تحتوي على أقدم وأندر الأشجار في العالم.. غابات لبنان سحر لا يُقاوم مُهدد بالزوال! (صور)
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
بمناسبة اليوم العالمي للغابات في 21 آذار الماضي، أعلن وزير الزراعة نزار هاني حالة طوارئ لحماية قطاع الغابات في لبنان، وأشار إلى إجراءات ستتّخذها الوزارة لوقف العمل برخص التشحيل، ووقف إصدار وتجديد رخص إنتاج الفحم، وإجراءات صارمة بالتعاون مع وزارات الدفاع والداخليّة والبلديّات والعدل، لضبط المخالفات بهذا الخصوص.
فـ "لبنان الأخضر" الذي لطالما تغنينا به أصبحت غاباته مهدّدة أكثر من أي وقت مضى نتيجة للتغيّرات المناخية، والحرائق المفتعلة، والقطع الجائر للأشجار والتعديات العمرانية العشوائية ما تسبب بفقدان نحو 4000 هكتار من الغطاء الحرجي، الأمر الذي يستدعي تحركا سريعا من قبل الوزارات المعنية والقوى الأمنية. ومع انطلاق فصل الربيع وعودة ممارسة الرياضة في الطبيعة والهواء الطلق من مشي وهايكينغ لا بد من الإضاءة على أهم الغابات الموجودة في لبنان من شماله وحتى جنوبه مرورا ببقاعه. غابة أرز الرب أرز الرب هو موقع في وادي قاديشا بالقرب من بلدة بشري شمالا، هي واحدة من آخر بقايا غابات الأرز اللبناني الواسعة التي ازدهرت في كل أنحاء جبل لبنان في العصور القديمة. تقع غابة أرز الرب في بشري بالقرب من الوادي، وقد أصبحت اليوم محمية طبيعية مخصصة لإنقاذ الأرز اللبناني، وتتجلى أهميتها التاريخية في أنها الغابة الأساسية التي قطع الفينيقيون أخشابها ليبنوا سفنهم ومعابدهم وليتاجروا بها مع المصريين والآشوريين، ومنها تم بناء هيكل سليمان. تمتد غابة أرز الرب على مساحة 11 هكتارا، تمتاز بأنها تضم أقدم أشجار الأرز في العالم، ولم يبق فيها سوى 48 شجرة معمرة، يصل عمر أكبرها إلى أكثر من ألف سنة، والبعض يشير إلى 2500 سنة. كما تضم 375 شجرة يصل عمرها إلى بضع مئات من السنين من بينها 4 يصل ارتفاعها إلى 35 مترا وقطرها بين 12 و 14 مترا. وتمتاز هذه الأشجار باستقامة جذوعها، وبأغصانها المروحية الشكل التي تنبثق متعامرة مع الجذوع. غابة أرز حدث الجبة تُعتبر من أجمل الغابات في لبنان والشرق، من حيث كثافة الشجر، ونوعيته النادرة بين فصائل شجر الأرز. وهي تُعد، من أكبر غابات الأرز في لبنان والعالم، كونها تُشكّل غابة كبيرة، بحدود مشتركة مع بلدات قنات نيحا وتنورين. تُعتبر غابة أرز حدث الجبّة، من أندر الغابات التي تحتوي على أنواع مُتعدّدة من أجود أصناف الرمول والصخور والتربة. كما ينبت فيها أعشاب وطفيليات وفطر لا ينبت في أي غابة أخرى. ويُقدّر عدد الأشجار فيها بنحو 300 ألف شجرَة. غابة بولونيا في المتن تعتبر غابة بولونيا في المتن من أجمل غابات لبنان. يتردد أن الجنرال هنري غورو أول المفوضين الفرنسيين على لبنان في أوائل عشرينيات القرن العشرين هو الذي أطلق على غابة الصنوبر هذه إسم غابة بولونيا. اشترى غابة بولونيا رهبان دير مار يوحنا الطبشة الكاثوليك من الأمراء اللمعيين ابتداء من القرن الثامن عشر وكانت الغابة تسمى "القطارة" لما كانت تحوي أشجار الصنوبر فيها من قطران سريع الإشتعال. غابة بكاسين في جزين تُعتبر غابة بكاسين في قضاء جزين من أجمل غابات لبنان والعالم وتتميز بسحر لا يقاوم. تحتضن أكبر غابة من الصنوبر المثمر وأجوده في الشرق الأوسط على الإطلاق. تبلغ مساحتها 200 هكتار، مما يجعلها معلماً مرموقاً في السياحة البيئية، وقد تم إعلانها غابة محمية من قبل وزارة البيئة في العام 1996. تُعد غابة الصنوبر من أهم معالم القرية التي تجذب السياح إليها، وتلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد الريفي وتوفر فرصاً إقتصادية عالية من خلال جني الصنوبر، وتحوي الغابة تنوعاً بيولوجياً غنياً من النباتات العطرية والطبية. غابة أرز جاج في جرود جبيل تُعتبر غابة أرز جاج في أعالي قضاء جبيل من أقدم المحميات الطبيعية في لبنان . أنشئت في العام 2014 وهي تقع في بلدة جاج. تمتد على مساحة 20 هكتارًا ويصل ارتفاعها فوق سطح البحر إلى 1650 مترًا. تضم المحمية جزءًا من مشاعات بلدة جاج التي تحتوي على غابة أرز محيطة بكنيسة قديمة. تُعتبر أشجارها من أقدم أشجار الأرز في لبنان، وهو الأرز الذي بنى منه الملك سليمان هيكله في أورشليم. غابة العذر في فنيدق-عكار غابة العذر المتفردة بجمالها في لبنان والمنطقة، تقع على كتف جبال عكار في منطقة فنيدق (شمال لبنان)، وتمتد على مساحة كيلومتر مربع، وتعلو عن سطح البحر 1500 متر، ويقبع فوقها سهل القموعة مقصد السياح وأبناء البلد، وتبعد حوالي 140 كلم عن العاصمة بيروت. والعذر هو أضخم أنواع شجر السنديان، ويصل طوله إلى ثلاثين مترا، ورغم أن الاسم عربي فإنه يعني بالآرامية "العمود الرئيسي"، وذلك نسبة لضخامة جذع الشجرة الذي تعمر آلاف السنين. غابة العذر "فريدة من نوعها في العالم"، ومساحتها كانت مليوناً ونصف المليون متر مربع قبل أن تتناقص إلى مليون متر مربع نتيجة للتوسع العمراني والقطع العشوائي للأشجار بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية وشدة البرد في هذه المناطق". تضم الغابة 36 نوعاً من النباتات والزهور النادرة بحسب دراسة "لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، إضافة إلى أنواع مهمة من الحيوانات البرية التي تندر في مناطق لبنان والجوار كالسناجب والضباع والأرانب. إلّا أنّ أشجارها الباسقة التي يبلغ طولها نحو 30 متراً، تتعرّض منذ فترة لسلسلة تعديات وعمليات قطع جائر، على يد عدد من الحطابين الذين يبيعون حطب الغابة بأسعار خيالية، محقّقين أرباحاً طائلة، على حساب ديمومة هذه الغابة التي يبلغ عمر بعض أشجارها (في النبي خالد) أكثر من 1500 عام . وتتميز الغابة ببصمة جمالية مختلفة على مدار أشهر السنة. وتمتدّ الحدود الحالية للغابة على نحو مليون متر مربع (100 هكتار) وتضمّ نحو 50 ألف شجرة، بينما كانت قبل ذلك أوسع بكثير، وتُعدّ الآن من عوامل الجذب السياحيّ البيئيّ في المنطقة. غابة الأرز في الباروك-الشوف تُعد المحمية من أكبر المحميات في لبنان، فهي تشكل 80% من المناطق المحمية فيها. مساحتها حوالي 550 كيلومتر مربع، بطول 50 كم وعرض 11 كم، ويتراوح ارتفاعها بين 1200 متر و 1984 متر. يقع 70% منها في منطقة الشوف و 30% في البقاع الغربي. تكمن أهمية المحمية البيئية بضمّها 620 هكتاراَ من غابات الأرز اللبنانيّ، وهي أكبر مساحة لهذا النوع في لبنان، وتعادل 25 في المئة من غابات الأرز المتبقّية في البلاد. يقدَّر عمر بعض الأشجار في هذه المحميّة بنحو 2000 سنة، إلى جانب ضمّها 520 نوعاً من النباتات، منها 14 نوعاً نادراً، وعدداً من الحيوانات والزواحف. إذا هذه لمحة سريعة عن أهم غابات لبنان حيث من المُفيد زيارتها والتعرّف إليها والمُحافظة عليها بشتى الطرق ليبقى لبنان "الأخضر" في ظل التحديات التي نمر بها لاسيما التغيرات المُناخية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: غابات لبنان الأرز فی فی لبنان متر مربع ت عتبر
إقرأ أيضاً:
هيئة التراث تكشف عن أقدم استخدام لـ«الحَرْمَل» قبل 2700 عام بمنطقة تبوك
نشر معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطوري في ألمانيا بالتنسيق مع هيئة التراث، وجامعة فينا النمساوية دراسة علمية في مجلة (Communications Biology) العالمية كشفت عن أقدم استخدام موثق لنبات "الحَرْمَل" (Peganum harmala)، ويعود إلى العصر الحديدي قبل نحو 2700 عام، إذ تم توثيق ذلك من خلال أدوات أثرية عثر عليها في مستوطنة واحة "قُرَيّة" بمنطقة تبوك.
وجاءت هذه الدراسة بتعاونٍ بين هيئة التراث، ومعهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطوري في ألمانيا، وجامعة فيينا في النمسا، ضمن جهود بحثية مشتركة تهدف إلى استكشاف الجوانب العلاجية والاجتماعية للممارسات القديمة في الجزيرة العربية.
واعتمد الباحثون في هذه الدراسة العلمية على تحليلات كيميائيّة دقيقة لبقايا عضويّة يندر العثور على بقاياها في السجلات الأثرية، وتم الحصول عليها محفوظة في مباخر من الفخار، أجري عليها تحليل متقدم باستخدام تقنية الكروماتوغرافيا السائلة عالية الأداء – الطيف الكتلي المتوازي (LC-MS/MS)، والتي مكنت من الكشف عن وجود قلويدات نبات "الحَرْمَل" في داخل هذه الأدوات، ما يعد دليلًا ماديًا مباشرًا مكننا من تحديد نوع النباتات التي استخدمها الناس، وأماكن استخدامها، وكيفية استخدامها، والأسباب التي دفعتهم لاستخدامها لأغراض علاجية.
ويُعرف نبات "الحَرْمَل" في الثقافة المحلية بخصائصه المضادة للبكتيريا، وتأثيراته العلاجية، مما يعزز قيمة هذا الاكتشاف في الربط بين الممارسات القديمة والحياة الثقافية المعاصرة.
وأوضحت الهيئة بأن هذا الاكتشاف يؤكد على عمق الجذور التاريخية لهذه التقاليد في الجزيرة العربية، كما تُعد هذه الدراسة إحدى ثمار التعاون البحثي الدولي الذي تقوده هيئة التراث ضمن جهودها لإبراز البعد العلمي والمعرفي للمكتشفات الأثرية في المملكة، وتعزيز حضورها في مختلف مجالات الأبحاث العالمية والمرتبطة بتاريخ الإنسان وثقافته، لتأكد الهيئة على استمرار دعمها للمبادرات العلمية الرائدة التي تسهم في إعادة قراءة تاريخ الجزيرة العربية من منظور علمي حديث.
تقود #هيئة_التراث دراسة علميَّة نُشرت في مجلة (Communications Biology) العالمية؛ تكشف عن أقدم الاستخدامات لنبات "الحَرْمَل" قبل 2700 عام. pic.twitter.com/T7nkNEY6RW
— هيئة التراث (@MOCHeritage) May 23, 2025 أخبار السعوديةهيئة التراثجامعة فينا النمساويةمعهد ماكس بلانك لعلم الإنساننبات الحَرْمَلقد يعجبك أيضاًNo stories found.