لافروف: بريكس تعمل على تعزيز استقلال دولها عن النظام المالي الغربي
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
جوهانسبرغ-سانا
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مجموعة “بريكس” تعمل على تعزيز استقلال دولها عن النظام المالي الغربي الذي يعتمد على الدولار الأمريكي، وإنشاء نظام مالي موحد لها، لافتاً إلى أن الاهتمام المتزايد من قبل دول العالم للتعاون مع “بريكس” يأتي نظراً لاعتمادها على مبدأ العدالة والمساواة والشفافية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي اليوم حول نتائج قمة “بريكس”: إن النمو على الطلب لدخول “بريكس” تفسره رغبة الدول بالتقارب مع أعضاء المجموعة، وتفهم عمق التغييرات التي تحدث في العالم، ففي “بريكس” لا توجد هيمنة كتلك التي تمارسها الولايات المتحدة في المنظمات الدولية، والتوافق هو الأساس وليس تنفيذ قرارات قائد مهيمن، مشيرا إلى أن جميع الدول المنضمة للمجموعة كانت أكدت نيتها الانضمام إليها، وأن من بين 23 طلباً تم النظر في 6 طلبات.
وأضاف لافروف: ضمن رئاستنا لـ “بريكس” هناك خطة التعاون الابتكاري ومكافحة جائحة كورونا وغيرها من الأوبئة، فمجال الصحة سيكون من بين أولوياتنا كما وسنستمر في عمل مجلس الأعمال ومجلس المرأة ودور الشباب والتبادل الثقافي والتربوي، فهناك عدة فعاليات ستكون على مستوى المراكز التعليمية الرفيعة للدول الخمس، وبعد انضمام الدول الجديدة ستكون قضايا الطاقة أكثر إلحاحاً، ومن الأفضل الحفاظ على اسم “بريكس” حتى بعد إضافة الدول الجديدة.
وفيما يتعلق بموضوع إنشاء عملة موحدة لمجموعة دول الـ “بريكس”، بين لافروف أن الموضوع لا يزال قيد الدراسة لأننا لن نكون مرتبطين بالدولار والين واليورو، لافتاً إلى أنه بعد إنشاء بنك التنمية لـ “بريكس” ظهر مشروع “مجموعة العملات الاحتياطية” وتلك إحدى الخطوات التي يتم اتخاذها لتسهيل استخدام العملات الوطنية وأنظمة الدفع البديلة، فيما يقوم وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية بمناقشة قضية العملة الموحدة.
وشدد لافروف على أن “بريكس” تعد أحد الكيانات التي تحمل الأسس لتشكيل عالم متعدد الأقطاب يلتزم بميثاق الأمم المتحدة وليس “القواعد بدلاً من القوانين” التي يفسرها الغرب حسبما يريد، فمن أهم معايير قبول أعضاء جدد فيها هو سعي الدول إلى تشكيل عالم متعدد الأقطاب.
ونوه لافروف بتفوق “بريكس” اقتصادياً على الدول الصناعية السبع فهي تحقق الكثير على مستوى الاقتصاد، وهناك الكثير من العمل أمام وزارات الطاقة والنقل والمالية وفق ما أشار إليه الرئيس فلاديمير بوتين بما في ذلك مشروع الشمال الجنوب الذي يربط بين الطرق البحرية الشمالية والجنوبية، وهو ما سيمنح فرصاً لمنطقة الدول الأوراسية وكذلك دول الخليج والشرق الأوسط.
وكانت مجموعة “بريكس” التي تضم روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا أعلنت في وقت سابق اليوم الموافقة على انضمام ست دول جديدة لعضويتها، وقررت دعوة كل من إيران والإمارات والسعودية ومصر والأرجنتين وإثيوبيا للانضمام إليها.
من جهة أخرى، أكد لافروف أهمية إصلاح مجلس الأمن الدولي من خلال عضوية الدول من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وذلك لأن معظم أعضائه خاضعون لواشنطن وإرادتها، ودول “بريكس” ستستمر بالتنسيق على جميع المنصات الدولية حول ذلك.
وقال لافروف: “لا يوجد منطق في الحوار مع الغرب، وروسيا منفتحة على النقاش لكنها ترفض الإملاءات والإنذارات، لن نرضخ، وإذا كان لديهم رأي عقلاني فنحن منفتحون”.
وحول صفقة الحبوب، قال لافروف: إننا لن نقبل حديث الغرب بشأن تنفيذ الجزء الروسي من صفقة الحبوب، ونحتاج للأفعال الواقعية ولا نرى إشارات على ذلك، أما اقتراح الأمم المتحدة الذي قدم أكثر من مرة فهو يتضمن ألا نسحب موافقتنا على الحزمة الأوكرانية، ولا يمكننا الموافقة على وعود تم تقديمها لسنة كاملة دون تنفيذ أي منها.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الإمارات تُشارك في اجتماع وزراء الطاقة لمجموعة “بريكس” بالبرازيل
شاركت الدولة في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة “بريكس” الذي عُقد أمس في العاصمة البرازيلية برازيليا برئاسة البرازيل، وذلك بهدف تعزيز التعاون المشترك بين الدول الأعضاء في دعم تحول قطاع الطاقة واستدامته وأمنه.
ترأس وفد الدولة سعادة المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، وقال في كلمته أمام ممثلي الدول الأعضاء والشركاء في مجموعة “بريكس”: ” نعيش لحظة فارقة في مسيرة التحول العالمي لقطاع الطاقة، حيث يواجه العالم تحديين رئيسيين؛ هما ضمان الوصول الآمن والميسور للطاقة للجميع، مع خفض كبير في الانبعاثات لتحقيق الأهداف المناخية. وبالنسبة لدولة الإمارات، لا يُعد هذا التحدي معضلة، بل يمثل فرصة لقيادة التحول من خلال الابتكار، والتعاون، واتخاذ إجراءات حاسمة.”
وأضاف أن الإمارات جعلت من توفير الطاقة إنجازاً وطنياً، إذ تم تحقيق نسبة 100% في الوصول إلى الكهرباء، وحلول الطهي النظيف، وخدمات التدفئة والتبريد الميسورة التكلفة، كما تتصدر الدولة المؤشرات العالمية في الوصول إلى الطاقة وتكلفتها.
وتابع :”إدراكاً منا بأن هذه الإنجازات لا تكتمل إلا بتحقيقها على مستوى العالم، نستثمر في مشاريع الطاقة المتجددة في أكثر من 70 دولة، خاصة في أفريقيا، ومنطقة الكاريبي، والدول الجزرية الصغيرة النامية. كما نلتزم بأمن الطاقة العالمي ودعم تحول القطاع واستدامته، إضافة إلى نقل خبراتنا في تمويل الطاقة، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتطبيق التكنولوجيا لتحقيق العدالة في الحصول على الطاقة عالمياً.”
ودعا سعادته دول وشركاء “بريكس” للانضمام إلى “تحالف كفاءة الطاقة العالمي” الذي أطلقته دولة الإمارات بهدف تحقيق تحسين جذري في كفاءة استهلاك الطاقة في مختلف القطاعات، بما في ذلك المباني النقل، والصناعة، والعمل على مضاعفة معدلات كفاءة الطاقة سنوياً بحلول عام 2030، بما يتماشى مع “اتفاق الإمارات” التاريخي الذي أُعلن خلال مؤتمر الأطراف COP28، ويهدف التحالف أيضاً إلى تعزيز تبادل المعرفة ودعم بناء القدرات المشتركة، حيث أكد سعادته أن دول “بريكس” قادرة على لعب دور محوري في تسريع جهود توفير الطاقة عالمياً وتعزيز مسيرة خفض الانبعاثات بشكل جماعي.
كما أكد أن دولة الإمارات، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، تحرص على تعزيز التعاون مع دول مجموعة “بريكس” وفتح آفاق جديدة لتنمية الشراكات في مجالات الطاقة، وكفاءة الطاقة، وتقنيات خفض الانبعاثات، بما يسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة، وترسيخ مكانة الدولة وجهة رائدة عالمياً في هذا المجال، بما يتماشى مع مستهدفات “رؤية نحن الإمارات 2031”.
وأشار سعادته إلى أن الإمارات ترتبط بدول مجلس التعاون الخليجي عبر هيئة الربط الكهربائي لدول الخليج، ما يعزز استقرار الشبكة وأمن الطاقة على المستوى الإقليمي، كما تواصل الدولة العمل على شراكات ثنائية ومتعددة الأطراف لتعميق التكامل الإقليمي والدولي في قطاع الطاقة.
كما شهد الاجتماع تقديم الرئاسة البرازيلية تقرير منصة التعاون البحثي في مجال الطاقة لدول “بريكس”، والذي ركز على ضمان الوصول إلى طاقة ميسورة وموثوقة وحديثة، لا سيما للمجتمعات المحرومة، إضافة إلى استعراض خارطة طريق التعاون في مجال الطاقة للفترة 2025-2030، التي تقدم رؤية إستراتيجية لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة النظيفة، والوقود المستدام، وربط الشبكات، والابتكار.وام