لجريدة عمان:
2025-12-13@10:34:32 GMT

الأنين

تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT

تنظر في المرآة وتتحسس ملامحها، مسدت شعرها بحنان، إنه ما زال جميلًا ومسترسلًا رغم اشتعاله بالشيب، لقد قررت أن تصبغه رغم معارضته دائمًا أنها أقدمت على صبغه أكثر من مرة، لكنه كان يعارضها بشدة، كل مرة كانت تستجيب له، فهو نبض قلبها وحشاشة نفسها، إنه روحها الهائمة في الملكوت، نبضها ومعقد آمالها، به تتحسس الحياة.

ما زالت تنظر في المرآة، أخيرًا أتمت صبغ شعرها إنها واثقة أنه سوف يروقه ما فعلته، انتحت جانبًا لترى ملابسها الجديدة، لمعت عيناها ببريق ساحر أنه اللون الذي يعشقه، وهي سعيدة به وباقتنائه، والسعادة ليست فيه، بل لأنه هو من اقترح عليها أن تبتاعه، فقال لها وهي تتجول في محل الملابس: إنه سيكون رائعًا عليك، لقد اختارته مباشرة عندما قال لها ذلك، وقد اندهشت من نفسها؛ لأنها لم تستغرق دقائق معدودات في شرائه على غير عادتها، فقد كانت تنفق الوقت الكثير قد يصل إلى ساعات في شراء ملابسها، لكنها في غمضة عين ابتاعته، كانت سعيدة جدًا؛ لأنه هومن أشار عليها بابتياعه.

ما زالت تجهز كل شيء، إنها تضج من الفرح، ودقات قلبها تدوي كدوي المدافع التي تنطلق إيذانًا بالاحتفالات الكبرى، كل شيء مبهج وسعيد، إنها تعيش لحظات من السعادة تختزل فيها كل مآسي عمرها ومعاناتها، إنها تسبح في لجة الماضي تتذكر طفولتها، وكم كانت البهجة تملأ قلبها والحماسة تدخلها عوالم الفرح، تذكرت لمسات أمها الحانية عندما كانت تمشط لها شعرها وتسترسله، وتضع لها وردة تحكم بها هذا الاسترسال، وتضع لها مشبكًا صغيرًا في جانب رأسها، تتذكر جمال هذا المشبك الذهبي الذي كان يتماوج مع أشعة الشمس فيصدر ألوانًا راقية زاهية، إنها تتنفس من عبق نشر أنفاس أمها التي كانت تختلط بأنفاسها عندما كانت تدنو منها لتغلق لها أزرار قميصها، تتحسس يديها لأن أمها كانت تمسها بطيب كان أهداها إليها خالها الذي كان يحج في بيت الله، دمعت عيناها لعبق الرائحة التي فاح عطرها معها الآن يتسرب إلى حنياها، إنها سعيدة مقبلة، ولكم تمنت في هذه اللحظة أن يكون أبوها أو أمها معها، لكنهما في العالم الآخر، ترحمت عليهما، ونظرت إلى الحائط إلى الصورة المعلقة عليه وتتابعت الرحمات على زوجها تخنقها العبرات لا تدري هل هي عبرات الفرح أم الحزن، إنها كانت تتمنى أن يكون زوجها معها في هذه اللحظة، لقد تركها تعاني الآلام والحرمان، لقد أرهقتها السنون ونال منها الدهر، لقد توفي عنها زوجها وهي في سلاف وريق العمر، وترك لها طفلًا صغيرًا، لكنها أصرت على أن تعيش الحياة من أجله جاهدت فيه، لم يثنها عن الجهاد كلام الناس ولا عيون الطامعين فيها، فلقد ضنت بجمالها على أي أحد واستعصمت بحبها لزوجها وعاشت وفية لذكراه، تراه في ابنه الصغير، اقتربت من صورة زوجها وراحت تقول بصوت متهدج مخلوط بالحزن والفرح، لقد حققت حلمك في أن يكون ابنك طبيبًا إنه الآن على مشارف دخول الجامعة، وأنا على عهدنا وكما حلمنا سويًا سأذهب معه أول يوم يذهب فيه، إنه كان حلمك أنت، لقد تحقق، أسبلت عيناها وراحت تمسح دموعها المنهلة، ولاحت منها ابتسامة أضاءت وجهها، إنها سعيدة جدًا. جهزت كل شيء، رتبت البيت، وجهزت طعامًا، وأعدت حلوى، تنتظر ابنها يفد عليها مع أصحابه، فلقد ذهبوا جميعًا لشراء بعض حاجيتهم لأن الليلة هي ليلة أول يوم جامعة، وسوف تحتفل مع ابنها وزملائه فيها وغدًا يتحقق حلمها، بل حلم زوجها.

لقد تأخر الوقت، عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة، لقد قلقت وتوجست خيفة، تهرع إلى الهاتف تتصل على ابنها لا يجيب عليها، اتصلت على زملائه لا أحد يرد، لقد بدأ الحزن يومض في الأفق، فهي التعسة التي يسلبها الحزن فرحتها دائمًا، استعاذت بالله من الشيطان الرجيم، وتمتمت بآي من القرآن والذكر الحكيم، وراحت تصبّر نفسها، وتعزيها بأنه سوف يأتي، إنه في غمرة الفرح مع أصدقائه، سوف يهل عليها الآن كدأبه وعادته، استسلمت لغفوة طبقت عليها، فرأت زوجها، يسرّي عنها كدأبه معها ويحتضنها وهو يبكي نهضت واقفة من الجزع والفزع، شابها الذبول والشحوب عندما سمعت الطرقات السريعة المتدفقة على الباب، توجهت ناحية الباب لا تقوى على حمل قدميها، رأت الناس تزدحم عليها ينفجرون بالبكاء، انسرب الصمت إلى روحها، اقتعدت أحد المقاعد ببطء، وتغالبت على نفسها وراحت تقول: لقد وعدني أن أذهب معه وما عاهدته إلاّ صادقًا، تنظر هنا وهناك لا ترى إلاّ بكاءً وأنينًا، ومع ذلك ظلت ساكنة لا تقول إلا كلمة لقد وعدني أن يأخذني معه، وظلت تقولها، لم يثنها عن هذا القول تهالك جسدها، واختلاط الكلام وذهاب البصر وآلام العجز والشيخوخة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بشرى تكشف للمرة الأولى سبب انفصالها عن زوجها خالد حميدة

حلت الفنانة بشرى ضيفة مع الإعلامية يمنى بدراوي خلال برنامج ورقة بيضا، المذاع على قناة النهار، وتحدثت عن حياتها العملية والشخصية.

كشفت بشرى عن العمل الاول لها قبل دخولها المجال الفني قائلة،"كنت ببيع جرائد في مناطق نائية، وعملت داخل العيلة كمربية أطفال، أول قبض قبضته كان ١٠٠٠ جنيه في مسلسل الامبراطوار".

وعن قلة أعمالها قالت، اخر مرة اشتغلت من ٣ سنين، ولست أنا المسؤولة عن ذلك، وانا ممثلة من اليوم الاول، ولست انفلونسر".

وبشأن حديثها عن مهرجان الجونة قالت، "انا قررت انسحب لما لاقيت موضوع مبقاش شبهي، انا بستفيد لكن مش لوحدي، وتركت الجونة لان الامر بدأ يتحول إلي (بيزنيس)".

حلقة بشرى

وتحدثت عن الهجوم علي منى زكي عن فيلم الست قائلة، "حكم مسبق  كالعادة علي مني زكي، وكل من يحكم عليها لم ير الفيلم، وجزء من الهجوم علي مني زكي ساهم في الترويج لفيلم الست".

وقالت، " اتصالحت مع الفنان أحمد الفيشاوي، فمن أهم الاشياء التي فعلها زوجي الثالث خالد أنه صالحنا علي بعض، وقد استنكرت مافعله سابقا، ولكني أحبه وأفضل العمل معه ونجحنا مع بعض في أكثر من عمل ".

وعن أزمتها مع الفنان محمد رمضان قالت، المهندس نجيب ساويرس صالحنا، وهو ممول أغنية كوبرا ، وما الامر سوي مبارزة غنائية".

حلقة بشرى

وتحدثت عن طفولتها قائلة، " بحب طفولتي  ولكن كان فيها قواعد، والدي كان رمز للصرامة والانضباط ، فكان صاحب قضية وعنده هدف، وتعلمت منه أن أعمل كل شئ بمثالية شديدة".

وأضافت، " تركت بيت والدتي عندما كان عمري ٢٣ عاما، بسبب أنني أحب الاستقلالية، وكنت أرفض أن يفرض أحد عليا رأيه".

سبب انفصال بشرى

وكشفت للمرة الاول عن سبب انفصالها عن خالد محمود حميدة زوجها الاخير قائلة، " كان كل واحد فينا يعيش في بلد، وكان من الصعب أن نكمل الحياة بهذا الشكل ".

وتابعت حديثها، "تعرضت للتحرش في فيلم ٦٧٨، فكان التصوير في أماكن مفتوحة واعداد كبيرة لم نستطع السيطرة علي الوضع".

طباعة شارك بشري الفنانة بشري طلاق بشرى خالد حميدة

مقالات مشابهة

  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر
  • امرأة تقتل ابنة زوجها البالغة 4 سنوات .. تفاصيل
  • مظهر شاهين ينتقد الطلاق الشفهي: أي شريعة تُبهدل المرأة؟
  • في بيان… عائلة آل عاصي تعلق على مقتل ناديا على يد زوجها!
  • عمق الأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة
  • لجنة حماية الصحفيين: حرب غزة كانت الأكثر دموية للصحفيين
  • بشرى تكشف للمرة الأولى سبب انفصالها عن زوجها خالد حميدة
  • من تحرير حلب إلى دمشق.. لماذا كانت لدير الزور قصة مختلفة؟
  • سرقة مجوهرات اللوفر.. مسؤول فرنسي: 30 ثانية كانت ستمنع اللصوص
  • كانت تسير بسرعة جنونية.. عجلة تدهس 3 أشخاص وتتسبب بمقتلهم في النجف