السودان دولة واحدة بهويات متعددة:
لقد تم ضم سلطنة سنار في الشرق وسلطنة دارفور في الغرب في كيان سياسي واحد بواسطة المستعمر، دون اعتبار للاختلافات التاريخية والثقافية والاجتماعية بينهما، فهل ينتج عن مثل هذا الضم العنيف عادةً دولة طبيعية ومستقرة؟ هذا سؤال جوهري لا بد من طرحه.
في واقع الحال، الهويات القديمة لا تموت، بل تظل كامنة في الوعي الجمعي للأفراد.

خذ مثلاً أبناء دارفور، إذا تناقشت مع أحدهم واحتد النقاش، فغالبًا ما يبادر بذكر سلطنة دارفور، تاريخها، سلطانها الشهير علي دينار، عملتها الخاصة، وعلاقتها بدول الجوار بل حتى إرسالها لكسوة الكعبة، وهذه ليست مجرد سرد معلومات، بل في كثير من الأحيان تعبر عن حسرة دفينة على سلطنة ضاعت، يحمّل الكثيرون مسؤولية سقوطها للشمال، سواء عبر الزبير باشا وضمها للحكم التركي، أو لاحقًا في فترة الحكم الوطني حيث أصبحت الخرطوم، بالنسبة لهم، سقفًا قصيرًا يحد من تطلعاتهم ويمنعهم من استعادة أمجادهم التاريخية.

من هنا ينبثق السؤال المركزي: هل يمكن حقًا صهر دولتين أو أكثر، لكل منهما تاريخها العريق وخصوصياتها العميقة، في دولة واحدة مستقرة؟ في السودان، كل التجارب تقول: لا. وما لم يُطرح حل جذري يعيد تعريف شكل الدولة وعلاقتها بالمجتمعات المختلفة، سنظل ندور في ذات الحلقة المفرغة من الحروب والاضطرابات.

لذلك، يبدو خيار حل الدولتين، كما حدث مع جنوب السودان، خيارًا يستحق التفكير الجاد، ليس كدعوة للتفتيت العبثي، بل كسبيل لبناء دولتين طبيعيتين، قادرتين على تجاوز إرث الحرب والتهميش والاحتقان، وتحقيق الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي على أساس الإرادة الحرة والتوافق، وليس على أساس الإكراه التاريخي.

River and sea

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

سلطات الخرطوم تبعد أكثر من «100» مواطنة من جنوب السودان

 

قالت السلطات الحكومية بمقاطعة الرنك بولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان، إن السلطات السودانية ابعدت 106 من الجنوبيات السودانيات قسراً من ولاية الخرطوم إلى منطقة وانطو الحدودية على متن بصات سياحية من بينهم 61 امرأة تركن أطفالهن في الخرطوم.

الخرطوم ــ وكالات

وأوضح ديينق دينق لويث محافظ مقاطعة الرنك في تصريح بحسب “راديو تمازج”،  عقب زيارته المنطقة الحدودية، إن زيارته هدفت للوقوف على أوضاع المواطنين الجنوبين المبعدين قسرا من ولاية الخرطوم ومعرفة مصير الأطفال الذين ما زالوا هناك.

وكشف المحافظ أن السلطات في ولاية الخرطوم اقتادت العشرات من المواطنات الجنوبيات من الشوارع والمنازل إلى مراكز للحجز؛ ومن ثم قامت بترحيلهن إلى منطقة وانطو الحدودية في وضع إنساني سيئ.

وأشار إلى أن الكثير منهن تركن أطفالهن دون معرفة مصيرهم ،مطالبا السلطات السودانية  باحترام إنسانية المواطنين الجنوبيين في السودان خاصة في ولاية الخرطوم.

وأشار محافظ الرنك أنه وجه بحجز الباصات التي تم بها ترحيل  المواطنين الجنوبين من الخرطوم لحين إحضار الأطفال الذين ما زالوا في الخرطوم دون ذويهم، مبينا أن المنظمات الإنسانية قدمت بعض المساعدات الطارئة للمرحلات، وأوضح المحافظ أن وجه بترحيل العائدات قسراً إلى مدينة الرنك وتوفيق أوضاعهن في مراكز الانتظار.

وطالب محافظ مقاطعة الرنك حكومة الولاية والحكومة القومية بضرورة حث حكومة السودان على حسن معاملة المواطنين الجنوبين المقيمين لديها وترتيب إجراءات ترحليهم إلى وطنهم وفقا للمعايير الدولية المتعارف عليها، محملا حكومة ولاية الخرطوم مسؤولية الأطفال الذين ما زالو هناك دون ذويهم معتبرا ذلك انتهاكا للأعراف الإنسانية.

من جانبها أعربت منظمات المجتمع المدني بولاية أعالي النيل عن قلقها إزاء إبعاد المواطنات الجنوبيات قسراً من السودان، وقال سولانا جرمايا رئيس منظمات المجتمع المدني بولاية أعالي النيل في حديث يحسب “راديو تمازج” إن ما يتعرض له المواطنون الجنوب سوداني  في السودان خاصة في ولاية الخرطوم أمر مقلق.

وطالب جرمايا حكومتي السودان وجنوب السودان  بتنسيق الجهود بشأن ترحيل المواطنين الجنوبيين في السودان مع الأخذ في الاعتبار كرامة الإنسان وفق ما نصت عليه القوانين الدولية لحقوق الإنسان.

وناشد رئيس منظمات المجتمع المدني بولاية أعالي النيل السلطات السودانية للسماح للأمهات بالعودة إلى الخرطوم لإصطحاب أطفالهن والعودة بهم إلى وطنهم جنوب السودان.

وكان عدد من الأمهات الجنوب سودانيات المبعدات من ولاية الخرطوم تحدثن لـ “راديو تمازج” عبرن  عن ملابسات إبعادهن من الخرطوم من قبل السلطات الأمنية في الخرطوم.

نقلاً عن راديو تمازج

الوسوم100 مواطنة من دولة جنوب السودان الحدود السلطات بالخرطوم ترحيل محافظة الرنك منطقة وانطو

مقالات مشابهة

  • إنفصال دارفور
  • سلطات الخرطوم تبعد أكثر من «100» مواطنة من جنوب السودان
  • نشطاء يعلنون سقوط عشرات القتلى بهجوم لقوات دعم السريع في غرب السودان
  • مقتل 53 وإصابة 21 في قصف ميليشيا الدعم السريع لمركز إيواء بالفاشر
  • الشيباني: ننطلق بحوارنا مع قسد من مبدأ دولة واحدة وجيش واحد وأرض واحدة
  • منتخب السنغال يقسو على جنوب السودان بخماسية
  • السنغال يقسو على جنوب السودان فى تصفيات المونديال
  • ماذا بقي من اتفاق جوبا للسلام في السودان بعد خمس سنوات على توقيعه؟
  • في اجتماع “أممي”.. السودان يرد على الإمارات بقوة: من أنتم لتعلمونا الديمقراطية؟ جرائمكم في دارفور موثقة ولن تسقط بالتقادم
  • مرتزقة أوكرانيون في دارفور.. السودان يدخل مرحلة الحرب بالوكالة