شبهات فساد تطاول وقود الكهرباء في اليمن
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
تتعرّض الحكومة اليمنية، المعترف بها دولياً، لانتقادات واسعة بسبب شبهات الفساد التي تحوم حولها في قطاع النفط والطاقة والوفورات المالية التي قالت إنها حققتها من تكاليف نقل وقود الكهرباء.
بعد إعلان الحكومة، وفقاً لبيانات صادرة عن البنك المركزي اليمني في عدن، عن تحقيق مناقصات شراء وقود الكهرباء وفراً مالياً بلغ 2.
توضح البيانات الحكومية، استناداً إلى جدول المقارنة بين أجور النقل السابقة والحالية، أن إجمالي تكلفة النقل الحالية بلغت 1.99 مليار ريال، مقارنة بـ 3.84 مليارات ريال، كانت ستُدفع وفق الأسعار السابقة، مما أسفر عن تحقيق نسبة وفر تصل إلى 239.52%.
في حين تظهر البيانات الصادرة عن البنك المركزي اليمني، أن أعلى نسبة وفر تحقّقت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، حيث بلغت 260%، بينما سجل شهر يونيو/ حزيران 2024 أقل نسبة وفر بواقع 211.09%.
الخبير الجيولوجي المتخصص في النفط والغاز عبد الغني جغمان، يتطرق في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى نقطة مهمة بخصوص الادعاءات الحكومية بتحقيق وفر مالي، بالإشارة إلى عدم وجود انعكاس إيجابي على تحسين وضع الكهرباء في عدن، بل إن الخدمة شهدت تدهوراً غير مسبوق خلال الفترة الماضية.
هذا التناقض يثير تساؤلات حول كيفية تحقيق هذه الوفورات، في ظل عدم توريد أي وقود جديد، وعدم تحسن الخدمة، ما يشير إلى احتمال وجود تلاعب في البيانات المالية، أو سوء إدارة الموارد.
احتمالات الفساد
الباحث المالي والاقتصادي، وحيد الفودعي، يبيّن لـ"العربي الجديد"، أن الإعلان عن هذه الوفورات ليس سوى مؤشر على أزمة أعمق، عنوانها الفساد المالي، وسوء الإدارة، وعدم وجود رؤية مستدامة لمعالجة ملف الكهرباء، فالبيانات التي تتحدث عنها الحكومة مضللة، أو على الأقل غير مكتملة، عندما نعلم أن الفترة التي تشير إليها الحكومة لم تشهد أساساً توريداً فعلياً منتظماً للوقود.
تقول الحكومة اليمنية إن هذه الوفورات في تكاليف نقل أو شراء وقود الكهرباء هي ثمرة للإصلاحات التي نفذتها الحكومة، منذ صدور قرار رئيس الوزراء أحمد بن مبارك الذي عاد منذ أقل من شهر إلى عدن، بعد فترة غياب طويلة خارج اليمن، في ظل أنباء تتحدث عن خلافات واسعة في الحكومة، بعد تعثّر عملية تغيير رئيسها، بتشكيل لجنة مناقصات شراء وقود محطات توليد الكهرباء.
يفند الفودعي حديث الحكومة حول الإصلاحات التي قامت بها كسبب لتحقيق هذه "الوفورات"، بأنها لم تتحقق نتيجة كفاءة أو إصلاحات، بل بسبب تغيير في آلية الدفع قامت بها حكومة بن مبارك، مقارنة بما كان حاصل في عهد رئيس الحكومة السابق معين عبد الملك، فقد كان يجري تقييد تكاليف نقل الوقود باعتبارها مديونية مؤجلة على حساب الحكومة، وهو ما سمح بتدفق الوقود نسبياً رغم تراكم الالتزامات.
في حين أدى تغيير الآلية إلى الدفع النقدي، بحجة تعزيز الانضباط المالي وتحقيق وفورات إلى مشاكل مع الموردين، نتيجة عدم توفر السيولة، ورفض الموردين التعامل بنظام الدفع الآجل إلا بزيادة السعر لتعويض مخاطر الدفع، أو توقفهم عن توريد الوقود في حال عدم توفر السيولة.
في السياق، يشير حسام البريهي، محاسب مالي، لـ"العربي الجديد"، إلى عدم دقة البيانات المتعلقة بالوفورات المالية لمناقصات وقود الطاقة، وهي عملية تشبه إلى حدّ كبير مناقصات، أو ما يعرف بمزادات بيع العملات الأجنبية التي يقوم بها البنك المركزي في عدن الذي كان المرجعية الحكومية نفسها في بيانات وفورات تكاليف نقل وقود الكهرباء.
وتسند الحكومة هذه الإجراءات المتخذة إلى لجنة المناقصات التي يحيط الغموض بعملها، في ظل التشكيك بشفافية إجراءاتها في أنها حققت منذ مباشرة عملها وفراً مالياً كبيراً في تكلفة الوقود والنقل، ما أسهم في تقليل الأعباء المالية على الحكومة، من خلال انتهاج الشفافية والتنافسية في المناقصات، ما أتاح الحصول على أفضل العروض من المورّدين، والمساهمة في تقليل النفقات، وزيادة الفاعلية الاقتصادية لمحطات توليد الكهرباء، وهو ما يزيد الغموض حول هذه الإجراءات المالية وتكاليف نقل الوقود.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن اقتصاد الحكومة النفط فساد وقود الکهرباء تکالیف نقل
إقرأ أيضاً:
إجمالي إنتاج المصافي يسجل نموا بنهاية يونيو.. و17.1% انخفاضا في وقود السيارات
مسقط- العمانية
سجل إجمالي إنتاج المصافي في سلطنة عمان نموًّا بنسبة 1.6 بالمائة حتى نهاية شهر يونيو 2025م، أما إنتاج وقود السيارات خلال شهر يونيو 2025م فقد انخفض مقارنة بالشهر السابق بنسبة 17.1 بالمائة.
وبينت الإحصاءات الأولية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ارتفاع إنتاج وقود السيارات العادي (91) بنسبة 11.5 بالمائة ليبلغ 8 ملايين و659 ألفًا و500 برميل حتى نهاية يونيو 2025، مقارنة بـ7 ملايين و767 ألفًا و900 برميل خلال الفترة ذاتها من عام 2024م، كما سجلت مبيعاته ارتفاعًا بنسبة 2 بالمائة، لتصل إلى 6 ملايين و964 ألفًا و500 برميل مقارنة بـ 6 ملايين و828 ألفًا و700 برميل حتى نهاية يونيو 2024م، وارتفعت صادراته بنسبة 6.1 بالمائة لتبلغ مليونًا و494 ألفًا و600 برميل مقارنة بمليون و408 آلاف و400 برميل حتى نهاية يونيو 2024م.
وفي المقابل، سجّل إنتاج وقود السيارات الممتاز (95) انخفاضًا بنسبة 2.2 بالمائة ليبلغ 6 ملايين و418 ألفًا و400 برميل مقارنة بــ6 ملايين و559 ألفًا و500 برميل خلال الفترة نفسها من عام 2024م، بينما ارتفعت مبيعاته بنسبة طفيفة بلغت 0.9 بالمائة لتصل إلى 6 ملايين و469 ألفًا و600 برميل مقارنة بنهاية شهر يونيو 2024 لتبلغ 6 ملايين و412 ألفًا و400 برميل، كما حققت صادراته نموًّا بنسبة 20.6 بالمائة لتصل إلى 690 ألفًا و700 برميل مقارنة بـ 572 ألفًا و800 برميل في الفترة نفسها من العام الماضي.
وسجل إنتاج زيت الغاز (الديزل) ارتفاعًا بنسبة 3.8 بالمائة مسجلا 16مليونًا و621 ألفًا و400 برميل، مقارنة بـ 16 مليونًا و16 ألفًا و600 برميل حتى نهاية شهر يونيو 2024م. كما ارتفعت مبيعاته بنسبة بلغت 5.8 بالمائة، لتبلغ 7 ملايين و213 ألفًا و700 برميل مقارنة بـ 6 ملايين و820 ألفًا و200 برميل في الفترة نفسها من العام الماضي، أما صادراته فقد تراجعت بنسبة 5.5 بالمائة لتسجل 8 ملايين و550 ألفًا و600 برميل مقارنة بـ 9 ملايين و52 ألفًا و100 برميل بنهاية شهر يونيو 2024م.
وسجل إنتاج وقود الطائرات انخفاضًا بنسبة 13.1 بالمائة مسجلاً 4 ملايين و945 ألفًا و800 برميل مقارنة بـ 5 ملايين و692 ألفًا و300 برميل للفترة نفسها من عام 2024م، كما انخفضت مبيعاته بنسبة 6.4 بالمائة لتبلغ مليونًا و867 ألفًا و600 برميل مقارنة بمليون و995 ألفًا و300 برميل من العام الماضي، كما انخفضت صادراته بنسبة 16.3 بالمائة، لتبلغ 3 ملابين و19 ألفًا برميل مقارنة بـ 3 ملايين و605 آلاف برميل بنهاية شهر يونيو 2024م.
أما إنتاج غاز البترول المسال، فقد شهد ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2 بالمائة ليبلغ 3 ملايين و764 ألفًا و500 برميل، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024م التي بلغ الإنتاج آنذاك 3 ملايين و755 ألفًا و600 برميل. فيما ارتفعت مبيعاته بنسبة 22.2 بالمائة لتبلغ مليونًا و944 ألفًا و400 برميل، مقابل مليون و591 ألفًا و200 برميل للفترة نفسها من عام 2024م، في حين تراجعت صادراته بنسبة 60.3 بالمائة، لتصل إلى 111 ألفًا و500 برميل مقارنة بـ 280 ألفًا و700 برميل بنهاية شهر يونيو 2024م.
وفيما يتعلق بالبتروكيماويات وضحت الإحصاءات ارتفاع إنتاج البنزين بنسبة 3.1 بالمائة مسجلاً 86 ألف طن متري، مقارنة بـ 83 ألفًا و500 طن متري للفترة نفسها من عام 2024م، وحقق إنتاج الباراكسيلين نموًّا بنسبة 6.8 بالمائة مسجلًا 283 ألف طن متري بنهاية شهر يونيو 2025م مقابل 265 ألفًا و100 طن متري نهاية يونيو 2024. وسجّل البولي بروبيلين أكبر نسبة نموّ في الإنتاج بنسبة 73.4 بالمائة مسجلًا 176 ألفًا و600 طن متري مقارنة بـ 101 ألف و800 طن متري خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ورغم ذلك تراجعت مبيعاته بنسبة 9.2 بالمائة لتسجل 15 ألفًا و400 طن متري مقارنة بـ 17 ألف طنّ متري في الفترة نفسها من العام الماضي.
وعلى صعيد الصادرات، ارتفعت صادرات البنزين بنسبة 0.4 بالمائة بنهاية شهر يونيو 2025م لتسجل 81 ألفًا و900 طن متري مقارنة بـ 81 ألفًا و500 طن متري بنهاية شهر يونيو 2024م، فيما سجل الباراكسيلين نموًّا ملحوظًا بنسبة 22.8 بالمائة لتصل إلى 312 ألفًا و700 طن متري مقارنة بـ 254 ألفًا و700 طن متري في الفترة نفسها من العام الماضي. كما سجلت صادرات البولي بروبيلين نموًّا لافتًا بنسبة 61.6 بالمائة لتبلغ 131 ألفًا و200 طن متري مقارنة بـ 81 ألفًا و200 طن متري في الفترة نفسها من عام 2024م.