السودان دولة واحدة بهويات متعددة:
لقد تم ضم سلطنة سنار في الشرق وسلطنة دارفور في الغرب في كيان سياسي واحد بواسطة المستعمر، دون اعتبار للاختلافات التاريخية والثقافية والاجتماعية بينهما، فهل ينتج عن مثل هذا الضم العنيف عادةً دولة طبيعية ومستقرة؟ هذا سؤال جوهري لا بد من طرحه.
في واقع الحال، الهويات القديمة لا تموت، بل تظل كامنة في الوعي الجمعي للأفراد.

خذ مثلاً أبناء دارفور، إذا تناقشت مع أحدهم واحتد النقاش، فغالبًا ما يبادر بذكر سلطنة دارفور، تاريخها، سلطانها الشهير علي دينار، عملتها الخاصة، وعلاقتها بدول الجوار بل حتى إرسالها لكسوة الكعبة، وهذه ليست مجرد سرد معلومات، بل في كثير من الأحيان تعبر عن حسرة دفينة على سلطنة ضاعت، يحمّل الكثيرون مسؤولية سقوطها للشمال، سواء عبر الزبير باشا وضمها للحكم التركي، أو لاحقًا في فترة الحكم الوطني حيث أصبحت الخرطوم، بالنسبة لهم، سقفًا قصيرًا يحد من تطلعاتهم ويمنعهم من استعادة أمجادهم التاريخية.

من هنا ينبثق السؤال المركزي: هل يمكن حقًا صهر دولتين أو أكثر، لكل منهما تاريخها العريق وخصوصياتها العميقة، في دولة واحدة مستقرة؟ في السودان، كل التجارب تقول: لا. وما لم يُطرح حل جذري يعيد تعريف شكل الدولة وعلاقتها بالمجتمعات المختلفة، سنظل ندور في ذات الحلقة المفرغة من الحروب والاضطرابات.

لذلك، يبدو خيار حل الدولتين، كما حدث مع جنوب السودان، خيارًا يستحق التفكير الجاد، ليس كدعوة للتفتيت العبثي، بل كسبيل لبناء دولتين طبيعيتين، قادرتين على تجاوز إرث الحرب والتهميش والاحتقان، وتحقيق الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي على أساس الإرادة الحرة والتوافق، وليس على أساس الإكراه التاريخي.

River and sea

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تسجيل إصابات جديدة بـ”الكوليرا” في دارفور

متابعات- تاق برس- أعلنت وزارة الصحة بولاية جنوب دارفور الثلاثاء عن تسجيل عدد 45 حالة إصابة جديدة بمرض الكوليرا بينها حالة وفاة.

 

وإرتفع تراكمى الإصابات منذ تسجيل أول حالة في السابع والعشرين من مايو الماضي إلى (844) والوفيات إلى 52 حالة وفاة، وفق التقرير الوبائي اليومى لحالات الكوليرا الصادر عن الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة.

 

سجلت الإصابات الجديدة بمحلية نيالا شمال (11) حالة من أحياء دومايه، السلام غرب، التضامن، ومعسكر دريج والرياض والنهضة والدروة، بجانب 11 حالة من أحياء كررى، الجبل، الوحدة جنوب، الوالى، غرب الإذاعة وحى الوادى بمحلية نيالا جنوب، وتسجيل 15 حالات بمعسكر السلام وكلمة بمحلية بليل، كما تم تسجيل 8 حالة إصابة من محلية السلام منطقة أم كسارة.

 

وبلغ إجمالى الحالات منذ تسجيل أول حالة في السابع والعشرين من مايو للعام 2025م 844 حالة إصابة و52 حالة وفاة.

 

وسجلت محلية نيالا شمال (314) حالة منها 16 وفاة، نيالا جنوب (156) حالة و 5 وفيات، نتيقة (2) حالة، بليل (314) حالة منها 29 وفاة، (9) حالات من محليه كاس، السلام 44 حالة ووفاة واحدة بجانب محلية مرشنج حالة واحدة من قوزا، وعدالفرسان من حي العافية.

جنوب دارفوركوليرامكافحة الكوليرا في السودان

مقالات مشابهة

  • صراع الهامش ضد المركز أم صراع الهامش والمركز من أجل البقاء؟
  • تسجيل إصابات جديدة بـ”الكوليرا” في دارفور
  • سأحدد متى ستكون لحظة المواجهة مع مناوي
  • لجنة ضبط الوجود الأجنبي بجنوب كردفان تعقد اجتماعا بسلاطين جنوب السودان
  • أنقذوا الفاشر حملة في السودان لفك حصار المدينة ووقف تجويعها
  • بسبب سوء التغذية.. وفاة 13 طفلاً سودانياً في مخيم للنازحين بولاية دارفور
  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني
  • بعد إعلان حكومة "تأسيس"...ما أسباب حالة الانقسام في السودان؟
  • أمطار غزيرة في السودان خلال الساعات المقبلة
  • حكومة موازية في نيالا.. ماذا تعرف عن خريطة نفوذ الدعم السريع في دارفور؟