سؤال عن احتمالات نجاة الجنجويد المحاصرين في القصر الجمهوري
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
لو جاك سؤال عن احتمالات نجاة الجنجويد المحاصرين في القصر الجمهوري، وطلب منك إعطاء احتمالات واقعية وليس خيالية، فالإجابة حتختلف من شخص لآخر..
لو سألت جنجويدي، حيقول ليك: “نحن منتصرين، والفلول ديل حنهزمهم، وما حيدخلو القصر، وحميدتي أبشر وراك رجال ! هنا إجابة الجنجويدي ما مبنية على مؤشرات منطقية، بل على قناعة مغلقة نجحت قيادات أل دقلو في زرعها داخله منذ بداية الحرب.
أثناء القتال الجنجويدي مقتنع تماماً بأن كرامة ما ستحدث، وأنه قادر على هزيمة الفلول، لأن “المسيح حميدتي” قال ليهم “نحن ما طالعين من القصر”. بالنسبة ليو التصريح دا وحده دليل على النصر، بغض النظر عن الوقائع على الأرض.ما بتقدر تقنع الجنجويدي العادي أو حتى الجنجويدي في الميدان، بأنه مهزوم ولا سبيل لنجاته. مش لأنه عنده عقيدة قتالية، لأنه أصلاً مافي عقيدة غير السرقة والنهب، لكن لأن إدراكه لمنطق الربح والخسارة مضطرب، والمعايير عنده مختلفة تماماً..
الجنجويدي ممكن يموت بنفس الطريقة مئة مرة، وفي كل مرة بعتقد أن واحدة من المرات دي حتكون اللحظة التي تتحقق فيها نبوءة حميدتي !
#السودان
#القوات_المسلحة_السودانية
Hasabo Albeely
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
محمد التابعي والملك فاروق .. حين اختار القلم بدلًا من القصر
في كواليس الحياة السياسية المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، نشأت علاقة خاصة بين ملك شاب وصحفي لامع.
محمد التابعي، الذي اشتهر بلقب “أمير الصحافة”، لم يكن مجرد مراسل أو محرر يكتب عن الملك، بل كان أحد القلائل الذين اقتربوا من فاروق عن كثب، سمعوا منه، ونقلوا عنه، قبل أن ينقلب عليه القلم الذي سبق وأن مجده.
بداية العلاقة: صعود الملك وصعود الصحفيفي أواخر الثلاثينيات، كانت مصر على موعد مع ملك جديد في سن المراهقة، فاروق الأول، بينما كان التابعي قد رسخ اسمه كواحد من أبرز الصحفيين السياسيين في البلاد.
وبينما كانت الصحف تتناول أخبار القصر بحذر شديد، قرب الملك الشاب التابعي إليه، لا لولائه، بل لذكائه، وفهمه العميق لكواليس السياسة والبلاط.
الصحفي في القصر: هل كان مستشارًا غير معلن؟يؤكد كثير من المؤرخين أن محمد التابعي لم يكن مجرد ناقل أخبار للملك، بل أحيانًا كان رأيه يسمع في الدوائر الملكية.
كانت له القدرة على الوصول، والإقناع، والهمس في آذان رجال القصر، ما جعله طرفًا غير رسمي في دوائر صنع القرار.
لكن التابعي لم يكن مستشارًا بالمعنى التقليدي، كان يحتفظ بمسافة ذكية، تتيح له القرب دون التورط، والكتابة دون التقييد.
بداية التوترمع مرور السنوات، بدأ فاروق يميل إلى حياة البذخ واللهو، بينما تدهورت الأوضاع السياسية في البلاد، وتعمقت الهوة بين القصر والشعب.
الصحفي الذي دافع عن الملك في مقالاته، بدأ يشعر أن هناك ما يستحق النقد.
كتب التابعي بشكل غير مباشر عن “الحاشية الفاسدة”، وعن “تضليل الشباب”، منتقدًا دون أن يسمي، لكنه كان واضحًا لكل من يقرأ بين السطور.
حين كتب التابعي ضد الملكلم يكتف التابعي بالتلميح طويلًا، ومع تصاعد الأحداث، وتنامي الحركات الوطنية، بدأ يكتب مقالات أكثر جرأة، ينتقد فيها الوضع القائم، ويحذر من العزلة التي يفرضها فاروق على نفسه.
وربما كان ذلك من أسباب تراجع العلاقة بينه وبين القصر، خصوصًا بعدما رفض أن يكون لسان حال النظام في مرحلة دقيقة.
اللافت في علاقة التابعي بالملك، أنه لم يكن تابعًا له، لم يسع إلى منصب، ولم يخشَ فقدان الامتيازات.
حتى بعد أن تباعدت المسافة بينهما، ظل يكتب بعقله، لا بعاطفته، وظل يحتفظ بمكانته كواحد من أكثر الصحفيين تأثيرًا في الرأي العام.
في مذكراته الشهيرة “من أسرار الساسة والسياسة”، يروي التابعي تفاصيل دقيقة عن اللقاءات التي جمعته بالملك، والحوارات الخاصة، والقرارات التي سمع عنها قبل أن تعلن .
لكنه لم يظهر نفسه كبطل، بل كراصد وصاحب رأي حر، لا يصمت أمام الخطأ، حتى وإن كان مصدره الملك.