تظهر بيانات موقع "كلايمت أكشن تراكر" -وهو مجموعة بحثية مستقلة- أن مجمل انبعاثات الغازات الدفيئة حول العالم خلال عام 2022 بلغ 50 مليار طن متري، بينها 14 ألفا و400 طن متري مصدرها الصين.

وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثانية بانبعاثات تصل إلى 6390 طنا متريا، ثم الهند بمقدار 3520 طنا، فالاتحاد الأوروبي بنحو 3430 طنا، ويظهر ذلك أهمية الصين في سياسات المناخ العالمية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باريس تصوت لبرنامج بيئي يحظر المركبات بمئات الشوارعlist 2 of 2توسع حرائق الغابات بكوريا الجنوبية وأوامر إخلاءend of list

وكان عام 2024 مهما لتطورات الطاقة والمناخ في الصين، فقد تراوح نمو انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (سي أو 2) حول مستويات عام 2023 طوال العام، مما يزيد احتمالية بلوغ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين ذروتها قبل عام 2030.

ودفع التوسع في استخدام الطاقة المتجددة في الصين الفحم إلى حصة منخفضة قياسية في توليد الكهرباء، في حين تم اتخاذ خطوات لتوسيع عدد الصناعات التي تغطيها سوق الكربون الوطنية.

الصين تعد أكبر مستثمر في العالم في مجال الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة عموما (غيتي إيميجز) تعهدات وتحديات

وعلى الصعيد العالمي لعبت الصين دورا مهما في محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة "كوب 29" في باكو عاصمة أذربيجان.

لكن التحالف الأميركي الصيني -الذي عزز سابقا طموحات إيجابية بشأن سياسة المناخ العالمية- أصبح مهددا بسبب التوترات المتزايدة بشأن التجارة وعودة الرئيس دونالد ترامب.

ومع انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ وتوقع تراجع نفوذها في مفاوضات المناخ في ظل إدارة ترامب فإن تصريحات الصين بشأن طموحاتها المناخية -مثل التعهد الدولي بالمناخ الذي من المقرر أن تنشره في عام 2025- سوف تشكل عاملا حاسما مهما في تحديد وتيرة إزالة الكربون، سواء على المستوى المحلي أو الدولي بداية من العام الجاري.

وترى تشي ياوتشي ياو مستشارة السياسة العالمية في منظمة السلام الأخضر بشرق آسيا أن عام 2025 سيمثل علامة فارقة بصفته العام الأخير من الخطة الخمسية الصينية رقم 14، إذ سيتضح ما إذا كانت الصين قادرة على العودة إلى المسار الصحيح لتحقيق أهدافها الحالية المتعلقة بالطاقة وكثافة الكربون.

إعلان

وأضافت في تقرير لموقع "كربون بريف" أن الاختبار الأصعب سيكون في مدى قدرة الضرورات المناخية على الصمود في وجه التحديات الجيوسياسية، إذ سيتعين سيتعين على الصين التعامل مع سياسات الرئيس ترامب، ومنافسة متزايدة من الاتحاد الأوروبي في الصناعات النظيفة، لذا سيتعين أن تتخذ العلاقة بين الصين وشركائها التقليديين في مجال المناخ شكلا جديدا.

من جهته، يقول الدكتور مويي يانغ الخبير والمحلل الأول لسياسة الكهرباء في الصين إن بكين ستحتاج في عام 2025 إلى تحقيق توازن دقيق بين استدامة النمو الاقتصادي ودفع أجندتها نحو إزالة الكربون، وهوما يتطلب توازنا أكثر من مجرد توسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الطاقة، كما أن طاقة الفحم التي لطالما كانت محورية في أمن الطاقة والنشاط الاقتصادي في الصين تتطلب أيضا تحولا جذريا.

وبحسب يانغ، لا يقتصر الأمر على إغلاق عدد قليل من محطات الطاقة العاملة بالفحم، بل يشمل أيضا إدارة التوترات والصراعات الأوسع نطاقا الناجمة عن تراجع منظومة توليد الكهرباء من الفحم.

وستمتد هذه التأثيرات -بحسبه- إلى مولدات الطاقة وشركات الخدمات اللوجستية وشركات التعدين ومصنّعي المعدات وصناعة الفحم الكيميائية، بالإضافة إلى النظم الاجتماعية والاقتصادية المحيطة به.

رغم استثماراتها الضخمة في الطاقة النظيفة فإن الصين ما زالت تعتمد بشكل واسع على الفحم (رويترز) التخلص من الفحم

وتعد الصين أكبر منتج ومستهلك للفحم في العالم، واستحوذت في عام 2023 على 95% من محطات الفحم الجديدة حسب بيانات المكتب الوطني للإحصاء في الصين، كما تعتمد عليه بنسبة 60% في توليد الكهرباء لتلبية احتياجات 1.4 مليار نسمة.

ووصل إنتاج الفحم إلى مستوى قياسي في 2023 عند 4.7 مليارات طن، وفق تقديرات شركة الأبحاث "غلوبال إنرجي مونيتور" (جي إي إم)، وهو ما يمثل نصف الإنتاج العالمي تقريبا.

إعلان

وفي هذا السياق، يرى عميد معهد الصين لدراسات سياسة الطاقة البروفيسور بو تشيانغ لين أن نجاح الصين في إدارة التخفيضات الكبرى في استهلاك الفحم خلال الخطة الخمسية المقبلة ابتداء من عام 2026 مع الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي وضمان أمن الطاقة والوفاء بالتزاماتها المناخية سيكون مفتاح نجاحها في العام الجاري وما بعده.

والتزمت الصين بهدف "الكربون المزدوج" والمتمثل في الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

وينظر إلى خفض انبعاثات الكربون في الصين باعتباره علامة فارقة في التحول العالمي وبقدر عالٍ من الاهتمام البيئي على المستوى الدولي بالنظر إلى تعدادها السكاني، وكونها من أكبر مستهلكي الوقود الأحفوري في العالم.

ويؤكد البروفيسور بو تشيانغ لين أن نشر الطاقات الجديدة سيتسارع في الصين عام 2025 وما بعده، خصوصا في طاقة الرياح البحرية والطاقة الشمسية والانتقال إلى الطاقة النووية بشكل مطرد، كما ستتعزز جهود الاستخدام النظيف والفعال للفحم، مع استمرار أنظمة طاقة الفحم الأنظف.

واستثمرت الصين أيضا ما يقارب 680 مليار دولار في تصنيع التكنولوجيا النظيفة بحلول عام 2024 وفقا لوكالة الطاقة الدولية، وهذا يعادل تقريبا إجمالي استثمارات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعين.

ويشير ذلك إلى توجه متدرج ومتزايد إلى الطاقة النظيفة، في محاولة للمواءمة بين التحديات الاقتصادية والالتزامات البيئية والمناخية.

* اعتمد التقرير على معطيات ومقابلات وردت في موقع "كربون بريف" بتصرف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان بيئي فی الصین عام 2025

إقرأ أيضاً:

إنجاز جديد لـNIO : إنتاج المركبة رقم 800,000 واستعدادات لإطلاق ONVO L90 في الأسواق الصينية

 

أعلنت شركة NIO، الرائدة في قطاع المركبات الكهربائية، عن تحقيق إنجاز نوعي جديد تمثّل في إنتاج المركبة رقم 800,000 في مصنعها الرئيسي NIO Factory One بمدينة خفي، في جمهورية الصين الشعبية، وذلك بتاريخ 24 يوليو الجاري. ويشكّل هذا الإنجاز محطة مفصلية في مسيرة الشركة، ويعكس بوضوح وتيرة التقدّم المتسارعة التي تشهدها صناعة السيارات الصينية، على صعيدَي الابتكار والتكنولوجيا.
وتنتمي المركبة رقم 800,000 إلى طراز ONVO L90، الذي شهد منذ فتح باب الطلب المسبق عليه في 10 يوليو الجاري إقبالًا لافتًا من قبل المستخدمين والأسواق المحلية. وقد تم تطوير هذا الطراز استنادًا إلى استثمارات NIO الممتدة على مدار عقد من الزمن في البنية التحتية للشحن واستبدال البطاريات، إلى جانب جهودها المتواصلة في مجالات الابتكار التقني، ما مكّنها من إعادة تعريف مفهوم سيارات الدفع الرباعي الكهربائية المخصصة للعائلات.
ويتميز طراز L90 بثلاثة صفوف من المقاعد، ويُعالج اثنين من أبرز التحديات التي تواجه المستخدمين، وهما: القلق المرتبط بالشحن، والقلق المرتبط بمساحة المركبة، وذلك بفضل تصميمه الذكي وحلوله التقنية المتطورة.
ومن المقرر أن يتم إطلاق المركبة رسميًا في السوق الصينية بتاريخ 31 يوليو، على أن تبدأ عمليات التسليم في الأول من أغسطس المقبل.
ويعتير هذا الإنجاز انطلاقا لفصل جديد في مسيرة NIO حيث تواصل الشركة ترسيخ مكانتها كشركة رائدة في مجال التنقل الكهربائي، من خلال التزامها بالابتكار المستدام، وتقديم منتجات وخدمات عالية الجودة تلبي تطلعات المستخدمين، تمهيدًا لتحقيق هدفها الاستراتيجي المقبل والمتمثل في الوصول إلى إنتاج مليون مركبة.
وتجدر الإشارة إلى أن NIO كانت قد دشنت عملياتها في دولة الإمارات العربية المتحدة في أكتوبر عام 2024، حيث طرحت مجموعة من الطرازات المتطورة، من بينها مركبة EL8 الفاخرة ذات الستة مقاعد، والسيارة الكوبيه الرياضية متعددة الاستخدامات EC6، والسيدان المتوسطة ET5، وذلك ضمن رؤيتها الاستراتيجية لإعادة صياغة مفاهيم التنقل الكهربائي في المنطقة، وتعزيز حضورها في أسواقها الواعدة.


مقالات مشابهة

  • الواقع القضائي في سوريا والتحديات التي تواجه عمل العدليات خلال اجتماع في وزارة العدل
  • الجبهة الشعبية: تصريحات سموتريتش تعكس التوجهات الفاشية لحكومة الاحتلال
  • الجبهة الشعبية تؤكد أن تصريحات سموتريتش تعكس التوجهات الفاشية داخل حكومة الاحتلال
  • إنجاز جديد لـNIO : إنتاج المركبة رقم 800,000 واستعدادات لإطلاق ONVO L90 في الأسواق الصينية
  • "رماد الطناجر".. وسيلة "رغد" لتجسيد مآسي غزة تحت وطأة الإبادة
  • وزير البترول ورئيس «إنرجين» يبحثان تعزيز التعاون بمجالات الغاز والتقاط الكربون
  • تشغيل أول وحدة لالتقاط الكربون من الهواء مباشرة في كابسارك
  • وزير الطاقة يطلق أول وحدة لالتقاط الكربون من الهواء مباشرة في «كابسارك»
  • أزمة مياه حلب تحت المجهر: ورشة عمل تبحث الحلول والتحديات
  • مراسل سانا: بحضور وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى ومحافظ حلب عزام الغريب ومدير مديرية الإعلام، جلسة مفتوحة في مدينة حلب لمناقشة التطورات الإعلامية الراهنة والتحديات المستقبلية، بمشاركة فاعلة من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الإعلامي المحلي