دمشق-سانا

“أيها المتعبون من ثقل ذنوبكم التي لا يحاسبكم عليها القانون، عودوا إلى ضمائركم قبل أن تقعوا في شباك الحساب والعذاب، فحساب الضمير وعذابه أقسى من حساب القانون وأحكامه”، بهذه العبارة يواصل المسلسل الدرامي “محكمة الضمير” بث حلقاته عبر أثير إذاعة دمشق منذ 17 عاماً، حاملاً في جعبته مساحة واسعة من عالم الشباب، تطرح مشاكلهم وأخطاءهم وتعالجها على شكل حكم من الضمير.

وباعتبار الضمير روح الإنسانية، يقدم المسلسل قضايا شبابية مؤثرة من أرض الواقع في جو من الدراما والمونولوج الداخلي والتشويق، وفق نصوص دقيقة نظراً لضرورة محاكاة هموم ومشاكل هذه الفئة من المجتمع بشكلها الصحيح لمعالجتها أخلاقياً وإنسانياً واجتماعياً وليس حسبما يعالجها البعض بشكل مشوه، كما واكب المسلسل الحرب والأزمات ووباء كورونا.

الفنان الكاتب أحمد السيد مؤلف العمل منذ انطلاقته قال لنشرة سانا الشبابية: إن “محكمة الضمير” هي محكمة افتراضية تتناول القضايا التي لا يحاكم عليها القانون ويتدخل في حلها الضمير، وهو من المسلسلات الإذاعية التي تهتم بمشاكل الشباب، لافتاً إلى أنه يستقي مواده من الواقع ومما خزنته الذاكرة من أحداث ومشاهدات للحياة.

وأكد السيد أهمية الكتابة الدرامية للشباب بمختلف مستوياتهم وأعمارهم ودورها في تشكيل اتجاهاتهم وآرائهم تجاه المشاكل الاجتماعية وتعزيز روح الأمل والتفاؤل لديهم، وخاصة أن الشخصيات واقعية والتجارب موجودة بالمجتمع، مشيراً إلى أن “محكمة الضمير” حصل على عدة جوائز، منها جائزتان ذهبيتان في مهرجان الإذاعة والتلفزيون بتونس، وذهبيتان خلال مهرجان الغدير بالعراق.

من جانبه لفت مخرج العمل محمد غزاوي إلى أن للعمل الإذاعي متعة كبيرة وتحديداً عندما يكون موجهاً للشباب، يتكلم عنهم وعن همومهم وخاصة في الحرب والظروف الاقتصادية الصعبة، مبيناً أن أكثر من 80 بالمئة من حلقات “محكمة الضمير” تجسد قضايا الشباب والشابات في المجتمع السوري.

وحول الصعوبات التي اعترضت العمل، أشار غزاوي إلى أن أهمها تدني الأجر قياساً بالأعمال التلفزيونية.

بدوره لفت الفنان إياس أبو غزالة إلى أنه عمل في المسلسل ببداية شبابه ثم أخذ مكان والده الراحل بسام لطفي في تجسيد دور الضمير الذي يعطي الحكم الضميري حسب القصة المطروحة، مشيراً إلى أن كثيراً من حلقات المسلسل تعالج أزمات عديدة تهم واقع الشباب وطموحاتهم.

فيما أشارت الممثلة نجاة محمد إلى أن المسلسل تناول قضايا عدة منها الضغوط الاقتصادية التي يتعرض لها الشباب، تأمين العمل المناسب، الحث على التمسك بالتعليم مهما كانت الظروف، أهمية القيم الأخلاقية في التعاملات بين الناس، المشاكل الجامعية، التدخين والمخدرات، اللحمة الوطنية، زواج الفتيات الصغيرات، الزواج بالإكراه، مشاكل المراهقين، مشاكل تأسيس أسرة أمام ارتفاع المهور وكثرة متطلبات الأهل، مشاكل سفر الشباب.

بدورها اعتبرت الممثلة إيمان عمر أن “محكمة الضمير” يلامس القلوب بطريقة صادقة ومباشرة لأنه يتكلم عن أحداث وحالات واقعية، ومن المهم تجسيده تلفزيونياً.

سانا رصدت آراء عدد من الشباب حول “محكمة الضمير”، حيث أكدت الشابة زينب برازي خريجة أدب عربي 22عاماً أنها من جمهور المسلسل الذي يناقش قضايا مهمة ويطرح أفكاراً جادة وحساسة، كما يشعرك بتأنيب ضمير الشخص المخطئ، متمنيةً إنشاء قناة على التلغرام خاصة به لمتابعته دائماً.

وأوضح الشاب عمر إبراهيم 25عاماً طالب أدب عربي أنه يتابع المسلسل عبر اليوتيوب ويحب القضايا التي يطرحها ومنها حلقة “بائعة الحطب” والتي تتكلم عن شابة تحولت بالإرادة والتصميم من بائعة حطب بقريتها الصغيرة إلى طبيبة ناجحة.

الشابة دانيا محمد 35 عاماً خريجة إعلام أكدت أنها تتابع العمل منذ بدايته وتتفاعل مع أحداثه وتنسجم معه، وأن هناك العديد من الحلقات التي أثرت بها منها قيمة رد الجميل بقصة الشاب طارق خلال حلقة “الوفاء”، فيما لفت الموظف أحمد راتب ضعضي إلى أنه كان يتابع المسلسل أيام شبابه، وهو برأيه تصحيح للعدالة التي لا يستطيع القانون تنفيذها رغم أن الضمير أصبح “منتهي الصلاحية” عند كثير من الناس.

وبينت الإعلامية ميرفت سعيد أن طريقة سرد “محكمة الضمير” ترسم صورة ذهنية كاملة للقصة لدرجة تشعرك بأنك جزء من الحدث، وهو يعالج المواضيع بطريقة الضمير الإنساني الذي يميز الخير من الشر للحض على ضرورة التمسك بالأخلاق والقيم، فيما أعرب محمد مهدي الحسين عن تأثره بكل حلقات المسلسل وإعجابه بالمواضيع التي يطرحها.

يشار إلى أن عدداً من نجوم الدراما السورية شاركوا في العمل منذ بداياته؛ منهم الراحل بسام لطفي بدور “الضمير”، وبعد رحيله واصل المشوار ابنه الفنان إياس أبو غزالة، رياض نحاس بدور “المدعي العام”، أميمة الطاهر، رضوان عقيلي، وفاء موصلي، سوزان سكاف، صباح بركات، أمانة والي، والراحلون طلحت حمدي، ياسين بقوش، محمود جركس، مروان قنوع، صبحي الرفاعي، ياسين أرناؤوط، إضافة لاستقطابه عدداً من الفنانين الشباب والذين عملوا فيه ببداية شبابهم وما زالوا أمثال باسل الرفاعي، عمر مولوي، إيمان عمر.

دارين عرفة

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

في ختام ورشة عمل حول الكوليرا… الصحة تحضر لخطة وطنية لمكافحة الأمراض التي تنتقل عبر المياه

دمشق-سانا

اختتمت وزارة الصحة اليوم فعاليات ورشة العمل التي أقامتها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، تحت عنوان تحديد المناطق ذات الأولوية للتدخلات متعددة القطاعات لمكافحة الكوليرا في سوريا، وذلك في فندق الداما روز بدمشق.

وناقشت الورشة على مدى ثلاثة أيام التقصي الوبائي لمرض الكوليرا، وأهمية نشر الوعي الصحي لمخاطره والوقاية منه، وتحديد المناطق ذات الأولوية والخطورة العالية للتدخلات متعددة القطاعات، ووسائل ضبط العدوى.

وأكد وزير الصحة الدكتور مصعب العلي أهمية الورشة لوضع خطة وطنية بعيدة المدى تسهم في تحسين البنية التحتية، ومكافحة الأمراض التي تنتقل عبر المياه، مبيناً الاهتمام بالأمن الصحي في المحافظات كافة.

بدوره رئيس دائرة الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتور ياسر الفروج أوضح في تصريح لمراسلة سانا البدء بالعمل على تحضيرات الخطة الوطنية للكوليرا، ومراجعة بيانات الوضع الوبائي خلال الجائحتين الأخيرتين، وتحديد الصعوبات، والاستفادة من الدروس السابقة لمنع انتشار العدوى، وتحديد المناطق ذات الأولوية والخطورة.

المسؤولة الفنية في برنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية شذى محمد بينت أهمية الورشة لجهة صياغة وإعداد خطة وطنية لمكافحة مرض الكوليرا، الذي يعد من الأمراض الأساسية التي أثرت على الكثير من السكان في عدة مناطق، مشددة على ضرورة وجود تقص للمرض، واللقاح الفموي، والتوعية الصحية، لضمان القضاء على الوباء خلال خمس سنوات.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • في ختام ورشة عمل حول الكوليرا… الصحة تحضر لخطة وطنية لمكافحة الأمراض التي تنتقل عبر المياه
  • “بالمشاركة نضمن استمرار ‏المياه”… حملة لمواجهة أزمة المياه في سوريا
  • العمل: صرف 58.7 مليون جنيه من صندوق التدريب لتأهيل الشباب
  • الملك يعين هشام بلاوي، وكيلا عاما للملك لدى محكمة النقض، رئيسا للنيابة العامة
  • مناقشة الصعوبات التي تواجه أداء الوحدة التنفيذية للمشاريع بمحافظة صنعاء
  • اعتراف صهيوني بكمية الصواريخ اليمنية التي وصلت خلال شهرين الى الأراضي المحتلة
  • تكوين جمعيات في مجال تعزيز قدرات الفاعلين المدنيين في للترافع حول قضايا الشباب
  • محكمة إسبانية تبرئ مغربي بعد 15 عاما خلف القضبان دون التعويض والاعتذار
  • مديرية العمل بأسيوط تشغل 733 مواطناً ومنح 583 شهادة مزاولة مهنة
  • قبل اختفائها.. إليك خطوط الطيران التي لا تزال تستخدم طائرات ذات طابقين