جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-10@22:24:41 GMT

.. ويسألونك عن "الدكتوراه"!

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

.. ويسألونك عن 'الدكتوراه'!

 

 

محمد بن عيسى البلوشي **

يبدو أنَّ المقال الذي نشره الأستاذ عبدالوهاب البلوشي بعنوان "دكتواره في الجهل"، والمقال الذي لحقه للأستاذ مرتضى بن حسن بن علي بعنوان "العودة إلى موضوع دكتوراه في الجهل"، وكلا المقالين نُشرا عبر صحيفة الرؤية العُمانية، كان لهما تفاعل حضاري محمود عبر المنصات الإعلامية، والواضح أنَّ المقالين حرَّكا المياه الراكدة حول مسألة شهادات الدكتوراه وأبعادها وتأثيرها على تعامل المجتمع مع أصحاب الشهادات.

لن أقف بعيدًا عن هذا المسار، فحلم كل طموح وشغوف للعلم والتعليم والتعلم والبحث أن يحصل على هذه الدرجة العلمية، ولكنه دائمًا ما يُراجع نفسه بسؤال: ماذا سأقدم بعد الحصول على هذه المرتبة العلمية العُليا؟

أعتقدُ أنَّه من الأهمية بمكان أن تكون هناك معايير واضحة للحاصلين على شهادة الدكتوراه الذين اجتهدوا وجدوا وعملوا للوصول إلى هذه الدرجة العلمية، بحيث يحافظون على الرخصة التي منحتهم أفضلية نسبية للبحث والدراسة والكتابة والتفكير العلمي المتقدم، فكما هو معمول به في بعض الشهادات المهنية كالطيارين الحربيين والمدنيين والذين يمارسون الطيران أن يقوموا بمهام ورحلات طيران بعدد ساعاتٍ معينة سنويًا للمحافظة على صلاحية الرخصة الممنوحة لهم، وكذلك الحال للأطباء الذين يمارسون مهنة الطب، والبروفيسور في مجاله والذي يمارس مهنته بأن يقدم أبحاثه ودراساته المُستمرة. ونعتقد أن الحاصل على شهادة الدكتوراه لا بُد أن يكون لديه التزام وواجب علمي نحو تخصصه ومهنته ومجتمعه ووطنه.

هنا نعتقد أنه من الأهمية بمكان أن يستمر أصحاب الشهادات العليا في عطائهم وأن يعملوا على إنتاج  الدراسات والأبحاث والكتب بشكل مستمر في المواضيع الوطنية والعامة، وأن يقدموا المحاضرات في الجامعات والكليات أو في المجالس المتخصصة والعامة لتنوير الفئات المستهدفة، وأيضا أن يكون لهم إسهام فاعل في تقديم دراساتهم المتخصصة للظواهر الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الإنسانية أو التخصصية، وبذلك يستفيد الوطن والمجتمع من أصحاب هذا الفكر والحاصلين على الشهادات العليا، وأيضا يطور الباحث من أدواته ويجددها بتطور المجتمعات والمعطيات، ويحافظ على فاعلية هذه الدرجة العلمية العليا بتقديم سلسلة من العطاءات البحثية، ويكون ذلك إلزامًا.

 

أما في الجانب الآخر، فعلينا أن نتأكد من سلامة الشهادات العُليا الممنوحة عبر فحصها حتى لا نقع في أزمة "الشهادات المضروبة" التي غزت بعض المجتمعات وللأسف الشديد، وهنا نناشد مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، وننوه إليهم بضرورة التحري عن الشهادات قبل التعيين سواء في وظيفة عامة أو خاصة أو في مجالس متخصصة أو في اللجان الرسمية التي يتم فيها تعيين أصحاب الشهادات، وذلك لتحقيق أعلى معايير السلامة ولنقطع دابر الشك باليقين ونحقق أعلى درجات الحوكمة في سلامة مخرجات التعليم العالي.

وأعتقد أن على مجلس الوزراء دور في متابعة هذا الملف، وهو بلا شك حريص على ذلك، وليس ببعيد عنه، بتوجيه الجهات المختصة للبدء في هذا المشروع الوطني والذي بحوكمته سيعمل على تعظيم العائد الفكري وتجويد المنتج البحثي بما يحقق تطلعاتنا نحو "عُمان 2040"، ولكي نقدم نموذجًا يحتذى به في تشجيع وتمكين العلماء في مختلف المجالات والقطاعات.

** مستشار إعلامي واقتصادي

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مدينة الأبحاث العلمية توجه نصائح للتوعية بطرق التخلص الآمن من مخلفات النحر

في إطار مبادرة "العلم والمجتمع" التي تُنفذها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع مدينة الأبحاث العلمية والتطبيقات التكنولوجية، تم عرض الحلقة الرابعة من سلسلة "الإنتاج الحيواني"، والتي تناولت موضوعًا هامًا بعنوان: "كيفية التخلص الآمن من مخلفات النحر"، ضمن الجهود التوعوية المرتبطة بعيد الأضحى المبارك.

التوعية بطرق التخلص الآمن من مخلفات الذبح

قدّم الحلقة الأستاذ الدكتور عمرو صلاح مرسي – رئيس قسم بحوث الحيوانات المزرعية بمعهد بحوث زراعة الأراضي القاحلة – حيث استعرض مجموعة من الإرشادات العلمية للتعامل الآمن مع مخلفات النحر ، بهدف الحد من الأضرار الصحية والبيئية التي قد تنتج عن الممارسات العشوائية.

وتطرقت الحلقة إلى:

الطرق السليمة للتخلص من مخلفات الذبح

أبرز المخاطر الصحية والبيئية الناتجة عن الإلقاء غير المنظم لبقايا الأضاحي

التوصيات العلمية لحماية البيئة وصحة الأفراد

أهمية الالتزام بالإجراءات البيئية لضمان نظافة وسلامة المجتمع خلال العيد

وزير التعليم العالي ينعى الدكتور جمال أبو المكارم رئيس جامعة المنيا الأسبقالتعليم العالي: رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات الجامعية خلال العيد

وتدعو الوزارة جميع المواطنين لمتابعة الحلقة عبر منصاتها الرسمية ومنصات مدينة الأبحاث العلمية، ونشر المعرفة من أجل تعزيز السلوكيات الصحية والبيئية، بما يضمن عيدًا آمنًا وصديقًا للبيئة.

https://www.facebook.com/share/v/1EmSbi6zeU/

طباعة شارك وزارة التعليم العالي البحث العلمي مدينة الأبحاث العلمية

مقالات مشابهة

  • أعراض نيمبوس.. متحور جديد يثير القلق في الأوساط العلمية
  • نيمبوس.. متحور جديد يثير القلق في الأوساط العلمية
  • سوريا..مقتل مهندس في البحوث العلمية برصاص مسلحين في حمص
  • أفضل طريقة لاستثمار 100 ألف جنيه في الشهادات والذهب
  • هل يجوز للذكاء الاصطناعي كتابة الأبحاث العلمية؟ العلماء منقسمون
  • أداة استثمارية بلا مخاطرة.. شهادات الادخار تعود بقوة في السوق المصري
  • قائمة شهادات البنك الأهلي 2025
  • ظهور لافت للجامعات المصرية في كافة المجالات الأكاديمية بتصنيفات "التخصصات العلمية"
  • ظهور لافت للجامعات المصرية بتصنيفات “التخصصات العلمية”
  • مدينة الأبحاث العلمية توجه نصائح للتوعية بطرق التخلص الآمن من مخلفات النحر