العطلة الصيفية .. والاستغلال الأمثل
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
جاء التوجيه الإلهي بصيغة الأمر في الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)، وجاء التحذير المحمدي في سياق الحديث النبوي صريحا ومباشرا في قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول )، وذلك لما لتربية وتنشئة الأولاد من أهمية كونها مسؤولية سيحاسب عليها الآباء والأمهات في حال التقصير، وسيعود عليهم بالخير والنفع في الدنيا والآخرة إن هم أحسنوا تربيتهم وتعليمهم العلم النافع الذي يربطهم بالله ورسوله، ويثقفهم بالثقافة الإسلامية القرآنية الخالية من كافة أشكال الزيغ والزيف والضلال والانحراف، الثقافة التي تأخذ بأيديهم نحو ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، والتي تجعل منها أدوات بناء وتعمير ومشاعل هداية وتنوير، لا معاول هدم وتخريب وأبواق للتضليل والانحراف .
ومن هذا المنطلق جاءت فكرة إقامة المراكز الصيفية بهدف استيعاب الناشئة والشباب من الجنسين خلال فترة العطلة الصيفية لحمايتهم من مخاطر الضياع والانحراف والسقوط في مستنقع التفاهة وإهدار الوقت في مقاهي ونوادي الإنترنت، ومخالطة رفاق السوء، والإدمان على العادات السيئة والضارة بالجسم، والتي تقود في مجملها إلى الغفلة وخصوصا في ظل البعد عن الله، وعدم وجود أدنى صلة به، وهو ما يجعل هؤلاء الشباب والشابات ضحية، تدفع الأسرة والمجتمع والوطن ثمن ذلك غاليا جدا .
ساعات قليلة يقضيها الشباب والشابات في المراكز الصيفية، يتعلمون فيها العلوم النافعة لهم، وفي مقدمتها القدرة على قراءة وحفظ القرآن الكريم، وإتقان الكتابة والقراءة بالطريقة السليمة، واكتساب المزيد من المعارف والعلوم التي تعود عليهم بالفائدة، علاوة على تنمية ودعم المواهب وتشجيع المبدعين والموهوبين في مختلف المجالات، وغيرها من المناشط الثقافية والرياضية والترفيهية التي يتضمنها البرنامج الخاص بالمراكز الصيفية، التي للأسف الشديد يتعامل معها الكثير من الآباء والأمهات بحالة من البرود واللامبالاة، ويفضلون قضاء فلذات أكبادهم للإجازة الصيفية في اللهو واللعب والضياع دونما استيعاب لخطورة وفداحة ذلك، وهناك من يتأثرون بالشائعات والادعاءات الكاذبة التي يروج لها الأعداء والتي تستهدف المراكز الصيفية، حيث يذهب هؤلاء لشيطنتها وتشويهها من باب الكيد السياسي والحزبي وفي سياق الحرب الناعمة التي يتعرض لها أبناء المجتمع بهدف مسخ هويتهم اليمانية الإيمانية والنيل من قيمهم ومبادئهم وثوابتهم، والحيلولة دون تنوير وتثقيف جيل الغد وتبصيره بحقيقة ما يدور حوله، وحجم المؤامرات التي تحاك ضدهم، وطبيعة المشاريع والمخططات الشيطانية التي تستهدفهم .
المراكز الصيفية فسحة سنوية للترويح عن النفس بما يفيدها ويغذيها الغذاء الأنسب، الغذاء الذي تحتاج له، ولا ضرر منها، ولا تمثل أي خطر على فلذات أكبادنا، حيث بإمكان كل أب وكل أم الذهاب لزيارة هذه المراكز والاطلاع عن قرب على ما تقدمه من علوم ومعارف ومهارات وأنشطة، ومن حقهم تقديم الملاحظات والمقترحات التي يرون أنها مناسبة وضرورية لتحقيق أعلى نسبة استفادة لأولادهم من هذه المراكز، وخصوصا في ظل الهجمة المسعورة التي يشنها عليها أبواق العدوان نزولا عند رغبة الأمريكي والإسرائيلي، اللذان يدركان أهمية هذه المراكز، والدور البارز الذي تقوم به في فضحهما وكشف مخططاتهما ومشاريعهما التآمرية، وحربهما الإفسادية التي تستهدف الناشئة والشباب بشتى الطرق والوسائل، حيث تشكل هذه المراكز حصانة لهم من كل ما سبق ويشكل مصدر إزعاج وقلق للأمريكي والإسرائيلي.
وهنا ينبغي علينا جميعا من باب المسؤولية والواجب الديني العمل على إلحاق أولادنا بالمراكز الصيفية، ولو من باب الإغاظة للوبي الصهيوني والمرتزقة، إذا ما تجاوزنا الثمار الطيبة التي نجنيها نحن وأولادنا ومجتمعنا منها، والتي من شأنها أن تدفع بنا للمسارعة لاغتنام هذه الفرصة المجانية الحافلة بالكثير من المكاسب الثمينة والثمار الطيبة طويلة الأثر في مختلف المجالات وعلى مختلف المستويات والأصعدة، ولا أعتقد أن أياً منا يكره أن يلتزم أولاده بأداء الصلوات في أوقاتها، ويمتلكون القدرة على قراءة القرآن وحفظه، وإجادة القراءة والكتابة بالطريقة الصحيحة، وهي مكاسب كافية لوحدها لأن تجعلنا ندفع بأولادنا من الجنسين للالتحاق بهذه المراكز الصيفية .
الإسرائيلي الغاصب يمنح الناشئة والشباب في العطلة الصيفية حيزا من اهتماماته من خلال إقامة مراكز خاصة يتم فيها غرس النزعة السايكوباتية في عقولهم وقلوبهم ضد العرب والإسلام والمسلمين، وغيرها من الأفكار الهدامة والتدجين الشيطاني المشبع بالغل والحقد والكره، ولا نجد من يستنكر أو يهاجم ذلك، ولكن بمجرد أن يتم الإعلان عن فتح الدورات الصيفية في اليمن تقوم القيامة وتبدأ حملات التحريض والتأليب والتشويه لها في سياق حملة منظمة للمرتزقة وأسيادهم، وكل ذلك يدفعنا جميعا لإلحاق أولادنا بهذه المراكز إذا ما أردنا لهم الصلاح والفلاح والتوفيق والنجاح في الدنيا والآخرة .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ملابس الإحرام للمرأة والرجل في الحج.. تعرف عليها
قالت دار الإفتاء المصرية، إن المرأة الحاجة أو المعتمرة تلبس ملابسها المعتادة الساترة لجميع جسدها من شعر رأسها حتى قدميها، ولا تكشف إلا وجهها وكفيها، وعليها ألَّا تزاحم الرجال، وأن تكون ملابسها واسعة لا تبرز تفاصيل الجسد ولا تلفت النظر، والمستحب الأبيض.
ملابس الإحرام للرجل والمرأةوكشفت دار الإفتاء المصرية، عن صفة ملابس الإحرام للرجل والمرأة، وأوضحت أن المواصفات المطلوبة شرعًا في ملابس الإحرام للرجل ألَّا يكون المَلبوس مُحِيطًا مُفَصَّلًا على العُضو؛ كالقميص والسراويل.
وأضافت دار الإفتاء في بيان صفة ملابس الإحرام للرجل والمرأة أنه ما لم يكن كذلك فلَا بأس بلُبس المُحرِم له؛ كالساعة والرِّداء والإزار مِمَّا يُلَفُّ على الجسم ولَا يُفَصِّل العُضو، أمَّا المرأة فتلبس ملابسها المعتادة الساترة لجميع جسدها من شعر رأسها حتى قدميها، ولا تكشف إلا وجهها وكفيها، ويسن للرجل والمرأة ارتداء الأبيض الجديد.
وبينت دار الإفتاء أن الإحرام: هو نية الدخول في النسك أو التزام حُرُمات مخصوصة، والـمُحْرِم: هو مريد الإحرام المتلبس به، والإحرام ركن من أركان الحج والعمرة؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»، متفق عليه.
وأشارت إلى أن للإحرام أحكام: منها ما يتعلق بملابس المحرم وما يرتديه؛ حيث إن المحرم يُمْنَع من لبس الثياب المخيطة المعتادة في الإحرام، وتختلف ملابس الإحرام للرجل عن المرأة، وتفصيل ذلك على النحو الآتي:
إزار: وهو ثوبٌ يُحيط بالنصف الأسفل من البدن من قماش لا يشف عن العورة "كالبشكير"، يلفه المحرم على وسطه ليستر به ما بين سرته إلى ما دون ركبته، وأفضله: الجديد الأبيض.
ورداء: وهو ثوب يستر به النصف الأعلى من الجسد ما فوق سرته إلى كتفيه فيما عدا رأسه ووجهه، وأفضله: الجديد الأبيض.
ونعل: يلبسه المحرم في رجليه يظهر منه الكعب، والمراد بالكعب: العظم الناشز المرتفع في جانب القدم عند ملتقى الساق والقدم، ولكلِّ قدمٍ كعبان عن يمنتها ويسرتها.
وأمَّا المرأة فتلبس ملابسها المعتادة الساترة لجميع جسدها من شعر رأسها حتى قدميها، ولا تكشف إلَّا وجهها وكفيها، وأن تكون ملابسها واسعة لاتصف الجسد ولا تلفت النظر، والمستحب في ذلك كله: الأبيض.
تغيير ملابس الإحراموقالت دار الإفتاء المصرية أن السنة في حق المحرم هي لبس ثوبين نظيفين؛ جديدين أو غسيلين، والأولى أن يكونا أبيضين؛ فإذا أصابهما الاتساخ بما هو نجس أو غيره، وعلم بذلك وقدر عليه؛ بادر بتغييرهما لتحصيل الأفضلية وخروجا من الخلاف، وإن طاف به دون تغيير فلا شيء عليه تقليدا لمن أجاز ذلك من الفقهاء.
وأوضحت الإفتاء في إجابتها على سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي، أن ملابسك إذا كانت متسخة بما هو نجس وعلمت بذلك بعد الانتهاء من الطواف، وقمت بتغييرها؛ فإن طوافك صحيح، وإن كان الأولى إعادة الطواف خروجا من الخلاف، وأخذا بالاحتياط.
واضاف: أما وإن كانت ملابسك متسخة بما هو ليس بنجس كتراب ونحوه؛ فطوافك صحيح أيضا، والأولى المبادرة بنزعها وتغييرها؛ لتحصيل السنة من كون ثياب الإحرام نظيفة بيضاء من جهة، وعدم الإضرار بالآخرين من جهة ثانية، وللحفاظ على نظافة المسجد الحرام وعدم تلويثه من جهة ثالثة.