البوابة نيوز:
2025-07-30@22:51:24 GMT

ترامب يعسكر المنطقة الحدودية مع المكسيك

تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في خطوة تعكس توجهًا أكثر تشددًا تجاه ملف الهجرة، تخطط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنح وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) سيطرة مباشرة على منطقة عازلة على الحدود الجنوبية مع المكسيك، بما في ذلك منحها صلاحية احتجاز المهاجرين غير الشرعيين مؤقتًا حتى وصول سلطات إنفاذ القانون، وفقًا لما كشفته صحيفة واشنطن بوست نقلًا عن خمسة مسؤولين أمريكيين مطلعين على المناقشات الجارية.


بحسب المصادر، تتركز المناقشات على جزء من الحدود في ولاية نيو مكسيكو، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى تحويل المنطقة العازلة إلى "منشأة عسكرية واسعة"، وهو ما قد يثير جدلًا قانونيًا، لا سيما مع تعارضه المحتمل مع قانون "بوسي كوميتاتوس" الصادر عام 1878، والذي يمنع الجيش الأمريكي من تنفيذ مهام إنفاذ القانون داخل الولايات المتحدة.
ولمعالجة هذه المخاوف، تبحث إدارة ترامب تحميل سلطات الجمارك وحماية الحدود أو مسؤولي الهجرة والجمارك مسؤولية احتجاز المهاجرين وترحيلهم عبر رحلات عسكرية أمريكية، في محاولة لتجنب الصدام القانوني مع التشريعات الفيدرالية.
وفي حال الموافقة على الخطة، فإن المنطقة العازلة، التي يبلغ عمقها 60 قدمًا داخل الحدود الأمريكية، قد تمتد غربًا إلى ولاية كاليفورنيا، مما يعزز فرضية عسكرة الشريط الحدودي بالكامل.
مخاوف قانونية
طلب كبار مسؤولي البنتاجون دراسة أي تعقيدات قانونية قد تنشأ جراء احتجاز القوات الأمريكية للمهاجرين غير الشرعيين مؤقتًا في غياب عملاء الجمارك، وهو ما دفع الإدارة إلى إعادة صياغة الخطة بحذر شديد، بحيث يتم تصنيف عمليات الاعتقال على أنها "توقيف مؤقت" وليس "احتجازًا قانونيًا"، لتجنب التداعيات القانونية المصاحبة.
ورغم أن البيت الأبيض يشارك في هذه المناقشات منذ فترة، إلا أن ترامب لم يتخذ قرارًا نهائيًا بعد بشأن الموافقة على الخطة. ومع ذلك، يرى المسؤولون أن إنشاء "منطقة دفاع وطني" على الحدود قد يتيح فرض عقوبات مشددة على المهاجرين غير الشرعيين، بما في ذلك تسريع إجراءات الترحيل الفوري.
امتداد جديد للنفوذ العسكري
بحسب تقرير واشنطن بوست، فإن الخطة تهدف إلى إقامة شريط عازل بعرض 60 قدمًا على طول الحدود الجنوبية، داخل محميّة روزفلت، وهي أراضٍ فيدرالية خصصها الرئيس السابق ثيودور روزفلت للأمن الحدودي عام 1907.
وتخضع هذه الأراضي عادةً لإدارة وزارة الأمن الداخلي، لكن في بعض الحالات، تم نقل أجزاء منها مؤقتًا إلى سيطرة البنتاجون، كما حدث خلال إدارة ترامب الأولى، لدعم عمليات بناء الجدار الحدودي.
يسمح القانون الأمريكي بنقل ما يصل إلى 5 آلاف فدان (21 كيلومترًا مربعًا) في كل مرة إلى وزارة الدفاع دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت الإدارة تخطط لعسكرة الحدود الجنوبية بأكملها.
ترامب يعيد تشكيل سياسة الهجرة
منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، شدد ترامب سياساته الصارمة تجاه الهجرة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الاعتقال والترحيل، كما دخل في صدامات مع القضاة الفيدراليين الذين راجعوا دستورية أوامره التنفيذية.
كما أمر ترامب بنشر قوات عسكرية إضافية واستخدام أسلحة متطورة على الحدود الجنوبية، وأرسل، يوم السبت الماضي، المدمرة البحرية USS Gravely للمشاركة في تأمين الحدود البحرية.
تصعيد عسكري واسع على الحدود
وفقًا لمسؤولين عسكريين، يشارك حاليًا أكثر من 10,000 جندي من القوات النظامية في جهود تأمين الحدود، ما ساهم في انخفاض كبير في عمليات العبور غير الشرعي. فقد سجلت سلطات الجمارك 28,654 حالة عبور غير شرعي في فبراير، مقارنة بـ 124,522 حالة في ديسمبر، خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
ويعتبر مسؤولو إدارة ترامب أن الهدف الأساسي هو فرض سيطرة كاملة على الحدود الأمريكية، ووقف تدفق المخدرات غير الشرعية، وهو ما دفع البنتاجون إلى تعزيز وجوده العسكري من خلال إنشاء قيادة مشتركة جديدة تحت إشراف الفرقة الجبلية العاشرة (10th Mountain Division)، التي ستدير العمليات من قاعدة فورت هاتشوكا في أريزونا.
عمليات نشر القوات.. خطوة غير مسبوقة
من بين أكبر عمليات النشر العسكري حتى الآن، إرسال 2,400 جندي من اللواء الثاني، فرقة المشاة الرابعة المدرعة (2nd Stryker Brigade Combat Team, 4th Infantry Division)، المتمركزة في فورت كارسون بولاية كولورادو.
وتتمركز هذه القوات حاليًا في فورت هاتشوكا وفورت بليس، وهي قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود المكسيكية في ولاية تكساس، وفقًا لمسؤولين دفاعيين وصور نشرها البنتاجون.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: العسكري واشنطن بوست الحدود الجنوبیة على الحدود احتجاز ا

إقرأ أيضاً:

التحرك الأمريكي في ليبيا.. مصالح متجددة في ظل إدارة ترامب الثانية

أولًا: عودة ليبيا إلى واجهة الاهتمام الأمريكي

مع بداية الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعادت ليبيا مكانة متقدمة ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية, ويأتي ذلك في سياق إقليمي ودولي يشهد تحولات متسارعة، أبرزها تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، واحتدام التنافس بين القوى الكبرى داخل القارة الإفريقية، ما جعل من ليبيا بوابة استراتيجية لا يمكن تجاهلها.

ثانيًا: خلفيات وأبعاد الزيارة الأمريكية

زيارة مستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، إلى كل من طرابلس وبنغازي، لم تكن مجرد بروتوكولية، بل يمكن قراءتها باعتبارها خطوة استطلاعية لجمع معلومات مباشرة من الفاعلين الليبيين، وتشكيل تصور دقيق لصانع القرار في واشنطن حول موازين القوى واتجاهات النفوذ.

وقد عبّر بولس خلال لقائه مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، عن قلق الولايات المتحدة العميق من الوضع الأمني في العاصمة طرابلس، في ظل استمرار انتشار السلاح بيد التشكيلات المسلحة، وغياب سيطرة حقيقية للدولة على هذه القوى.

ويأتي هذا القلق خصوصًا بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة قبل نحو أربعة أشهر بين قوات حكومية وتشكيلات تابعة لقوة “دعم الاستقرار”، والتي قلّص الدبيبة نفوذها مؤخرًا، ما فاقم التوتر داخل طرابلس. واليوم، تعيش العاصمة على وقع حالة احتقان أمني متصاعدة، وسط مخاوف من تفجر الوضع في أي لحظة.

هذا الواقع دفع بولس إلى التركيز خلال محادثاته على أولوية الأمن والاستقرار، مشددًا على أن استمرار حالة التفلت الأمني يعيق أي مسار سياسي أو اقتصادي، ويثير قلقًا أمريكيًا ودوليًا متزايدًا مما قد يحدث، خاصة في ظل اقتراب استحقاقات مفصلية، منها الحديث عن تنظيم الانتخابات واستئناف المسار السياسي.

تأتي هذه الزيارة أيضًا في لحظة حساسة، حيث تواجه المنطقة خطر التصعيد بين إسرائيل وإيران، وهو ما يهدد إمدادات الطاقة العالمية، ويجعل من ليبيا — بثرواتها وموقعها الجيوسياسي — بديلًا استراتيجيًا في الحسابات الأمريكية.

ثالثًا: السيطرة الميدانية ودلالاتها الاستراتيجية

لا يمكن فصل التحرك الأمريكي عن المعادلة الميدانية الليبية. إذ يسيطر الجيش الليبي على نحو 80% من مساحة البلاد، وهي مناطق تحتوي على أهم الحقول النفطية والثروات المعدنية، إضافة إلى مناطق استراتيجية متاخمة لدول الساحل الإفريقي.

هذه السيطرة تعكس واقعًا أمنيًا يختلف عن حالة الانقسام السياسي، وتفتح المجال أمام فرص استثمارية وتنموية، لأن المصالح الاقتصادية — بما فيها الاستثمارات الأمريكية المحتملة — لا يمكن أن تتحقق في غياب الأمن والاستقرار. ولذلك، فإن هذه السيطرة تُمثل نقطة جذب لأي انخراط دولي يسعى لحماية المصالح الاستراتيجية في ليبيا.

رابعًا: واشنطن والمنافسة الدولية في إفريقيا

في الوقت الذي تُرسّخ فيه الصين وجودها الاقتصادي في إفريقيا، وتتابع فيه روسيا تعزيز مصالحها الاستراتيجية في عدد من الدول الإفريقية، تسعى واشنطن لإعادة التمركز في القارة، انطلاقًا من بوابة ليبيا.

فالتحرك الأمريكي يحمل طابعًا مزدوجًا: مواجهة تنامي النفوذ الروسي – الصيني، وتأمين إمدادات الطاقة، خصوصًا في حال تدهور الوضع في الخليج أو شرق المتوسط. وليبيا تُعد خيارًا مطروحًا، خاصة بعد أن أثبتت السنوات الماضية أن غياب الدور الأمريكي فتح المجال لتنافسات إقليمية ودولية معقدة.

خامسًا: آفاق التحرك الأمريكي وحدوده

ورغم هذا الاهتمام المتجدد، لا تزال السياسة الأمريكية في ليبيا تتسم بالغموض النسبي، إذ لم تُعلن الإدارة الأمريكية حتى الآن عن مبادرة واضحة أو رؤية متكاملة للحل، كما أن تعاطيها مع خريطة الطريق الأممية الحالية لا يزال ضبابيًا.

ويُثير هذا تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن للانتقال من الدور الرمزي إلى دور فاعل في حلحلة الأزمة الليبية، خاصة في ظل الانقسام الحاد بين المؤسسات، وانتشار السلاح، وفشل المبادرات السابقة.

ليبيا بين الفرصة والتنافس

إن عودة ليبيا إلى حسابات الإدارة الأمريكية تعكس تغيرًا في التقديرات الاستراتيجية، لكنها تظل مرهونة بمدى قدرة الأطراف الليبية على استثمار هذه اللحظة، والذهاب نحو توافق حقيقي يتيح بناء دولة مستقرة.

ففرص التنمية والشراكة مع القوى الكبرى قائمة، لكن تحقيقها يتطلب أولًا التأسيس لسلطة وطنية موحدة تُنهي الانقسام، وتفتح الباب أمام استثمار الموقع والثروات في مصلحة الليبيين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • ترامب: سأسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة حتى انتهاء الحرب
  • جريج جوتفيلد: وسائل الإعلام الأمريكية ضخمت مؤامرة انتخابات الرئاسة وعليها الاعتذار لبوتين
  • الخارجية الأمريكية: المساعدات الإنسانية في غزة غير كافية .. ونعمل على زيادتها
  • الإدارة الأمريكية..المصداقية في مهب الريح
  • التحرك الأمريكي في ليبيا.. مصالح متجددة في ظل إدارة ترامب الثانية
  • حصري.. إدارة ترامب قلقة من فصائل تحت مظلة الحشد تقوض أمن العراق
  • السعودية: استقرار المنطقة يبدأ بإنصاف الشعب الفلسطيني
  • «طبخة باراك فتنة على الحدود».. وسيناريوهات الفوضى المركّبة
  • عاجل. واشنطن وتل أبيب تقاطعان المؤتمر الأممي الخاص بفلسطين والخارجية الأمريكية تقول إنه هدية لحماس (وكالة)
  • العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تحلق مع إعلان اتفاق التجارة مع الاتحاد الأوروبي