الجزيرة:
2025-06-04@19:07:13 GMT

ما الذي يحدث في مدينة الفاشر وما حولها؟

تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT

ما الذي يحدث في مدينة الفاشر وما حولها؟

الفاشر- ينتظر سكان مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها الحصول على مساعدات إنسانية عاجلة تنقذهم من الجوع والمرض، عقب اقتحام قوات الدعم السريع لمخيم زمزم للنازحين، الذي يبعد 15 كيلومترا عن الفاشر في غرب السودان.

وقبل هذا الاقتحام، فرضت القوات حصارا مشددا على المخيم استمر لنحو عام، حيث منعت دخول السلع الأساسية والإمدادات الإغاثية، مما تسبب في تدهور شديد للأوضاع الإنسانية، تزامنا مع ارتكاب انتهاكات جسيمة في العديد من البلدات القريبة.

ورغم هذه الظروف المأساوية، يواصل المدنيون في الفاشر، التي تُعتبر القلب النابض لإقليم دارفور، كفاحهم اليومي للبقاء على قيد الحياة. ويعيشون في حالة طوارئ إنسانية خانقة، مما يتطلب تدخلا عاجلا لإنقاذهم من خطر الموت المتزايد بسبب نقص الغذاء والمياه والخدمات الطبية.

نداء إنساني

وقال محمد آدم، ناشط إغاثي من الفاشر، للجزيرة نت إنه يوجد آلاف من المدنيين الذين فروا من مخيم زمزم، يفترشون العراء في الشوارع الغربية لأحياء المدينة. وأضاف "يجب على الحكومة السودانية التحرك بسرعة نحو الفاشر لرفع الحصار وضمان تدفق الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية للمدنيين المحاصرين".

وأكد أهمية تدخل المنظمات الإنسانية بشكل فوري، وأعرب عن قلقه من الآثار الصحية والنفسية التي قد تنجم عن الوضع الراهن، محذرا من أن الفقر والعوز يمكن أن يؤديا إلى تفشي الأمراض وزيادة معدل الوفيات، خصوصا بين الأطفال وكبار السن.

تحذيرات من زيادة معدل الوفيات خصوصا بين الأطفال وكبار السن (المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بالسودان)

وبحسب فاطمة بشير، معلمة في إحدى مدارس الفاشر، فإنه يتعين على الجميع، بما في ذلك الأمم المتحدة، اتخاذ خطوات عاجلة لتوفير المساعدات الغذائية التي يمكن نقلها عبر الطائرات لتلبية احتياجات سكان الفاشر. وأشارت إلى أن جميع الإمدادات الغذائية قد نفدت ولا يوجد ما يؤكل، وأن المنطقة تعاني من انعدام شبه كامل للمياه الصالحة للشرب نتيجة تعطيل مصادر المياه الرئيسية وانعدام وقود التشغيل.

إعلان

من جانبه، قال آدم رجال، المتحدث الرسمي باسم المنسقيّة العامة للنازحين واللاجئين، للجزيرة نت إن المجتمعات المحلية في منطقة "طويلة"، التابعة لحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، تبذل جهودا حثيثة لمساعدة الضحايا الفارين من مخيم زمزم.

وأضاف أن نحو 186 ألفا و560 شخصا وصلوا إلى المنطقة سيرا على الأقدام، وعلى عربات الكارو، والدواب، وعلى متن شاحنات، وذلك خلال الفترة من 3 إلى 14 أبريل/نيسان الجاري. وأشار إلى أن عمليات النزوح الجماعي لا تزال مستمرة بشكل متزايد، حيث تدفقت الأعداد بشكل كبير.

فرار آلاف المدنيين من مخيم زمزم إلى مدينة الفاشر (المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بالسودان) قتل واغتصاب

وتشير تقديرات المراقبين المحليين إلى أن عدد القتلى من المدنيين جراء اقتحام مخيم زمزم قد بلغ 500 شخص على الأقل، في حين فر الآلاف إلى مدينة الفاشر وأماكن أخرى خوفا من أن تقتلهم قوات الدعم السريع والمقاتلون المتحالفون معها، بحسب ناشطين ميدانيين.

وكتب محمد خميس دودة، المتحدث باسم النازحين في المخيم، على فيسبوك، أن هناك مئات الجرحى والمفقودين، بينهم نساء وأطفال. وناشد السلطات تحمل مسؤولياتها والتحرك الفوري لإنقاذ المصابين والمختطفين، وأوضح أن اقتحام المخيم تم باستخدام سيارات حديثة مزودة بأحدث الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والمدافع بعيدة المدى، وسط صمت دولي وصفه بالمخجل.

وأضاف أن النساء والأطفال وكبار السن وموظفي المنظمات الإنسانية تعرضوا لانتهاكات وحشية، من قتل جماعي واغتصاب علني إلى اختطاف ممنهج وحرق المساكن دون أي تمييز.

وارتكبت قوات الدعم السريع سلسلة من الفظائع في مدينة الفاشر ومخيم زمزم، ولا تزال مستمرة في انتهاكاتها رغم المناشدات والدعوات الدولية لوقف العنف.

وفي ظل هذه الأوضاع، أصدرت لجنة أمن ولاية شمال دارفور قرارا بفرض حظر التجوال داخل المدينة من الساعة السابعة مساء حتى الخامسة صباحا، مع استثناء عيادات الأطباء والمختبرات والصيدليات والحالات الطارئة وشاحنات نقل المياه لضمان استمرار الخدمات الأساسية.

وقال أحمد حسين مصطفى، المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، للجزيرة نت إن الوضع الأمني في الفاشر تحت السيطرة، وإن اقتحام مخيم زمزم تم تحت إشراف مباشر من قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، بهدف استهداف القوة المشتركة. وأضاف "ما حدث سيشعل جحيما جديدا في دارفور، وسيغير مجرى الصراع بشكل جذري. انتقام وثأر أبناء الضحايا قادم لا محالة".

أمل وتفاعل

مع تقدم الجيش السوداني نحو كردفان ودارفور، يعبّر العديد من سكان الفاشر عن آمالهم في أن يسهم ذلك في تحسين أوضاعهم الأمنية وينقذهم من الجوع والقصف المستمر الذي يتعرضون له.

إعلان

وقال إبراهيم آدم، أحد سكان المدينة، للجزيرة نت "نتطلع إلى الجيش ليأتي وينقذنا، ونعوّل على استعادة الأمن والسلام في منطقتنا، لكن الوضع لا يزال مقلقا للغاية". وأشار إلى أن الكثير من السكان لا يشعرون بالتفاؤل، حيث يتطلعون بفارغ الصبر لوصول قوات الجيش بشكل سريع وفوري.

وأضاف إبراهيم "نخشى أن يتعرض الكثير منا للقتل إذا استمر الوضع على ما هو عليه، وذلك بسبب الهجمات المتكررة التي تشنها قوات الدعم السريع".

في هذا السياق، أفادت الفرقة السادسة مشاة في الفاشر بأنها نفذت ضربات ناجحة باستخدام طائراتها المسيّرة أمس الاثنين، حيث استهدفت تجمعات لقوات الدعم السريع. وأوضحت أن هذه الضربات أدت إلى مقتل عدد كبير من عناصرها وتدمير 5 مركبات قتالية بشكل كامل.

كما أشارت إلى تصديها لقوة معادية متسللة في حي خورسيال شرق مدينة الفاشر، حيث أسفرت العملية عن القضاء التام على المتسللين دون أن ينجو أي منهم.

وفي إيجاز صحفي نشرته على صفحتها الرسمية في فيسبوك، ذكرت الفرقة أنها تمكنت أيضا من تحييد عدد من القناصة في منطقة جنوب شرق الفاشر، بالإضافة إلى تدمير مدفع ثقيل كان متمركزا في جبال أبوجا شمال شرق المدينة.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع مدینة الفاشر للجزیرة نت مخیم زمزم إلى أن

إقرأ أيضاً:

اتهامات متبادلة بشأن استهداف قافلة إغاثة أممية بدارفور

الفاشر– قالت مصادر ميدانية للجزيرة نت، إن قوات الدعم السريع استهدفت قافلة مساعدات أممية كانت تنقل مواد غذائية إلى مدينة الفاشر، غربي السودان، مما أسفر عن سقوط قتلى وخسائر فادحة في الإمدادات الإنسانية.

وذكرت المصادر، أن الهجوم أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل، منهم سائقو شاحنات ومساعدوهم، بينما تعرضت سبع شاحنات محملة بالذرة والزيت والعدس لأضرار جسيمة، مما يزيد من معاناة سكان مدينة الفاشر المحاصرين.

وفي تغريدة له عبر صفحته على فيسبوك، ندد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي بالهجوم، مؤكداً أن القافلة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي تعرضت للاستهداف في منطقة الكومة، بعدما رفض طاقمها تغيير مسارها أو إنزال الإغاثة خارج الفاشر.

وأشار إلى أن المليشيا نهبت الشاحنات التي لم تتعرض للحريق، مستغلة ضربات الجيش ضد قواتها للإيحاء بأن الجيش هو من استهدف القافلة.

وأضاف مناوي أن الهجوم يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات التي تهدف إلى منع وصول المساعدات الإنسانية، حيث سبق أن تم استهداف مخازن برنامج الغذاء العالمي في الفاشر قبل أيام، لمنع تخزين المواد الإغاثية.

وفي المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع طيران الجيش باستهداف القافلة، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة اثنين آخرين. وأشارت في بيان لها إلى أن الهجوم يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، داعية المجتمع الدولي إلى محاسبة مرتكبي الجريمة.

إعلان

وفي سياق متصل، قالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، إن القافلة كانت محتجزة منذ ثلاثة أيام قبل أن يتم إحراقها بالكامل أمس، متهمة قوات الدعم السريع بمحاولة تضليل الرأي العام عبر الادعاء بأن الجيش هو من استهدف القافلة بطائرات مسيّرة.

وأوضحت التنسيقية في صفحتها على الفسبوك أن طبيعة الحريق تؤكد أنه كان بفعل مباشر على الأرض، وليس بضربات جوية، مشيرة إلى أن آثار الهجوم تحمل بصمات التخريب المتعمد باستخدام النيران والعبث الأرضي.

عمليات حرق تعرضت لها شاحنات الإغاثة الأممية (مواقع التواصل الاجتماعي) موقف رسمي

ونددت الحكومة السودانية بالحادثة، ووصفتها بأنها "جريمة متعمدة" تهدف إلى تعطيل جهود إيصال المساعدات إلى المواطنين المحاصرين في الفاشر ومعسكرات النازحين.

وقال مكتب المتحدث باسم الحكومة، في بيان الثلاثاء، إن الهجوم أسفر عن تدمير عدد من الشاحنات التابعة للأمم المتحدة، وسقوط قتلى وجرحى من العاملين في القافلة، إضافة إلى إلحاق أضرار بالفرق الإنسانية التي كانت تحاول إيصال الإغاثة.

وأكدت الحكومة، أن الاعتداء يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويعكس محاولات متعمدة لتعطيل عمليات الإغاثة التي تنفذها الحكومة بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وأضاف البيان: "الحكومة إذ ترفض هذا السلوك الإجرامي الذي تمارسه المليشيا، تجدد التزامها الكامل بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين في المناطق المحاصرة".

وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن في 14 مايو الماضي عن تحرك قافلة تابعة له من منطقة الدبة بالولاية الشمالية إلى الفاشر، محملة بإمدادات غذائية وتغذوية.

وشدد البرنامج حينها على ضرورة تأمين وصول المساعدات بأمان، نظراً لأنها تمثل احتياجات حيوية للأشخاص الذين يواجهون خطر المجاعة.

وتقع منطقة الكومة على بُعد 80 كيلومتراً شرق مدينة الفاشر، على الطريق القاري الذي يربط شمال السودان بغربه، وتحدها من الجنوب والشرق محليتا كلمندو وأم كدادة، ومن الشرق ولاية شمال كردفان، بينما تحدها من الشمال والشمال الغربي محليتا المالحة ومليط.

إعلان

وتضم المنطقة ثلاث وحدات إدارية رئيسية: الكومة، وساري أم هجيليج، والكبير وغبيبيش. ويعتمد معظم سكانها على الرعي والزراعة، حيث يشتهرون برعي الأغنام والإبل والضأن، وتخضع حالياً لسيطرة قوات الدعم السريع.

مقالات مشابهة

  • مصر تدعم الجيش السوداني ضد الدعم السريع! القاهرة توضح
  • حكومة السودان والدعم السريع يتبادلان الاتهام بالهجوم على قافلة غذاء
  • اتهامات متبادلة بشأن استهداف قافلة إغاثة أممية بدارفور
  • السودان.. آلاف الأسر تهرب من الخوي بسبب اشتباكات دامية مع قوات «الدعم السريع»
  • لجان مقاومة الفاشر مليشيا الدعم السريع قامت بحرق مساعدات إنسانية كانت في طريقه الي المدينة
  • شهادات مروعة.. العبور من مناطق وحواجز الدعم السريع في السودان (شاهد)
  • بالفيديو.. حميدتي يظهر في خطاب غاضب يهدد ويتوعد بتوسع العمليات العسكرية .. جدة تاني مافي وقوات الدعم السريع ستصل بورتسودان ويتحدث عن الدواعش وتدمير قدرات الجيش
  • بعد مرور 20 عاما.. دارفور تواجه جحيما على الأرض من جديد
  • شبكة أطباء السودان: قصف الدعم السريع يؤدي لمقتل 3 أطفال وامرأة جنوب الفاشر
  • جان بارسيغيان عمدة فرنسية ألغت شراكة مع مدينة إسرائيلية لصالح مخيم فلسطيني