قذائف إسرائيل الأمريكية مسامير في نعش الآدمية
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
ما بعد منتصف يناير 2025
حتى هذا التاريخ كان الترقب في الشعوب قد تجاوز السكون مع الدمار غير المبرر الذي حصل، وبات الأمر انتقاما وجرائم حرب واضحة كاشفة لطبيعة أن هذا الكيان لن يكون جزءا من المنطقة، رغم كل الرقاعة والوضاعة والجهر بالفاحشة الذي ترتكبه النظم العربية وقادتها والعلاقات الظاهرة والخفية، بل التآمر على الفلسطينين من الذين يبدون أنهم يدعمونهم وممن لا يخفي العداء لأسباب أيديولوجية؛ تتجاهل أن هذه فلسطين وهي سبب تقبل شعوبهم لعيوب لم تعد ذات أهمية الآن.
فقد سكتت الشعوب والصمت هو عين الإعصار الذي يتلبد من المحيط إلى الخليج، ويدور في ألم ويتغذّى بأشلاء ودماء الأبرياء والحجارة على الحجارة التي تتركها كل غارة وجرائم الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة بوضوح، والتخلي الذي يعاتب عليه أهل غزة بدل أن يُعتذر لهم، والعرب في صمت وكان الأمر لا يعنيهم، أما المسلمون من غير العرب فقد تحولوا إلى ظاهرة صوتية أصابت آذاننا بالعطب من العرب قبل الصمت، والشعوب تعلم النوايا والتظاهر والزعم والغايات، وكل ما لا يظن هؤلاء الحكام أن الشعوب تعرفه؛ تلك الشعوب التي أضحت اليوم في انفصال عن حكامها.
رسائل حماس في تسليم الأسرى
لقد أظهرت حماس وأرسلت رسائل لم يقرأها الصهاينة المقفلة أدمغتهم بالكراهية والأمريكيون القادمون إلى الحكم لجهلهم وتصورهم أن حماس تحمل الكراهية لليهود أو الأمريكان، ولم ينتبهوا إطلاقا للاستعراض الذي قدمته القسام والفصائل في عملية تسليم الأسرى لأنهم تصوروها أنها تعبير عن الغلبة وفكروا بمنظومة عقلية استعمرتها غرائزهم، في حب السيادة والأنانية التي أعمتهم كما أعمت إبليس ليكون شيطانا، وها هي إسرائيل مورطة أمريكا معها لتكون شيطانا رجيما وهي تستعيد الحرب.
- أرادت حماس أن تواسي أهل غزة في مصابهم وتواسي أهل الأسرى جميعا في انتظار أبنائهم أنهم بخير وعوملوا كضيوف وأصدقاء، ولم تهن كرامتهم أو يعذبون أو يؤذون أو يُسمح للحصار الذي فرضته حكومتهم والقصف الأعمى أن ينال منهم قدر الإمكان.
- أن هنالك علاقة بين الأسرى والقسام تدل أن هنالك أفكارا صححت وأن القسام تدافع عن أهلها وليس من منطلق العداء لليهود.
- أكدت القسام أنها عاملت الأسرى بتعاليم الإسلام، فلا يوجد عداء بسبب الدين ولا انتقام رغم أن هؤلاء الشباب من القسام ربما فقدوا إخوة وأهلا وأصدقاء جراء جرائم الحرب التي ارتكبت، وهذا القسامي نفسه يحاول الحفاظ على سلامة أسرى إخوانهم يقصفون ويقتلون أخيه.
- الرسالة للعالم الأحمق الذي لم ير أن العيش ممكن إن رفعت الطبقة التي تحشد وتعلم وتعبّئ الناس بالكراهية والمعلومات الخطأ.
- التزموا بالعهود رغم أن الكيان توجه إلى الضفة الغربية ليقوم بجرائم قام بها في غزة، لكن الالتزام كان صبرا لعل هنالك حلا للجميع. وقد أدت عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر رسالتها بأن تيقظ العالم إلى الواقع وعرف الحقيقة، وأن هنالك أملا بان تستعاد الحياة الكريمة والصحيحة لهؤلاء الناس وهم أصلا هُجروا من أراضيهم التي استولى عليها الصهاينة.
لكن لم ير النظام الأمريكي تلك الرسائل، ولم ير أن حلفاءه كانوا يخرجون الأسرى بشكل يرثى له، بينما يخرج الأسرى من عند القسام وكأنهم في رحلة وبكل احترام وتقدير وهم شاكرون لمن أسروهم معاملتهم الحسنة ولطفهم، بل إن تصريحات ترامب كانت معكوسة مع أن هذا يعتبر عارا على دولة عظمى ورئيسها يخالف حقائق يراها العالم.
معيار الكراهية والمحبة عند المسلم الفاهم لدينه
عار على البشرية والإنسانية وهي تشاهد هذه القوة الأمريكية الصنع تدمّر أناسا عزل ومواطنين بلا ماء ولا كهرباء ولا سقف يؤويهم، وتحول خيامهم إلى وقود لتحرقهم تلك القذائف أمريكية الصنع
إن الكراهية والمحبة عند المسلمين محددة بحب ما يحب الله وكره ما يكره الله، والله لا يكره الإنسان الذي خلقه مهما كان بل يكره عمله السيئ، فالمسلم يكره العمل السيئ من أي كان مسلما أو غير مسلم، فإن اصطلح وتاب وعاد فهو أخ في الخلق لا شيء عليه وبكل حب يعامل كذلك عومل الأسرى وهم عاجزون عن فعل الشر.
إن المحنة ليس لأناس لا خيرة لها تحب الحياة فتكون هدفا للجرائم ضد الإنسانية، ولكن المحنة اليوم لمن تصور أنه يتمكن وآخرين يظنون أن إسرائيل تقتل الزوجة الشريفة التي رفضت أن يغتصبها الغزاة عوضا عنهم.
العيش المشترك ممكن
كتبت سابقا عن الدولة الواحدة، لكن القسام أضافت درسا لم ننتبه له، وهو أن الصهاينة محتلون ومستعمرون أيضا، وإن كانت غزة حرة بتفكيرها فاليهود كشعب يمارس عليه الخوف والإرعاب. والحقيقة لا بد أن يعرفها اليهود وكل من ضللته الصهيونية من الأوروبيين أو الأمريكان ممن لم يعِ حتى الآن، عندها سيكون السعي إلى العيش المشترك وبناء وصناعة لحياة جديدة.
إن ما يجري اليوم في فلسطين في غزة والضفة وإن كان تطبيقا لسِفر "صموئيل الأول 15: 3" (1)، فهو عار على البشرية والإنسانية وهي تشاهد هذه القوة الأمريكية الصنع تدمّر أناسا عزل ومواطنين بلا ماء ولا كهرباء ولا سقف يؤويهم، وتحول خيامهم إلى وقود لتحرقهم تلك القذائف أمريكية الصنع. قد لا يهتم ترامب عندما يرى أطفالا في لفاتهم ورضعا يموتون أو أنهم شباب بعمر ابنه بارون، من حقهم العيش أحرارا في أرضهم يزرعون ويحصدون ويصنعون ويدرسون ويضحكون ويستمتعون على شواطئ بلادهم يصيدون عيشهم وفرحتهم.
لا شك أن قذائف إسرائيل وهي تكسر الهدنة إنما هي مسامير في نعش الآدمية لأنها تمثل الشيطان الذي أخرجنا من الجنة في أنانية وشطط، وهي تنسحب بكل السلبية على كل مناصريها وداعميها في الظاهر والباطن، ولن يفيد التطبيع لا العرب ولا إسرائيل لأن التاريخ سيكتبه أنه تطبيع جريمة ضد شعب أعزل يطالب بحريته لا غير، ولن يتجرأ على إعلانه إلا أحمق.
__________
(1) سفر "صموئيل الأول 15: 3 ": "فالآن اذهب واضرب عماليق وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة طفلا ورضيعا بقرا وغنما جملا وحمارا". وكان نتنياهو قد صرح بأن حماس تمثل العماليق وبالتالي فما يحصل أمر عقدي.. هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: "15 كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف 16 وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم" (سفر إشعياء- إصحاح)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات غزة إسرائيل إسرائيل امريكا غزة مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة اقتصاد مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
إجماع في جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية على إمكانية التوصل لصفقة مع حماس
أجمعت الأجهزة الأمنية التابعة للاحتلال، إضافة إلى رئيس أركان "الجيش" على إمكانية التوصل إلى صفقة مع حركة "حماس" لإطلاق سراح الأسرى من قطاع غزة، وذلك بالرغم من تعنت رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو وسحبه وفد التفاوض من العاصمة القطرية الدوحة.
وكشفت القناة 12 الخاصة، نقلا عن مصادر مطلعة لم تسمها، إن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قال في مناقشات مغلقة إن "الضغط العسكري خلق ظروفا مناسبة لإعادة المختطفين، وعلى إسرائيل استغلال نافذة الفرص التي نشأت من أجل المضي قدما نحو صفقة".
وأوضحت القناة أن تصريحات زامير جاءت في أعقاب قرار نتنياهو إعادة الوفد الإسرائيلي من الدوحة، وبالتوازي مع تشديده لمواقفه العلنية.
وأضافت: "مع ذلك، هناك إجماع داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على إمكانية التوصل إلى صفقة في الوقت الراهن".
والخميس، قرر نتنياهو إعادة جميع أعضاء وفد التفاوض الإسرائيلي من العاصمة الدوحة وذلك تحت ذريعة إصرار حركة حماس، الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب كجزء من الصفقة.
والأربعاء، شدد نتنياهو في مؤتمر صحفي على رغبته في التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت مع حماس، محددا شروطا تعجيزية للحركة الفلسطينية نحو إنهاء الحرب تنتهي بتهجير فلسطينيي القطاع إلى الخارج.
وقال نتنياهو: "إذا سنحت فرصة لوقف إطلاق نار مؤقت من أجل إعادة مزيد من المختطفين، وأؤكد وقف إطلاق نار مؤقت، فنحن مستعدون لذلك".
وأردف مدعيا: "حققنا الكثير من أهداف الحرب بالفعل، لكن المهمة لم تنتهِ بعد، قضينا على عشرات آلاف المسلحين وصفّينا كبار القادة بحماس وعلى الأرجح أيضا القيادي محمد السنوار".
واستطرد: "قبل ثلاثة أيام، أصدرتُ تعليمات، ببدء مرحلة جديدة من الحرب"، في إشارة إلى عملية "عربات جدعون" البرية واسعة النطاق بشمال وجنوب غزة.
وتابع: "في نهاية هذه المرحلة، ستكون جميع مناطق قطاع غزة تحت سيطرة أمنية إسرائيلية، وسيتم القضاء على حماس بالكامل"، حسب ادعائه.
وعدّد نتنياهو شروطه لإنهاء الحرب قائلا: "مستعد لإنهاء القتال وفق شروط واضحة: إعادة جميع المختطفين، ونفي قيادة حماس من غزة، ونزع سلاح حماس".
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.