ألقى سيناتور ديموقراطي أمريكي خطاباً نارياً هاجم فيه إجراءات الرئيس دونالد ترامب "غير الدستورية" واستمر 13 ساعة من مساء الإثنين، وحتى اليوم الثلاثاء.

وخلال الكلمة كان على السيناتور كوري بوكر البقاء واقفاً أمام المنصة، والامتناع عن الذهاب إلى الحمام مثلاً، ليتمكن من الاستمرار في الكلام.

ورغم أن كلمته لم تمنع الحزب الجمهوري الذي يسيطر على مجلس الشيوخ من مواصلة أعماله الاعتيادية، إلا أنها سرعان ما جمعت الديموقراطيين حوله رغم انقساماتهم.

وقال بوكر في مستهل خطابه: "أقف الليلة لأني أؤمن بصدق أن بلدنا يمر بأزمة". وأضاف بصوت متقطع "هذه ليست أوقاتاً عادية في أمريكا ... ولا يجب التعامل معها على هذا النحو".

So... aside from juicing his fundraising numbers, what do we think Cory Booker is actually trying to accomplish here? pic.twitter.com/gMWOcfOpff

— Breitbart News (@BreitbartNews) April 1, 2025

وبدأ بوكر السناتور عن نيوجيرزي كلمته في الـ 7,00 مساء الإثنين، بالتوقيت المحلي،  واستمر في الحدث صباح اليوم مع حلول يوم جديد في واشنطن.

وانتقد بوكر سياسات ترامب المتطرفة لخفض التكاليف، وتقليص مستشاره إيلون ماسك، برامج حكومية بأكملها دون موافقة الكونغرس.

وقال السناتور إن إحكام ترامب سيطرته على السلطة التنفيذية، يعرّض الديموقراطية الأمريكية للخطر. وأضاف أن "الأميركيين من جميع الخلفيات يتحملون مصاعب لا داعي لها. والمؤسسات التي تتميز بها أمريكا، وهي مؤسسات قيمة وفريدة من نوعها في بلادنا، تتعرض للهجوم، بل للتدمير المتهور، بل وأقول بما يخالف الدستور". وتابع "في غضون 71 يوماً فقط ألحق رئيس الولايات المتحدة ضرراً بالغاً بسلامة الأمريكيين واستقرارهم المالي، وهي الأسس الجوهرية لديموقراطيتنا".

Sen. Cory Booker Slams Trump Actions In Ongoing Marathon Speech https://t.co/HwdW7WZbKx

— #TuckFrump (@realTuckFrumper) April 1, 2025

ولأن خطاب بوكر في مجلس الشيوخ لم يأت خلالتصويت على مشروع قانون، فإنه لم يمثل عرقلة تشريعية من الناحية التقنية. لكن كلمته الماراثونية قد تعرقل عمل مجلس الشيوخ عند بدء أعماله اليوم.

وقال المكتب الصحافي لمجلس الشيوخ عبر إكس، في ساعة مبكرة الثلاثاء: "التصويت التالي، سيُعلن في وقت لاحق".

وفي الجزء الأخير من خطابه عرض بوكر مخاوف من تقويض ترامب، أو تفكيكه إدارة الضمان الاجتماعي. وقال: "سأُناضل من أجل ضمانكم الاجتماعي، سأُناضل من أجل حماية الوكالة، سأُحارب التخفيضات غير الضرورية التي تُضرّ بالخدمة التي تُقدّمها".

ويُذكر أن أطول خطاب مسجل في مجلس الشيوخ، كان لستروم ثورموند عن ولاية ساوث كارولاينا، الذي عرقل إقرار قانون الحقوق المدنية في 1957 لمدة 24 ساعة و18 دقيقة.

وأجرى السناتور الجمهوري تيد كروز عن ولاية تكساس جلسة نقاش استمرت 21 ساعة في سبتمبر (أيلول) 2013 احتجاجاً على قانون التغطية الصحية "أوباما كير".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل عيد الفطر غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أمريكا ترامب أمريكا ترامب مجلس الشیوخ

إقرأ أيضاً:

من عالم العقارات إلى الدبلوماسية الفظة.. كيف انعكست النزعة الفوقية في هفوات خطاب توم براك؟

أكثر اللحظات دلالة على هذا الأسلوب جاءت خلال ظهوره على منبر القصر الجمهوري في بيروت، حين وصف سلوك الصحافيين بأنه "حيواني".

في الدبلوماسية، لا يقتصر الاهتمام على ما يقال، بل على الكيفية التي يقال بها. فطريقة التعبير، واختيار المفردات، تؤدي دورا أساسيا في كيفية تلقي التصريحات وتفسيرها، ولا سيما عندما تصدر عن مسؤول يتولى أدوارا حساسة.

في هذا السياق، يبرز خطاب توم براك، السفير الأميركي في تركيا، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا، بوصفه حالة إشكالية بحد ذاتها. فتصريحاته العلنية، التي تكررت على امتداد الأشهر الماضية، لم تعكس فقط أسلوبا مباشرا، بل كشفت سلسلة هفوات دبلوماسية متراكمة، أظهرت نبرة تفوق واضحة في مقاربته لقضايا سيادية وتاريخية شديدة الحساسية، خصوصا في لبنان.

من عالم الصفقات إلى لغة السياسة

دخل براك الحياة العامة من بوابة عالم الأعمال، حيث تُدار العلاقات بمنطق الحسم، وتُقاس النتائج بلغة الربح والخسارة. هذا الانتقال إلى المجال السياسي لم يكن مصحوبا بتحول مماثل في الأدوات اللغوية أو في طريقة النظر إلى الدول والمجتمعات. في كثير من تصريحاته، بدت الأزمات السياسية أقرب إلى ملفات إدارية، والدول إلى كيانات قابلة لإعادة الترتيب، لا إلى مجتمعات لها تاريخ طويل من الصراعات والذاكرة والرمزية.

هذا المنطق انعكس في لغة مباشرة، غالبا ما تجاهلت التعقيدات المحلية، واختزلت المشهد السياسي في عناوين كبرى، من دون مراعاة ما تحمله بعض الكلمات من حساسية تاريخية أو سيادية.

توم باراك، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع الرئيس اللبناني جوزاف عون في القصر الرئاسي، في بعبدا، شرق بيروت، لبنان، يوم الاثنين 18 أغسطس/آب 2025. Hussein Malla/Copyright 2025 The AP. All right reserved تصريحات أثارت جدلا واسعا

في لبنان، اصطدم هذا الأسلوب بجدار الحساسية القصوى. حين قال براك إن "لبنان يواجه تهديدا وجوديا، وإذا لم يتحرك فقد يعود إلى بلاد الشام"، لم تُقرأ العبارة كتشخيص سياسي مجرد، بل كإعادة إحياء لمفاهيم تاريخية لطالما اعتُبرت تهديدا مباشرا لفكرة الكيان اللبناني واستقلاله. لاحقا، عاد ليذهب أبعد من ذلك، متحدثا في تصريح مستجد عن إمكانية ضم لبنان إلى سوريا، في مقاربة بدت وكأنها تتعامل مع الحدود والسيادة كعناصر قابلة لإعادة الصياغة.

هذا الخطاب، في بلد قام تاريخه الحديث على رفض الاندماج القسري داخل كيانات أوسع، أثار ردود فعل غاضبة، ليس فقط بسبب مضمونه، بل بسبب بساطته المفرطة في التعامل مع مسألة وجودية معقدة.

أكثر اللحظات دلالة على هذا الأسلوب جاءت خلال ظهوره على منبر القصر الجمهوري في بيروت، حين وصف سلوك الصحافيين بأنه "حيواني". لم تكن المسألة هنا مجرد اختيار كلمة غير موفقة، بل لحظة كشفت علاقة ملتبسة مع الإعلام والرأي العام. فبدلا من استخدام اللغة لاحتواء التوتر، تحولت الكلمة إلى عامل استفزاز مباشر، ورسخت صورة دبلوماسي يتحدث من موقع فوقي.

هذه الحادثة تحديدا أصبحت مرجعا دائما في أي نقاش حول خطاب براك، لأنها لخصت، في مشهد واحد، الفجوة بين الدور الدبلوماسي المفترض، واللغة التي اختار استخدامها.

اقتراح فجّ

ضمن سلسلة تصريحاته المثيرة للجدل، برز كلام براك الداعي إلى أن "يرفع الرئيس اللبناني جوزاف عون السماعة ويتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وننهي المهزلة" بوصفه واحدة من أكثر العبارات استفزازا في السياق اللبناني. هذا التصريح لم يطرح كاقتراح سياسي مدروس، بل جاء بصيغة مباشرة اختزلت علاقة معقدة ومشحونة بالحروب والذاكرة والدم باتصال هاتفي عابر.

في بلد لا تزال فيه العلاقة مع إسرائيل مرتبطة بالصراع والاحتلال والانقسام الداخلي، اعتُبر هذا الكلام تجاهلا كاملا للحساسية السياسية والوطنية المحيطة بالملف، وتجاوزا فجا لموقع الرئاسة اللبنانية ودورها. كما عكس مقاربة تتعامل مع النزاعات كعقبات إجرائية، لا كقضايا سيادية وإنسانية متشابكة، ما عمّق الانطباع بأن خطاب براك ينطلق من منطق الصفقات لا من فهم واقع المنطقة.

لم تقتصر هذه المقاربة على لبنان. فحين قال براك إن "لا يوجد شرق أوسط، بل قبائل وقرى"، قدم توصيفا عاما للمنطقة اختزل فيه بنيتها السياسية والاجتماعية. هذا الكلام، الصادر عن مبعوث مكلف بملفات سوريا ولبنان، أثار نقاشا واسعا حول دلالاته، ولا سيما لجهة ما يعكسه من نظرة تقلل من وزن الدولة الوطنية، وتعيد توصيف المجتمعات من خارج سياقها التاريخي والسياسي.

في منطقة عانت طويلا من تدخلات خارجية استندت إلى مثل هذه السرديات، جاءت هذه العبارة لتغذي شكوكا عميقة حول طبيعة النظرة الأميركية لبعض ملفات الشرق الأوسط.

توم باراك يلتقي برئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، في القصر الحكومي في بيروت، لبنان، يوم الخميس 19 يونيو/حزيران 2025. Hussein Malla/Copyright 2025 The AP. All right reserved Related مبعوث ترامب يشيد بالرد اللبناني على الورقة الاميركية.. فرصة لتحقيق السلام والازدهارهدنة هشّة وتوتر متصاعد في السويداء ومبعوث ترامب يحذر من العنفبراك يكشف "خارطة الطريق" بعد اجتماع ترامب والشرع: تعهّد بمواجهة داعش وفيلق القدس وحماس وحزب الله التاريخ كملف قابل لإعادة القراءة

خارج لبنان، واجه براك انتقادات واسعة بسبب تصريحاته ذات الطابع التاريخي. إشادته بما يعرف بـ"نظام الملل" في الدولة العثمانية، وتقديمه كنموذج ناجح لإدارة التعددية، أثارت اعتراضات رأت في هذا الطرح قراءة انتقائية لتجربة تاريخية معقدة، تجاهلت جوانب القمع والاختلال البنيوي.

كذلك، أثار جدلا حادا بسبب تبنيه لغة قريبة من الرواية التركية الرسمية في ما يتعلق بمجازر عام 1915، وهو ما اعتُبر تقليلا من شأن توصيفها كإبادة جماعية بحق الأرمن. هنا، لم يعد الخلاف سياسيا فقط، بل أخلاقيا وتاريخيا، يتعلق بكيفية مقاربة ذاكرة جماعية ما زالت حية.

ما يجمع بين هذه المواقف، على اختلاف ساحاتها، هو النبرة. خطاب براك اتسم بثبات لغوي لافت، قائم على المباشرة، والتبسيط، والتوصيف من أعلى. هذه النبرة لم تتغير بتغير الموضوع أو المكان، ما جعلها تبدو أقرب إلى قناعة راسخة منها إلى زلات منفصلة.

في الدبلوماسية، حيث تُقاس الكلمات بميزان حساس، تحولت هذه النبرة إلى عبء، وأصبحت التصريحات بحد ذاتها عائقا أمام أي دور وساطي محتمل.

السفير الأمريكي لدى تركيا، توم باراك، خلال اجتماع بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، يوم الخميس 25 سبتمبر/أيلول 2025 Evan Vucci/Copyright 2025 The AP. All rights reserved

في المحصلة، لا يمكن فصل خطاب توم براك عن المناخ السياسي الذي أتى به إلى الواجهة. فحدّة لغته، ومباشرته الصادمة، واستخفافه بحساسية الكلمات، تعكس أسلوبا قريبا من نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب، القائم على الصراحة الفظة وكسر الأعراف باسم الواقعية.

غير أن ما قد يحقق صدى في السياسة الداخلية أو في عالم الصفقات، يتحول في الدبلوماسية إلى عبء ثقيل، حيث للكلمات تبعات تتجاوز نوايا قائلها. وفي حالة براك، لم تكن المشكلة في غياب الرسائل، بل في طريقة إيصالها، إذ بدا الخطاب امتدادا لأسلوب سياسي يتعمد الصدمة، من دون أن يحسب كلفة اللغة حين تُستخدم في ساحات مشحونة بالتاريخ والسيادة والنزاعات المفتوحة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • من عالم العقارات إلى الدبلوماسية الفظة.. كيف انعكست النزعة الفوقية في هفوات خطاب توم براك؟
  • تقارير: ملادينوف بدلا من بلير وجنرال أمريكي عمل بلبنان على رأس “قوة دولية” في غزة
  • سيناتور روسي: العلاقات مع أوروبا لم تعد أولوية لترامب
  • ترامب يعين جنرالًا أمريكيًا لقيادة قوات الأمن الدولية في غزة
  • ترامب يخطط لتعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة
  • سيناتور أمريكي: محمد بن سلمان سيُقتل إذا لم يحقق نتيجة أفضل للفلسطينيين
  • تصريحات نارية من سيناتور أمريكي لدعم قرار «ترامب» بمُصادرة ناقلة نفط
  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
  • سيناتور روسي: مشروع قانون انسحاب أمريكا من الناتو يعكس رفض الأمريكيين لتسليح أوروبا
  • سيضم قادة العالم.. ترامب يحدد موعد الإعلان عن أعضاء مجلس السلام في غزة