يمانيون:
2025-05-10@22:32:43 GMT

فعلها الحوثي!

تاريخ النشر: 6th, April 2025 GMT

فعلها الحوثي!

يمانيون |عبدالوهاب حفكوف*

ليس من السهل على أي قوة محاصَرة، بلا غطاء جيوسياسي، أن تُنتج مدرسة ردع متكاملة، لكن الحوثيين فعلوها، لم يتسللوا إلى المشهد من شقوق الهامش، بل فرضوا حضورهم بصبر استراتيجي، وبنية عملياتية هجينة، شبكية، مرنة، لا يمكن استنساخها في المعسكرات التقليدية.

هنا لا نتحدث عن مقاومة بالمعنى الإنشائي، بل عن بنية قتالية غير رأسية، مدعومة بإرادة فولاذية وبُنية لامركزية تُوزّع القرار وتمنع الشلل، إنها منظومة قتال تولد وتتكيف تحت الضغط، تُخفي تموضعها، وتضرب في الزمان والمكان الذي تُحدده.

من مأرب إلى البحر الأحمر، ومن سلاح الكلاشنيكوف إلى المسيّرات المركّبة، راكم الحوثيون معادلة استنزاف باردة أثبتت أن من يملك السيطرة على الزمن، لا يحتاج إلى التفوق التقني، وكل من أستخف بهم، أنتهى به الأمر إلى تفسير عجزه بأسطورة “الدعم الخارجي”، عوضا عن فهم عبقرية القتال اليمني.

نُشرت فقاعة إعلامية في “التليغراف”؛ إيران تنسحب من اليمن، السؤال البديهي: من قال إنها كانت موجودة في الميدان أساساً؟ أين هي المؤشرات العملياتية؟ أين هي الصور، الاتصالات، الرصد الاستخباراتي؟ لا شيء. مجرد بناء لغوي هش، هدفه ترميم صورة الردع الأميركي بعد تلقيه ضربات يمنية غير قابلة للتفسير ضمن النموذج التقليدي للصراع.

نحن إزاء سياسة إسقاط كلاسيكية: واشنطن تفشل في ردع اليمن، فتُسقط عليه ظلّ إيران، ثم تُخفق مجدداً، فتدّعي أن إيران انسحبت، لكي تبرر عجزها، إنه خط من التبرير، يلتفّ حول الحقيقة وكل من يتحدث عن “انسحاب إيراني” يُسهم موضوعياً في إخفاء أهم ظاهرة في المنطقة؛ أن الردع يولد محلياً، في تضاريس صعدة، لا في مكاتب الحرس الثوري.

الضجيج الأخير عن ضربة وشيكة ضد إيران ليس جديداً، الجديد فقط هو درجة الهلع التي تقف خلفه، تل أبيب تعلم أنها لا تستطيع خوض الحرب، فتلجأ إلى الترويج لها عبر الإعلام، وتضغط على واشنطن لتخوضها بالنيابة، لكن في العمق، لا توجد أي مؤشرات حقيقية على قرار بالحرب؛ لا حشد، لا دعم لوجستي، لا شبكة تحصينات، لا تعبئة سياسية داخلية.

إيران ليست هدفاً استعراضياً، إنها دولة صُمّمت للردع، آلاف الصواريخ، بحرية مرنة، دفاع جوي متعدد الطبقات، واختراق استخباراتي للميدان، ضربها يعني فتح جبهات، لا شن ضربة، ويعني تحوّل الردع الإيراني إلى فعل شامل، لا استجابة محدودة.

رابط المنشور: https://x.com/Hafcuf/status/1908266346603061411

* المقال يعبر عن رأي الكاتب

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري لبناني :الردع اليمني أصبح ردعا استراتيجيًا بالمنطقة


، مؤكدًا أن "الردع اليمني في المنطقة أصبح ردعًا استراتيجيًا ضد أمريكا في المنطقة".
ولفت الخبير الاستراتيجي إلى أن الحرب الأمريكية على اليمن، التي شملت البر والبحر والجو والفضاء والتجسس والأقمار الصناعية، "لا تستطيع اختراقه، وأن "العدو كان يظن أن اليمن لم يستطع الصمود أمام الضربات الأخيرة بطائرات الشبح وكل أنواع الأسلحة المتقدمة".
وأشار إلى أن "الإنفاق العسكري الأمريكي ونوعية والأسلحة الاستراتيجية المستخدمة، كان مفترضًا استخدامها ضد الصين"، لكن "الأمريكي يرى اليوم أن اليمن يمثل عائقًا أمام أولوياته في المنطقة، وتجاه الصين".
ويرى أن هناك "أوراقًا تسقط من يد الأمريكي بفضل محور المقاومة"، مستشهدًا بـ "تجميد صفقة القرن" و"عدم جدوائية اتفاقيات أبراهام". وأكد أن "الأمريكي ليس لديه أوراق كثيرة، لأن الأوراق تسقط"، مضيفًا أن "اليمن إلى الآن أسقط أوراقًا رابحة كانت في يد الأمريكي ابتداءً من الحصار على غزة ومنظومات الدفاع الجوي وحاملات الطائرات والاتفاقات الاستراتيجية والأسلحة المتقدمة التي فشلت في اليمن".
يخلص المحلل علي حمية إلى أن اليمن حقق انتصارًا استراتيجيًا على الولايات المتحدة الأمريكية، ليس فقط في الميدان العسكري بل أيضًا في المجالات الاستخباراتية والدبلوماسية والتكنولوجية، مما أضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة وأسقط العديد من أوراقه الرابحة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومواجهة محور المقاومة.

قناة" المسيرة"

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس تعلن قصف تجمعا لجنود العدو الصهيوني قرب جنين
  • من اليمن المحاصَر إلى اليمن المُحاصِر: انقلاب في معادلات الردع
  • عمسيب: الدم يتكلم.. سقوط الوجدان المصنوع
  • ردة فعلها صدمة
  • المشاط: التحديات العالمية تفرض على الحكومات تبني رؤى مرنة
  • خبير عسكري لبناني :الردع اليمني أصبح ردعا استراتيجيًا بالمنطقة
  • إيقاف 21 طالبا عن الدراسة في جامعة واشنطن بعد احتجاجات داعمة لفلسطين
  • صنعاء تهزم واشنطن: سلاح الردع اليمني يكسر هيبة الترسانة الأمريكية
  • ّإنها سنة.. فالطغاة يعتم عليهم
  • علي جمعة يكشف عن أعمال ينبغي فعلها فى هذا الزمن المليء بالفتن .. تعرّف عليها