البوابة نيوز:
2025-10-16@12:01:18 GMT

ليس فينا من ينسى.. ولا من يفرّط.. ولا من يخاف

تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في لحظات لا يُقاس فيها الكلام بعدد كلماته، بل بوزن ما بين السطور، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي ما يكفي لتسكن به القلوب وتطمئن به العقول. لم يكن الحديث مجرد طمأنة عابرة، ولا استدعاءً للإيمان كنوع من الخطابة، بل كان بمثابة إعلان داخلي – صلب – بأن مصر تعرف تمامًا من تكون، وتعرف من الذي يحاول أن يختبر صبرها أو يدفعها إلى الحافة.

نعم، مصر تعرف. تعرف أنها الآن في قلب عاصفة إقليمية لا تهدأ، تتجاذبها طموحات القوى، وضغوط الحسابات، وأوهام التاريخ التي يريد البعض إعادة رسمها على خرائط جديدة، يخطّها الحبر الأمريكي وتُمرّرها أدوات احتلال لا تعرف للكرامة معنى.

ومع ذلك، كانت الرسالة واضحة: اطمئنوا. لا أحد يستطيع أن يفرض على مصر خيارًا لا تريده. لا أحد يمكنه أن يُرغم هذه الأمة على أن تمحو ذاكرتها، أو أن تقايض أمنها القومي بمصالح الآخرين.

هناك من يتحدث عن «بدائل»، عن «حلول» لقضية تهدد الأرض والهوية في آنٍ واحد. هناك من يرى أن التهجير حل، وأن تذويب الحق الفلسطيني في الجغرافيا العربية انتصار. لكن مصر – التي دفعت من دمها في كل حروب المنطقة – لا تقبل أن تكون ممرًا للهزيمة، أو حضنًا يُغطي على جريمة عمرها أكثر من سبعين عامًا.

حديث الرئيس كان إعلانًا مصريًا نقيًا بأن الثوابت لا تتغير. بأن سيناء – التي رُويت بدماء آلاف المصريين – لن تكون ورقة مساومة. بأن الدولة المصرية لا تغمض عينيها، بل ترى كل شيء، وتُدير معاركها بهدوء القوي، لا بصخب العاجز.

المتغيرات في الإقليم كثيرة. والضغوط أكبر من أن تقال على الشاشات. لكن الثابت الوحيد هو أن مصر تملك القرار، وتدرك الخط الأحمر. لا مجال لأن نُخدع، أو أن نتورط في ترتيبات لا تخدم إلا الاحتلال ومن يُطبّع معه.

حين قال الرئيس «محدش يقدر يعمل حاجة بفضل الله»، لم يكن يوجّه حديثه فقط إلى الشعب، بل إلى الخارج أيضًا، إلى من يظنون أن مصر يمكن أن تخضع لحسابات المال أو الضغوط الدولية. الرسالة هنا مضمونة الوصول: نحن نحكم قرارنا، ولا أحد يفرض علينا إرادة ليست من نسيجنا.

أي محاولة للزج بمصر في مشهد يُفرغ القضية الفلسطينية من معناها، ستكون خاسرة.. مصر ليست من تفتح بواباتها لتكون وطنًا بديلًا، ولا من تُلبس الكرامة ثوب "الإنسانية المزيفة" التي تروّج لها بعض العواصم تحت لافتة "السلام".

سيناء ليست صحراء مهجورة. وسكان غزة ليسوا عبئًا علينا، بل أهلًا لنا، نُناصرهم دون أن نفرّط في ذرة من تراب الوطن. فمن يحب فلسطين بحق، لا يطلب من مصر أن تُفرّط، بل يقف معها ليحمي السيادة من العبث، كما يحمي الحق من التصفية.

التهجير مشروع صامت، يُعاد تسويقه كلما اشتدت المعارك. لكن مصر، بما تمثله من ثقل وتاريخ وموقع، هي الجدار الأخير أمام هذا المشروع. ولو سقط هذا الجدار، سقطت فكرة الوطن العربي ككل. لهذا فكل ما يقوله الرئيس – ولو كان بعبارات بسيطة – هو في الحقيقة تعبير عن معركة وعي وموقف وثبات.

وفي زمن تُباع فيه القضايا وتُشترى، تظل مصر – برئيسها وشعبها – حجر الزاوية الذي لا يسمح بتغيير قواعد اللعبة. لا أحد يقرر مصير فلسطين إلا الفلسطينيون، ولا أحد يتحدث باسم مصر إلا المصريون.

نحن لا نرتبك، لا نرتجف، لا ننجرّ إلى الفخاخ. نعم، نرى ما يُحاك، ونعرف أن الضغوط ليست فقط سياسية، بل إنسانية واقتصادية ودبلوماسية. ومع ذلك، نرد على كل ذلك بكلمة واحدة: لا.

في وجداننا، لا فرق بين أمن غزة وكرامة مصر. لكننا نعرف أن هناك من يريد أن يضعنا أمام خيارين كلاهما مؤلم: إما أن نبدو متخاذلين، أو أن نتحمّل ما ليس لنا. لكننا – بفضل الله – نملك الطريق الثالث: أن نحمي فلسطين، ونصون مصر.

كل من راهن على أن مصر قد تتنازل – ولو مرة – لم يقرأ التاريخ جيدًا. لم يعرف ما معنى أن تكون الدولة متجذرة في الحضارة. لم يفهم أن في قلب هذا الوطن عروقًا من الكرامة لا تسمح له بالتورط في أي صفقة تُملى من الخارج.

مصر ليست جدارًا يُحاصَر به أهل فلسطين، ولا ساحة يتم فيها إسقاط القضية تحت شعارات مضللة. مصر وطن كبير، لكنه لا يتسع للخذلان. وطن كريم، لكنه لا يمد يده إلا بإرادة مستقلة.

من هنا، فإن كلمات الرئيس لم تكن فقط طمأنة، بل كانت إعلانًا للعالم: مصر بخير، لأنها تعرف متى تقول لا. وتقولها بثبات، دون أن ترفع صوتها. فالصوت ليس هو ما يُسمع في القاعة، بل ما يُترجم على الأرض.

في النهاية، نقولها بصدق:

لا تقلقوا، لأن في مصر من لا ينام.

لا تخافوا، لأن في هذا البلد من لا يساوم.

ولا تترددوا، لأن الرئيس الذي قال "بفضل الله" لا يحتمي إلا بالله، ولا يستند إلا إلى إرادة شعبه.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي القضية الفلسطينية الأمن القومي المصري رفض التهجير لا أحد أن مصر

إقرأ أيضاً:

ترامب: غزة ليست سوى جزء من مهمة تحقيق السلام في الشرق الأوسط

حثّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جميع دول الشرق الأوسط على العمل معًا لتحقيق السلام المستدام في المنطقة بأكملها.

وقال ترامب، خلال تصريحات صحفية أصدرها على متن طائرته: "نسقت مسبقًا مع بلدان أخرى شكل الحكم في غزة "، مؤكدًا أن التوصل إلى اتفاق غزة "جاء في توقيت مثالي".

وكتب الرئيس الأمريكي، عبر منشورات على "تروث سوشيال": "قطاع غزة ليس سوى جزء من المهمة، والجزء الأهم هو السلام في الشرق الأوسط".

وأضاف: "الآن، على كل تلك الدول العظيمة التي ناضلت طويلًا وبشدة من أجل المنطقة أن تتكاتف وتُنجز المهمة! غزة ليست سوى جزء منها، والجزء الأكبر هو السلام في الشرق الأوسط".

واستضافت مدينة شرم الشيخ المصرية قمة سلام بشأن غزة، وقع خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اتفاقًا نهائيًا لوقف إطلاق النار في غزة.

وفي 29 سبتمبر من العام الجاري، أصدر البيت الأبيض خطة الرئيس الشاملة لحل الوضع في قطاع غزة. تتألف الوثيقة من 20 بندًا، ومن أبرز بنودها إنشاء إدارة خارجية مؤقتة في القطاع الفلسطيني ونشر قوات دولية لحفظ السلام.

وفي 9 أكتوبر، أعلن ترامب أنه بعد مفاوضات مكثفة، اتفق ممثلو إسرائيل و حماس على الخطوة الأولى من خطة السلام، إذ تضمّن الاتفاق إطلاق سراح جميع المحتجزين وانسحاب جيش الاحتلال إلى خط متفق عليه في غزة.

وفي 13 أكتوبر الجاري، أطلقت حماس والفصائل الفلسطينية الداعمة لها سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، وسُلِّم ما مجموعه 20 محتجزًا إلى الاحتلال الإسرائيلي بوساطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهم موجودون بالفعل على الأراضي الإسرائيلية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غزة: تحذيرات من الانتشار الواسع للأمراض خاصة بين الأطفال شهداء وإصابات – خروقات إسرائيلية جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة قوات الاحتلال تحول منزلين في إذنا والكوم بالخليل لثكنات عسكرية الأكثر قراءة 20 ألف حالة اعتقال منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة جامعة بيرزيت تعلن التحول للتعليم الالكتروني بسبب اجراءات الاحتلال "الأونروا": إسرائيل تقتل أطفال غزة وهم نائمون بالصور: سبب وفاة أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء في مصر - ويكيبيديا عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • ‏‏الإعلام الأمني: فريق استخباري يتابع عملية اغتيال المشهداني وهذه ليست المحاولة الأولى
  • الجيش الاسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس ليست لمحتجز
  • تقرير أمريكي: عودة النشاط التجاري إلى البحر الأحمر ليست قريبة
  • لوبوان: هل يخاف بوتين وجنرالاته من القنبلة النووية الفرنسية؟
  • إسرائيل: إحدى الجثامين ليست لنا
  • ترامب: غزة ليست سوى جزء من مهمة تحقيق السلام في الشرق الأوسط
  • ترامب: غزة ليست سوى جزء من المهمة والجزء الأهم هو السلام في الشرق الأوسط
  • إبراهيم حسن: دموعنا أثناء النشيد الوطني فطرة ربانية .. وحب مصر فينا من زمان
  • الرئيس السيسي: القيادة الحقيقية ليست في شن الحروب وإنما في القدرة على إنهائها
  • جمهورية النيل ليست جديدة