حلّقت طائرة عسكرية تابعة للجيش اللبناني، اليوم الأربعاء، في أجواء مناطق جنوبية للمرة الأولى منذ عقود.

وقال شهود عيان إن طائرة للجيش اللبناني من نوع "سيسنا" حلّقت في مناطق بجنوب البلاد لأول مرة منذ عقود، وأضافوا أن الطائرة حلّقت بشكل دائري أكثر من ساعة فوق قضاء النبطية، وتحديدا فوق بلدات زوطر الشرقية وزوطر الغربية ويحمر الشقيف وقعقعية الجسر وجبشيت والدوير وميفدون وحاروف.

وتعد هذه أول مرة منذ عقود تحلّق فيها طائرة تابعة للجيش اللبناني في عمق المناطق اللبنانية الجنوبية، إذ تمنع إسرائيل تحليق الطيران المدني والعسكري اللبناني فوق هذه المناطق منذ عام 1978.

وطائرة "سيسنا" أميركية الصنع، وتستعمل للمراقبة والاستطلاع، وبإمكانها إطلاق صواريخ جو أرض، ولديها نظام دفاعي ضد الصواريخ أرض- جو من خلال قذف بالونات حرارية.

طائرة للجيش اللبناني من نوع "سيسنا" تُحلّق في أجواء #الجنوب pic.twitter.com/KmIIJPM4e7

— هنا لبنان (@thisislebnews) April 2, 2025

ويأتي تحليق الطائرة اللبنانية في وقت تتكثف فيها تحقيقات أمنية لبنانية لكشف وملاحقة مطلقي صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل.

والأحد الماضي، قالت المديرية العامة للأمن العام اللبناني، في بيان، إنها أوقفت مشتبها بهم في إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، في واقعة نفى حزب الله مسؤوليته عنها.

إعلان

وجاء ذلك بعد يومين من إعلان الجيش الإسرائيلي إطلاق صاروخين من لبنان تجاه إسرائيل، التي سارعت إلى شن غارات جوية على بلدات في جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيس لحزب الله.

وصباح الأربعاء، أُصيب مواطن لبناني برصاص الجيش الإسرائيلي، فيما استهدفت طائرة مُسيّرة إسرائيلية غرفة جاهزة في ساحة بلدة يارون جنوب لبنان، وفق وزارة الصحة ووكالة الأنباء اللبنانيتين.

وشنت إسرائيل، في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عدوانا على لبنان تحوّل إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تواصل إسرائيل استهداف جنوب لبنان بادعاء مهاجمة أهداف لحزب الله، إذ ارتكبت 1361 خرقا للاتفاق، ما خلّف 117 قتيلا و362 جريحا على الأقل.

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا، وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة، كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد كيلومترا أو اثنين داخل أراضي لبنان.

وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان للجیش اللبنانی جنوب لبنان منذ عقود

إقرأ أيضاً:

مقتل 3 مدنيين بغارة للاحتلال على سيارة جنوب لبنان.. خرق جديد لوقف إطلاق النار (شاهد)

سقط ثلاثة شهداء صباح اليوم الثلاثاء، جراء غارة شنّها الاحتلال الإسرائيلي على سيارة مدنية في بلدة كفر دجال قضاء النبطية جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية. 

وأظهر مقطع فيديو متداول احتراق السيارة المستهدفة على طريق رئيسي بعد تعرضها للقصف المباشر.

مسيرة إسرائيلية معادية تستهدف سيارة في منطقة كفردجال قضاء #النبطية pic.twitter.com/ABdRi0k38Q — LebanonOn (@LebanonOnNews) June 24, 2025
ويأتي هذا الاعتداء ضمن سلسلة من الخروقات اليومية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق السيادة اللبنانية، منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. 

ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي تحتل خمسة مواقع حدودية في الجنوب، وتواصل احتجاز عدد من اللبنانيين، في انتهاك واضح لبنود الاتفاق.
استشهاد الحاج هيثم بكري وأبنائه محمد وعبدالله من بلدة صير الغربية، جراء استهداف سيارتهم على طريق كفر دجال صباح اليوم

وأفادت المعلومات أن الحاج بكري، الذي يعمل في مجال الصيرفة ويدير مكتبًا له في منطقة الغبيري - بيروت، كان في طريقه إلى عمله عند وقوع الاستهداف. pic.twitter.com/6ZZGpReVIf — ذوالفقار حيدر (@DHydr8230) June 24, 2025
وتستمر القنوات الدبلوماسية مفتوحة بين لبنان من جهة، والولايات المتحدة وفرنسا من جهة أخرى، بهدف تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ التعهدات المترتبة عليه، وسط مطالبات لبنانية متكررة بتكثيف الضغوط الدولية على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء اعتداءاتها، وضمان انسحابها الكامل من الأراضي المحتلة، والإفراج عن الأسرى اللبنانيين.

وشنّت طائرات الاحتلال، يوم أمس الاثنين، سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق جنوبية عدة، منها وديان ومحيط بلدات أنصار والزرارية، وعزة وكفروة وزفتا ودير الزهراني والعيشية، إضافة إلى المحمودية ووادي برغز.

وفي تعليق على هذه التطورات، قال نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة صحفية نشرت أمس الإثنين بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس صحيفة "العهد"، إن "مسؤولية حماية المواطنين والأرض تقع على عاتق الدولة اللبنانية، لاسيما بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار برعاية دولية". 

وأضاف: "ينبغي على الدولة استخدام كل علاقاتها الدولية والضغط على الجهات الراعية، خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا، لإلزام إسرائيل بالانسحاب ووقف اعتداءاتها".

وأوضح قاسم أن المقاومة اللبنانية "تدعم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الدولة في هذه المرحلة، وتبقى مستعدة لكل الخيارات التي قد تقررها الدولة، مع احتفاظها بحق الرد المناسب في الوقت الذي تراه ملائمًا، إذا فشلت الجهود السياسية".

كما انتقد قاسم أداء لجنة وقف إطلاق النار، معتبرًا إياها "شاهدة زور، تعمل لإرضاء إسرائيل، وتغض الطرف عن خروقاتها المتكررة"، لافتًا إلى أنّ عدد هذه الخروقات تجاوز 3600 خرق منذ توقيع الاتفاق.


انتقال قيادة اليونيفيل
وفي سياق متصل، شهد مقر قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في الناقورة، صباح الثلاثاء، مراسم تسليم وتسلم قيادة القوة بين الجنرال الإسباني أرولدو لاثارو، واللواء الإيطالي ديوداتو أبانيارا.
وشدد أبانيارا في كلمته خلال الحفل على "أهمية الحفاظ على الاستقرار الدائم على طول الخط الأزرق"، معربًا عن ثقته بأن المرحلة المقبلة ستكون محورية لعمل اليونيفيل، الذي يستند إلى الشراكة الوثيقة مع الجيش اللبناني ودعم المجتمع الدولي.

وقال: "نحن منخرطون في عملية تكيّف من أجل المستقبل، لتعزيز قدرتنا على تنفيذ المهام الموكلة إلينا بفعالية ومصداقية أكبر"، داعيًا إلى بداية جديدة "برؤية واضحة وطاقة متجددة وإحساس راسخ بالهدف".

ووفق بيان صادر عن اليونيفيل، فإن اللواء أبانيارا سبق أن شغل منصب قائد القطاع الغربي بين عامي 2018 و2019، وعمل مؤخرًا كرئيس للجنة الفنية العسكرية للبنان (MTC4L)، التي تُعنى بتنسيق الدعم متعدد الجنسيات للجيش اللبناني.

أما الجنرال لاثارو، الذي تولّى مهامه في شباط/فبراير 2022، فقد وصف ولايته بأنها من "أكثر الفترات تعقيدًا في تاريخ اليونيفيل"، في ظل التصعيد المتكرر والتوترات الإقليمية المتزايدة.

وقال في كلمته الوداعية: "نواصل العمل من أجل احتواء التصعيد وتهيئة الظروف لحل سياسي دائم على طول الخط الأزرق"، مشددًا على أن "الوحدة والدعم الدوليين عنصران لا غنى عنهما لحفظ السلام وضمان نجاح مهمتنا".

وبينما يتفاقم الوضع الميداني في الجنوب اللبناني، يتواصل الترقب الدولي لإمكانية عودة الهدوء، وسط تصاعد الخروقات الإسرائيلية وازدياد الضغط على الوساطات السياسية الرامية إلى تجنيب لبنان مزيدًا من التصعيد العسكري.

مقالات مشابهة

  • حلب تستعيد وهجها الثقافي عبر معرض دوري للكتاب لأول مرة منذ عقود
  • إسرائيل نشرت فيديو لاستهداف مبنى في جنوب لبنان... وهذا ما زعمته
  • بالفيديو... تحرّكات للجيش السوريّ عند الحدود مع لبنان
  • مسيّرة إسرائيلية تستهدف دراجة نارية جنوب لبنان
  • الرئيس اللبناني: نأمل التمديد لقوات اليونيفيل للمساهمة في استقرار جنوب البلاد
  • على علاقة بحزب الله.. جيش الاحتلال يزعم مقتل رئيس شبكة الصرافة الصادق
  • خام برنت يتجاوز 81 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 20 يناير
  • في إطار حفظ الأمن والاستقرار.. دوريات راجلة للجيش في طرابلس
  • مقتل 3 مدنيين بغارة للاحتلال على سيارة جنوب لبنان.. خرق جديد لوقف إطلاق النار (شاهد)
  • لبنان.. استشهاد 3 أشخاص جراء غارة من طائرة مسيرة لقوات الاحتلال