سودانايل:
2025-06-30@19:31:39 GMT

عن التسامح أكتب

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

كنتُ ممن يدعون إلى التسامح تحت شعار: “لكي لا تعيش في ألم.”
أنا وأعوذ بالله من كلمة “أنا” من الأشخاص الذين يخشون المواجهة، بل يرتعدون عند مجرد التفكير في الرد على الأذى أو التفوّه بكلمة قد تجرح مشاعر أحدهم..

لكن حين أنظر إلى الماضي بتمعّن، لا أجدني إنسانا طيبا كما كنت أظن، بل ربما كنتُ ضعيف وهشّ !! لم أكن أُجامل الناس بدافع اللطف، بل كنت أحاول جاهدا أن أكون جزءًا من هذا المجتمعات .

. لكنّها للأسف، مجتمعات جاهلة تغلب عليها الغطرسة والتحيّز لصالح من يُنظر إليهم على أنهم “أقوياء !!؟؟ أولئك الذين لا يسمحون بمرور كلمة دون ردّها بأقسى منها، ولا يهابون إلا من يواجههم بالمثل. ومع ذلك، لم تتقبلني هذا المجتمعات إلا عبر الاستغلال والإيذاء النفسي المستمر.

نحن مجتمعات بكل أسف تحتفي بالرذيلة، كما نراه ونعيشه علي مستوي اليومي ، حيث نضخّم شأن من كان لسانه سليطًا، ونرفع مكانة من يتلذذون بأزي الآخرين وإذلالهم.

أحيانًا، ما نراه “طيبة” ليس سوى هروب من المواجهة وتجنب للصراعات.
فهل نحن طيبون حقًا لأننا نؤمن بذلك!!؟؟ .. أم لأننا نخشى العواقب إن تجرأنا على الرد؟؟!!..
أميل إلى الاعتقاد بأننا لسنا طيبين، بل جبناء..

لطالما كنتُ من هؤلاء الطيبين الساذجين. الي وقت قريب جدا حينما يظلمني أحد كنت أنزوي في منزلي أبكي لساعات، وربما لأيام أو أسابيع، حتى يخفّ الألم، دون أن أواجه من تسبب فيه. ثم أعود وأسامح… فأُجرح مرة أخرى..
أليس هذا هو الغباء بعينه؟

لكن بعد سلسلة طويلة من الخيبات، وصلتُ إلى درجة من الوعي الذاتي جعلتني أعيد النظر في تعاملي مع الآخرين. أدركتُ أن أكبر التحديات التي تواجه الطيبين الساذجين هو تحقيق التوازن بين التسامح والدفاع عن النفس، بين الاحتفاظ بنقاء القلب وعدم السماح لأحد بإيذائنا أو استغلالنا.

فأعود لأسأل نفسي: هل الرضا الذي يوفره العفو يدوم إلى الأبد؟
لا أظن ذلك.
نحن نعيش في مجتمع يجبر المظلوم على المسامحة دون أن يناقش جذور المشكلة أو يبحث عن حلول لها. وهكذا، يظن المظلوم أن الألم والغضب قد انتهيا، لكنه يظل أسيرًا لكلمة “لو”:
“لو كانت لدي القدرة على الرد، لرددت، لكنني كنت جبانًا…”
حتى يصل إلى لحظة الانفجار، ولو بعد عشرين عامًا؟؟!! ..

“نشوة رد الظلم لا تدوم سوى للحظات .”

قد تكون الجملة صحيحة، لكن تلك اللحظة كفيلة بأن تطفئ ولو قليلًا من البراكين الهائجة!

ليس هناك بأس في رد الظلم ، في أن تردّ الصفعة بصفعتين، لكن لا يجب أن تدع هذه الروح تستهلكك.
اخذ الحق ليس بالضرورة أن يكون عظيما لمن آذاك، ولا غايةً في حد ذاته، بل وسيلة لاستعادة التوازن النفسي دون أن تغرق في وحل الكراهية.

تحلَّ ببعض الرأفة، لا لتكون ضعيفًا، بل لتختلف عنهم قليلاً.
الرأفة فضيلة، خاصة حين يكون لديك القدرة على إلحاق الأذى بالآخرين، لكنك تسمو عنها انتصارًا للفضيلة ذاتها. وهذا ما يضفي على الرأفة قيمتها الحقيقية وكفي ..

mohamed79salih@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية: أكثر من 41 ألف مطالبة تعويض جرّاء الرد الإيراني

الثورة نت/..

كشفت صحيفة “كالكاليست” الصهيونية، في تقرير حديث، عن حجم الأضرار التي لحقت بالممتلكات نتيجة الحرب الأخيرة مع إيران، مشيرةً إلى أن عدد مطالبات التعويض المقدّمة حتى الآن بلغ 41,550.

ووفقاً للبيانات، فإن النسبة الأكبر من الأضرار تتعلق بالمباني، حيث تم تسجيل 32,975 مطالبة بسبب أضرار مباشرة في المنازل والمنشآت.

كما تم تسجيل 4,456 مطالبة بسبب أضرار لحقت بالأجهزة المنزلية والمعدات الإضافية، بالإضافة إلى 4,119 مطالبة تتعلق بأضرار في المركبات.

وبحسب التقديرات الأولية، فإن الكلفة المباشرة للأضرار تجاوزت 5 مليارات شيكل ( تقريباً 1.5 مليار دولار)، في حين لا تزال آلاف المطالبات قيد المعالجة أو في طريقها للتقديم.

من جهة أخرى، بلغ عدد المستوطنين الذين تم إجلاؤهم بسبب الدمار نحو 18,000 مستوطن.

وتجدر الإشارة إلى أن الجهات المختصة لا تزال تعمل على تقييم المزيد من الأضرار، مع توقّعات بزيادة في حجم المطالبات خلال الأسابيع المقبلة.

وفي 13 يونيو/ حزيران الجاري، شن العدو الصهيوني بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، وأسفر عن 606 شهداء و5 آلاف و332 مصابا، وفق وزارة الصحة الإيرانية.

وردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية الصهيونية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، اخترق عدد كبير منها منظومات الدفاع، ما خلف دمارا وذعرا غير مسبوقين، فضلا عن 29 قتيلا و3 آلاف و345 جريحا، حسب وزارة الصحة وإعلام عبري.

ومع رد إيران الصاروخي ضد الكيان الصهيوني وتكبيدها خسائر كبيرة، هاجمت الولايات المتحدة منشآت نووية بإيران، مدعية “نهاية” برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة “العديد” العسكرية الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفا لإطلاق النار بين طهران والكيان الصهيوني.

مقالات مشابهة

  • أزمة سكن في إسرائيل وخسائر بالمليارات جراء الرد الإيراني
  • بري لعقيص: ما تهددني
  • الردّ الموحّد على ورقة برّاك ينتظر ملاحظات بري والـحزب
  • صحيفة إسرائيلية: أكثر من 41 ألف مطالبة تعويض جرّاء الرد الإيراني
  • وزير التسامح يحضر أفراح الغفلي والخاطري
  • فاروق فلوكس: أكتب مذكراتي بعنوان الزمن وأنا
  • صحيفة عبرية: أكثر من 41 ألف مطالبة تعويض جرّاء الرد الإيراني
  • بري ينتظر إجابات من حزب الله لبلورة الرد اللبناني على الورقة الأميركية
  • الدرعي: تجربة الإمارات قامت على إعلاء قيم التسامح
  • قطر: أحبطنا الهجوم الصاروخي الإيراني ونحتفظ بحق الرد