لجريدة عمان:
2025-06-26@22:12:58 GMT

«القيظ» في عُمان.. صفحة من ذاكرة الوطن

تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT

«القيظ» في عُمان.. صفحة من ذاكرة الوطن

يرتبط فصل الصيف في سلطنة عُمان ارتباطًا وثيقًا بقدوم «القيظ» ومن لا يعرف معنى هذه الكلمة فهي تعني موسم حصاد ثمار بعض الأشجار مثل النخيل والأمبا (المانجو) وغيرها من أشجار الفاكهة.

ومنذ أن كنّا صغارًا في فترة السبعينيات من القرن الماضي، كان «القيظ» بالنسبة لنا ذلك الخصب الذي ننتظره بفارغ الصبر، وكثيرًا ما كان يتزامن حصاد ثمار النخيل في شهر رمضان الفضيل، فكنا نحرص على أن يكون أساس المائدة الرمضانية «باعتباره نوعًا وجودةً ومذاقًا لذيذًا».

لقد درج الناس في أحاديثهم الجانبية أو في مجالسهم عن «القيظ»، فلكما اشتدت الحرارة واشتكى البعض منها مازحه شخص يجلس إلى جانبه قائلا: «ألا تريد أن تأكل الرطب»، فنضج ثمار النخيل مرتبط بارتفاع درجات الحرارة فهي فعليًا تسهم في نضج الثمار وتحوّلها من اللون الأخضر إلى الأصفر ثم يأخذ شكله النهائي في النضج كرطب، أيضا ارتفاع الحرارة يسهم في إنضاج فاكهة «المانجو» فالعناقيد تتدلى من الشجرة ثم تصفرّ بعد فترة إلى أن تصل إلى اللون الأصفر، وهذا معناه إيذانًا بنضج الثمار وحان موعد قطافها.

ويترافق بداية موسم «القيظ» بالنسبة للنخيل في سلطنة عمان من خلال حصول المزارعين على بضع حبات من الرطب، وهي تسمى لدى البعض بـ«تباشير الرطب»، أي أول القطاف، وهناك أصناف عدة من أشجار النخيل التي تثمر مبكرًا عن غيرها من الأنواع الأخرى، وأيضا هناك ولايات عمانية تشتهر بالريادة والسبق عن الآخرين في تباشير القيظ، وبحسب ما ذكرته وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في بيان سابق يؤكد أن سلطنة عمان تحتل المركز الثاني خليجيًا والثامن عالميًا في إنتاج التمور، وبحسب الإحصائيات المنشورة قبل عامين تقريبا، يبلغ عدد أشجار النخيل أكثر من 9 ملايين نخلة و352 صنفًا منها، وتشكل فترة «القيظ» أطول موسم لجني الرطب في العالم.

ربما ثمة تحديث جديد للأرقام لم أطلع عليه، ولكن من المؤكد أن سلطنة عمان ممثلة في وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، تعمل جاهدة على إعداد وثيقة استراتيجية وطنية من أجل النهوض بهذه الشجرة التي تم ذكرها في القرآن الكريم، وذلك من خلال إدخال أصناف جديدة لـ«نخيل التمر» سواء المحلية أو العالمية والتي من بينها صنف المجدول وأصناف خليجية ومغاربية وعراقية معروفة أثبتت نجاحها، كما حققت بعض الأصناف السعودية نجاحات في زراعتها.

عندما يطرح ثمار رطب النخيل أو المانجو في الأسواق فمن الطبيعي أن يكون سعره مرتفعًا في بداية الموسم، وربما يكون سعره مبالغًا فيه، ولكن طالما أن العرض يتم في السوق فإن الأسعار تخضع إلى مبدأ «العرض والطلب»، ولكن مع زيادة الإنتاج اليومي ووفرته في السوق تهبط الأسعار تدريجيًا إلى مستويات جدا معقولة، ولكن لا يزال لدى البعض فضول ذاتي في تذوّق ثمار الرطب في بداية موسمه دون الانتظار لطرح أنواع جديدة من الرطب في الأسواق، وهذا ما يجعل البعض يُقبل على شراء بعض حبات منه بأسعار نراها مرتفعة جدا.

وبحسب ما هو متعارف عليه لدى العمانيين، فإن «قش بطاش» هي النخلة التي يبدأ المزارعون بجني ثمارها مبكرا إضافة إلى نخلة «النغال» التي تعد الأكثر شعبية بين المحافظات، كونها تزرع في أماكن مختلفة، ويبدأ موسم قيظ «النغال» في ولاية دماء والطائيين نظرًا لوجود الظروف البيئية المواتية أهمها ارتفاع درجة الحرارة في قرى الولاية الجبلية.

أما شجرة الأمبا (المانجو)، فهي تتميز عن بقية الأنواع التي تأتي من الخارج بحلاوة طعمها ورائحتها الزكية، ويحرص الكثير من العمانيين على شرائها من الأسواق أو في بعض الأماكن التي يتم عرضها، ومن الملاحظ بأن أسعارها تعتبر نوعًا ما أعلى من المستورد، لكن مع كل ذلك لها زبائنها ومحبوها.

بوجه عام، يعد «القيظ» في سلطنة عمان مناسبة سنوية، وتقليدًا عمانيًا أصيلًا، وبحسب ما نشرته صحيفة «عمان» منذ عام تقريبا عن «طناء النخيل» على اعتبارها عادة اجتماعية يحرص الأهالي على إحيائها بشكل سنوي في مختلف الولايات، لاسيما خلال فترة «القيظ»، وهي عبارة عن بيع وشراء ثمار النخيل قبل نضجه، وتنتهي تلقائيا بعد حصاد تلك الثمار، ومن المتعارف أنه يبدأ نهاية شهر مايو ويستمر حتى نهاية القيظ، ولا يزال المجتمع العماني يحافظ عليها بشكل مستمر لما لها من حقوق ومسؤوليات تجاه مُلاكها من الأهالي أو الأوقاف أو الأفلاج.

إذًا نحن بعد وقت ليس بالطويل أمام موسم حصاد ينتظره المزارعون، والأسواق، وعامة الناس فـ«القيظ» هو الذي يجمعنا سنويًا بثمار محلية نفتخر بجودتها وأصالتها، وأيضا هي عادة متأصلة في أذهان الناس، وطريق ممتد لاحتفائية قديمة لا تزال تلقى رواجًا واهتمامًا من الجميع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان

إقرأ أيضاً:

تسليم عقود توظيف لمصريين للعمل في مجالات زراعة النخيل بالأردن

سَلّم محمد جبران وزير العمل، اليوم الثلاثاء، بمكتبه بالعاصمة الإدارية الجديدة، 10 عقود عمل لعمال مصريين تقدموا على فرص أعلنت عنها "الوزارة" موخرًا للعمل في مجالات زراعة النخيل، وتربية السمان، في المملكة الأردنية الهاشمية.

بدء اختبارات المتقدمين لشغل فرص عمل بالأردن في مجال صناعة الزجاج

وقال الوزير أن الإستمرار في تسليم هذه العقود يؤكد مصداقية فرص العمل التى توفرها الوزارة بالتنسيق بين الإدارة المركزية للعلاقات الدولية ،والإدارة العامة للتشغيل ،ومكاتب التمثيل العمالي بالخارج..وقالت هبة أحمد مدير عام الإدارة العامة للتشغيل أن هذه الفرص الجديدة بالأردن تصل الرواتب فيها 300 دينار كل شهر ،وبالإضافة مميزات أجتماعية وخدمات صحية ..

طباعة شارك وزير العمل محمد جبران فرص عمل بالخارج

مقالات مشابهة

  • وزارة السياحة والآثار: عودة جميع حجاج السياحة المصريين بسلام إلى أرض الوطن بعد انتهاء موسم حج 1446هـ بنجاح مميز
  • الجزائر وعُمان تتفقان على خارطة طريق للتعاون في النقل البحري
  • جناح سلطنة عمان بالجزائر يشهد إقبالا كبيرا من الزوار
  • سلطنة عمان.. وجهة تعليمية واعدة لاستقطاب الطلبة الدوليين
  • مسيرة زعيم خالد في ذاكرة الوطن.. ذكرى تنصيب جمال عبد الناصر رئيسا لولاية ثانية
  • جمعية الصحفيين العمانية: سلطنة عمان كانت ولا تزال طرفًا فاعلًا في جهود التهدئة
  • غرفة تجارة وصناعة عمان تناقش مستقبل قطاع الإنشاءات في سلطنة عمان
  • شراكات اقتصادية عمانية جزائرية وآفاق واعدة
  • تسليم عقود توظيف لمصريين للعمل في مجالات زراعة النخيل بالأردن
  • تراجع معدل التضخم في سلطنة عمان بنهاية مايو إلى 0.6%