صحيفة صدى:
2025-06-03@04:39:22 GMT

حارات وشوارع الرياض

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

حارات وشوارع الرياض

لك ِمنا يامدينة الرياض ولمن عاش في أحيائكِ ومشى في شوارعكِ ألف تحية .

نشأ أباؤنا وترعرعوا على الفضيلة ومكارم الأخلاق كما نشأأباؤهم وزرعوا فينا بذور الخير فنقلناها لأبنائنا وبناتنا وسرنا على نهجهم الطيب .

ماعلمنا وما سمعنا عن تلك العوائل الكريمة التي سكنت أحياء الرياض إلا خيراً، مثلها كمثل جميع العوائل في أنحاء مناطق مملكتنا الحبيبة ،فقد كانوا يحترمون حقوق الجار ويراعون حرماته يكرمون الضيوف ويساعدون عابري السبيل ويغيثون الملهوف .

لقد كانت العلاقة بين الجيران في ذلك الوقت علاقة قوية ومتينةكانوا كالأهل لايتجرأ أحدهم أن يؤذي الأخر أو يعتدي على حرماته ليس خوفاً وإنما احتراماً وتقديراً.

كان الجار يغيب أياما وأشهرا وهو مطمئن القلب لأنه يعلم بأن عائلته محفوظة بإذن الله ثم بمرؤة جيرانه فهم يقومون مقامه في رعاية وحفظ عائلته .

الأغلب منا عاش مع أجداده وسمع قصص البطولات والتضحيات والتعاون والإيثار والتكاتف والتراحم والألفة والمحبة فيما بينهم تلك البطولات التي افتخروا وافتخر أبناؤهم من بعدهم بها
وأصبح معظمها مضرباً للأمثال لم نسمع أن أحداً منهم ولا من أبنائهم اعتدى على حرمة جاره ،بل سمعنا أن العائلة التي يذهب وليها لأي سبب كان تشعر بالأمان بمجرد أن تعلم بأن جارهم وعائلتهم ينامون في السطح المجاور .
أما شبابهم فتأبى عليهم تربتهم على الخلق الرفيع وشهامتهم ورجولتهم وقبل ذلك الخوف من الله بأن يتورطوا في علاقات مشبوهة مع بنات جيرانهم فالأهل لايسمحون ولا هم يسمحون لأنفسهم بذلك إلا عن طريق علاقة شرعية تتم بالمصاهرة وسط فرحة الحي بأكمله .
كانت بيوتهم مفتوحة دائما عامرة بالكرم والجود كانوا يداًواحدةً يتربى صغارهم مع بعضهم البعض ويكبرون ويكبر معهم شعور الأخوة والألفة .
أما عن نساء ذلك الزمن فسلامي عليهن فمهما تحدثنا عنهن فلن نوفيهن حقهن كنَّ متجملات بالحياء حافظات لبيوتهن محافظات على كرامتهن وكرامة أهلن ، يقفن جنباً إلى جنب في قضاء حوائج بعضهن البعض كان شعور الأسرة المترابطة هو السائد في ذلك الوقت ومن قال غير ذلك فهو ظالم لهم ولنفسه ومن العيب والخطأ الكبير الذي لايغفره عقلاء المجتمع أن نشوه سمعة أحدهم بما لايليق.

ولن نعذر أي شخص أو مجموعة مهما كانت أهدافهم أن تشوه فضائل جيل أجدادنا وأبائنا .فمأثرهم وحسن سيرتهم شمسٌ مشرقة في سماء حياتنا،رحم الله من رحل منهم رحمة واسعة وأطال الله في عمر من تبقى من أحبتنا وقدوتنا ،

. تحياتي وتقديري واحترامي لذلك الجيل العظيم الطيب الكريم

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

عالجوا الالتهابات قبل مجيئ الانتخابات !؟

بقلم: عمر الناصر ..

قبيل كل موسم انتخابي ترتفع نسبة الالتهابات السياسية وتتأزم العلاقات بين القوى الحاكمة ويشتد سعير المنافسة والتسقيط المؤدلج والمبرمج ، ويكون امام بعض المرشحين مهمة معقدة لاجل استقطاب اكبر عدد من الناخبين من خلال الاستغلال الفعلي لامكانيات وموارد الدولة لضمان تحقيق عنصرين اساسيين في خطة الانتشار الناعم هما ، قوة وتنظيم الية ووحدة الخطاب او حجم ووحدة مساحة التأثير ، ليكون الاهتمام مؤقت وليس مستدام بنشاطات وفعاليات وحراكات تجذب اكبر عدد ممكن من الناخبين “المگاريد”، مما يجعل قرارهم في المشاركة بالانتخابات بين سندان الرغبة والطموح باحداث تغيير وبين سندان حالة الدهشة والصدمة جراء ” الدهاء والفنود ” والطرق الميكيافيلية التي يسلكها بعض المرشحين ، لحين وصولهم لنقطة الحسم والتردد باتخاذ قرار حازم بالمشاركة الانتخابية من عدمها ، بسبب ارتفاع منسوب وكمية الاحباط لديهم ، نتيجة تكاثر طرق الاحتيال وكمية “البلتيقات” التي تستخدم من قبل البعض ومحاولة تسخين الساحة الانتخابية باساليب وطرق ثعلبية عدة يقع ضحيتها الشارع ومنها رفع درجة حرارة الخطاب الطائفي والعنصري والمناطقي ، واشاعة خطابات الكراهية الممجوجة التي بدأ يلفضها حتى الجمهور المحتكر والثابت والمؤدلج الذي يطمح بإعادة الكرامة، او الضحك على ذقون البسطاء من خلال اظهار مشاهد البكاء والتعاطف على حالة انسانية بعدسة عين الصقر ” صورني واني ما ادري ” التي تثير الشفقة على المرشح “ابو گذيلة ” اكثر من الحالة الانسانية نفسها مما يجعل الكثير منهم في محط للسخرية ، او نافذة لترفيه المواطن الذي يشكر الله على نعمة الديموقراطية كونها تمنحه الفرصة لاجل الضحك المستمر على الشعارات الرنانة والموسيقية التي تُرفع والتي اعتقد بأنها لا تشفي التهابات يعاني منها جسد الانتخابات .

انتهى …

خارج النص // يعتقد البعض بأن المشاركة في الانتخابات هو موسم للتسوق .

عمر الناصر

مقالات مشابهة

  • أفضل الأذكار التي أوصانا بها النبي في العشر الأوائل من ذي الحجة.. رددها الآن
  • رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
  • الطرقات استعادة للوعي والمصالح
  • «وزارة النقل»: تُفرض عقوبات رادعة على مخالفي السير في حارات الأتوبيس الترددي على «الدائري»
  • هل مات جو بايدن بالفعل؟
  • من مكة إلى الكرامة… الرصاصة التي أصبحت جيشًا
  • بعصر كاميرات المراقبة وبرامج التتبع.. دراسة: شعور الإنسان أنه مراقب يغيّر نمط التفكير
  • الفوضى الرقمية بين أوهام الحرية والخصوصية المستباحة
  • عالجوا الالتهابات قبل مجيئ الانتخابات !؟
  • تواصل 2025: حين تحدّث ولي العهد، الدولة الحديثة ليست بنايات وشوارع، بل عقل ونهج