تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعد الأنبا باخوميوس قيمة وقامة كبيرة نفتقدها في هذا الزمان؛ فهو من أبرز الرجال الذين تدين لهم الكنيسة والمجتمع المصري بالكثير من الفضائل والخدمات الموجهة للناس في كل مكان؛ وكما قال الأب باخوم كاهن إحدى كنائس البحيرة لـ«البوابة نيوز»: الأنبا باخوميوس لم يكن مجرد أسقف، بل كان صانع هوية، وباني حضارة روحية في صحراء كانت تفتقر لكل شيء.


ويسترجع باخوم  مشوار أكثر من خمسة عقود، صنعت فيها يد واحدة خريطة خدمة لرعية امتدت من ضفاف النيل إلى أطراف شمال أفريقيا، من البحيرة حتى الخمس مدن الغربية.

وترصد «البوابة نيوز» كيف بدأت إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية من العدم، وكيف تحولت على يد الأنبا باخوميوس إلى مؤسسة كنسية متكاملة.
 إيبارشية البحيرة 

تأسست إيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية رسميًا يوم 12 ديسمبر 1971 برسامة الأنبا باخوميوس كأول أسقف لها.
كانت هذه الإيبارشية الجديدة خطوة تنظيمية مهمة للكنيسة القبطية، خاصة أنها ضمت مناطق مترامية الأطراف كانت سابقًا تابعة لإيبارشيات مختلفة، إذ كانت تضم البحيرة والغربية وكفر الشيخ، ثم اتسعت لتشمل مطروح والخمس مدن الغربية.
وقد اختار البابا شنودة الثالث الأنبا باخوميوس، الذي كان آنذاك أبونا أنطونيوس السرياني، ليقود هذه المنطقة التي كانت في أمس الحاجة إلى رعاية روحية وتنظيم كنسي شامل.
حدود الإيبارشية الجغرافية

بدأت الإيبارشية في شكلها الحالي تقريبًا، لكنها كانت بلا ملامح واضحة أو بنية أساسية، كانت الكنائس محدودة للغاية، والخدمة شبه منعدمة، والمجتمع متنوع ما بين ريفي وصحراوي وبدوي. ومع ازدياد عدد السكان وتطور الخدمة، أعيد تقسيم مناطق الخدمة داخليًا إلى ستة قطاعات رعوية، لكل قطاع وكيل مسئول، بالإضافة إلى المثلث الكهنوتي في القمة بقيادة المطران.

ولم تكن مطروح أو الخمس مدن الغربية ضمن الكيان الكنسي بشكل منظم قبل ذلك، بل جاءت لاحقًا كامتداد طبيعي لرؤية الأسقف التي لم تكن تعرف حدودًا للجغرافيا طالما أن هناك نفوسًا تحتاج إلى الخدمة.

محطات تاريخية
12 ديسمبر 1971: رسامة الأنبا باخوميوس كأسقف للإيبارشية.
2 سبتمبر 1990: ترقية الأنبا باخوميوس إلى رتبة مطران، وتدشين الكاتدرائية، وإهداء رفات القديس أثناسيوس الرسول للإيبارشية.
إنشاء كلية القديس أثناسيوس اللاهوتية، ومعاهد الإلحان والرعاية والكتاب المقدس.
تأسيس فروع متعددة للإكليريكية في السادات، مطروح، وكينج مريوط.
إطلاق أيام رعوية ثابتة مثل 23 يوليو ليوم الخدام، و6 أكتوبر ليوم الشباب.
إقامة لقاءات مجمعية خلال صوم الميلاد، والصوم الكبير، وصوم الرسل.
 عدد الكهنة والخدام
عندما تسلم الأنبا باخوميوس مسئولية الإيبارشية، كان عدد الكهنة 18 فقط، ووصف الموقف ساخرًا بقوله: كان عندي 18 كاهن ونص، لأن نص الكاهن كان يخدم نص الأسبوع في القاهرة.

أما اليوم، فقد بلغ عدد الكهنة الذين رسموا في عهده 227 كاهنًا، بخلاف 40 مكرسًا، وجيش من الخدام والخادمات على مستوى القطاعات.
عدد الكنائس 
حين بدأ الأنبا باخوميوس خدمته، كان عدد الكنائس 25 كنيسة فقط، واليوم ارتفع العدد إلى 164 كنيسة، بخلاف أكثر من 215 مبنى خدمي تابع لها، تتنوع بين دور الضيافة والملاجئ وبيوت الإعاقة والتعليم والخدمة الاجتماعية.

 تطوير الإيبارشية
ربما لا تكفي الكلمات لوصف الدور الكرازي والتأسيسي للأنبا باخوميوس. فقبل أن يرسم أسقفًا، أرسله البابا كيرلس السادس في يناير 1966 للإشراف على معهد الكرازة في المعادي، ثم خدم في السودان والقبائل الوثنية، مما صقل فيه شخصية خادم لا يخاف الصعاب. وحين جاء إلى البحيرة، لم يكن هناك شيء، ولكنه بدأ بما يمكن تسميته “كرازة داخل الوطن”، وبنى الإيبارشية حجرًا فوق حجر، إنسانيًا قبل أن يكون إنشائيًا.

وكانت “المبادئ العشرة” التي وضعها شعارًا لخدمته عنوانًا لرؤية اجتماعية متكاملة تربط بين الروح والجسد، بين الخدمة والتعليم، بين الفقير والكنيسة.

ومن أشهر هذه المبادئ:
• لا يُحرم جائع من طعام
• لا يُحرم مريض من علاج
• لا تُحرم فتاة من زواج
• لا يُحرم طالب من تعليم
• لا يُحرم إنسان من مأوى
• لا تُحرم خدمة روحية من أن تُقام…

وكل مبدأ من هذه المبادئ كان وراءه قصة، واحتياج حقيقي، واستجابة صادقة من راعي فهم معنى أن يكون “أبًا” لا “إداريًا”.

تاريخ مجيد 
الأنبا باخوميوس، الذي عاش 90 عامًا، منهم 62 عامًا راهبًا بدير السريان، لم يكن مجرد اسم في سجل الأساقفة، بل كان صفحة من صفحات الكنيسة المعاصرة. 

وحين نودعه، لا نقف أمام نهاية، بل أمام تراث حي، وإيبارشية تتكلم عنه في كل بيت وكل كنيسة وكل خادم وخادمة نشأوا في مدرسته.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: كاتدرائية ايبارشية البحيرة الأنبا باخوميوس السادات الأنبا باخومیوس مدن الغربیة لا ی حرم

إقرأ أيضاً:

وفد كنسي يهنئ محافظ الأقصر بعيد الأضحى

استقبل المهندس عبدالمطلب عمارة، محافظ الأقصر، نيافة الأنبا يواقيم، أسقف عام إسنا وأرمنت والنائب البابوي لدير الأنبا متاؤس الفاخوري بإسنا، على رأس وفد كنسي ضم القمص متاؤس القمص زخاري، وكيل مطرانية إسنا وأرمنت، والقس هدرا لطفي مسئول العلاقات العامة بالمطرانية، والراهب القمص هدرا الفاخوري، والراهب القس أنطونيوس الفاخوري، وذلك لتقديم التهنئة بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

وخلال اللقاء أكد محافظ الأقصر ترحيبه بزيارة الأنبا يواقيم والوفد المرافق، مشيرًا إلى أن تبادل التهاني في المناسبات والأعياد يعكس روح المودة والتلاحم الوطني بين أبناء الشعب المصري، ويؤكد على قيم المحبة والسلام والتآخي التي تجمع نسيج الأمة. 

كما أشاد بالروابط القوية والمشاعر الأخوية التي يتميز بها الشعب المصري.

ومن جانبه أعرب الأنبا يواقيم عن سعادته بهذه الزيارة، مشيرًا إلى أن هذه المناسبة تمثل فرصة لتعزيز أواصر المحبة والتآخي بين أبناء الوطن.

IMG-20250529-WA0113 IMG-20250529-WA0112 IMG-20250529-WA0111

مقالات مشابهة

  • عادل عوض: تونس كانت تنظم 480 مهرجانا فنيا قبل الربيع العربي
  • البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق يترأس قداس عيد الصعود المجيد بالإسكندرية
  • الأنبا إبراهيم إسحق يترأس قداس عيد الصعود المجيد بالإسكندرية
  • وفد كنسي يهنئ محافظ الأقصر بعيد الأضحى
  • زوجة: زيادة وزني كانت سببا في ارتباط زوجي بأخرى
  • توريد 278 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة
  • توريد 278 ألف طن قمح داخل شون وصوامع البحيرة
  • "كانت داخلة مع صحابها".. القبض على المتهم بالتحرش بطالبة في القاهرة
  • الحرب تعيد الخربة إلى أصلها: هل كانت مزرعة عدس؟
  • الكنيسة الأرثوذكسية تحيي تذكار القديس الأنبا أمونيوس المتوحد