"لا لا للخيانة، ولا لا للتطبيع"، و"غزة غزة رمز العزة" و"هذا عار، هذا عار، فلسطين في خطر"، بمثل هذه الشعارات، صدحت أصوات الآلاف من التلاميذ المغاربة، من قلب مدارسهم، في عدّة مدن، طوال الأسبوع الجاري؛ وذلك فيما وُصف بـ"الحراك اللّافت، المشكّل لرسالة قوية ترفض استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة".



من مدن: وجدة والرباط، وطنجة وفاس والدار البيضاء وتطوان وسلا ومكناس، وصولا لمناطق جبلية مثل إقليم الحوز، حوّل التلاميذ بين ليلة وضحاها، المدارس إلى منصات للخطب التضامنية، رافعين أعلام فلسطين، وهاتفين بشعارات مثل: "المغرب وفلسطين شعب واحد مو شعبين"، في مشاهد رجّت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

في هذا التقرير ترصد "عربي21" مشاهد التضامن العارم التي قادها تلاميذ المغرب في موجة احتجاجية وصفت بـ"غير المسبوقة، وتعكس عمق الوعي السياسي لدى النشء"، إذ تحولت ساحات المدارس إلى منصات للخطب والهتافات التضامنية. 



تضامن يتجاوز الجدران المدرسية
المسيرات التلاميذية الغاضبة، المُطالبة بإسقاط التطبيع، وبوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر، تزامنت مع "الإضراب العالمي لأجل غزة"، فلم تكن مُجرد احتجاج عابر، بل تتويجا لسلسلة مبادرات طلابية في المغرب، بدأت منذ بداية الحرب الهوجاء على غزة.

وقال عدنان، وهو تلميذ يدرس بالفصل الخامس ابتدائي: "التضامن مهم مع إخواننا في الغزة، الذين يعيشون القهر، ولا أحد يقوى على إيقاف الحرب"، فيما قالت والدته التي كانت تراقب احتجاجات التلاميذ على بعد مسافة منهم: "جميل هذا الحراك، لكي لا تُنزع منهم إنسانيتهم، الفطرة الآن هي من تتكلم".

وتابعت الأم التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، في حديثها لـ"عربي21": "بالطبع لن أمنع ابني من الإعلان عن احتجاجه، والكشف عن رفضه لاستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي، الوعي بالقضية الفلسطينية يبدأ منذ الطفولة؛ لكنني في المقابل أحرص على مراقبته عن بعد، خوفا عليه من أي تجاوز قد يؤذي طفولته".



وفي السياق نفسه، لم يقتصر تضامن تلاميذ المغرب على حدود المؤسسات التعليمية (الابتدائية، والإعدادية، والثانوية)، بل جابوا الشوارع المجاورة لمدارسهم، مع رفع شعارات تدعم كامل الأهالي بقطاع غزة المحاصر، وتطالب بـ"وقف فوري" لكافة أشكال التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

إلى ذلك، عاشت عدّة مؤسسات تعليمية، بمختلف المدن المغربية، على مدار أسبوع كامل، على إيقاع توقّف عن الدراسة، عقب انخراط أطر تربوية في الإضراب العالمي من أجل غزة؛ أبرزها ما شهدته مدينة طنجة، بتحوّل مظاهرة أمام مديرية طنجة أصيلا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إلى مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة.




كذلك، في اعتصام ليلي دام ما يناهز خمس ساعات، شارك المئات من أبناء مدينة طنجة، للتأكيد على تضامنهم المطلق مع كامل الشعب الفلسطيني خاصة في غزة، ورفضهم لاستمرار حرب الإبادة التي يتعرض لها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق.

هذا الشكل الاحتجاجي، الذي وصف بكونه: "الأول من نوعه في مدينة البوغاز (طنجة)"، أتى تلبية لنداء "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" في طنجة إلى ساكنة المدينة، رفضا للمجازر اليومية التي تُرتكب في حق أبناء القطاع المحاصر.



جيل جديد يرفض الصمت
لم يتوانَ المغاربة (صغارا وكبارا) في استكمال مشهد التضامن المستمر منذ ما يناهز السنتين، خاصة عقب يوم من مليونية الرباط، بمشاركة قوية في "الإضراب العالمي لأجل غزة"، حيث عمّت احتجاجات غاضبة مختلف المدن، شارك فيها مئات التلاميذ والطلبة وأيضا أطر التعليم والصحة، للتعبير عن رفضهم لعدوان الاحتلال الإسرائيلي.

في السياق ذاته، شهدت مختلف الجامعات المغربية، الإثنين الماضي، جُملة مظاهرات، شملت أزيد من 14 مؤسسة جامعية، وذلك بحسب ما أكّده نائب الكاتب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب.

وفي وقت سابق، من الأسبوع نفسه، نظم عشرات المحامين المغاربة وقفة احتجاجية بمدينة الدار البيضاء، تضامنا مع الفلسطينيين في غزة؛ تحت شعار "أوقفوا العدوان الصهيوني"، وذلك استجابة لدعوة من جمعية المحامين الشباب بالدار البيضاء.

وخلال الوقفة ذاتها، رفع المحامون، وهم يرتدون زيهم الرسمي، الأعلام الفلسطينية، فيما رددوا عدّة شعارات داعمة للقضية الفلسطينية.


تجدر الإشارة إلى أنه منذ مطلع آذار/ مارس الماضي، عاودت حكومة الاحتلال إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، بعد تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، وسط تجاهل أمريكي وصمت دولي، ما فاقم أكثر من المعاناة الإنسانية الملحّة داخل القطاع المحاصر، وما جعل أصوات الرّافضين لاستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، تعلو أكثر، في عدّة دول عبر العالم.

وإجمالا، خلّفت حرب الإبادة الجماعية التي يستمر عليها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أكثر من 166 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة الاحتلال المغرب تلاميذ المغرب قطاع غزة المغرب غزة قطاع غزة الاحتلال تلاميذ المغرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عدوان الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

لقجع يكشف عن موعد انتهاء الأشغال في الملاعب التي ستحتضن مباريات كأس إفريقيا

كشف فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلال اللقاء التواصلي الذي نظمته هذه الأخيرة مع ممثلي وسائل الإعلام، بحضور الناخب الوطني وليد الركراكي، وطاقمه التقني، بمركب محمد السادس لكرة القدم، « كشف »، عن موعد انتهاء الأشغال بالملاعب التي ستحتضن مباريات كأس الأمم الإفريقية 2025.

وفي هذا الصدد، قال فوزي لقجع، إن ملاعب مراكش، وأكادير، والدار البيضاء، وفاس جاهزة بالفعل، بينما ستكتمل أعمال بناء وتأهيل 4 ملاعب في العاصمة الرباط بحلول شهري غشت وشتنبر على أقصى تقدير، وهو ذات الوضع بالنسبة لملعب طنجة الكبير.

وأشار لقجع، إلى أن المغرب هو أول بلد يتعهد باستضافة كأس أمم أفريقيا بـ9 ملاعب متكاملة، إلى جانب 24 فندقًا، و24 ملعبًا للتدريب، مع ضمان توفير مقر إقامة وملعب تدريب منفصل لكل منتخب مشارك، وهي سابقة في تاريخ البطولة.

وأوضح لقجع، أن الأشغال بملعبي البريد ومولاي الحسن بالرباط تسير بشكل أحسن من المتوقع وأن الملعبين سيكونان، وفق تعبيره، جاهزين نهاية شهر غشت المقبل للممارسة الكروية، مؤكدا أن الجميع يعمل من أجل تتويج المنتخب المغربي بلقب كأس إفريقيا، وموضحا، أن هذا التمر أصبح غير قابل للنقاش على جميع المستويات، ويجب أن تكون جميع أطياف المجتمع المغربي من مسؤولين ومدربين ولاعبين ووسائل إعلام مجندة وراء المنتخب المغربي لتحقيق الهدف المنشود.

كلمات دلالية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المنتخب الوطني المغربي فوزي لقجع نهائيات كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025

مقالات مشابهة

  • قوافل الغضب التي هزّت عروش الصمت
  • البرلمان العربي: الصمت الدولي تجاه غزة صورة بشعة للكراهية والعنصرية
  • اليماحي: الصمت تجاه الجرائم في غزة أبشع صور الكراهية
  • لقجع يكشف عن موعد انتهاء الأشغال في الملاعب التي ستحتضن مباريات كأس إفريقيا
  • مجازر إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والتصعيد العسكري مع إيران.. تفاصيل
  • 52 شهيداً في مجازر الاحتلال بغزة
  • كيف غير ترامب موقفه تجاه ضرب إيران تحت ضغط الاحتلال الإسرائيلي؟
  • الإبادة في غزة مستمرة.. مجازر جديدة واستهداف متعمد لطالبي المساعدات
  • مجازر الاحتلال بحق الجوعى وجرائم الحرب الإسرائيلية
  • ارتفاع حصيلة الشهداء جراء مجازر الاحتلال في غزة.. وحماس تدعو لتحرك ضد مصائد المساعدات