المجالس الرمضانية.. منصة تعزّز الروابط المجتمعية
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
خولة علي (أبوظبي)
تُعد المجالس الرمضانية من أبرز التقاليد التي تميز المجتمع الإماراتي خلال الشهر الفضيل، فهي ليست مجرد لقاءات عائلية، بل تمثل فرصة للتواصل وتعزيز العلاقات الاجتماعية، فقد اعتاد الآباء والأجداد على عقد هذه المجالس منذ زمن بعيد، لتكون وجهة يجتمع فيها الأهل والأصدقاء، ويتبادلون الأحاديث الهادفة في أجواء تسودها الألفة والاحترام، ما يعكس القيم الروحانية والإنسانية للشهر الكريم، وقد انتشرت المجالس الرمضانية سواء في المقاهي الشعبية، أو في مجالس البيوت، وحتى في مجالس الأحياء، لتقوم بمهامها في طرح قضايا أهل الحي وتبادل النقاشات المثمرة حولها.
عفوية وبسيطة
تحدث سالم ساحوه (محامٍ) عن التحولات الجوهرية التي طرأت على المجالس الرمضانية بين الماضي والحاضر، مبيناً الفارق الكبير في طبيعة هذه الاجتماعات وأهدافها، حيث أوضح أن المجالس في الماضي كانت تجمع الأهل والجيران في أجواء عفوية وبسيطة، خاصة بعد صلاة التراويح، حيث كانت مكاناً لتبادل الأحاديث، وتقوية الروابط الاجتماعية، وخلق ذكريات مشتركة، وغالباً ما كانت هذه اللقاءات تتخذ أماكن مميزة أمام بحيرة أو في صورة تجمعات بسيطة أمام الدكاكين، مما أضفى طابعاً فريداً على تلك الأيام.
برلمان مصغر
أما في الوقت الراهن، حسب قول ساحوه، فأصبحت المجالس أكثر تنظيماً، من ناحية طرح قضايا متنوعة تهم المجتمع، وتجولها إلى منصة لتبادل المعرفة وتوسيع المدارك، مؤكداً أن كل فرد يضيف قيمة من خلال مشاركته بمعلومة أو رأي يثري النقاش ويسهم في الوصول إلى نتيجة بناءة، واصفاً المجالس بأنها أشبه ببرلمان مصغر، يتم فيه طرح حلول لمشكلات اجتماعية وأسرية، وتبادل الأفكار لبناء مجتمع متماسك.
وأشاد ساحوه بمبادرات القيادة الرشيدة في إنشاء مجالس الأحياء والضواحي، والتي أسهمت بشكل كبير في تعزيز التواصل الاجتماعي وتوفير فضاءات للنقاش المجتمعي، كما دعا إلى بذل المزيد من الجهود لتحفيز الأفراد على المشاركة في هذه المجالس، وتفعيل دورها بما يعزز من قيمتها كمصدر رئيسي للنقاش الهادف والتعاون المجتمعي.
مجتمع متماسك
وأكد حسن صابر، صاحب مجلس تراثي، أن عادة المجالس الرمضانية تمتد جذورها إلى الأجيال السابقة، حيث كان الآباء والأجداد يجتمعون في مجالس كبيرة، يتبادلون فيها الأحاديث ويناقشون القضايا الاجتماعية المهمة، وأشار إلى أن هذه المجالس لم تكن مجرد تجمعات عادية، بل كانت مدارس حقيقية يتعلم فيها الشباب أصول «السنع» من كبار السن، خاصة القيم، والحكمة، وتجارب الحياة، مما أسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية ونقل المعرفة بين الأجيال.
ومن منطلق إدراكه لأهمية هذه المجالس ودورها في بناء مجتمع متماسك، أوضح صابر أنهم حافظوا حتى اليوم على هذا الإرث العريق، وأصبحوا ينظمون مجالس رمضانية تستلهم روح الماضي، وهذه المجالس لم تقتصر على استذكار العادات القديمة فحسب، بل تطورت لتتناول قضايا معاصرة تهم المجتمع، مما يعكس توازناً بين الأصالة والحداثة.
تبادل الأفكار
أشار حسن صابر، إلى أن المجالس الرمضانية ليست مجرد لقاءات اجتماعية، بل هي منصات للحوار البناء وتبادل الأفكار، مما يسهم في تعزيز القيم الاجتماعية، وترسيخ مبادئ التعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع، موضحاً أن استمرار هذه العادة يعكس حرص الأجيال الجديدة على الحفاظ على الهوية الثقافية، واستدامة هذا الموروث الذي يجمع الناس في ظل أجواء من المحبة والاحترام.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المجالس الرمضانية رمضان شهر رمضان الإمارات المجتمع الإماراتي التلاحم المجتمعي المجالس الرمضانیة هذه المجالس
إقرأ أيضاً:
تفقد مشاريع المبادرات المجتمعية في مديرية بني حشيش
الثورة نت/..
تفقد مدير مديرية بني حشيش في محافظة صنعاء راجح الحنمي، اليوم، عددا من المشاريع التنموية التي تُنفذ بمبادرات مجتمعية.
واطلع الحنمي ومعه مسؤول المبادرات في المديرية، سيف السقا، على مشروع طريق مال الدولة في منطقة راتخ بعزلة عيال مالك، الذي يشمل توسعة الطريق من 3 إلى 5 أمتارات، والقيام بأعمال المسح بطول ألف و500 متر، إضافة إلى الرصف الحجري بمسافة 300 متر من الطريق.
وتبلغ تكلفة المشروع الجاري تنفيذه 20 مليون ريال بدعم وحدة التدخلات التنموية الطارئة، التي تساهم بكميات من الديزل والإسمنت، والسلطة المحلية بمعدات الشق والمسح، في حين يساهم المجتمع بقطع الأحجار والأعمال اليدوية.
كما اطلعا على سير العمل في مشروع استكمال رزم القناح في منطقة الشرية بعزلة غظران، الذي يشمل تركيب 272 متر جابيونات بهدف استخدامها كقنوات لإدخال مياه السيول إلى الأراضي الزراعية الواسعة.
ويُنفذ المشروع بتكلفة 30 مليون ريال، بدعم من وحدة تمويل المشاريع الزراعية والمبادرات في المحافظة، ومساهمة الأهالي والسلطة المحلية في المديرية.
كما تفقد الحنمي والسقا سير العمل في مشاريع رزم التينة بقرية بيت السرجي في عزلة الأبناء، الذي يشمل بناء الرزم بالجبيونات بهدف حماية الأرضي الزراعية، والاستفادة من السيول للأراضي الزراعية، وسقاية أكثر من ألفي لبنة مزروعة بالأعناب وغيرها، وكذا سير العمل في مشروع حماية رزم الحمام من الانهيار لحماية الأراضي الزراعية في قرية الصفاء والحنكة بعزلة الأبناء من السيول، وكذا مشروع حماية أراضي بئر يحيى الزراعية من السيول في منطقة بيت جار الله.
واطلعا على سير العمل في مشروع حماية أراضي رزم غول العدل الزراعية من السيول بمنطقة بيت رزيق في عزلة الشرفة، ومشروع رزم السدار في منطقة حضران الشرفة، من أجل الاستفادة من حصاد السيول.
وثمن مدير المديرية اهتمام السلطة المحلية في المحافظة وحرصها على تنفيذ مشاريع المبادرات المجتمعية، خصوصا في المجال الزراعي.. منوها بدور وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بالمحافظة في دعم المشاريع التنموية في المديرية.
فيما أوضح مسؤول المبادرات في المديرية أن المشاريع التي تنفذ بدعم من وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسلطة المحلية في المديرية، ومساهمة المجتمع بتكلفة إجمالية 41 مليونا و600 ألف ريال، تخدم المزارعين في عدد من القرى المطلة على الأودية.