تراجع الذهب والدولار وسط اضطرابات الأسواق العالمية
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
"رويترز": تراجع الذهب اليوم مع اتجاه المتعاملين لجني الأرباح بعدما سجل المعدن الأصفر مستوى قياسيا مرتفعا وسط اندفاع المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رسوم جمركية مرتفعة ضد شركاء تجاريين رئيسيين، بما يوسع نطاق الحرب التجارية العالمية. وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.
وقال البيت الأبيض في ورقة حقائق إن الرسوم الجمركية المضادة لا تنطبق على سلع معينة منها الذهب والطاقة و"معادن غير موجودة في الولايات المتحدة". وقال كايل رودا محلل الأسواق المالية لدى كابيتال دوت كوم إن أحد العوامل الداعمة للذهب هو "التباطؤ الذي من المرجح أن تسببه الرسوم الجمركية للاقتصاد الأمريكي، مما يزيد من احتمالات خفض أسعار الفائدة في المستقبل". وعادة ما ينظر للذهب على أنه وسيلة للتحوط في أوقات الغموض السياسي والمالي. وقفزت أسعاره بأكثر من 19 بالمائة منذ بداية العام على خلفية الضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية واحتمالات خفض أسعار الفائدة والصراعات الجيوسياسية وعمليات الشراء من جانب البنوك المركزية. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 2.8 بالمائة إلى 33.07 دولار للأوقية، ونزل البلاتين 1.5 بالمائة إلى 968.37 دولار، فيما هبط البلاديوم 1.4 بالمائة إلى 956.50 دولار.
على صعيد متصل تراجع الدولار اليوم بينما صعد اليورو بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رسوم جمركية بنسب أعلى من المتوقع مما تسبب في هزة بالأسواق دفعت المستثمرين للإقبال على عملات الملاذ الآمن مثل الين والفرنك السويسري. وأدى إعلان ترامب إلى موجات صدمة بالأسواق العالمية ضغطت بشدة على أسواق الأسهم ودفعت المستثمرين إلى المسارعة بالإقبال على أصول ملاذ آمن منها السندات والذهب.
وتفاقم الرسوم الجديدة من حدة حرب تجارية بدأها ترامب لدى عودته إلى البيت الأبيض وهزت الأسواق وسط تصاعد المخاوف من أن حربا تجارية شاملة قد تؤدي إلى تباطؤ حاد في الاقتصاد العالمي وتؤجج التضخم. وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، 1.6 بالمائة إلى 102.03 مسجلا بذلك أقل مستوى منذ أوائل أكتوبر. وارتفع اليورو 1.5 بالمائة إلى أعلى مستوى في ستة أشهر مسجلا 1.1021 دولار. وسبق أن فرض ترامب رسوما جمركية على الألمنيوم والصلب والسيارات، إلى جانب زيادة الرسوم الجمركية على جميع السلع القادمة من الصين.
وقال آدم هيتس الرئيس العالمي لقطاع الأصول المتعددة ومدير المحافظ الاستثمارية في جانوس هندرسون إنفستورز "الرسوم الجمركية بالغة الارتفاع المفروضة على كل دولة على حدة تشير إلى "أسلوب تفاوضي" مما سيبقي الأسواق في حالة ترقب وقلق في المستقبل المنظور".
وارتفع الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر 0.56 بالمائة ليصل إلى 0.63365 دولار أمريكي كما زاد الدولار النيوزيلندي 0.9 بالمائة ليصل إلى 0.5796 دولار أمريكي. وصعد الين الياباني إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل الدولار، وصعد في أحدث تداولات بنسبة 1.7 بالمائة إلى 146.76 للدولار. ولامس الفرنك السويسري أعلى مستوى في خمسة أشهر عند 0.86555 للدولار. ويشعر المستثمرون بالقلق من أن بعض شركاء الولايات المتحدة التجاريين قد يلجأون إلى إجراءات للرد بما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. وانخفض مؤشر الدولار بأكثر من 5.7 بالمائة حتى الآن هذا العام. وانخفض اليوان في التعاملات المحلية إلى أدنى مستوى مقابل الدولار منذ 13 فبراير كما وصل في التعاملات الخارجية إلى أدنى مستوى في شهرين.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الملاذ الآمن: بعد سنوات من التهميش.. الفضة تستعيد بريقها في الأسواق العالمية
حافظت أسعار الفضة في السوق المحلية على استقرارها خلال تعاملات الأربعاء، رغم تراجع طفيف في سعر الأوقية بالبورصة العالمية، هذا التراجع جاء نتيجة انخفاض الطلب، وتحوّل بعض المستثمرين نحو سوق الأسهم بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، وفقًا لتقرير مركز «الملاذ الآمن»، في ظل هدوء نسبي بأسواق المعادن الثمينة.
وسجل جرام الفضة عيار 800 نحو 50.50 جنيهًا، فيما بلغ عيار 925 حوالي 58.50 جنيهًا، وعيار 999 نحو 63 جنيهًا، في حين سجل جنيه الفضة (عيار 925) سعرًا قدره 468 جنيهًا، وعلى المستوى العالمي، استقرت الأوقية عند مستوى 35.91 دولارًا.
رغم بداية متباطئة هذا العام، استعادت الفضة بريقها في الأسواق العالمية مدفوعة بتحول ملحوظ في سلوك المستثمرين، لا سيما مع تزايد الإقبال على صناديق الاستثمار المتداولة المتخصصة في المعدن الأبيض، في وقت يتراجع فيه الزخم الصناعي نسبيًا.
شهدت صناديق الاستثمار في الفضة تدفقات ضخمة خلال أول أسبوعين من يونيو، بلغت 18.2 مليون أوقية، ليرتفع إجمالي الحيازات إلى 759 مليون أوقية، مقارنة بصافي إجمالي بلغ 41 مليون أوقية منذ بداية العام، متجاوزًا بذلك نمو صناديق الذهب خلال الفترة ذاتها.
ورغم هذه القفزة الاستثمارية، تشير التوقعات إلى احتمال تراجع طفيف في الطلب الصناعي على الفضة خلال العام الجاري، ليصل إلى 677 مليون أوقية، نتيجة لتباطؤ وتيرة إنشاء مشاريع الطاقة الشمسية، التي تُعد من أبرز استخدامات الفضة عالميًا.
في السوق العالمية، واصلت الفضة تسجيل مستويات مرتفعة للأسبوع الثالث على التوالي، متجاوزة حاجز 37 دولارًا للأوقية، قبل أن تتراجع بنهاية الأسبوع الماضي إلى أقل من 36 دولارًا، مسجلة خسارة أسبوعية طفيفة بنسبة 0.65%.
ومع ذلك، فإن هذا التصحيح في الأسعار لم يُضعف الثقة في المعدن الأبيض، بل عززها، خاصة مع استمرار الطلب المؤسسي على الصناديق، وتقلّص نسبة الذهب إلى الفضة إلى نحو 94، ما زاد من جاذبية الفضة كخيار استثماري مرن يجمع بين الوظيفة الصناعية والدور الاحتياطي.
وفقًا لتقديرات Citi Group، قد يتراوح سعر الفضة بين 40 إلى 46 دولارًا للأوقية خلال 6 إلى 12 شهرًا، في حال استمر نقص المعروض، وتحسّن الطلب الصناعي، وتراجعت التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، كما يشير بعض المحللين إلى أن الوصول إلى 50 دولارًا ليس أمرًا مستبعدًا، إذا توفرت الظروف الداعمة لذلك.
تحوّلت الفضة هذا العام من "ظل الذهب" إلى استثمار يتصدر المشهد المالي، مدعومة بمزيج من العوامل الصناعية والطلب الاستثماري، ومع تجاوزها حاجز 25% من المكاسب السنوية، يعكس المعدن الأبيض موقعه كمرآة لتغيرات السوق، ومؤشرًا مرنًا على الاتجاهات الاقتصادية القادمة.
وبينما تستقر الأسعار حاليًا بالقرب من مستوى 36 دولارًا للأوقية، يبقى مستقبل الفضة معتمدًا على مدي التغيرات في التوترات التجارية والجيوسياسية، والسياسة النقدية الأمريكية.