيم قاسم: السلاح شأن لبناني ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي
الثورة نت/..
أكد أمين عام حزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، أن سلاح المقاومة شأن لبناني، ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي، وأن أمريكا لا تساعد لبنان بل تدمره من أجل مساعدة الكيان الإسرائيلي.
وقال الشيخ قاسم في كلمته خلال حفل تأبيني أقامه حزب الله في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر (السيد محسن): “نحن في لبنان اليوم معرضون لخطر وجودي، ليس على المقاومة بل على كل لبنان وكل طوائفه وشعبه، خطر من اسرائيل ومن الدواعش ومن الاميركيين الذين يسعوا ان يكون لبنان أداة طيعة ليندمج في مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يريدونه”.
وأضاف: “هذا الخطر يتجاوز مسألة نزع السلاح بل المسألة مسألة خطر على لبنان خطر على الأرض”.
وتابع: “لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقاً باسرائيل، ولو قتلنا جميعا لن تستطيع اسرائيل أن تهزمنا ولن تستطيع أن تأخذ لبنان رهينة ما دام فينا نفس حي وما دمنا نقول لا اله الا الله، وما دمنا نؤمن بأن الحق يجب أن يُحمى وأن دماء الشهداء يجب أن تُحمى”.
وجدد الشيخ قاسم التأكيد على أن “السلاح الذي معنا هو لمقاومة اسرائيل، وليس له علاقة بالداخل اللبناني، هذا السلاح هو قوة للبنان ونحن حاضرون لنناقش كيف يكون هذا السلاح جزءا من قوة لبنان”.
واستطرد: “لن نقبل أن يسلم السلاح لإسرائيل، واليوم كل من يطالب بتسليم السلاح، فهو يطالب بتسليم السلاح لإسرائيل”.
وذكر أن “أميركا تقول سلموا الصواريخ والطيران المسير، ومبعوثها براك قال إن هذا السلاح يخيف اسرائيل التي تريد امنها، أي أن الاميركي يريد السلاح من أجل اسرائيل”.
وأكد أمين عام حزب الله أن “الاحتلال لن يبقى والوصاية لن تبقى ونحن سنبقى”، لافتاً إلى أن “الخطر الداهم هو العدوان الاسرائيلي، الذي يجب ان يتوقف، والخطاب السياسي يجب ان يكون لإيقاف العدوان وليس لتسليم السلاح لإسرائيل”.
وقال: “في هذا المرحلة كل دعوة لتسليم السلاح والعدوان مستمر هي دعوة لإعطاء اسرائيل سلاح قوة لبنان. كل شي يقوي الدولة قدمناه، حتى السلاح الموجود هو لقوة الدولة وليس إضعافها”.
وأشار إلى أن “على الدولة اللبنانية أن تقوم بواجبين أساسيين أولهما ايقاف العدوان بكل السبل الدبلوماسية العسكرية ووضع الخطط لحماية المواطنين، فمن غير الممكن القول للمواطنين لا استطيع ان احميكم وتجردوا من سلاحكم حتى تكونوا عرضة للقتل والتوسع الاسرائيلي”.
وأضاف “المهمة الثاني هي الإعمار وهي مسؤولية الدولة. اذا كانت اميركا تضيّق علينا وتمنع دول العالم ان تساعدنا، هنا على الدولة أن تفتش عن طرق أخرى لأن هذه مسؤوليتها”.
وتابع: “لن نسلم السلاح لإسرائيل وكل من يطالب اليوم بتسليم السلاح داخليا او خارجيا او عربيا او دوليا هو يخدم المشروع الاسرائيلي مهما كان اسمه او صفته أو عنوانه. اذهبوا وأوقفوا العدوان وامنعوا الطيران من الجو واعيدوا الأسرى ولتنسحب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها، وبعد ذلك نتناقش”.
وأردف: “لدينا تجربة سوريا، ماذا فعل الأميركيون في سوريا؟ خرّبوا سوريا وتركوا الإسرائيلي يأخد راحته. الأمريكي شجع على عملية القتل والاغتيال ومجازر السويداء وقتل العلويين وكل الاعمال المشينة بطريقة أو بأخرى”.
وأوضح أن حزب الله “يعمل على مسارين: مسار المقاومة لتحرير الأرض بمواجهة اسرائيل، والمسار الثاني مسار العمل السياسي لبناء الدولة. لا نغلّب مسار على آخر ولا نختار بينهما بل نعمل على المسارين بشكل منفصل بالتالي لا يمكن المقايضة بين المسارين”.
وأشار إلى أن “انتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون حصل بعد سنوات من وضع الدولة المهترئ بشكل كبير، حيث أثبتت المقاومة انها دعامة أساسية من دعائم بناء الدولة بتسهيل انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وما بعدها”.
وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة اللبنانية “نشأت كردة فعل على الاحتلال وسدت فراغا في قدرة الجيش اللبناني وأنجزت تحريرا مضيئا في سنة 2000 وتتابع موضوع ردع اسرائيل وحماية لبنان وقلنا مرارا وتكرارا هي ليست وحدها، بل أن هذه المقاومة مع الجيش والشعب ولا تصادر مكانة احد ولا عطاء أحد ولا مسؤولية احد”.
وأوضح قائلاً: “الجيش مسؤول وسيبقى مسوؤلا ونحن نحييه على أعماله والشعب مسؤول وسيبقى مسؤولا ونحييه على هذا الالتفاف العظيم الذي أعطى قوة بهذه المقاومة”.
وقال أمين عام حزب الله: “جاء براك بالتهويل والتهديد بضم لبنان الى سوريا وأن لبنان لن يبقى على الخارطة ولن يكون محل اهتمام العالم مستخدماً في الوقت نفسه العدوان والتهديد بتوسعة العدوان”.
واستدرك قائلاً: “فوجئ براك بأن الموقف اللبناني الرسمي الوطني المقاوم الذي يحرص على مصلحة لبنان، وكان موقفا موحداً: فليتوقف العدوان وبعد ذلك نناقش كل الامور”.
وحول جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قال الشيخ قاسم إن العدو الصهيوني يمارس “الاجرام الوحشي البشري على الهواء مباشرة بشكل منظم.
وأكد أن “الاميركيين والصهاينة يقتلون الاطفال والنساء والابرياء ويجوعون الناس“، متسائلاً: “أين يوجد مثل هذا الاجرام في العالم؟ قتل الحوامل؟ تجويع الاطفال؟ قتل الناس في خيامهم وبيوتهم؟”.
ولفت إلى أن “كل ذلك يتم بتأييد كامل من أميركا”، مشيراً إلى أن “الشعب الفلسطيني لن يستسلم.
وتسائل الشيخ قاسم: “أين الدول والمنظمات التي تدعي حماية حقوق الانسان؟”، مضيفاً: “البيانات لم تعد تنفع وانما يجب تقديم ضمانات لوقف العدوان ومنع اسرائيل عن طغيانها”.