الجزيرة:
2025-06-16@13:57:09 GMT

هل يعود التصعيد العسكري إلى جنوب لبنان؟

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

هل يعود التصعيد العسكري إلى جنوب لبنان؟

بيروت – في تطور لافت وخطير، وبعد أيام من انهيار وقف إطلاق النار في غزة، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم السبت إطلاق خمسة صواريخ من لبنان اتجاه "الأراضي الإسرائيلية".

وبينما اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية ثلاثة صواريخ، سقط اثنان في الأراضي اللبنانية. وأشارت إذاعة الجيش إلى أنه الهجوم "الأول من نوعه" منذ ثلاثة أشهر، موضحةً أن إطلاق القذائف من لبنان يُمثِّل "انتهاكا خطيرا" من حزب الله.

في المقابل، شنَّت إسرائيل قصفا مدفعيا وغارات جوية على مناطق بجنوبي لبنان، ردا على إطلاق الصواريخ، وأكدت أن ردّها العسكري في هذه المرحلة يتركز على جنوب لبنان والنبطية.

 

تحذير  ومخاوف

وفي بيان له، حذَّر رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية، مشيرا إلى ما تحمله من مخاطر قد تجر البلاد إلى حرب جديدة، مما ينعكس بآثار سلبية على لبنان واللبنانيين.

وأكد نواف سلام على أهمية اتخاذ كل الإجراءات الأمنية والعسكرية الضرورية، مشددًا على أن الدولة اللبنانية وحدها هي من يمتلك قرار الحرب والسلام.

وأجرى سلام اتصالا بوزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، ودعاه لاتخاذ كافة التدابير اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار البلاد، كما تواصل سلام مع الممثلة الشخصية للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت، وطالبها بمضاعفة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية "المحتلة"، معتبرًا أن هذا الاحتلال يعد خرقًا للقرار الدولي 1701 وللترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية التي أقرّتها الحكومة اللبنانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

إعلان

من جانبه، نفى حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوبي لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأكد أن "ادعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في إطار محاولة لتوفير ذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان التي لم تتوقف منذ إعلان وقف إطلاق النار".

وجدَّد الحزب تأكيد التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنّه "يقف خلف الدولة اللبنانية في ‏معالجة هذا التصعيد الصهيوني ‏الخطير على لبنان".

توقعات بأن تبذل قوات اليونيفيل جهدا لتطبيق القرار 1701 ومنع التصعيد (الجزيرة)

 

وفي الأثناء، قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه "لا يمكن السماح بإطلاق الصواريخ من لبنان على بلدات الجليل"، محمّلا "الحكومة اللبنانية مسؤولية العمليات العسكرية التي تُنفذ من أراضيها".

وأمر كاتس الجيش الإسرائيلي بالرد على الهجوم، مؤكدا "وعدنا بلدات الجليل بالأمن وهذا ما سنحققّه، مصير المطلة سيكون كالمصير الذي تواجهه بيروت".

ورغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عقب مواجهات استمرت أكثر من عام، فإن إسرائيل تواصل قصفها مناطق عدة جنوبي لبنان وشرقيه، وتستمر في تنفيذ الاغتيالات بالمنطقة.

ورغم انتهاء المهلة المحددة لسحب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان يوم 18 فبراير/شباط الماضي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل لم تُنفِّذ الانسحاب بشكل كامل، وأبقت على وجودها العسكري في خمس نقاط إستراتيجية على امتداد الحدود الجنوبية، مما يتيح لها الإشراف على البلدات الحدودية اللبنانية.

انفجار الوضع

يرى الخبير العسكري والإستراتيجي حسن جوني أن إطلاق الصواريخ من لبنان قد يشكل نقطة تحول في الوضع الميداني في الجنوب، ويُمهِّد لبداية مشهد جديد.

ويقول جوني للجزيرة نت إن هذا التطور متوقع، خاصة وأن الاستفزازات الإسرائيلية تجاوزت كل الحدود، لكنه يلفت إلى أن الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل سيبذلان جهودا كبيرة لتطبيق القرار 1701، ومنع تكرار مثل هذه الحالات لنزع أي ذرائع للاحتلال، رغم استمرار خروقاته.

إعلان

وقد يكون "الحدث" -حسب جوني- عملا فرديا للتعبير عن رد فعل معين أو لإيصال رسالة، سواء كردّ على التطورات في غزة، أو احتجاجًا على عودة الحرب هناك، أو حتى رسالة موجّهة للداخل اللبناني تعكس نفاد الصبر تجاه الأوضاع الراهنة.

لكنه لا يستبعد بالمقابل أن ما حدث بداية لسلسلة عمليات، وإن كان ذلك خيارا صعبا، فقد يؤدي إلى تصعيد عسكري أوسع، لكنه يبقى مرتبطا باستمرار خروقات إسرائيل.

ويرى جوني أنه في حال استمرار هذا المسار فإن "الوضع قد ينفجر"، لكنه لا يتوقع عودة إلى سيناريو الحرب السابقة بين حزب الله وإسرائيل بصيغتها التقليدية.

ويلفت إلى احتمال تبنّي جهة ما لهذا العمل، لكن دون إعلان واضح من أي طرف معروف، وقد تتبناه جهة جديدة أو وهمية، تعلن نفسها، وفي حال تصاعد العمليات العسكرية "فقد نكون أمام تغير مفصلي في المشهد الميداني"، يقول جوني.

ويؤكد الخبير العسكري جوني أن هذا التطور -رغم خطورته- يبقى محكوما بالواقع الأمني المعقد في الجنوب، حيث يخضع لمراقبة مشددة من الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل واللجان المعنية بتطبيق وقف إطلاق النار، وجميعها عوامل تحدُّ من إمكانية تصاعد مثل هذه العمليات.

إسرائيل اخترقت مرات عديدة اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان (مواقع التواصل) تصعيد متوقع

من جهته، يرى الكاتب والباحث السياسي هادي قبيسي أن إطلاق الصواريخ من لبنان كان متوقعا، كما كان متوقعًا الرد الإسرائيلي عليها، في ظل آلاف الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار على مختلف المستويات.

ويوضح أنها ليست المرة الأولى التي يُطلق فيها النار من لبنان، إذ سبق أن استُهدِف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا بقذائف مدفعية، حيث ردّ سلاح الجو في "كيان الاحتلال الصهيوني المؤقت" بسلسلة غارات مكثفة على جنوبي لبنان.

ويرى قبيسي أن استئناف إطلاق الصواريخ يؤكد أن الجبهة في لبنان لا يمكن أن تبقى صامتة مدة طويلة تحت وطأة العدوان والضغوط الإعلامية والسياسية اللبنانية والعربية التي تسعى لتقييد المقاومة، وذلك لسببين رئيسيين: استمرار الاحتلال بجزء من الأراضي اللبنانية جنوبا، ووجود رأي عام لبناني مؤيد للقضية الفلسطينية.

إعلان

ويتابع قبيسي أن توقيت إطلاق النار من لبنان يتزامن مع انشغال جيش الاحتلال مجددًا في غزة وعودة جرائم الإبادة هناك، إلى جانب تصاعد الضغوط الأميركية على الدولة اللبنانية للتخلي عن جزء من أراضيها في الجنوب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان إطلاق الصواریخ من وقف إطلاق النار جنوبی لبنان حزب الله من لبنان

إقرأ أيضاً:

إيران تبلغ الوسطاء رفضها التفاوض على وقف إطلاق النار مع إسرائيل

أفادت وكالة "رويترز"، اليوم الاثنين، بأن إيران أبلغت الوسطاء رفضها التفاوض على وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

ونقلت الوكالة عن مسؤول مطلع قوله: "أبلغ الإيرانيون الوسيطين القطري والعُماني بأنهم لن يسعوا إلى مفاوضات جادة إلا بعد أن تُكمل إيران ردها على الضربات الاستباقية الإسرائيلية".

وأضاف المسؤول أن إيران "أوضحت أنها لن تتفاوض تحت وطأة الهجوم".

إيران تعلن تمديد إلغاء الرحلات وإغلاق مجالها الجويتصعّد تحذيراتها وتطالب بخروج المستوطنين فورا.. إيران: إسرائيل ستصبح "غير صالحة للسكن"لأول مرة .. ايران تعترف باستخدام صواريخ جديدة لتدمير عمق إسرائيلالمعاملة بالمثل.. إيران تحرق عقل إسرائيل النوويإيران تحت القصف.. منظومات الدفاع الجوي تتصدى لغارات إسرائيلية شرق وغرب طهرانخطوة تصعيد جديدة.. إسرائيل تضرب عشرات منصّات الصواريخ في غرب إيرانحصيلة النزاع الإيراني الإسرائيلي ترتفع.. 406 قتلى و654 جريحًا في إيراندبلوماسية في الميدان.. الخارجية: نتابع ونراقب أوضاع الجالية المصرية في إيرانتحت عباءة طهران .. الشاباك يكشف شبكة تجسس إسرائيلية لصالح إيرانإيران: 128 قتيلا جراء الغارات الإسرائيلية


 

الملاجئ لن تحمي الإسرائيليين

من جانبه، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أمس إن الملاجئ تحت الأرض لن تمنح الأمن للإسرائيليين، إذ ستصبح المنطقة غير صالحة للسكن، وفق تعبيره.

وشدد بأن لدى طهران "بنك أهداف شاملا وعلى الإسرائيليين عدم السماح باستخدامهم دروعا بشرية"، مضيفًا أن "هجماتنا تشمل مواقع حيوية ومقار سكنية للقادة والعلماء الصهاينة"، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الهجوم الإسرائيلي "سيقابل برد صادم يشمل كل الأراضي المحتلة".

ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية الرسمية تصريحات قوية عن المتحدث العسكري، وُصفت فيها الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بأنها "نظام عاجز وفاسد ومجرم"، متهمة إياها بشنّ "عدوان فاشل مسبقًا" ضد الجمهورية الإيرانية.

وأوضح "القوات المسلحة الإيرانية ستردّ بشكل ساحق ومؤسف ومؤثر على هذا النظام المجرم القاتل للأطفال"، مؤكدة أن نطاق الردّ الإيراني سيشمل "جميع أنحاء الأراضي المحتلة".

وكشف بأن إيران "نجحت خلال الليالي القليلة الماضية في استهداف مواقع حساسة، من بينها مراكز عسكرية وأمنية، ومقرات اتخاذ القرار، بالإضافة إلى مساكن قادة عسكريين وعلماء في داخل الأراضي المحتلة"، بحسب ما ورد في البيان.

وأكد المصدر الإيراني امتلاك طهران "قاعدة معلومات كاملة عن المواقع الحيوية والحساسة في إسرائيل"، محذرًا المدنيين من استخدامهم كـ"دروع بشرية"، ومشيرًا إلى أن "الاحتماء في الملاجئ لن يوفّر الأمان".

إيران تعلن تمديد إلغاء الرحلات وإغلاق مجالها الجويتصعّد تحذيراتها وتطالب بخروج المستوطنين فورا.. إيران: إسرائيل ستصبح "غير صالحة للسكن"لأول مرة .. ايران تعترف باستخدام صواريخ جديدة لتدمير عمق إسرائيلالمعاملة بالمثل.. إيران تحرق عقل إسرائيل النوويإيران تحت القصف.. منظومات الدفاع الجوي تتصدى لغارات إسرائيلية شرق وغرب طهرانخطوة تصعيد جديدة.. إسرائيل تضرب عشرات منصّات الصواريخ في غرب إيرانحصيلة النزاع الإيراني الإسرائيلي ترتفع.. 406 قتلى و654 جريحًا في إيراندبلوماسية في الميدان.. الخارجية: نتابع ونراقب أوضاع الجالية المصرية في إيرانتحت عباءة طهران .. الشاباك يكشف شبكة تجسس إسرائيلية لصالح إيرانإيران: 128 قتيلا جراء الغارات الإسرائيلية

وحمّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بشكل مباشر المسؤولية وراء حالة التصعيد، مشيرا إلى أنه "بدأ الهجوم لأغراض شخصية تتعلق به وبعائلته، معرضًا حياة وأمن سكان إسرائيل للخطر".

هجمات إسرائيلية

وشنّت إسرائيل، السبت وأمس الأحد،، غارات جوية عنيفة ضد أهداف في إيران، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحملة العسكرية ستتواصل وتتصاعد بشكل أكبر في المرحلة المقبلة.

وأكد نتنياهو في رسالة مصورة أن إسرائيل وجهت ضربات أعاقت البرنامج النووي الإيراني لسنوات، مضيفًا أن الجيش يدمر حاليًا قدرة طهران على تصنيع الصواريخ الباليستية، متوعدًا النظام الإيراني 

طباعة شارك إيران الوسطاء قطر إسرائيل طهران قصف إيران

مقالات مشابهة

  • التصعيد العسكري يضع العالم بمواجهة 3 مسارات... ولبنان أمام معضلة حقيقية
  • أولًا بأول.. أبرز تطورات التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران
  • إيران تبلغ الوسطاء رفضها التفاوض على وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • تخلوا عن إسرائيل.. هكذا يُقسّم التصعيد العسكري مع إيران قاعدة ترامب
  • ظهيرة ملتهبة.. تفاصيل ثالث أيام التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران
  • عاجل| أسعار النفط تقفز بعد التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران
  • غارة إسرائيلية تستهدف بلدة بيت ليف جنوبي لبنان
  • مراسل القاهرة الإخبارية: الأجواء اللبنانية تشهد عبور عشرات الصواريخ بين إسرائيل وإيران
  • القاهرة الإخبارية: الأجواء اللبنانية تشهد عبور عشرات الصواريخ بين إسرائيل وإيران
  • جيش الاحتلال: إسرائيل بأكملها تحت النار