كيف تطهر قلبك؟.. مفتي الجمهورية ينصح بـ عبادات لتزكية النفس
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
حذر الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، من خطورة الإخلال بالوعد والغدر بالعهد، حيث وضعها الشرع الشريف في مصاف صفات المنافقين التي تهدم الثقة بين الناس، مشيرا إلى طريقة العلاج من تلك الصفة المذمومة.
وشدد فضيلته، في حديثه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق المذاع على فضائية "صدى البلد"، على أن الوفاء بالوعد ليس مسألة هينة أو يسيرة، بل علامة فارقة بين المؤمن والمنافق.
مفتي الجمهورية يحدد 4 صفات تدل على الشخص المنافق الخالص
مفتي الجمهورية: تكفي نية واحدة للصيام بداية رمضان.. والأكمل تجديد النية يوميا
هل الإسلام والعلم متناقضان؟.. مفتي الجمهورية يرد بأدلة من القرآن
تسمية الأطفال بـ عبد النبي وعبد الرسول.. ماذا قال عنها مفتي الجمهورية؟
واستشهد المفتي، بقوله صلى الله عليه وسلم: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها"، ومنها: "إذا وعد أخلف"، وكذلك حديثه عليه الصلاة والسلام: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”.
وأشار فضيلته إلى أن تزكية النفس هي السبيل الأساسي لتحصيل الوفاء بالعهد، موضحًا أن الإنسان لا بد أن يكون على دراية تامة بحاله، ويحاسب نفسه باستمرار، كما يفعل التجار في تجارتهم، حيث ينبغي أن يخصص المرء وقتًا لمراجعة أعماله يوميًّا، فإن وجد خيرًا حمد الله، وإن وجد تقصيرًا سارع إلى التوبة والاستغفار، مؤكدًا أن هذا الأمر هو الذي يرقى بالإنسان من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس اللوامة، ومن النفس اللوامة إلى النفس المطمئنة.
وأضاف فضيلته أن تزكية النفس تتحقق من خلال عبادات قلبية، مثل: اليقين، والخوف من الله، والتفكر، والإيثار، والمحبة، والمراقبة، لافتًا إلى أن هذه العبادات يظهر أثرها في سلوك الإنسان وتعاملاته مع الناس.
وأكد أن الصحبة الصالحة لها دور أساسي في تحقيق تزكية النفس، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"، وكذلك حديثه الشريف: "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحذيك وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثوبك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة".
وأوضح فضيلة المفتي أن العلاقة بين العبد وربه تشبه سلمًا روحيًّا تصعد فيه النفس من مقام إلى آخر، مشيرًا إلى أن التصوف الإسلامي أسَّس منهجًا راسخًا في تزكية النفوس عبر مقامات وأحوال تبدأ بالتوبة والصبر والمراقبة والمحاسبة، بهدف الارتقاء بالنفس من كونها أمَّارة بالسوء إلى أن تصبح مطمئنة. وأضاف أن هذا التحول لا يتم دفعة واحدة، وإنما يتحقق من خلال مراحل متدرجة في السلوك الروحي.
ولفت فضيلته الانتباه إلى أنَّ معرفة الإنسان لنفسه هي الخطوة الأولى في رحلة الإصلاح، مشيرًا إلى أن الفيلسوف اليوناني سقراط حين دخل أحد المعابد وجد عبارة مكتوبة تقول: "اعرف نفسك بنفسك"، وهو ما يعكس أهمية الوعي الذاتي والتأمل الداخلي، لأن الإنسان أكثر الناس دراية بعيوبه وأخطائه، وهو الوحيد القادر على إدراك حقيقة نفسه والعمل على تقويمها.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن القلب هو مركز التوجيه في الإنسان، فهو الذي يقوده نحو الخير أو الشر، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله".
وأوضح أن العلماء شبَّهوا القلب بالملك، بينما الجوارح والبدن هم الجنود، فإن صلح الملك استقام الجنود، وإن فسد فسدوا معه. كما أورد الأثر القائل: "ما من يوم إلا وتنادي الأعضاء على القلب: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن كنت صالحًا كنا كذلك، وإن كنت على خلاف ذلك كنا في خزي وهلاك".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية تزكية النفس الوفاء بالعهد الإفتاء المزيد مفتی الجمهوریة تزکیة النفس النفس ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يشهد افتتاح مسجدي الهادي البديع والواحد الأحد في «بشاير الخير»
شهد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، اليوم الجمعة، افتتاح مسجدي الهادي البديع والواحد الأحد بمدينة «بشاير الخير3، 5»، بمحافظة الإسكندرية.
الوسطية في الإسلاموقد أدى مفتي الجمهورية، صلاة الجمعة بمسجد الهادي البديع، حيث ألقى خطبة الجمعة الشيخ، بلال محمد رمضان، حول موضوع «الوسطية في الإسلام»، مؤكدًا أن الوسطية في الإسلام تُعَدُّ منهجًا ربانيًّا يقوم على الاعتدال والتوازن في فهم الدين وتطبيقه، بعيدًا عن الغلو والإفراط والتفريط، فهي منهج يحفظ على الإنسان دينه وعقله ونفسه، ويحقق له الاستقامة دون تشدد، والرحمة دون تسيب.
ونبه على أن نصوص القرآن الكريم جاءت لتؤكد أن الأمة الإسلامية «أمة وسطا»، أي أمة قائمة على العدل والخيرية والرحمة، تُقيم ميزان الله في الأرض بالحكمة والموعظة الحسنة، وتدرك أن البناء الحقيقي للمجتمعات لا يتحقق إلا بروح الوسطية التي تُعلي من قيمة الإنسان وتحفظ كرامته، وتجمع بين قوة الإيمان ورحابة الفهم، وبين الالتزام بالنصوص ومراعاة مقاصدها في واقع الناس المتجدد.
بناء المساجد وتهيئتهاوأكد مفتي الجمهورية، أن بناء المساجد وتهيئتها للقيام برسالتها الروحية والتربوية يُعد من أعظم وجوه عمارة الأرض، مشيرًا إلى أن دور المساجد لا يقتصر على أداء الشعائر فحسب، بل لتكون منارات للعلم والوعي، ومراكز تُرسِّخ الأخلاق، وتغرس القيم وتُعزِّز روح الانتماء بين أبناء الأمة، مشددًا على أهمية استمرار التعاون بين المؤسسات الدينية والتنفيذية؛ لنشر الفكر الوسطي المستنير، وصيانة الوعي الجمعي من أي أفكار منحرفة أو مغلوطة.
جاء ذلك بحضور أ.د. أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، والفريق، أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، والسيد اللواء أ.ح، وليد عارف، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والسيد اللواء أ.ح ياسر الخطيب، قائد المنطقه الشمالية العسكرية، وأ.د. عبد العزيز قنصوة، رئيس جامعة الاسكندرية، وأ.د. أحمد زايد رئيس مكتبة الإسكندرية، ولفيف من القيادات الدينية والتنفيذية والأمنية ومؤسسات المجتمع المدني بالمحافظة.