السودان دولة واحدة بهويات متعددة:
لقد تم ضم سلطنة سنار في الشرق وسلطنة دارفور في الغرب في كيان سياسي واحد بواسطة المستعمر، دون اعتبار للاختلافات التاريخية والثقافية والاجتماعية بينهما، فهل ينتج عن مثل هذا الضم العنيف عادةً دولة طبيعية ومستقرة؟ هذا سؤال جوهري لا بد من طرحه.
في واقع الحال، الهويات القديمة لا تموت، بل تظل كامنة في الوعي الجمعي للأفراد.

خذ مثلاً أبناء دارفور، إذا تناقشت مع أحدهم واحتد النقاش، فغالبًا ما يبادر بذكر سلطنة دارفور، تاريخها، سلطانها الشهير علي دينار، عملتها الخاصة، وعلاقتها بدول الجوار بل حتى إرسالها لكسوة الكعبة، وهذه ليست مجرد سرد معلومات، بل في كثير من الأحيان تعبر عن حسرة دفينة على سلطنة ضاعت، يحمّل الكثيرون مسؤولية سقوطها للشمال، سواء عبر الزبير باشا وضمها للحكم التركي، أو لاحقًا في فترة الحكم الوطني حيث أصبحت الخرطوم، بالنسبة لهم، سقفًا قصيرًا يحد من تطلعاتهم ويمنعهم من استعادة أمجادهم التاريخية.

من هنا ينبثق السؤال المركزي: هل يمكن حقًا صهر دولتين أو أكثر، لكل منهما تاريخها العريق وخصوصياتها العميقة، في دولة واحدة مستقرة؟ في السودان، كل التجارب تقول: لا. وما لم يُطرح حل جذري يعيد تعريف شكل الدولة وعلاقتها بالمجتمعات المختلفة، سنظل ندور في ذات الحلقة المفرغة من الحروب والاضطرابات.

لذلك، يبدو خيار حل الدولتين، كما حدث مع جنوب السودان، خيارًا يستحق التفكير الجاد، ليس كدعوة للتفتيت العبثي، بل كسبيل لبناء دولتين طبيعيتين، قادرتين على تجاوز إرث الحرب والتهميش والاحتقان، وتحقيق الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي على أساس الإرادة الحرة والتوافق، وليس على أساس الإكراه التاريخي.

River and sea

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

أرنولد:من يرتدي قميص المنتخب العراقي عليه التفكير بالفوز

آخر تحديث: 9 يونيو 2025 - 1:36 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد مدرب المنتخب العراقي، الأسترالي غراهام أرنولد، يوم الاثنين، أن هدفه الوصول بـ”أسود الرافدين” إلى كأس العالم وتحقيق الحلم للمرة الثانية، معرباً عن ثقته باللاعبين لتحقيق هذا الطموح.وقال أرنولد خلال مؤتمر صحفي، إن “نتيجة مباراة الأردن مهمة لنا، لأنه لا توجد مباراة ودية بالنسبة لي خلال قيادتي للمنتخب منذ مدة قصيرة”.وأضاف “مهمتي مع المنتخب العراقي هو الذهاب بالعراق لكأس العالم وتحقيق الحلم للمرة الثانية للمونديال، لدي الإيمان بالمجموعة باللاعبين بالوصول لكأس العالم 2026”.وتابع أرنولد “من يرتدي قميص المنتخب، عليه التفكير بالفوز، ونحن يوم غد الثلاثاء نفكر بالفوز وسنعمل على تحقيق ذلك”.وأشار إلى أن “استعدادات الملحق بدأت من الآن، ومنتخبنا جاهز للقاء يوم غد أمام الأردن، والمباراة ستكون بندية عالية وتنافس بين الفريقين، فمنتخب الأردن منتخب قوي ويمتلك عناصر جيدة ونسعى لتقديم مستوى جيد والخروج فائزين”.بينما قال مدرب المنتخب الأردني، جمال السلامي “المنتخب العراقي فريق قوي. شاهدناه في أول خمسة وعشرين دقيقة أمام كوريا منظّماً وقوياً، لكن مجريات المباراة أثّرت على النتيجة”، مبيناً “نحن ننتظر مباراة صعبة يوم غد أمام العراق”.وأكد “منتخبنا أصبح مستقراً وصار لدينا فريقاً جاهزاً من حيث الانسجام والخيارات، وسنُشرك أمام العراق التشكيلة الأكثر جاهزية، لكن بواقعية، نحن سنواجه منتخباً قوياً لا يملك ما يخسره، وعلينا أن نستفيد فنيا من هذه مباراتنا غداً”.

مقالات مشابهة

  • تصاعد التوترات الأمنية والإنسانية في السودان وسط انسحاب للجيش واتهامات لليبيا.. التفاصيل
  • استئناف صادرات نفط جنوب السودان عبر بورتسودان
  • فلسطين: تصريحات سفير واشنطن المنكرة لحل الدولتين “تحول خطير”
  • وسط تحذيرات أممية وتصاعد الأزمة الإنسانية.. خطر المجاعة يخيم على جنوب الخرطوم
  • تحذير أممي من تفشي المجاعة جنوب الخرطوم
  • السفير الأمريكي لدى الاحتلال يشير إلى تخلي واشنطن عن دعم حل الدولتين (شاهد)
  • أطباء بلا حدود تغلق مستشفى تعرض للسطو بجنوب السودان
  • تحذير أممي من المجاعة جنوب الخرطوم
  • جهاز الأمن في جنوب السودان يصادر أجهزة وزيرة الداخلية
  • أرنولد:من يرتدي قميص المنتخب العراقي عليه التفكير بالفوز