الزكاة.. أبعاد دينية وإنسانية تحقق التكافل في المجتمع العماني
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
مع قرب حلول عيد الفطر المبارك، تتجسد صورة مثالية للمجتمع العماني، حيث يبادر الجميع للزكاة والصدقات لمساعدة المحتاج وتعزيز التكاتف والتعاضد من أجل تحقيق التكافل الاجتماعي، وتلمس حاجة الناس، والأقارب والجيران، وما ينقصهم من الجوانب التي يحتاجونها لتكتمل فرحة العيد، وتسود في المجتمع روح التآخي والمحبة والوئام، وتعم الرحمة بين أفراد المجتمع، وتتعاظم في نفوسهم المودة وحب الخير بينهم.
وتحقق الزكاة العديد من الأبعاد الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية، وتضع حلولًا للكثير من الجوانب التي تؤثر على المجتمع، لما تحمله من معان إنسانية تحقق العدالة بين أفراد المجتمع.
وأكد باحثون ومهتمون أن التكاتف المجتمعي، يحقق أبعادًا إنسانيةً عميقةً، ويوجد في النفوس روح المساواة والتعاضد الذي يحقق الرضى بين أفراد المجتمع وينمي في نفوسهم حب الخير للآخرين.
وأشار الباحث بدر بن سالم العبري إلى أن للعيد في الإسلام بُعدين: البعد الرّوحيّ التّعبديّ الملتصق بالخالق سبحانه وتعالى، فهو يأتي بعد شعيرة الصّيام، وأصل الصّيام مرتبط بالله تعالى، لهذا يفتتح عيد الفطر بالصّلاة، وفيها إشهار لتكبيرات العيد الدّالة على وحدانيّة الله تعالى، والبعد الثّانيّ البعد الاجتماعيّ، ومن أهم ما يجسّد البعد الاجتماعيّ المساواة، ولهذا سنّ الرّسول –عليه الصّلاة والسّلام- زكاة الفطر، وذكر الكاتب بدر العبري ما تتطرق إليه في كتابه (أيام الصيام) إلى أنّ "العيد موسم من مواسم الرّحمة، وفترة زمنيّة تتكامل فيها البهجة والمحبّة، فالعيد في الإسلام لا يعرف طبقة دون طبقة، ولا تتميز فيه فئة دون فئة؛ بل هو عيد الصّغار والكبار، والرّئيس والمرؤوس، والفقير والغنيّ، والذّكر والأنثى".
وقال العبري: كانت زكاة الفطر لإغناء الفقير، بمعنى تحقّق الجانب الأدنى من حفظ كرامة وجهه، وليشعر أبناؤه وأهله أنّهم جزء من المجتمع، متساوون جميعًا في أفراحهم وأتراحهم.
وأكد بدر العبري على أنه إذا كان الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم– سنّها "صاعا من تمر، أو صاعا من زبيب أو بر أو شعير أو من أقِط" فبما يناسب تلك الظّرفيّة، وظرفيّة اليوم اختلفت، فأصبحت مظاهر العيد في اللّباس وأطعمة أخرى، بل كان النّظر إلى تحقيق المقصد في فترة مبكرة، مستشهدًا بعدد من الأمثلة من الصحابة والتابعين بدفع المال في زكاة الفطر.
وأوضح أن تحقيق العمل الاجتماعيّ من خلال الصّدقات والزّكوات هو أعظم ما يتحقّق به البر، كما أن هناك من البرّ في إخراج الصّدقة في رمضان وغيرها، لابدّ أن يكون من البرّ حسن توظيفها، بما يحقّق المنفعة، ومنها حسن توظيفها في تحقيق البهجة والإعانة في عيد الفطر، خصوصًا ومجتمعاتنا اليوم تعاني من التّضخم، ومن غلاء الأسعار وغيرها، فحضور البعد الاجتماعيّ في تحقيق هذا ضرورة ملحة، ولكن لابدّ أيضا -كما أسلفت- من تنظيم، وأن توضع في مكانها الصّحيح قدر الإمكان، والابتعاد عن بعض الظواهر الاجتماعيّة الّتي تعيق تحقّق البهجة والسعادة في العيد، مثل المباهاة والإسراف، التي تقوده إلى الاقتراض لغير حاجة ملحة.
فرحة المجتمع
من جانبها، أكدت الدكتورة بدرية بنت علي الهنائية باحثة شؤون إسلامية بدائرة الزكاة أن الزكاة تعد أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي ليست مجرد فريضة مالية يؤديها المسلمون، بل هي نظام اقتصادي واجتماعي متكامل يهدف إلى تحقيق التكافل والعدالة بين مختلف طبقات المجتمع. ومن خلال هذا الركن العظيم، يتم تحويل جزء من الثروات التي يملكها الأغنياء إلى الفقراء والمحتاجين، مما يسهم في تقليل الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين الأفراد، ويعزز روح التآخي والرحمة بين الناس.
وأوضحت الهنائية بأن زكاة الفطر تأتي كنوع خاص من الزكاة يمتاز بتوقيته وأهدافه المتعددة، فهو فريضة شرعت مع نهاية شهر رمضان لتطهير الصائم من أي تقصير وقع منه أثناء صيامه، ولتوفير الحد الأدنى من احتياجات الفقراء خلال العيد، حتى يتمكن الجميع من المشاركة في الفرحة.
واستعرضت الهنائية في حديثها دور الزكاة وركزت على زكاة الفطر، وكيف تعمل هذه الشعيرة في بناء مجتمع متوازن ومتعاون، قائم على قيم العدالة والإنسانية، وأوضحت بأن الزكاة نظام اقتصادي واجتماعي متكامل تُعتبر فريضة عظيمة تحقق التوزيع العادل للثروة، فهي ليست مجرد تبرع أو إحسان، بل هي حق مفروض على أصحاب الأموال الذين يمتلكون النصاب الشرعي، وتُوزع على فئات محددة ذكرها القرآن الكريم، وهم: الفقراء، والمساكين، والعاملون على الزكاة، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب، والغارمون، وفي سبيل الله، وابن السبيل.
وقالت: إن هناك أثرًا اجتماعيًا للتعاون بين أفراد المجتمع عبر تلمس حاجة الناس والزكاة ومن بين هذه الآثار تعزيز الترابط والتكافل، وعندما يؤدي الأغنياء زكاتهم، فإنهم يشعرون بمسؤوليتهم تجاه أفراد المجتمع، فيبني في ما بينهم روح الإيثار والتعاون بين الناس. هذا التكافل لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يخلق شعورًا بالتضامن والانتماء، حيث يدرك كل فرد أن له دورًا في تحسين حياة الآخرين، مما ينعكس إيجابيًا على الاستقرار المجتمعي.
وأشارت إلى الأثر الاقتصادي المتمثل في تقليل التفاوت الطبقي، وبينت أن إحدى أكبر المشكلات التي تواجه المجتمعات اليوم هي الفجوة الواسعة بين الأغنياء والفقراء، والتي تؤدي إلى خلق طبقات اجتماعية متطرفة، بعضها يعاني من الفقر المدقع، بينما يتمتع البعض الآخر بثروات هائلة.
وأكدت أن الزكاة تعمل كأداة لإعادة توزيع الثروة، مما يحد من هذه الظاهرة، ويضمن أن يكون هناك حد أدنى من الدخل لكل فرد في المجتمع، وهذا يحقق استقرارا اقتصاديا مستداما.
وبينت الهنائية بأن للزكاة دورًا في الحد من الفقر، فعندما تُستخدم أموال الزكاة بشكل صحيح، فإنها تساعد الفقراء ليس فقط في تلبية احتياجاتهم الأساسية، ولكن أيضًا في إقامة مشاريع صغيرة، مما يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم بدلًا من أن يكونوا مجرد متلقين للمساعدات، حيث يمكن تخصيص جزء من أموال الزكاة لتوفير التمويل للأسر المحتاجة لإنشاء مشاريع تجارية صغيرة، مثل: المحلات التجارية، والحرف اليدوية، أو حتى المشاريع الزراعية، مما يخلق فرص عمل جديدة وتقليل نسبة البطالة في المجتمع.
وتحدثت الهنائية عن زكاة الفطر وخصوصيتها وأهميتها وقالت: زكاة الفطر تختلف عن الزكاة العامة في عدة جوانب، فهي واجبة على كل مسلم قادر، حتى الفقراء منهم، إذا كانوا يملكون قوت يومهم.
وأضافت: زكاة الفطر ليست مجرد مساعدة مالية للمحتاجين، بل تحمل بعدًا روحيًا عميقًا. فهي: تطهر صيام المسلم من الأخطاء التي قد يكون ارتكبها أثناء الشهر الكريم وتعزز الشعور بالشكر لله على إتمام عبادة الصيام، وتذكر المسلم بمسؤوليته الاجتماعية، حيث يشعر بقيمة العطاء ويعتاد على البذل والتضحية من أجل الآخرين، كما أن لها أبعادًا اجتماعية، وقبل يوم العيد، يُفترض أن يكون جميع أفراد المجتمع قد حصلوا على ما يكفيهم ليتمكنوا من المشاركة في فرحة العيد. وهنا يظهر البعد الاجتماعي القوي لزكاة الفطر، فهي: تضمن إدخال الفرح على قلوب الفقراء وتمكنهم من الاحتفال بالعيد دون الشعور بالحرمان، وتعزز الشعور بالمساواة بين أفراد المجتمع وتقوي الروابط بينهم.
وأشارت البدرية إلى الأبعاد الاقتصادية لزكاة الفطر وقالت على الرغم من أن زكاة الفطر قد تبدو صغيرة من حيث القيمة المادية مقارنة بالزكاة العامة، إلا أن أثرها الاقتصادي كبير، حيث يتم ضخ كميات ضخمة من المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية في الأسواق، مما يساعد على دعم الاقتصاد المحلي وتنشيط حركة التجارة قبل العيد، كما أن تطبيق الزكاة بشكل صحيح، مع تحديث آليات جمعها وتوزيعها، يمكن أن يكون نموذجًا فعالًا لحل العديد من المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها العالم اليوم. ولذا، فإن نشر الوعي بأهمية الزكاة، وتعزيز فهمها الصحيح، هو مسؤولية جماعية تقع على عاتق الجميع، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات. فهي مشروع إنساني عظيم يبني مجتمع أكثر عدلًا ورحمةً، حيث يجد الفقير ما يسد حاجته، ويشعر الغني بمسؤوليته الاجتماعية، فتسود قيم العدل والمساواة، ويعيش الجميع في مجتمع أكثر استقرارًا وسعادة.
جسر عظيم
من جانبه، قال عادل بن حميد بن عبدالله الجامعي: في زمن تتسارع فيه عجلة الدنيا، وتشتد وطأة الحياة على من ضاقت بهم سُبل العيش، تتجلى عظمة الشرائع التي لا تترك الإنسان وحده في خضم التيارات المتلاطمة، وفي حضارة الإسلام، لم يكن المال قطّ غايةً، بل وسيلةً لربط القلوب، وجسرًا تعبر به الأرواح من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، مؤكدًا أن من أبهى مظاهر هذا الجسر العظيم: الزكاة؛ الركن الركين الذي لو أُقيم على وجهه، لأغنى الفقراء.
وأوضح أن الزكاة ليست فقط فريضة مالية تُؤدى، بل هي نظام رباني، سنّه الله ليحقق التوازن في المجتمع، ويبعث الحياة في جسد الأمة.
وأشار الجامعي إلى أن جوهر الزكاة أعمق من أن يُختصر في أرقام تُدفع، إنها تطهير للنفس، وتهذيب للروح، وتخليص من الشح والبخل، واستجابة لنداء الإنسان الكامن في قلب كل واحد منا، وحين فرض الله الزكاة، ما أراد أن يُثقل بها كاهل الأغنياء، بل أراد أن يُخفف بها عن كاهل الفقراء. هي سُنّة كونية، حيث لا يستقيم مجتمع إلا بتراحم أفراده، ولا تقوم حضارة إلا على أعمدة العدل والتكافل، ولا تنجح أمة إن جاع فيها الجائع، واغتنى فيها الغني حتى تجمد قلبه.
وقال عادل الجامعي: إن من يتأمل حكمة الزكاة، يجدها تشدّ أوصال المجتمع بعضها إلى بعض: المال لا يبقى حبيس الخزائن، بل يجري كالنهر العذب في رُبى المجتمع، يسقي الأرض العطشى، ويُنبت فيها الزهر. هي علاج للقلب قبل الجيب، إصلاح للنية قبل المال. وصدق رسول الله ﷺ حين قال: "ما نقص مال من صدقة"، فكيف بزكاةٍ مفروضة، جعلها الله أمانًا وسلامًا للمعطي والمعطى له.
وأكد على أنه مع اقتراب عيد الفطر، لا تغيب عن المزكين والمتصدقين حكمة التوقيت، ويأتي العيد تتويجًا لشهر الصيام، شهر تزكية النفس بالصبر والقيام، ويأتي معه الأمر بإخراج زكاة الفطر، كأنَّ العيد لا يكتمل إلا إذا عمّ الفرح كل بيت، ولبس الصغير الجديد، وامتلأت المائدة بما يسرّ العين والقلب، فما معنى عيد يفرح فيه البعض وتغيب البسمة عن وجوه آخرين؟! الزكاة تمحو هذه الفجوة، وتُذيب الحواجز، وتعلنها صريحة: المال مال الله، والأمة جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وناشد الجامعي من أنعم الله عليهم بالمال، وقال: هذه فرصتكم لتكونوا أمناء الله في أرضه، لتجعلوا من أموالكم جسرًا تعبر به الأرواح الحائرة نحو الطمأنينة، ولتدخلوا عيدكم بقلوب طاهرة، قد زكّاها العطاء، وزيّنها الإحسان. ولنُدرك جيدًا أن الزكاة ليست نهاية التكافل، بل بدايته، هي دعوة لأن تبعث روح التراحم، لا مرةً في العام، بل كل يوم، كل لحظة، وأن نلتفت لجيراننا، لإخواننا، لأبناء المجتمع الذي نعيش فيه، فنسأل عن حاجتهم، ونسبقهم بالبذل قبل أن يمدوا أيديهم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بین أفراد المجتمع البعد الاجتماعی زکاة الفطر فی المجتمع أن الزکاة عید الفطر أن یکون
إقرأ أيضاً:
موعد عيد الأضحى 2025 .. هل اختلفت رؤية الهلال عن السعودية؟ الإفتاء: العيد في هذا اليوم
موعد عيد الأضحى المبارك ووقفة عرفات وغرة ذي الحجة فهو من أهم الأسئلة التي تشغل الكثيرين حيث أعلنت الممكلة العربية السعودية، نتيجة رؤية هلال شهر ذي الحجة، وعلى هذا أن تكون وقفة عرفات يوم الخميس 5 يونيو 2025، ويليها مباشرة أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 6 يونيو 2025.
موعد عيد الأضحى المبارك ووقفة عرفات دار الإفتاء
استطلعَت دار الإفتاء المصرية، هلال شهر ذي الحجة لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وستة وأربعين هجريًّا بعد غروب شمس يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وستة وأربعين هجريًّا، الموافق السابع والعشرين من شهر مايو لعام ألفين وخمسة وعشرين ميلاديًّا بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية.
موعد عيد الأضحى المبارك ووقفة عرفات السعودية
وبناء على قرار المحكمة العليا بالمملكة العربية السعودية رقم (194/ هـ) فقد تقرر لدينا شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة وقرار المحكمة العليا ثبوتُ رؤية هلالِ شهر ذي الحجة لعامِ ألفٍ وأربعمائةٍ وستة وأربعين هجريًّا.
وعلى ذلك تُعلن دارُ الإفتاءِ المصريةُ أن يومَ الأربعاء الموافق الثامن والعشرين من شهر مايو لعام ألفين وخمسة وعشرين ميلاديًّا هو أول أيام شهر ذي الحجة لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وستة وأربعين هجريًّا.
وبهذه المناسبةِ الكريمةِ نتقدم بخالص التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ونتمنى له دوام الصحة والعافية، كما نتقدمُ بخالص التهنئة للشعب المصري الكريم، ولجميع رؤساءِ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ وملوكِها وأمرائِها وللمسلمين كافةً في كُلِّ مكان، داعين اللهَ سبحانه وتعالى أن يُعيدَ على مصرَ وعليهم جميعًا أمثالَ هذه الأيامِ المباركةِ باليُمنِ والخيرِ والبركات والأمنِ والسلام، وهو نعمَ المولى ونعمَ النصير.
بعد ثبوت الرؤية.. دار الإفتاء: غدا الأربعاء أول شهر ذي الحجة
بدأت الليالي العشر من ذي الحجة .. اغتنموها بـ9 عبادات للفوز بالجنة والمغفرة
فضل العشر من ذي الحجة.. لماذا جعلها الله أعظم أيام الدنيا؟
الإفتاء: لا يجوز مخالفة السعودية في رؤية هلال ذي الحجة
دعاء المساء مكتوب مع بداية العشر الأوائل من ذي الحجة | ثوابه مضاعف
دعاء رؤية الهلال.. دقائق قبل إعلان غرة شهر ذي الحجة
ومن المنتظر أن تبدأ إجازة عيد الأضحى رسميًا يوم الخميس 5 يونيو 2025 الذي يوافق وقفة عرفات، وتستمر حتى يوم الإثنين 9 يونيو 2025، أي لمدة 5 أيام متتالية، ما يجعلها من أطول الإجازات الرسمية خلال العام.
وتُعد هذه العطلة فرصة ذهبية للعديد من الموظفين والعاملين في القطاعين الحكومي والخاص لقضاء وقت مع العائلة أو السفر، خصوصًا مع تزامنها مع بداية فصل الصيف، حيث يفضل الكثيرون استغلالها لقضاء عطلة قصيرة في أماكن سياحية داخلية أو خارجية.
رغم أن الحسابات الفلكية حددت الموعد المتوقع لبداية شهر ذو الحجة، إلا أن الإعلان الرسمي عن مواعيد إجازة عيد الأضحى سيكون عقب استطلاع الهلال، حيث ستقوم الحكومة بالإعلان عن تفاصيل العطلة وعدد أيامها الرسمية للموظفين في الدولة وموظفي القطاع الخاص أيضًا.
وفي بعض الدول الخليجية والعربية، تشير التقديرات إلى أن إجازة عيد الأضحى قد تمتد لأسبوع كامل، خاصة في القطاع الحكومي، إذ تعد هذه المناسبة الدينية إحدى أهم العطلات الرسمية في العالم الإسلامي.
الإجازات المتبقية في 2025
تعتبر الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 فرصة مهمة للمواطنين للاستفادة من أيام راحة مدفوعة الأجر، وتشمل الإجازات الوطنية والدينية التي تمنح لجميع الموظفين في القطاعين العام والخاص، بما في ذلك العاملين في 66 وزارة وهيئة حكومية، ومن بين الإجازات التي تبقت في هذا العام:
عيد الأضحى: ستبدأ إجازته يوم الخميس 5 يونيو 2025، وتستمر حتى الإثنين 9 يونيو 2025، وهي مناسبة دينية هامة.
رأس السنة الهجرية: ستكون الإجازة يوم الخميس 26 يونيو 2025، وهو اليوم الذي يبدأ فيه العام الهجري الجديد.
ذكرى ثورة 30 يونيو: ستكون الإجازة يوم الإثنين 30 يونيو 2025، وهو يوم يتذكر فيه المصريون ثورة 30 يونيو.
ثورة 23 يوليو: سيكون يوم الأربعاء 23 يوليو 2025 هو يوم الإجازة، حيث يتم الاحتفال بثورة 23 يوليو 1952.
المولد النبوي الشريف: سيتم الاحتفال به يوم الخميس 4 سبتمبر 2025.
حرب أكتوبر: ستكون إجازة انتصارات حرب أكتوبر في يوم الإثنين
يبدأ وقت صلاة عيد الأضحى من وقت ارتفاع الشمس، أي: بعد شروقها بحوالي ثلث الساعة، ويمتد إلى زوال الشمس، أي: قبيل وقت الظهر، وعلى المسلم ألا يحزن ويخاف من ضياع الأجر فيما اعتاد فعله من العبادات لكن منعه العذر؛ وذلك لأنَّ الأجر والثواب حاصل وثابت حال العُذر، بل إنَّ التعبُّد في البيت في هذا الوقت الذي نعاني فيه من تفشي الوباء يوازي في الأجر التعبُّد في المسجد، ويجوز لمن فاتته صلاة العيد أن يصليها قضاءً كما ذكر العديد من العلماء.
كيفية صلاة العيد و سنن صلاة العيد
من السُّنَّة أن تُصلى صلاة العيد جماعة، وهي الصفة التي نَقَلها الخَلَفُ عن السلف، فإن حضر وقد سبقه الإمام بالتكبيرات أو ببعضها لم يقض هذه التكبيرات مرة أخرى؛ لأن التكبيرات سنة مثل دعاء الاستفتاح، والسُّنَّةُ أن يرفع يديه مع كل تكبيرة؛ لما روي «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي الْعِيدَيْنِ».
ويُسْتَحَبُّ أن يقف بين كل تكبيرتين بقدر آية يذكر الله تعالى؛ لما رُوِيَ أن ابْنَ مَسْعُودٍ وَأَبَا مُوسَى وَحُذَيْفَةَ خَرَجَ إِلَيْهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ قَبْلَ الْعِيدِ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا الْعِيدَ قَدْ دَنَا فَكَيْفَ التَّكْبِيرُ فِيهِ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: تَبْدَأُ فَتُكَبِّرُ تَكْبِيرَةً تَفْتَتِحُ بِهَا الصَّلاةَ وَتَحْمَدُ رَبَّكَ وَتُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَدْعُو وَتُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ... الحديث، وفي رواية أخرى: فقال الأشعري وحذيفة-رضي الله عنهما-: «صَدَقَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ».
ويسن أن يقرأ بعد الفاتحة بــ"الأعلى" في الأولى و"الغاشية" في الثانية، أو بــ"ق" في الأولى و"اقتربت" في الثانية؛ كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والسُّنَّةُ أن يجهر فيهما بالقراءة لنقل الخلف عن السلف.
بدأت العشر الأوائل من ذي الحجة، مع غروب شمس اليوم الثلاثاء 27-5-2025 ميلادية، ويكثر البحث عن فضل العشر من ذي الحجة، خاصة وأن أيام عشر ذي الحجة ولياليها أيام شريفة ومفضلة، يُضَاعف العمل فيها، ويُستَحَبُّ فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه؛ فالعمل الصالح في العشر من ذي الحجة أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة؛ فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ» يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.
أعمال العشر من ذي الحجةنصحت دار الإفتاء المصرية، بتسعة أمور على المسلمين اتباعها والعمل بها خلال أيام عشر ذي الحجة 2025، وهي: «الصوم وكثرة الذكر والتهليل والتكبير والدعاء يوم عرفة وصيامه، وذبح الأضحية ولبس الحسن من الثياب».
1. كثرة الذكر: يُستحبُّ الإكثار من الذكر في العشر من ذي الحجة، قال الله عز وجل: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ [الحج: 28]
2.التهليل والتكبير والتحميد: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ» رواه الإمام أحمد.
3. الصوم: يُسن صوم أول تسعة أيام من ذي الحجة، «وكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ» رواه أبو داود.
4. يُستحب لمن أراد أن يضحي، ألا يأخذ شيئًا من شعره أو أظفاره.
5. صيام يوم عرفة: قَالَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ» رواه مسلم.
6. الدعاء يوم عرفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، موطأ مالك.
7. لبس الثياب الحسن يوم العيد فهو من الأمور المستحبة: عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما قال: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وَأَنْ نُضَحِّيَ بِأَسْمَنِ مَا نَجِدُ» مستدرك الحاكم.
8. ذبح الأضحية: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما عمل آدميٌّ من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إراق الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها -أي: فتوضع في ميزانه - وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسًا» رواه الترمذي.
9. حافظ على نظافة الأماكن العامة والطرق والحدائق.