1984: رقابة مشددة في أوشينيا
تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
أذهلتني الأحداث التي تناولها الكاتب (جورج أورويل) في روايته العبثية التي حملت عنوان: (1984)، كنت استمتع بقرأتها كلما توفر لي الوقت، ربما لأنها رسمت تفاصيل المشهد الختامي لمسرحية انهيار النظام العالمي، وربما لأنها واحدة من افضل الروايات التي تنبأت بطغيان القوى الغاشمة ورقابتها السرية على المطبوعات والمنشورات، ودورها اللا اخلاقي في نصرة الظالم على المظلوم، وسعيها المحموم لقلب الحقائق.
الرواية من وحي الخيال السياسي نشرها الكاتب اول مرة عام 1949. تتحدث عن منظومة دولية غير عادلة تتحكم بمجتمعات تسودها الفوضى، ويطغى فيها التعسف والإستبداد، وتغيب فيها المعايير الآدمية في دولة خرافية تدعى: (أوشينيا) يسيطر عليها حزب شمولي واحد يسمى: (الحزب). أما بطل الرواية فهو: وينستون سميث (Winston Smith)، وهو عضوٌ فاعل في (الحزب)، وموظف في وزارة: (الحقيقة)، وهي الوزارة المسؤولة عن الدعاية ومراجعة التاريخ. ويكاد يقتصر عملها على إعادة كتابة المقالات القديمة وتزييف الوقائع التاريخية بما يتفق مع توجهات الحزب الحاكم في دولة يحكمها شخص غامض يدعى: (الأخ الاكبر)، ويمثل رأس الهرم الرقابي، وله القدرة على متابعة تحركات المواطنين بالصوت والصورة فردا فردا وخطوة خطوة، والتحكم بافكارهم ورغباتهم، بما يعمق مفاهيم الطاعة العمياء للسلطة الحاكمة، ويمنحها القدسية. .
يعيش بطل الرواية في شقة ضيقة في مدينة خاضعة لعدسات الرصد والمراقبة، وتنتشر فيها شاشات تعرض تحركات الناس، بينما تتولى شرطة الفكر تفحص مشاعر المواطنين وأطفالهم، حيث يشجعون الأطفال على الإبلاغ عمن يشتبهون به داخل أسرتهم. .
يرتبط وينستون بعلاقة سرية مع زميلته بالوزارة (جوليا)، ويعثر على وثائق تدين النظام الحاكم، فيشرع في كتابة مذكراته وانتقاد الحزب وزعيمه المجهول، وهي جريمة عقوبتها الإعدام، لكنه يقع في قبضة شرطة الفكر بسبب وشاية من صديقه الحميم، فيعترف تحت التعذيب، ويدين الجميع، بما فيهم جوليا، لكن الشرطة لا تقتنع بتلك الاعترافات، فيرسلونه إلى الغرفة رقم 101، وهي الغرفة الأكثر رعبا في وزارة الحب بأسرها، ثم يطلق سراحه بعد خضوعه لعمليات غسل الدماغ. وتنتهي الرواية بتحول بطلها إلى كائن مسلوب الإرادة يكرس وقته كله لعبادة الاخ الأكبر. .
تجدر الاشارة ان الاسم الحقيقي لمؤلف الرواية هو: (إريك آرثر بلير) 1903 – 1950، لكنه اشتهر باسم: (جورج أورويل)، وهو الاسم المستعار الذي اشتهر به. والكاتب روائي بريطاني معروف بالوضوح والذكاء وخفة الدم، واشتهر ايضاً بالتحذير من غياب العدالة الاجتماعية ومعارضة الحكم الشمولي وإيمانه بالحرية والديمقراطية. وقد تعرضت روايته (1984) عند صدورها أول مرة للمنع والملاحقة القضائية بحجة أنها عمل هدام ذو إيديولوجية تخريبية. .
ارى ان المؤلف سبق عصره في طرح فكرة الرواية فالعبودية في الوقت الحاضر اشد من العبودية عام 1949 لأن استعباد الفكر اشد وطأة على الناس من استعباد الجسد. . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
ألمانيا: اعتقال خمسة عرب يشتبه بتخطيطهم لهجوم على أسواق عيد الميلاد
أكد المحققون أن هناك "دوافع إسلامية" وراء هذا المخطط. وقد مثل جميع المشتبه بهم أمام قاض السبت، وأودعوا الحبس الاحتياطي
أعلنت السلطات الألمانية مساء السبت عن اعتقال خمسة رجال، للاشتباه بتورطهم في التخطيط لهجوم محتمل ذي "دوافع إسلامية" على إحدى أسواق عيد الميلاد المنتشرة في البلاد، والتي تخضع لإجراءات أمنية مشددة منذ عدة هجمات وقعت في السنوات الماضية.
ويأتي هذا الاعتقال بعد عام من الهجوم على سوق ماغدبورغ الميلادية، في ظل توتر الأوضاع في ألمانيا بسبب قضايا الهجرة. وأسفرت عملية القبض، التي نفذتها الشرطة والنيابة العامة يوم الجمعة، عن توقيف رجل مصري وثلاثة مغاربة ورجل سوري، يشتبه في ضلوعهم في المخطط لاستهداف سوق ميلادية في مقاطعة بافاريا بجنوب ألمانيا.
وأكد المحققون أن هناك "دوافع إسلامية" وراء هذا المخطط. وذكرت صحيفة بيلد أن الرجل المصري البالغ 56 عامًا هو إمام في مسجد بالقرب من بلدة دينغولفينغ-لانداو قرب ميونيخ، ويشتبه في أنه حث على تنفيذ الهجوم باستخدام سيارة لإصابة أو قتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
أما المغاربة الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و30 عامًا، فاتهموا بالاتفاق على تنفيذ الهجوم، فيما يُنسب إلى السوري البالغ 37 عامًا دور في تشجيعهم على ذلك. وقد مثل جميع المشتبه بهم أمام قاض السبت، وأودعوا الحبس الاحتياطي.
وفي تعليق له، أكد وزير داخلية بافاريا، يواخيم هيرمان، أن "التعاون الممتاز بين الأجهزة الأمنية حال دون وقوع هجوم محتمل ذي دوافع إسلامية"، مشيرًا إلى أن مكان ووقت التخطيط للهجوم لم يُكشف عنه بعد.
Related ألمانيا تفتتح أسواق عيد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددةرغم الوعود والحماية.. لماذا تغلق ألمانيا أبوابها في وجه الأفغانيات اللواتي تعاونّ معها؟ألمانيا تكشف عن الدبابة "ليوبارد 2 إيه 8" المطورة حديثا إجراءات أمنية مشددة على أسواق الميلادتخضع أسواق عيد الميلاد الألمانية التقليدية، التي تجذب أعدادًا كبيرة من الزوار في نهاية العام، لحراسة أمنية مشددة منذ هجوم برلين عام 2016، الذي أسفر عن مقتل 13 شخصًا.
وفي العام الماضي، أدى هجوم دهس بسيارة في سوق ماغدبورغ إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة أكثر من 300 آخرين، فيما يُحاكَم السعودي طالب جواد العبد المحسن بتهمة تنفيذ الهجوم، واعترف بقيادة السيارة.
وأثارت هذه الحوادث مخاوف متجددة حول الأمن والهجرة في ألمانيا، خاصة بعد عدة هجمات بالسكاكين نفذ بعضها أجانب، وذلك في ظل حملة انتخابية برلمانية شهدت تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف إلى المركز الثاني في الانتخابات.
وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، أعيد افتتاح سوق ماغدبورغ تحت حراسة أمنية مشددة، مع تزيين الموقع بكتل خرسانية ملونة لإضفاء طابع احتفالي، بينما قررت بعض المدن الأخرى مثل أوفراث قرب كولونيا إلغاء أسواقها التقليدية هذا العام بسبب التكاليف الأمنية الباهظة.
يذكر أن أسواق الميلاد الألمانية تضم أكثر من 7 آلاف موقعًا سنويًا، ويزورها نحو 170 مليون شخص، محققة إيرادات تقارب 4,2 مليار يورو، أي نحو 25 يورو لكل زائر.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة